ما كنت احسب سياتي علي يوم أسمع فيه أو أقرأ هرآء وأفترآء عن أمدرمان العاصمة الوطنية للسودان وأهلها وموطن النبهآء من أبنآئها ، من ولدوا فيها ومن استوطن فيها قادما" من آفآق بلادنا الرحيبة فصار واحدا" من أهلها فأمدرمان مدينة جاذبة لكل وافد يجد لقيته فيها ، وأبدأ بنفسي فقد ولدت فيها وترعرعت حتي صرت شابا" وكهلا" ودبت الشيخوخة في عمري ومذ طفولتي في فريق ريد بالموردة والذي كان يضم خليطا" من شعوب وقبآئل السودان كان فيها المحسي والشايقي والدينكاوي والجعلي والفورآوي والنويراوي والرباطابي والدنقلاوي ، وعشنا جميعا" كأسرة واحدة بل كنا لا نعرف قبائلنا ، وكنا جميعا" أخوة كأننا جئنا الي الحيآة من رحم واحدة ، ويفتح بين بيوتنا ما كان يعرف بالنفاج بين الجيران ، ودعني أنقل لك مقدمة كتابي ( امدرمانيىات ) والذي طبع ونشربالقاهرة عن الشركة العالمية للطباعة والنشر في عام 2007 ،وكان الأهدآء الي أهل أمدرمان .. الأصالة والسمآحة وبخاصة الصديق الكاتب الأمدرمآني الأصيل شوقي بدري ، والمقدمة كما يلي : ـ أمدرمان أشبه بمائدة عامرة بشهي الطعام وكل ماتشتهيه الأنفس ويلذ له التذوق والأكل ، فأن أردت الأدب وجدته وأن أردت الشعر عثرت عليه ، وأن أردت الغنآء والموسيقي طربت من الحانها الشجية وكلماتهاالعذبة ، وأن أبتغيت الوطنية والسيآسة أمتلأ الفكر والوجدان بها ، وأن ، تطلعت الي الريآضة طلت عليك ، وأن تشوقت نفسك الي روحانية الصوفية وجدت بغيتك فيها ، أنها أمدرمآن الأم الرؤوم التي ضمت الي صدرها الحنون أبنآء السودان جميعهم وأفاضت عليهم من حنانها ورعايتها فما بخلت ولا ضنت ولاقصرت ، أنها أنشودة عذبة في فم الزمان وهدية مهداة من فيض الرحمن ، أبناؤها من خير خلق البرية الذين وطأت أقدامهم أديم الأرض وانتشروا في أرجاء السودان رسلا" للعلم والتحضر عندما كان التهميش مفروضا" علي سوداننا الحبيب ، ولهذا وغير هذاأحببناها ونقش حبها في قلوبنا ولن تنمحي ذكراها ... عندما سأل صحفي أديبنا العالمي الطيب صالح عن أمدرمان قال له عليك أن تكتب عن أمدرمان أنها مدينة مدهشة ، وأجابه الصحفي بأنه لا يعرفها ، فقال له الطيب : ( أكتب عن ناسها ، هؤلاء ستجدهم أين ما ذهبت ) ونشر هذا الحديث في هذه الصحيفة سودانيز أون لآين ضمن مقال يوم السبت18 2 2012| ، وولد الطيب في بلدة كرمكول في الشمالية وتوفي عن عمربلغ الواحد و ثمانين عاما" ودفن في امدرمان ، وكتب هذا الدعي المهندس النكرة أن أمدرمان زحمة التناقض والسلبطة والأذي وهذا لغو سخيف يدل علي الجهل وسوء الأدب، وأعطي أمثلة ساذجة متضادة مثل فتجد أخوان في بيت واحد منهم من يدعي لعب الكورة والكوز والمتدين والسياسي والشاعر ، فهو بقوله هذا يريد أن يكون الجميع نسخة واحدة بالكربون مع أن الأختلآف في الرأي سنة الله في الكون حتي في العقيدة ولتقرأ قوله تعالي : ولو شآء ربك لجعل الناس أمة وآحدة ولا يزالون مختلفين ) سورة هود \ \118آية وقوله تعالي : ( ولو شآء ربك لأآمن من في الأرض كلهم جميعا" أفأنت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين )) سورة يونس\آية 99\وهذامافعله النبي(صلعم ) في المدينة مع اليهود ، فأنه أمنهم علي أنفسهم وأموالهم وكنائسهم ،وكذلك مع نصاري نجران ، وهو ما فعله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عندما دخل القدس . وهذا يعود بذاكرتي الي جنوبنا المفقود عندما كنا في لجنة لمعاينة الأولاد الصغار للدخول الى المدرسة الأولية بمعهد التونج لتدريب المعلمين ، وكنا نسأل والد الولد عن الدين الذي يريد أن يتعلمه أبنه في المدرسة ،وذلك شيئ حساس للغاية هناك ونسجل في أورنيك خاص نوع الديانة فهناك مسيحي كاثوليكي ومسيحي بروتستانت ومسلم ولا دينى وحصة الدين يدرسها القسيس لكل مذهب ، والأسلام يدرسه المدرس الشمالي المسلم ، ومثل أمام اللجنة دينكاوي جاء لتوه من الغابة ومعه ولده العاري تماما" ( وكنا نكسوهم بعد قبولهم ) وسألنآه عن الدين الذي يود أن يدرسه أبنه ، فقال أن أبنه صغير ولا يريد أن يفرض عليه دين خاص ولكن عندما يكبر ويفهم فعندها يختار الدين الذي يريده ،وأعجبني رد هذا الرجل شبه العاري الجاهل القادم من الغابة وقلت في نفسي ألسنا علي دين أبائنا بالوراثة فلو كانوا مسيحيين أو يهود لكنا مثلهم ، وحديث هذا الرجل هو عين الحقيقة والديمقراطية في عصرنا الحديث التي تنص علي حرية العقيدة في حقوق الأنسان ، فهل يتفوق ذلك الرجل الجاهل البدآئي في فكره عليك يا مهندس؟! وقد عشنا في زمن كان التعليم فيه مزدهرا" ، ونحن في الصف الرابع الثأنوي وعلي أبواب أمتحان الشهادة الثانوية من جامعة كيمبردج وكان مقررا" علينا في اللغة العربية في الأدب دراسة كتاب (شوقي وحافظ لعباس العقاد ) ، وشن العقاد في الكتاب حملة شعوآء قاسية علي شوقي وحط من شاعريته ورفع من شأن حافظ ، وسألت أستاذنا الأزهري المصري لماذا بخس العقاد شعر شوقي وقد بآيعه كل الشعرآء العرب بأمارة الشعر ، فأجابني بلهجته الصعيدية قائلأ" : أصله العقاد ده شرموطي أصله كان كاتب صغير ومغمور واراد أن يظهر . وهذابالضبط مايفعله عنتر المهنس النكرة بالهجوم علي أمدرمان وناس امدرمان ، وأما أمدرمان فقد أنجبت من الرجال والنسآء الأفذاذ في جميع المجالات وعدهم من كثرتهم يستعصي علي العد وكانوا نجوما" لامعة في سماء الوطن وشرفوا السودان في الخارج ،وهاك اليسير منهم ، علي عبد اللطيف ، أسمعيل الأزهرى ، عبد الخالق محجوب ، محمد أحمد محجوب ، عرفات محمد عبدالله ، احمد يوسف هاشم ، بشير محمد سعيد ، محمد أحمد السلمابي ، عبد الله رجب محجوب عثمان ،حسن نجيلة ، التيجاني يوسف بشير ، احمد محمد صالح محجوب شريف ، بابكر بدري ، القاضي الدرديرى محمد عثمان ، القاضي محمد صالح عبد اللطيف العقيد زاهر سرور الساداتي بطل فلسطين ، صديق منزول ، الدكتورة خالدة زاهر ،الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم ،ست دنيا القابلة كرومة ، برعي محمد دفع الله ، ميرغني حمزة المهندس الذي خطط مشروع المناقل ، وليس مهندسي الكيزان الذين شيدوا الأبنية مثل مستشفي الرباط التي انهارت الي كومة من تراب ، والكباري التي تصدعت ، والشوارع التي صارت ترابا" ولم تكمل السنة وكل هذا الخراب والدمار سببه الجهل والفساد والمصيبة أكبر وأفظع في سد مروي ، وأحسب يا مهنس عنتر أنك كوز من زمرة هؤلآء الكيزان المهندسين ! و هذا يكفي وأحيلك ألي الأخ الغالي عاشق أمدرمان الكاتب شوقي بدري والذي قال : لو كانت أمدرمان أمرأة مصابة بالأيدز لتزوجتها ... ( منتهي التضحية ) هلال زاهر الساداتي 14\9 2016
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة