فى كُلّ مرّة تؤكّد دولة الإنقاذ، أنّ نزعات الشر والإستبداد وانتهاكات حقوق الإنسان، صفات أصيلة فى جيناتها الوراثية، وليست أمراض عارضة، أو إنتهاكات طارئة يُمكن التحكُّم فيها، ومعلجة آثارها السالبة، أوالعمل على إزالتها بعمليات جراحة تجميلية.. كيف لا، وقد جاء فى الأخبار، أنّ مُعتمد الخرطوم، (إستدعى) سفيرى إثيوبيا وإريتريا - كُلٍّ على حده- ليأمرهما، بتوجيه مواطنى بلديهما، بـ(فرمانات ) وقرارات عجيبة، إتّخذها- سيادته- بعدم السماح للإريتريين والإثيوبيين، بإرتداء " التى شيرتات " للأولاد، و" البناطلين " للبنات، وعدم قيادة " الركشات "، والجهل الأكبر الفاضح هُنا يتمثّل فى أنّ الإعراف الدبلوماسية المعمول بها فى كُلّ العالم، تُحدّد وتُبيّن أنّ الجهات التى تستدعى ممثلى البعثات الدبلوماسية، هى وزارات الخارجية، وليس المعتمدين أو الولاة، ولكنّها الإنقاذ، لا يؤمن تنفيذيُّوها أنّ هناك شىء إسمه الإعراف الدبلوماسية، والأغرب أنّ المعتمد – من جهله- لا يفقه ولا يعلم أنّ غالبية مواطنى الدولتين (إريتريا و إثيوبيا) فى السودان، يتبعون - قانونياً- لولاية ((المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين))، وهُنا تأتى مسألة حقوقهم المكفولة، وفق إتفاقيات دولية معروفة، و من المؤكّد أنّ سعادة المُعتمد لا يُدرك مدى الحرج الذى سبّبه هذا ( الإستدعاء) للخارجية السودانية، والتى أصبحت " متعوّدة " على مثل هذه التدخلات فى صميم أعمالها، ولكن ، يبدو أنّ معتمد الخرطوم، يظن أنّ ولايته، أصبحت دولة أوجمهورية، كاملة السيادة، ولهذا من حقّه إستدعاء سفراء الدول الأجنبيّة، وإبلاغهم، بسياسات دولته الجديدة، وحقّاً إنّ الجهل مصيبة!. وبمثلما للأجانب، فى دولة المعتمد، نصيب من ( فرمانات ) القهر والإستبداد، فإنّ مواطنى جمهوريته، لا بُدّ أن يُخصّص لهم شىء من العذاب والعنت والإذلال ومصادرة الحريات الشخصية، وهاقد عاد أسلوب ( الكشّة)، الذى تنفذه شرطة النظام العام، فى شوارع الخرطوم، ومقاهيها، وشواطىء نيلها الحزين، بعد قرار المعتمد بتقييد أزياء الرجال والنساء، داخل محليته، حيث بدأ المعتمد ( الداعشى- تحت التجريب)، بتحريم إرتداء البناطلين، والأقمصة الـ" نصف كم " ، وكذلك، الأردية " البرمودة" ويأتى كُل ذلك تحت مُسمّى " الزى المُحتشم"، وهذه ضربة البداية، لمن يظن أنّ الأمر لا يهمّه ولا يعنيه، فغداً- وغداً لناظره قريب- تتّسع دائرة المحظورات والممنوعات، وقد بدأت من قبل بإستهداف النساء، وهاهى تُدخل فئة الشباب، ليلى ذلك، الكبار من الجنسين!. هاقد عادت " حليمة " إلى " قديمة "، وكشفت دولة القهر والإستبداد وقمع الحريات، عن عقليتها المريضة، وعن وجهها السافر، وبصورة أقرب للجنون، وأصبحت محلية الخرطوم، وكأنّها حى من أحياء مقديشو تحت حكم (الشباب )، أو (كابول ) تحت حكم ( طالبان )، ومالم تبدأ المقاومة المُنظمة - اليوم قبل الغد- فإنّ هذه الشرور ستتمدّد لتعم كُل الولاية، حتّى تصل كُل ولايات الوطن، فهل ننتبه ؟. تُرى أما من عاقل ينصح أو يوقف سخف وجنون هؤلاء الداعشيين الجُدد ؟!. فيصل الباقر [email protected] www.sudansreporters.net
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة