رغم (الجو الماطر والإعصار) حققت صحيفتكم (التيار) المركز الثاني من حيث أرقام التوزيع حسب ما أعلنه المجلس القومي للصحافة في مؤتمره الصحفي أمس.. ورغم أن أرقام التوزيع هي دلالة على انتشار الصحيفة.. إلا أنني موقن أن (التيار) من حيث (التأثير) تتصدر الصحف السودانية.. وهو الأهم بالنسبة لنا.. فمهمة الصحافة أن تكون سلطة رابعة. مؤثرة .. تعرضت (التيار) لأعاصير قوية منذ لحظة ميلادها ..بل حتى قبل ميلادها.. ثم سارت في درب مترع بالأشواك والألغام فتعرضت للتعطيل عن الصدور ثلاث مرات.. المرة الأولى لمدة ثلاثة أسابيع في فبراير 2012.. والثانية لمدة عامين كاملين من يونيو 2012 حتى يونيو 2014.. والمرة الثالثة (وندعو الله أن تكون الأخيرة) أوقفت من منتصف ديسمبر 2015 حتى مايو 2016. وفوق هذا تعرضت الصحيفة لاجتياح مسلح في نهار رمضان الموافق 19 يوليو 2014 .. حوالى (20) مسلحاً بالرشاشات والهراوات احتلوا مقر التيار واعتدوا بالضرب على شخصي مما تسبب لي بالأذى الجسيم في العين ولا أزال أتلقى الرعاية الطبية.. مع كل هذه السيرة (التيارية) المحتشدة بالدموع والدماء والخسائر المالية الفادحة.. لم تتلق التيار تعويضاً مالياً ولا جنيه واحد.. وبينما تحمل فوق أكتافها الآن ديوناً مالية باهظة.. لكن كل هذا يصغر أمام الرسالة التي تؤمن بها صحيفة (التيار) والتي يحملها كوكبة من أشجع الصحفيات والصحفيين.. هم رأسمال هذه الصحيفة. أثمن أصول التيار؛ هم القراء الذين صنعوها بكل جنيه دفعوه لشرائها.. و كل كلمة نصح أو حتى عتاب بذلوها لإنضاج مسيرتها.. ويأتي من بعد القراء كتيبة الصحفيات والصحفيين الذين ما كانوا (موظفين) يعملون بالأجر .. بل أصحاب رسالة وقضية ينافحون عنها بكل جسارة وهمة وفخر.. ومعهم بقية زميلاتهم وزملائهم في الإعلان والإدارة وبقية العقد الفريد من العاملين حتى أدنى وظيفة.. لولا أن منَّ الله على (التيار) بهؤلاء الفتية لما كان ممكناً أن تستمر فضلاً عن أن تنجح.. فالذي فعلوه سطرته الأيام القاسية التي مروا بها خلال مسيرة (التيار) المضنية. ومع ذلك؛ لا يرضينا أن ننظر إلا إلى الأمام .. وعد علينا أن نقدم مفاجأتنا الكبرى للقراء قريباً.. القفزة التحريرية العملاقة التي تنقلنا إلى فجر عهد جديد للصحافة السودانية . ظللنا نعمل بكل جهد لتطوير مسيرتنا ورسالتنا الصحفية.. والآن نحن على أبواب مسار جديد إلى آفاق صحفية أرحب.. وأقوى..!! قريباً سيرى القراء النقلة الجديدة في (التيار).. إن شاء الله.. وبتوفيقه..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة