خط الاستواء في سياق مجادعته مع اللّيدي تراجي، قال شيخ اللّمين في كشحة غضب، انه سيُقلِع عن تصوُّفه، بل وسيترك الاسلام ذاتو، إن صحّت مزاعم هذه "الجماعة" في اعتماد الحوار وسيلة لحل الأزمة السودانية. استدل شيخ اللّمين، في حكمه ذاك، بتجربته معهم..من جهة أخرى، تراشحت أنباء، عن اعتكاف أحدهم داخِل مزرعته، بهدف مراجعة وتقييم تجربة المشروع الحضاري في السودان، بينما تقوم الأجهزة بتلخيص الموقف الرسمي للدولة، في أن مُخرجات الحوار، التي سيُفرَج عنها في العاشر من أكتوبر، لن توثر في شرعية الإنتخابات، التي منحت الثقه لرئيس الجمهورية وللبرلمان. أو بمعني آخر، أن الحقبة الإنقاذية ستستمر حتي نهاية الاسماح الدستوري في 2020 ميلادية.. إذن هناك حِراك ما، أو هي تحوُّلات حقيقية، حدثت وتحدُث داخل الحركة الإسلامية منذ ثلاث عقود.. هي تحولات جد عميقة،وتحتاج إلى دراسات متخصصين في علم الأديان، والاجتماع والسايكلوجي، والتّنجيم أيضاً.. فهؤلاء الأخوان، هم الذين قالوا: "بعد ما لبذنَتْ، ما بندّيها الطير".. هؤلاء الجّهابِزة، سفكوا الكثير من الدِّماء في سبيل "دولة الإسلام"، لكنّهم تخلّوا عن السلطة مكرهين، وجبِنوا في الإفصاح عمّا حدث، وهُم، من هُم..؟ إنهم فرسان الكمين و الدّبابين، وجماعة أرمي قِدّام، وجِيبو حيّ، و شووت تو كِلْ..! إذا كانت هذه الكواكِب الألمعية من أقطاب الحركة، قد سفكت منهم دماء، في سبيل التمكين، فكيف يستقيم ــ بالمنطِق كِدا ــ اعتزال هذه الدُّرر المكنونة للمجاهدة؟ كيف ترجّلوا بهذه السهولة عن صهوات خيل الله، وكيف أخلى التنظيم الساحة لأشبال الحركة، مِن أمثال حامد ممتاز، ومشاعر الدّولّب..؟ هل يعقل تخلِّى أحمد عبد الرحمن عن الشريعة، وأين المحبوب، والطيب زين العابدين، وكل من ظل يقتات المشروع الحضاري، منذ نعومة أظفارة؟ كيف نفهم هدوء عواصِف نافِع، الذي هبّت عليه رياح الجنة كثيراً، ودونما هوادة، وأين تبخّرت رايات المحجة البيضاء، والهجرة الي الله، وغيرها من الوسائل والشعارات؟ هل أُبطِلت فعاليتها، بعد ما وصلوا إليه من رفاه مادي، يستميتون و ينافقون، بل ويُدلِّسون، من أجل الحفاظ عليه؟ كان للحركة مجاهدين بتلك الطرائق، فكيف استقالوا عن مشروعهم، وكيف نزعوا عن التعرُّض لنفحات الجنة؟ الكلام دا غير معقول..الرّصة دي ما ياها، فهؤلاء المُجاهِدون حتماً سيحاولون... سيحاوِلون، بيدَ أنّهم يخشون أن تكون فشل المحاولة، أو تكونَ قاصمة ظهر، كتلك التي جرّبها الشيوعيين مع مايو... سيحاولون، لكنّهم يتهيّبونَ أن تؤدي مثل تلك المحاولة إلى مسار نقيض.. الواقِع يقول، أن الحركة الاسلامية "جَلَسَتْ" من تلقاء نفسها، أو أقعَدتها التجربة، أو فَشَلت.. نحروها أو انتحرت، كلُّو واحِد! هم الآن مهمشون خارج السلطة، بعد أن استنفدوا أغراضهم مِن الدين الذي استخدموه في لذة النهي والأمر، والاستتئثار بحلب البلد.. لقد تم إبعاد الكوتش، ونَزعت تعليقاته المتراكمة كل قدسية عن المشروع، وسُحِب بند الحور العين من مفاوضات الوضع النهائي بين الوطنيين والشعبيين، وقيل لسعاد واخواتها: إنتنّ هُنَّ..أنتُنَّ الحور العين! بعد تلك الضربات المتتالية، فُرِض التواضُع على كواكب التنظيم، الذين أصبحوا بارعين في نقد التجربة، خلال الفعالِيات الإعلامية ووِرش العمل.. بعضهم يتبرّع بفتاوى تحليل القروض، وآخرون يُفنِّدون التحلل، و آخرون قرروا التضحية بالشريعة، عن طريق ضربة ركنية، هي تعديل حد الرجم! هؤلاء ــ على الأقل ــ يتحدّثون، فما بال الكاظمين، من الكوادِر، مثل الخضر، والمتعافي، ونافع، سُعاد الفاتِح، وقطبي، ورامبو، وموسى يعقوب.. هل اعزلونا، كما اعتزلنا صلاح قوش، الذي أكد في سياق اجتراره للماضي، أنه استقال من كل شيئ إسمه السلطة، وأنه لا يملك أدنى رغبة في العودة إلى مراكز صنع القرار، وأنه بس: عاوز ياكل عيش..؟!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة