خط الاستواء ارتفعت حظوظ السيدة هيلاري كلينتون في مضمار سباق الرئاسة عندما استغلت ثغرات الخطاب العنيف لغريمها الجمهوري ترامب..كسبت هيلاري حظوظاً من فلتاته وحاصرته عندما أشاد برئيس كوريا الشمالية، تلك الدولة الباقية أبداً، في محور الشر، حسب التصنيف الامريكي. ارتفع رصيد المرشحة الأُنثى، حسب استطلاعات الرأي العام، لكنه رصيد مهزوز ويمكن أن يتبدد ، إذا أهدى داعش أو توابعه، للرأي العام فاجعة كبيرة..!
قد تهدي القاعدة أو أخوات داعش لترامب ، مثل تلك الهدية، فيعود لدغدغة مشاعر الناخبين الذين ضاقوا ذرعاً بغشامة العمليات الارهابية..اليمين غير مضمون، و قد يمرر لترامب كرة سهلة، تمكِّنه من تسجيل الهدف الغالي، في اللحظة الحاسمة، لاسيما وأن احتفاظ الديمقراطيين بمنصب الرئاسة لثلاث دورات متتالية، يُعد أمراً خارقاً. الخيار بين كلينتون وترامب خيار حاسم ، فكلينتون، ستكون حال فوزها، المرأة الأولى التي تعتلي عرش أمريكا ، وبفوزها يكون الديمقراطيين قد قدموا المستحيل مرتين..مرّة عندما انتخب اوباما كأول رئيس أسود، وهذه المرة حين يقدمونها رئيساً للولايات المتحدة..على هذا المستحيل يلعب ترامب لعبته التي يمكن أن يكسبها، لو تريّث قليلاً ، لو عقلنَ توجهاته وضبط خطابه، لو مال إلى اللطف ، لو ملأ شفتيه بقليل من العاطفة و الابتسامات والقفشات..! مشكلة ترامب أن فيه داء العصابيين الذين يعتقدون أن بين أيديهم تذوب المشاكل. هو من شاكلة من يعتقدون أن الوصفات الجاهزة التي يؤمن بها، هي الحل الأبدي لمشاكل أمريكا والعالم..ترامب لا يختلف كثيراً عن المجاهدين "الذين ينظرون بعين واحدة، ويرون الاشياء إما سوداء وأما بيضاء". لو تمهّل هذا المليونير، لحسم المعركة لصالحه دون انفاق كبير، فالدنيا أصلاً فائرة بما يهرف به من أفكار رجعية..البشرية في حالة تراجع عن مكتسباتها بعد سيادة مفاهيم الانغلاق السلفية شرقاً وغرباً. العالم يحبس انفاسه من خطورة تسلل بضعة ملتحين إلى أي منتجع أو مبنى تجارة..العالم في حيرة من مخازن التراث التي يتخذها الارهابيون مرجعية، ثم لا يرون تناقضاً بين حذافيرها ، وما يستخدمون من أرقي أدوات العصر تقنية وسلاحاً.. ترامب يعبر عن الجناح السلفي في كار الغرب، الذي تتصاعد فيه نبرة العداء للآخر بعد استشراء موجة الاسلاموفوبيا في مجتمعات أوربا وأمريكا. بينما تتحرك كلينتون بخبرتها في النوعية داخل أضابير الادارة خلال فترة رئاسة زوجها، وخلال عملها كوزيرة للخارجية، فتنتقي من الكلام ما يمكن أن تصل به الى قلوب الناخبين، يقف ترامب المُعتد بملياراته ، عند الحواجز التي أقامها بينه وبين قطاع كبير من الملونين ودعاة الحقوق المدنية، والمتطلعين إلى علاقات متوازنة مع الدول والشعوب..يسعي ترامب إلى استغلال ظرف المخاوف، ويشحن رصيده من الدعوة الى خصخصة أمريكا لصالح نازية جديدة، تحت دعوى توفير الأمن والحماية لأمريكا أولاً ولحلفاءها ثانيا. الوقت ما زال باكراً على القول بأن ترامب قد صار بعيداً عن كرسي الرئاسة ..إنه قريب من المكتب البيضاوي ،طالما كان احتمال الضربة قائماً .. ترامب قريب من رئاسة أمريكا، إذا نظرت إلى حلبة السباق من منظور معركة الفالوجة مثلاً ، ففي الفالوجة تشتعل الحرب الطائفية ، كأخطر ما يكون الاشتعال..السباق نحو البيت الابيض، يمكن أن تقرأه من زاوية هلع أوربا من خلايا الارهاب النائمة، التي من الممكن أن تتسلل إلى ملاعب كرة القدم، أو غيرها من أماكن التجمعات..إذا حدث، لا قدر الله، وقدّم داعش وأشباهه الهدية ــ تفجيراً أو اختطافاً ــ يهُز مشاعر الناخبين، فعلى سكان العالم ، شرقاً وغرباً ، أن يستعدوا لحقبة جديدة من جنون رعاة البقر..! أحدث المقالات
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة