*قبل سنوات وحينما بدات ثورة البث الفضائي تحركت السلطات السودانية ووضعت قيوداً على تجارة وتقانة الأطباق اللاقطة للبث ..بل إن عبقرية الانقاذ تفتقت وتم التفكير في إنشاء (دش كبير) يقوم بفرز القنوات، ومن ثم السيطرة على المادة الإعلامية ..المظلة المؤسسية لهذه الخطة كانت قناة الخرطوم الدولية.. ولأن المد الإعلامي أقوى من السيطرة عليه استسلمت الحكومة وسمحت للناس بحرية المشاهدة، ولكن في نفسها شيء من حتى. الأسبوع الأخير من شهر رمضان شهد حدثين ..تصريحات غير موفقة من معتمد الخرطوم ضد الأزياء التي ترتديها الجالية الاثيوبية وأختها الإريترية ..بعدها وربما قبلها تصاعد في الأثير الفضائي أن شرطة النظام العام اعتقلت عشرات الفتيات من شارع النيل بتهمة إرتداء الزي الفاضح.. إنتهت معركة الزي الفاضح بفتاوي مثيرة تضع تهمة الكفر على عاتق المتجاوزات، انشغال الحكومة بملابس الناس يعبر عن حالة انفصام عن الواقع ..صدر في العام ٢٠١٢ تقرير رسمي من شرطة مكافحة المخدرات يضع بلدنا في أعلى قائمة الدول المنتجة للبنقو في أفريقيا..ولاية واحدة تزرع مخدرات في مزارع تساوي مساحة دولة البرتقال في أوربا ..هنالك وفقاً لتقارير رسمية اثنين مليون عاطل في السودان .. نسبة الطلاق تصاعدت إلى اًرقام مزعجة للغاية، ويتزامن ذلك مع ارتفاع في نسبة العنوسة وإحجام الشباب من الدخول في مؤسسة الزوجية، بسبب العوز المادي..بلدنا واحدة من الدول المصدرة للمقاتلين لحركة داعش. * الحقيقة إن في كل بلد مقاييس للحد الأدنى في الزي.. مثلاً في أمريكا يمنع التعري في الأماكن العامة.. بل إن معظم الولايات تحرم الدعارة وتجارة الجنس..لكن الأحق أن هذه المواصفة يضعها المجتمع وفق معتقداته وأعرافه وبيئته..في بعض مناطق أفريقيا يعتبر ارتداء الأزياء عملاً فاضحاً باعتبارها مثيرة للغرائز..في مجتمعات السودان المحافظة لا تستطيع فتاة أن تشق الشوارع بأزياء شاذة..بل إن هنالك ممارسة في شوارع الخرطوم الحديث عنها يفسد الصيام ..رغم ذلك لا تهتم بها السلطات الاهتمام اللائق. في تقديري..مطلوب في البداية وضع الأولويات وفق الترتيب الصحيح ..المخدرات مثلا خطر داهم يستلزم إعلان حالة التأهب القصوى.. مخالفات الزي تحتاج إلى آليات أخرى حتى لا ترتد في شكل هجمة عكسية نحو مرمانا.. النصح والتوعية واستخدام الأدوات الإعلامية كفيل بمحاربة الظواهر السالبة المتعلقة بالأزياء ..الطاقات هذه تحتاج أن توجه إلى القضايا والتحديات الماثلة . * بصراحة.. الأدوات القديمة غير صالحة للاستخدام مع الأجيال الجديدة.. جهاز هاتف جوال يضع العالم بخيره وشره بين يدي يافع في أطراف السودان..الأسلوب الافضل أن تصنع ترياقاً مضاداً لهذه التجاوزات ..رفع الصوت أحيانا ينبه بشكل ترويجي لبعض الممارسات السالبة. akhirlahza
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة