ما دفعت الضرائب منذ استلام الاخوان المسلمين للحكم في السودان و سبب ذلك الاعتراض علي واد الديمقراطية في السودان و زيادة نار الحرب في الجنوب و اعتراضا علي سياسة التمكين التي شردت الكثيرين و بيوت الاشباح التي بدات تفوح رائحتها ، وقد كان ذلك بالاتفاق مع مجموعة من السودانيين . عرفت من الهادي فرح بوجود لجنة بجدة تعفي او تخفض الضرائب و كل فرد عليه ان يقنعها بما يريد . الهادي رجل هادي و خدوم و قد وفق فيما طلبه من اللجنة كما اسرع جارنا المرتاح و الانتهازي بالمولد لمقابلة اللجنة و عاد و البسمة تتقدم محياه . اتصلت بالدكتور سعيد الذي قيل انه قابل اللجنة و حقق ما يريد لاعرف منه كيف استطاع ان يحقق ما سمعته و طلبت منه المساعدة .ارشدني سعيد لدكتور بشير ، دكتور بشير سياسي له ظل و مقام يعطيك عندما تتحدث معه بالتلفون او تقابله اكثر من حاجتك من الامال و لكنها امال تتبخر عندما تهب عليها رياح الحياة و هذا شيء جميل يستحق عليه الدكتور الثناء و هل هناك شيء اكثر ربحا و متعة من تعاملك مع الدكاترة الاذكياء الناجحين و انت الرجل العادي . قررت خوض المعركة وحدي معتمدا علي خبرتي الطويلة في الحياة مع احساسي في دواخلي باني لا ازال راعي لا اجيد التعامل مع هولاء الحضر . حملت كيس يقري اللصوص ، به كل اوراقي. في جدة زرت بعض الاخوان و قد كانت زيارات موفقة ادخلت في نفسي كثير من السرور و اعطتني ثقة فانتفشت . وصلت القنصلية في الميعاد الذي حددته كان الجو لطيفا و الباب الرئيسي مغلق . بعض السودانيين يسيرون بكسل امام القنصلية و الاشارة امام القنصلية توزع بسماتها بانصاف للسيارات و تمنيت ان تكون اللجنة كذلك . دخلت القنصلية و اخذت الرقم ( 78 ) ووجدت في الداخل الابعد اعداد من البشر بعضهم تبدوا عليهم النعمة يزحفون نحو هدف . الهدف امراتين و رجلين . لون المراتين هو لون علي عثمان محمد طه ، احداهما عابسة جدا و الاخري عابسة و العابسة جدا و صفها الجالس علي يميني بانها ليئمة جدا اما الرجلين بلغتنا نحن البقارة لون احدهما احمر و الاخر خاطف لونين و هما يبدوان اكثر كفاءة من المراتين . هب من وسط القوم زميلي ( ض ) و رحب بي ترحيبا حارا عجزت عن رد هذا الترحيب بنفس القدر . زميلي هذا هطلت عليه امطار النعمة منذ ان وطات قدماه ارض السعودية في عام 1976 لتميزه و اجتهاده و حذقه المهنة و لا تزال وديانه عشبها اخضر و ماؤها رقراق . قلت لنفسي هي الحياة البعض ياخذ كل ما يريد اخذه . قابل زميلي الرجل اللحمر و صار يحكي له ، يبدو لي انه يحكي له عن العطالة و الفقر الذي يعيشه و ربما يحكي عن الصلة التي تربطهما و الرجل اللحمر يصغي بكل اهتمام و تركيز . كنت اتمني ان اسمع الحكي الشيق و لكن بعد المسافة وضعف السمع كانا سببا في حرماني من الاستفادة و المتعة . نصحني الطبيب باستعمال سماعة و لكن حرصي علي مظهري جعلني اصرف النظر عن شرائها و لكن في هذه اللحظة شعرت انني في امس الحاجة الي السماعة . اخذ زميلي ثلاثة اضعاف الزمن الذي يعطي للاخرين ثم نهض و نهض الرجل اللحمر و ودعه بكل بشاشة و احترام و تابعه بنظره حتي ابتعد عنه ثم جلس .قلت لنفسي ان هذا حقق الهدق الذي جاء من اجله . تمنيت ان اقابل الرجل اللحمر . عقد من الزمن و زيادة مر دون ان اسافر الي السودان حيث انني عرفت من بعض الاخوان ان اسمي موجود في المطار وسمعت ببيوت الاشباح و الماسي الكثيرة التي حدثت ففضلت الابتعاد عن مدي العصي المكهربة و لكمات بغال النظام التي لا ترحم و الحي بلاقي كما يقول اهلنا الطبيين . اليوم كبير الارهابيين حسن الترابي ابعد من السلطة و يعيد في ذهنه شريط حياته المليء بالشيطنة و المكائد ولكن تجربته مع هاشم بدر الدين لا تخرج من راسه الا لتعود مرة اخري حتي تامر تلاميذه عليه لم يبعد عنه صورة هاشم بدر الدين . اشار الي الشخص المنظم للمقابلات بان اذهب الي المراة العابسة جدا. وضعت كيسي المخدة امامها و ناولتها الباسبوت ، تصفحت الباسبوت ثم دفعته الي بطريقة تنم عن التعالي علما بان الباسبورت جديد و ليس به معلومات كثيرةغير تحديد منطقتي و مهنتي وتاريخ الميلاد . ثم نظرت الي نظرة تدل ان الجالس امامها ارتكب جريمة كبري و هي جديرة بالتعامل معها . هي – عشرة سنوات ما دفعت الضرائب انا : لي ظروف منعتني من الدفع و القروش صرفتها في تعليم الاولاد وهذه هي الايصالات هي : خلاص و دفعت بالكيس نحوي و امرتني بالانصراف من امامها و هي مصرة علي مبارحتي . شعرت ان هذه تعاملني بفوقية كانني خدام عندها تحاسبه علي الصحون التي كسرها قلت لها انتم الاربعة اشكالكم توحي انكم من منطقة واحدة هل السودان ما فيه متعلمين غيركم ، عجرفتكم هي الدافع الي كتابة الكتاب الاسود قلتها بصوت عال سمعه الزاحفون الي الهدف و الرجل اللحمر الذي اتضح لي انه رئيس الاربعة ثم اشارت لي بالذهاب الي الرجل اللحمر الذي قد يكون اشار اليها بان اقابله . امسك الرجل اللحمر الاوراق و دون ان ينظر اليها ، دار الحوار التالي : عشرة سنوات ما دفعت الضرائب ؟ انا عندما امسي المساء توقفت عن دفع الضرائب انظر الي الاوراق التي امامك ، كنت منتظم في دفع الضرائب حتي عام 1989 ثم تغير الحال ثم توقفت عن الدفع . هو : عندنا لجان كثيرة زارت هذه المنطقة لماذا لم تقابلها ؟ انا: كل لجانك السابقة كنت مع اخرين غير معترفين بها لاننا قررنا عدم دفع الضرائب للوضع الذي سلبنا حرياتنا و اليوم قد تكون هناك اشياء تدعو للامل . هو : هذا موضوع يحتاج لدراسة من غيري ثم يكتب علي الورقة و يناولني لهاو يشير الي ارجاعها للمراة العابسة جدا وهي بدورها كتبت وختمت علي الورقة و ناولتني لها و عندما تصفحت الورقة زاد حلمي بان يصبح الصبح . في اعتقادي ان الطريقة المتبعة لتخفيض الضرائب او حسمها كلها كانت طريقة مذلة و تعلم المغتربين الكذب و الغش و التزوير و تشجع سوق الواسطات . جبريل حسن احمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة