"من حق الســـــلطة أن ترتكب ملايــــين الإخفاقات ولكن ليــــس من حقها إرغام الشعب على قبــــول عُذر واحــــد أو ُمـبرر واحــــد لتلك الإخفاقات" شهاب طه
أ- المعارضة الرشيدة هي التي تستثمر الأزمات السياسية والإقتصادية لتحصيل ناتج إبجابي لصالح الشعب أولاً وأخيراً .. ولو أنها قد حاولت إظهار أنها صـدمت من إجرآءات الحكومة الإقتصادية الأخيرة وهي التي يتحتم عليها إدارك حتمية ذلك الواقع الذي ليس للسلطة مفّر منه أو بديل له
ب- الحكومات الرشيدة هي التي تعيّ تلك الحقيقة المذكورة أعلاه ومن ثم الرضوخ لقوانين طبيعة الأشياء والحياة وأن الفشل السلطوي وخلق الأزمات لن يجلب إلا الناتج السلبي الذي يجب أن يتم إستثماره ليكون مدرسة لمراجعة الذات وتنمية المقدرات لإدراك الخطأ من الصواب وليس شماعة لتعليق الملامات أو مطرقة لضرب الآخر
الأسئلة الموضوعية والتي سيفرزها واقع الغد والمستقبل القريب هي:
١- هل من الممكن أن تتخلى حكومة الإنقاذ عن السلطة كليةً وطواعيةً .. مع العلم أن كثير من ساستها ومؤيديها يقولون أن الإنقاذ لم تعد تحكم لوحدها بل أن غالبية حكوماتها لم تتفرد بها حاضنتها المجتمعية، وهي الحركة الإسلامية، وأنها تتجود بغالبية الحقائب الوزارية للقوى السياسية الأخرى، فإن كان الأمر كذلك فلماذا تُـمْعِـــن، كسلطة، في حمل أوزار وإخفافات غيرها؟
٢- فاذإ كانت الإجابة لا تنازل عن السلطة؛ فهل تعتبر حكومة الإنقاذ وحزبها ومؤيديها أن التنازل عن السلطة هو: خيانة للوطن؟ أم خيانة للدين؟ أم خزي وعار وإنهزام لشخوصهم؟
٣- كيف يتخيل البشير وحكومته وحزبه والمؤيدين؛ أنفسهم خارج السلطة؟ وهل هم يؤمنون بأنها تلك هي طبيعة الأشياء وسنة الحياة وكما قال الله تعالى في محكم تنزيله: {إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} ١٤٠/ آل عمران .. {وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى العَالَمِينَ} البقرة/ من الآية ٢٥١
٤- وما الذي يجبر حكومة الإنقاذ وحزبها ومؤديها على التمسك بالسلطة؟ هل خوفاً على المواطن والوطن؟ أم خوفاً على الدين؟ أم خوفاً عل ضياع مكاسب ذاتية؟ أم خوف من المحاسبة؟
٥- في حال خروج الناس للشارع ضد الحكومة فكيف سيكون ردها؟ وهل ستستخدم السلطة أجهزتها العسكرية والأمنية لقمع تلك المظاهرات؟ ولأي مدى؟ أم لا؟
٦- وإذا قررت التصدي للحراك الشعبي؛ فما هو سقف تعداد المواطنين الذين لن تتواني السلطة في قتلهم حتى لتنتصر أم تستسلم؟ أم أنها ستقاتل حتى الرمق الأخير ومهما كانت النتائج والتداعيات؟
٧- هل ستكتفي السلطة بإستخدام أجهزتها العسكرية والأمنية لقمع تلك المظاهرات أم أنها سوف لن تتردد في إطلاق يد مليشياتها الشعبية وحتى لو أدي ذلك لمخاطر قد تهدد أمن الوطن؟
٨- هل تعي حكومة الإنقاذ وحزبها ومؤديها حقيقة أن "من الممكن قتل الثوار ولكن من المستحيل قتل الثورة؟"
٩- فإذا تفاقمت الثورة الشعبية فهل ستتدارك حكومة الإنقاذ وحزبها ومؤيديها الأمور ويتنازلوا عن السلطة ويضعون أنفسهم كجزء من الشعب ويشاركون في الحياة السياسية السلمية الديموقراطية ما بعد الإنقاذ؟ أم أنهم سينتهجون تلك المسارات التقليدية لدول العالم الثالث عامة، والعربي الإسلامي خاصة، ويتخذوا كل ما هو متاح لإجهاض غيرهم بفهم أنهم أهل حق ولن تؤول لغيرهم؟
*أما عن المعارضة فليس هناك أسئلة توجه إليهم فهم لن يكونوا إلا جزء من هذا الشعب أو لا يكونوا ولن يحق لهم إدعاء شرفية بطولات وأدوار قيادية وريادية كانوا قد عجزوا عن إنجازاها حتى بلغ السيل الزبى
*وأما الشعب فهو أرفع وأسمى من أن توجه له أسئلة وأكبر من تذكيره بنظريات وتوصيات أو محاذير وتوقعات فهو الكل في الكل وصاحب الكلمة العليا والآمر الناهي فليقرر ما يشاء وليفعل ما يشاء
*يجب أن تظل القضية الحالية والصراعات القادمة سودانية خالصة بحتة ويكون القول الفصل فيها للشعب السوداني وحده ولا يجب تدويلها وإستجداء العواطف، بحجة المؤامرات الخارجية، فهي حاضرة ودائمة وفاعلة ولكن بمقدرونا تحييدها وإخمادها إن أردنا أن يكون لنا وطن نعيش فيه نحن وأبناؤنا وأحفادنا كما عاش فيه آبآؤنا وأجدادنا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة