منذ فترة وجيزة وكعادتها في كل عام بدأت مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية تعزف الحانها الجميلة في كل مكان لاستقبال الضيوف القادمين اليها من داخل المملكة وخارجها .. وهي بالطبع عادة توارثتها منطقة (الحجاز) منذ عقود طويلة .. خصوصا وانها كثيرا ما تعج بالقادمين اليها بقصد الحج .. او (العمرة)!!ولأنها تمتلك اسلوبا جميلا ورائعا في فنون الاستقبال التي توارثها شباب اليوم عن اسلافهم من الاباء والاجداد فأن شوارعها امتلأت مع حلول الاجازة الصيفية .. لا سيما وانها تعد مرتعا خصيبا لاحتضان مليون ونصف المليون زائر من بينهم لفيف من السياح المفتونين برؤية هذا الوجه الجميل وكثيرون من المعتمرين الذين يودون قضاء اوقات ممتعة في رحاب الحرمين الشريفين وعلى الرغم من ان هناك عبارات سخرية تتجاذبها بعض مواقع التواصل الاجتماعي بان الزوار يشكلون مصدرا للازدحام والازعاج فأن الشباب في هذه المدينة ذات الظل الخفيف يدحضون تلك التعليقات بتغريدات اخرى ترحب بالضيوف لانهم على استعداد كبير لحمل هؤلاء الضيوف على احداق العيون وسويداء القلوب .. ولهم الاستعداد الكامل بتقديم كل الخدمات المرتبطة بمعرفة الاماكن ووصف المناطق والاحياء خصوصا وان مثل هذه البادرة ليست غريبة على المجتمع الجداوي الذي ادرك مثل هذه الحفاوة منذ عصور متوغلة في القدم !! كان المؤرخ ابن جبير قد وصف هذه المدينة في القرن السادس بان فنادقها قديمة .. واكثر بيوتها من الجالوص ..بينما الفنادق مشيدة بالحجارة والطين وفي اعلاها بيوت من الجالوص تشبه الغرف .. ولها سطوح لنيل الراحة من الاجواء الساخنة اما ابن بطوطة فقد قال بانه حينما زار (جدة)في القرن الثامن وجد فيها فنادق يطلقون عليها اسم (الخان) ويرتادها المسافرين بدوابهم ..وامام كل (خان)ساقية للسبيل وحانوت لاقتناء الحاجيات !! المدينة التي اصبحت اليوم تضاهي اجمل المدن العالمية تضم في احشاءها (587)مركزا للشقق المفروشة وذلك وفقا لاحصائيات الهيئة العليا للسياحة التي ابانت ايضا ان عدد مراكز الدرجة الاولى (270)مركزا والثانية (310).. والثالثة (47) مركزا واشارت الهيئة الى ان عدد فنادق الدرجة الاولى الممتازة يبلغ 13 فندقا تضم في جوفها (2165)غرفة ..والدرجة الاولى حوالي (21)فندقا تحوي (1649)غرفة وتمتاز هذه المدينة بسواحلها ذات الطبيعة الساحرة والتي ترقد في استرخاء على مساحات شاسعة من ضفاف البحر الاحمر وتتخللها الاف من المجسمات ذات الاشكال الساحرة والمعاني الجميلة ..بينما اضواء الكورنيش تداعب صفحات مياه البحر وتمنحها الكثير من الالق فيقضون فيها الزوار اوقاتا رائعة والصغار يلعبون في تلك المراجيح ذات التصاميم الحضارية .. وهناك ايضا مناظر اخرى من الشتول والازهار والورود التي تنشر الفرح في القلوب وتسر العيون بينما الرمال الممتدة تبدو امام الناظرين مثل خيوط مطرزة بلون الذهب منازل المغتربين السودانيين الذين امتدت بهم سنوات الاغتراب في هذه المدينة تكتظ في مثل هذه الايام بارتال من الزوار والمتعمرين وهم في كثير من الحالات ينشرون نوعا من المرح في تلك المنازل التي اعتادت على حالة من الكآبة بسبب الرتابة المعهودة في بلاد الغربة ويحلقون بافراد هذه البيوت في اجواء تنداح منها نفحات المدن والقرى والارياف البعيدة والتي ترقد دائما على ضفاف النيل في شمال البلاد احيانا وفي السهول المترامية في غرب البلاد وشرقها والتي تعاني في مثل هذه الايام من الهدر المتواصل في القيم والمثل القديمة المعتمرون او الزوار يعشقون دائما ارتياد سوق باب شريف لاقتناء السلع ذات الاثمان الزهيدة.. وليس هناك معتمرا او حاجاً يعود الى دياره دون اللجوء الى هذا (السوق) الذي يصل عمره فوق (المائة)عام حتى ولو كان ذلك بقصد التجوال مما جعل بعض (الخبثاء)وفي سبيل (التندر)يقولون بأن بعض من المعتمرين او الحجاج يعتقدون بأن هذا(السوق)جزء من المناسك او المشاعر المقدسة .. والحقيقة ان الحي الذي يقع فيه هذا السوق كان الحاضن الاول لفئة المغتربين الذين ولجوا مدينة (جدة)في غابر الازمان وهناك في المدينة حي يدعى ( بني مالك ) وهو يعد من اكثرر الاحياء القديمة التي تجذب الزوار والمعتمرين والمقيمين معا ذلك لتميزها بين احياء المدينة بخفة الدم وتشابه الاسواق السودانية حيث المقاهي التي تقدم كل المشروبات السودانية الباردة منها والساخنة والمطاعم التي تعد كل انواع المأكولات المحببة لاهل السودان والتي جذبت الكثير من ابناء الشعوب العربية في هذه المدينة بجانب السعوديين الذين باتوا في الاونة الاخيرة يتلذذون بتناول هذه الماكولات الشهية .
المسؤول الاعلامي بهيئة الاغاثة الاسلامية العالمية ج:0501594307
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة