هناك حالة انزعاج عام من وسائل التواصل الاجتماعي، نتيجة للأخبار والشائعات الكاذبة والمعلومات المغلوطة التي تنتشر فيها، وكثيراً ما تسبب أضراراً لأفراد وأسرٍ وقطاعات مُختلفة. في اليومين الأخيرين راجت شائعة عن تشكيل حكومي مرتقب، حمل أسماء لا يمكن أن تلتقي ولا في الأحلام، لكن تبناه الكثيرون وتناقلوه، وبدأت عمليات الرد المُضاد والنفي ممن وردت أسماؤهم في التشكيل، وليته صدق. قبل ذلك وردت شائعة عن وفاة الفنان النور الجيلاني، وبعد أن تناقلها الناس، تم نفيها، حدث هذا بكثافة مع مجموعة من نجوم الفن والأدب والمجتمع، بعضهم من الراحلين مثل وردي وزيدان وأبو آمنة حامد، وبعضهم لا يزال يرفد حياتنا بالإبداع، مثل الأستاذ السر قدور والفنان نور الجيلاني. لهذا تضايق الكثيرون من وسائل التواصل الاجتماعي وبدا إما يطالب بتقييدها وفرض رقابة عليها، أو يدعو عليها باعتبارها رجساً من عمل الشيطان. والحقيقة أن كلا التصورين خاطئان. وسائل الاتصال الاجتماعي لا تكتب ولا تنشر، هي أداة ووسيلة يستخدمها الناس ليكتبوا عليها ويتناقلوا الأخبار والمعلومات، صحيحة كانت أم غير صحيحة. وهي تمثل ثورة في حقل المعلوماتية والتواصل، فهي وسيلة سهلة ورخيصة وواسعة الانتشار ويمتلك فيها المرء حريته كاملة. فإن كانت هنالك مشكلة فهي في البشر، في الناس الذين يستخدمون وسائل التواصل. وهؤلاء هم نفس الناس الذين اعتادوا نشر الشائعات والأخبار الكاذبة في المجتمع، كل ما حدث أنهم وجدوا وسيلة أسهل وأرخص. دعنا نسأل كل واحد منا، لماذا تجد رسالة من شخص مجهول أو موقع لا تعرف مصداقيته، فتقوم بنقلها لأشخاص يثقون بك ويظنون بك الخير فيقوموا هم بنقلها عنك؟، وهكذا يستمر الانتشار حتى يصعب نفيه وتصحيحه. هنا يوجد الفلتر الذي يمكن أن يقتل الأخبار والشائعات الكاذبة وغير المعقولة، أن نبدأ بالتساؤل: من هو الشخص الذي نقلها لنا، ما هو موقعه وصلته بهذا المجال، وماهي مصداقيته. لا يكفي أن تنقل خبراً ما، ثم تعتذر عنه عندما تظهر عدم صحته، بأنك وجدته في "واتساب" أو "فيسبوك". هذا عذر أقبح من الذنب وخاطئ، وسواء في "واتساب" أو "فيسبوك" أنت وجدته عند شخص محدد، وكان يجب عليك التعامل مع المعلومة بحسب وزن ومصداقية المصدر. لا تنقل معلومة أو خبراً أو صورة أو أي شيء أنت لا تعرف مصدره ولا تستطيع التأكد من صحته، وإن كانت لديك وسيلة للاتصال والبحث لمعرفة ما إذا كانت المعلومة صحيحة أم لا، فعليك أن تفعل ذلك قبل الإسهام في النشر. إن لم تكن متأكداً ولا تستطيع التأكد فاقتل المعلومة حيث وجدتها، دعها في مكانها ولا تسهم في نقلها وتداولها. لو تحول كل فرد إلى فلتر حي، لا تمر عبره المعلومة قبل أن يقوم بعملية الفلترة هذه والتأكد من صحتها، لأسهمنا جميعاً في قتل الشائعات والأخبار الكاذبة والمعلومات غير الصحيحة، أبدأ بنفسك. altayar
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة