مع كل احترامي لوجهة نظرك وطريقتك المهنيه في تحليل القضيه الاسرائيليه لكنى لا أوافقك الرأي في وصفك لقضية إسرائيل بالدينيه بشكل سافر ، إضافة الي الإتهامات التي وجهتها لهم ، وحسب علمى شخصكم الكريم تخرجتم فى جامعة الخرطوم وعاصرتم وعايشتم الهوجة الناصرية المتمثلة فى شعاراتها الفضفاضة مثل القومية العربية والوحدة العربية لهذا تشبعتم بكراهية إسرائيل ، لكن جيلنا يختلف تماما عن جيلكم أنتم جيل [ بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل ] ، كراهية لم تمح إسرائبل من خارطة العالم بل هى كل يوم تتوسع وتزدهر وتتطور وتمد لسانها ساخرة منكم ها آنذا الدولة الصغيرة أملك مفاعل نووى { مفاعل ديمونة } والعرب بكل ما يملكون من ثراء فاحش ليس لهم مفاعل واحد فى تقديرى أن الكراهية لن تحل المشاكل الكبيرة والخطيرة وكما قيل : ( أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما ) ، أنتم أساتذتنا الأجلاء منكم نتعلم فلا يمكن بأى حال من الأحوال أن تكون هذه هى رسالتكم للأجيال الناشئة رسالة البغض والكراهية ، نحن فى عصر العولمة حيث حوار الحضارات والثقافات لذا نحن فى أمس الحاجة لإحترام الآخر والإعتراف بوجوده وبحقه فى الإنسانية بكل معانيها ومبانيها ، الإيمان يجبرنا أن نؤمن بالكتب السماوية خاصة وأن هنالك يهود كثر ضد الصهيونية ويختلفون معها تماما لأنهم يرونها تسئ إلى يهوديتهم وأنت سيد العارفين وأكيد إطلعت على قصة اليهودى الذى أحرق جواز سفره فى مظاهرة شهيرة وسط لندن وإيماننا يجبرنا أن نؤمن بالكتب السماوية فهل تعتقد ان الكره هو الطريقه المثلى لحل أي مشكله ؟ دعنى أذكرك بقصة الرسول صلم مع جاره اليهودى الذى كان يوميا يضع البراز أمام منزل الرسول صلعم كل ذلك يحدث وفى أدب محمدى وسلوك حضارى لم يعنفه الرسول على سلوكه ولم يهاجمه محتجا أو غاضبا أو كارها بل العكس تماما فى ذات يوم لم يجد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم البراز فعلم أن الرجل مريض فما كان منه ألا أن زاره وعاوده مريضا الأمر الذى أجبر اليهودى أن يعلن إسلامه هذه هى الرسالة التى نحتاجها اليوم ونعلمها لأولادنا إنها رسالة المعلم السمحاء التى تنضح محبة ورحمة ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك ) ، ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) ، هذا ما يجب أن نعلمه للأجيال الناشئة نشر ثقافة السماحة والتسامح لا التطرف والإرهاب وان نزرع الخير ولو في غير موضعه { أزرع جميلا ولو فى غير موضعه لن يضيع جميلا أينما زرع } وان الكره لا يولد الا كرها وان الخير قادر علي انتزاع الشر ولأن الشئ بالشئ يذكر فقد سبق لى أن نشرت مقالة تحت عنوان: [ مصر التى وقعت التصالح أعجزت أن تعلم رموزها التسامح ] . يتحدث المقال عن الرياضيين المصرين الذين إنسحبوا ورفضوا المصافحة عندما علموا بوجود إسرائليين معهم وهذا ليس له معنى لأن مصر يرفرف فيها العلم الإسرائيلى عاليا كما يرفرف فى بعض الدول العربية الأخرى، المهم ما أجبرنى لكتابة مقالى هذا هو ردك الهادف البناء الأبوى المهذب والدليل علي ذلك ان إنتقائك لكلمة ( يابتنا عبير سويكت ) هي التي إستوقفتنى كثيرا وجدت في هذه الكلمه طيبة القلب وصفاء نية الناقد والأصاله السودانيه المفقوده فكان لها أثر جميل فى نفسى فكان مقالك وانتقادك من أجمل ماقرأت والأقرب الي قلبى وبما انك اعتبرتني بمثابة الإبنه فهذا شرفا لي أعتز به والآن أنت لي بمثابة الأب لذلك أعطي لنفسي حق فتح باب النقاش بكل حريه مع كامل الإحترام . ومن وجهة نظري اذا أردنا ان تكتمل الصوره للقارئ كان لابد من طرح القضيه من وجهة النظرألأخرى وهى اسرائيل ، وكما يقولون الرأى والرأى الآخر وعدم الاكتفاء بوجهة نظر الثقافة العربية الإسلامية فقط ، فالشعب اليهودي يعتقد أن له مبرراته في إقامة دولة اسرائيل منها المبرر التأريخي اعتقادا مطلقا بان أرض إسرائيل هي أرض الآباء والأجداد ، والمبرر الطبيعي والإنسانى وهو أحقية الشعب اليهودي بأن يكون له وطن مستقل مثل باقي شعوب العالم والمبرر القانونى والسياسى الرسمي المتمثل في وعد بلفور وكل المستندات الثبوتيه التي تثبت أحقية الشعب اليهودي في اقامة وطن مستقل وتم الاعتراف بهذا الحق في اليوم الثاني من شهر تشرين عام 1917م . إضافة الي ذلك فقد عرٌفت اسرائيل نفسها علنيا بانها دوله ديموقراطية تحافظ على القيم و المبادئ الديموقراطية و تؤمن بعدة مبادئ منها التعدديه والمساواة وعدم التمييز بسبب الدين والعنصر والجنس وتحترم حرية الأديان والثقافه واللغه والتعليم وتحترم وتحافظ علي جميع الأماكن المقدسه لدي جميع الديانات، وهدفها لم يكن دينيا في المقام الاول و ضد الاسلام كما وصفته ، واليهود عندما أردوا إقامة دولتهم كان الهدف منها ايضا لم شمل اليهود الذين كانوا مشتتين ومتفرقين في كل انحاء العالم وكثرة هجرتهم بعد ان نجوا من الإبادة النازية في أوروبا (المانيا) ، علما بتكرر النكبات التي حلت بالشعب اليهودي وأدت إلى إبادة ملايين اليهود في اوربا ، جميع هذه العوامل دفعت اليهود إلي التفكير في إيجاد حل لمشكلة تشردهم عن طريق إقامة الدولة اليهودية في أرض إسرائيل أملا في ان هذه الدوله الوليده سوف تفتح أبوابها واسعة أمام كل يهودي من يهود الشتات والمهاجرين وغيرهم ، وتعطيهم حقهم في الحياة الحرة الكريمة بهذه الارض التي تجمعهم بها علاقه تأريخيه ويعتبروها أرض الأجداد السابقين ، وقد رددت اسرائيل مرارا وتكرارا أن ماتريده هو العيش في سلام بعد كل الذي تعرض له ابنائها من مذابح ونكبات وحرائق وتأمل في لم شمل الجميع وهي لا تريد غير السلام مع جميع دول العالم وخاصة دول الجوار والشرق الاوسط والاعتراف بوجودها قائلة : (إننا نمد أيدينا إلى جميع الدول المجاورة وشعوبها عارضين السلام وحسن الجوار، وتناشدهم إقامة روابط التعاون والمساعدة المتبادلة مع الشعب اليهودي و إن دولة إسرائيل على استعداد للإسهام بنصيبها في الجهد المشترك لأجل تقدم الشرق الأوسط بأجمعه ) ، ومن هنا الاب الثاني عثمان محمد حسن أرجو أن تكون قد وضحت لك وجهة نظرى لماذا لا اتفق معك في ان هدف اسرائيل ديني سافر وانها ضد العرب والمسلمين ؟ اما بخصوص حديثك عن حكومة الانقاذ وان التطبيع هو أحد سياستها الخارجيه التي تحركها أطماعها في البقاء علي سدة الحكم وأحلامها في الديموميه السرمديه ، أضافة إلي رغبة الرئيس في التهرب من المحكمة الجنائية الدولية ، أستميحك عذرا أنا لى بعض التحفظات فى تحليلك للوضع السياسي فى هذا الصدد وسوف أبدى رأى الذى قد يصيب وقد يخطي ، وعلما بأن إختلاف الرأى لا يفسد للود قضية هدفي ليس هو معارضة نظام بعينه أو حزب سياسي معين وإنما أهدف إلى تبادل الآراء والأفكار من أجل رفعة السودان وبناء وطن سليم معافي ينعم بحرية وديمقراطيه ويسع الجميع بمختلف أعراقهم ودياناتهم وثقافتهم وإثنياتهم فمن هذا المنطلق اذا جاء البشير بمافيه الخير للبلاد والعباد وخدمة الشعب السودانى بتوفير الخبز والعيش والكرامة والماء والكهرباء والدواء فانا اساند كل قرار يصب فى هذا الإتجاه بحثا عن مصلحة الشعب ولو عشرة بالمائه علما بأن رفع العقوبات خير لشعبنا والتطبيع أيضا ولا يهمني رأي العالم العربي لأن السودان هو الذى يهمنى أولا وأخيرا فهو وطنى وبلدى وكما قال الشاعر : بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام وللأوطان فى دم كل حر يد سلفت ودين مستحق وتبدل المواقف السياسيه هو ليس بجديد علي كل دول العالم العربيه والاوربيه وغيرها ، حتي في الدوله الاسلاميه انقلبوا علي خالد بن الوليد وعزلوه وانقلبوا ايضا علي بعض الخلفاء الراشدين وكان هنالك صراع حتي بين الصحابه علي الحكم والخلافه ، وحتي الدول الاوربيه التي تعتبر نفسها سياسيه تغير مواقفها وسياستها علي سبيل المثال اليسار الفرنسي غير سياسته ومواقفه مرات عديده وتبني افكار يمينيه كان قد عارضها بشدة فى السابق من أجل البقاء في الحكم وليست فرنسا وحدها بل هنالك أمثله لدول ديمقراطيه عديده ، وحتي أحزاب سودانيه كحزب الامه هى تتلون وتغير سياستها كما يحلو لها ، وهذا لا يدهشني في شيئ لان السياسيه هى فن الممكن عباره عن لعبه يجب إجادتها لمن يريد ممارستها وإنها كنشرة الاخبار الجويه تتغير كل يوم ، وحتي في سيرة خالد بن الوليد ومعاركه يتضح انه لابد من الكر والفر والشد والرخي وفي السياسه ، وليس كل مايعرف يقال ومن أن جل أن يكون السياسي محنكا وذكيا يجب أن يصعب علي انا وأنت فهمه يجب أن يكون لغزا لكى لا تحرق أوراقه ويحقق أهدافه السياسيه فان كان كتابا مفتوحا يفهمه الجميع لتسبب ذلك في فشل مخططاته . وفيما يخص موضوع المحكمه الجنائيه ومحاوله الرئيس التهرب منها عن طريق اسرائيل ، فأنا أؤكد لك للمره الثانيه اني لست من انصار البشير وسياسته وتشهد لي مقالاتى وقلمي وفى ذات الوقت انا لست مع قرار تسليم البشير أو أى سودانى آخر سواء كان من المعارضة أو الحركات المسلحة للمحكمه الدوليه ولكنى مع إقامة محاكمه داخليه عادله تشمل البشير وكل فاسد من اعضاء حكمه ، وإنطلاقا من زاوية تحليلى الشخصي: البشير ليس هو المسؤول عن هذه الجرائم لانه ينطبق عليه المثل الشعبي السوداني الذي يقول ( ريسه وتيسه ) مع كل احترامى له كرئيس دوله ومن غير تطاول البشير عباره عن أراجوز ودميه بأيادى أخري هي التي تدير السياسه وكل هذه الكياسه ، وهو عباره عن ضيف شرف لايحل ولا يربط وبما أني درست فتره قصيره في علم النفس فأنا أجزم بأن البشيريعانى من حاله مرضيه نفسيه جعلت منه العوبة في أيادى الأخرين الذين تمكنوا من فهم خلله النفسي واستخدموه أسوأ إستخدام وليس السياسين السودانيين وحدهم من ضحك بعقله الخفيف لكن حتي الرؤوساء الأفارقه شاركوا فى ذلك عندما توجوه ووضعوه في وجه المدفع ، الكل يعلم انه حماسي وإندافعي وعصبي ولايفكر قبل ان يتكلم ، والدليل علي كلامي هذا كل ما ذكره الدكتور حسن الترابي عن انقلاب 89 في شاهد علي العصر حيث وضح انه هو ممن اعتاد تريس البشير وتتيسه في أخر الأمر واللعب به كما يحلو له موضحا أن البشير لم يكن له اي علم بالانقلاب وهو عسكري لافهم له في اللعبه السياسيه وانه تم خطف البشير في سياره نقلته من اقصي جنوب كردفان الي الخرطوم ، حيث كان في نيته السفر إلى القاهرة ولم يكن له علم بأى شئ ولم تكن له صله ولا علاقه مع كل أعضاء حكومته ولا يعلم عنهم شئ ، وهذا يدل علي أن المجرمين الأساسين هم أصحاب العقول المدبره يختفون وراء ستار ويقدمون هذا المسكين المصاب بالحاله النفسيه إلى حلبة المعركه ، وما يزيد شكى تأكيدا ليس شهادة الترابي فقط ولكن دهاء ومكر وذكاء العقل المفكر للحكومة التي مكنتهم من البقاء حتي اليوم علي عرش السلطة ، وقدرتهم علي التلون سياسيا ومعاصرة جميع الاحداث واللعب علي الجميع وأنا أجزم ان عمر اليشير ليست له قدره ذكائيه تمكنه من القياده بهذه الطريقه ، فالبشير مجرد عسكري مصاب بحاله نفسيه لكن المجرمين الأصليين يصعب الوصول إليهم ومن هذا المنطلق أنا لست مع تقديم البشير الي المحكمه لكي تأخذ العداله مجراها يجب أن يعقاب المجرم الأصلي ، وباعتباره سودانيا أولا وأخيرا لا أتمني أن يحل به ماحل بالقذافي وصدام وغيرهم فأنا أختلف سياسيا ولكن قلبي مازال صافيا نقيا فلا أكره ولا أحقد . بقلم : عبير المجمر (سويكت ) 2016/9/14
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة