تسعى القيادات السياسية في مختلف ارجاء المعمورة إلى بناء جسور الثقة بينها و بين شعوبها كي تحقق لمجتمعاتها مقومات الحياة الكريمة اعتماداً على مشاريعها الناجحة و ما يدور بين اروقتها ولا نذهب بعيداً عن ذلك فكذلك المواقف هي من تتحكم بالمرجع و التي من المفترض أن تكون نابعة من صميم الانسانية و القيم السامية التي يتحلى بها المرجع وهذا ما نراه في مواقف العديد من العناوين السياسية و الروحية العالمية وأما في العراق فإن الامور تنقلب رأساً على عقب فمرجعية السيستاني و الطبقة السياسية برمتها نجدها تسير عكس اتجاه الرياح فكلاهما اتخذ من معاناة النازحين و همومهم الكعكة المهمة في تحقيق مشاريعه الانتهازية فكانت الطائفية السكين التي ذبحت النازحين من الوريد إلى الوريد ارضاءاً لأهوائهم الشخصية و زيادةً لمكاسبهم الفئوية وعلى حساب تلك الطبقة المعدمة التي لا زالت تواجه شبح الازمات المالية و الاقتصادية و الصحية وسط غياب تام لأي دور حكومي يذكر ومما زاد في تلك المعاناة الموقف الغير متوقع من السيستاني فبصمته و خذلانه للنازحين زاد الطين بله عليهم رغم امتلاكه كل المقومات الاساسية التي يكون لها الدور الكبير في رفع معاناتهم و الحد منها لو سخَّرَ السيستاني بعضاً من امواله الطائلة وجعلها في خدمة اهلنا النازحين لكن ( اسمعت حياً لو ناديت ولكن لا حياة لمَنْ تنادي ) وفي المقابل نجد المرجع الصرخي وفي مواقف خلدها التاريخ بأحرف من ذهب الذي كان وما يزال يعيش معاناة النازحين و يدعو كل المنظمات الانسانية وعلى الصعيدين العربي و العالمي فضلاً عن حملته الكبيرة التي اطلقها ومن على موقعه الرسمي في الشبكة العنكبوتية لدعم هذه الطبقة الفقيرة وقد تجسدت بقوافل المساعدات الغذائية و الدوائية وكل ما يحتاجه النازحون و اتذكر المطالبات التي اطلقها الصرخي خلال مشروعه الموسوم ( مشروع خلاص ) في 8/6/2015 داعياً فيها الامم المتحدة إلى ضرورة دعم النازحين و توفير الحماية من بطش مليشيات السيستاني الطائفية إذ يقول الصرخي : ((إقامة مخيّمات عاجلة للنازحين قرب محافظاتهم وتكون تحت حماية الأمم المتحدة بعيدةً عن خطر الميليشيات وقوى التكفير الأخرى (( و اليوم إذ تتجدد تلك المواقف الانسانية للصرخي فقد شدد على انقاذ النازحين بعيداً عن الميول الطائفية قائلاً : ((مئات الالاف وملايين الناس في الصحاري وفي البراري وفي اماكن النفايات والقاذورات وعليهم ينزل المطر ويضربهم البرد كما مر عليهم لهيب الحر والسموم والشمس وحرارة الشمس وعطش الشمس ومعاناة الصيف , مر عليهم الصيف ومر عليهم الشتاء وتمر عليهم الايام والاسابيع والاشهر والفصول والسنين ولا يوجد من يهتم لهؤلاء المساكين ، لهؤلاء الابرياء)) . مقتبس من المحاضرة (28) في 7/11/2014
فمواقف السيستاني و سياسيه الانتهازيين إنها حقاً مواقف مَنْ يبحث عن مصالحه الشخصية و مَنْ يبحث كيف يملئ جيبه و قدره و كرشه وبهذا فقد ماتت في قلوبهم كل معاني الرحمة و الانسانية تجاه اهلهم النازحين و اخوتهم المهجرين .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة