09:46 PM March, 22 2016 سودانيز اون لاين
عثمان محمد حسن-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
أطل المهندس/ إبراهيم محمود على الشاشة، و هو يكاد يطير من الفرح ليعلن
أن وفد الحكومة و معه الرئيس/ أمبيكي، سوف يحاولون ( اقناع) المعارضة
للتوقيع على خارطة طريق ( توفيقية) مقدمة من قبل الآلية الأفريقية..
قلت في نفسي:- " بااااظت خلاص!" لقد أكل الجماعة راس أمبيكي كما أكلوا
رؤوس كثيرة في الداخل و الخارج بأساليب الذئاب المتعطشة لدماء ضعاف
الغزلان!"
ثم أطل على الشاشة د. أمين حسن عمر بكل غطرسته و ( طاؤوسيته)، ليتحدث عن
الخارطة ( التوفيقية) المطابقة تماماً لمطلوبات النظام في الحوار و
المفاوضات و المشاورات، و كل ما هو آتٍ آت- و يسخر الطاؤوس أمين حسن عمر
من مطلوبات المعارضة.. و يضعها على الرف، و في يقينه أنه قد كسب الحرب
تماماً بعد أن ضمن وقوف أمبيكي إلى جانب نظامه.. و ربما ضمن وقوف مجلس
الأمن و الخمسة الكبار إلى جانب الظَلمة، و كثيراً ما فعلوا!
لقد كسب النظام جولة ( المشاورات التي لم تتم) فقط.. و لم يكسبوا (
الحرب) طالما في قاعدة بيانات الشعب السوداني ذخائر لا تخيب أبداً و
منقوش عليها سمات أكتوبر 1964 و أبريل 1985.. رغم ( تشويشات) سبتمبر
2013..!
و يتحدث وفد النظام عن نقل رأيهم النظام لأمبيكي .. و عن رفضهم نقل
الحوار إلى الخارج، و أن المفاوضات لا تحتاج إلى وساطة بالداخل..,, و
يقولون:- نعم للمسار التفاوضي حول السلام و لا شيئ آخر.. إن ( النظام) لا
يبتغي رسو السودان على بر السلام و الأمان..
و حين تستمع إلى خطابهم المنطلق من مركز القوة و الجبروت.. و الاحساس بأن
كل الظروف المحلية و الاقليمية و الدولية تعمل لصالحهم.. تعلم أن الوهم
قد أعماهم عن رؤية مصيرهم المحتوم، و هم يرسمون خرطة طريق ذي اتجاه واحد
يفضي إلى الجحيم.. و سوف يأتي يومٌ لن ينفعهم فيه أمبيكي و لا الملك
سلمان و لا الصين و لا روسيا.. و لا أمريكا.. يوم لن تنفعهم فيه سوى
أرجلهم أو طائراتهم الرابضة في المطارات على أهبة الهروب من الجحيم!
و قد إتفق الطرفان على مواصلة المشاورات.. و النظام يقف على أرض صلبة.. و
يطل د. أحمد بلال ليقول عن المعارضة :- ( تحسبهم جميعاً و قلوبهم شتى..)
و هو يضحك! و يتحدث المشير البشير عن أن دارفور آمنة الآن,, و هو يتحدى..
و يتحدث الوالي/ عبدالواحد عن أن دارفور تمام التمام عدا بعض الجيوب في
جبل مرة..
و من بعيد يدخل القائم بالأعمال الأمريكي على الخط.. ليعلن أن أمريكا
ستسعى لإقناع المعارضة للتوقيع على خارطة الطريق المقدمة من أمبيكي..
فنشتم رائحة ( عقيدة أوباما) في كلام الدبلوماسي الأمريكي.. عقيدة تنبني
على نأي أمريكا عن الشرق الأوسط.. و لربما لأوباما أهداف أكبر تكمن في (
إرث أوباما) الرئاسي أو Obama Legacy و من تلك الأهداف تعضيد موقف مرشح
الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية القادمة في أمريكا.. ليفاخر
المرشح/ المرشحة أن حزبه/ها قد تمكن من إيقاف الحرب الدامية في دارفور..
و سوف يصفق له/ها الأمريكان كثيراً.. لمعرفتهم بما حدث و يحدث في دارفور
من مآسٍ إنسانية..
إن من يقرأ تسلسل الأحداث في السودان منذ بداية نظام ( الانقاذ) سوف
يتلمس ما بين السطور مؤشرات تؤكد أن الحوار و المفاوضات قد استنفدا
أغراضهما.. و أن النظام يضع بصماته على خطوط التواصل النهائية بما يفضي
إلى إنتاج معطيات تعوَّد النظام على ممارسة ( إخراج) أمثالها منذ بدأ
التعامل مع رؤية ( ميكيافيللي) في إدارة الدولة.. و النظام يستقوي
بالخارج حالياً، بعد تنازلاته التي قدمها رِشىً لكل من يرى فيه سنداً
محتملاً ينافح عن مواقفه في الحرب و في السعي إلى السلام.. لذا على
المعارضة و علينا جميعاً أن نبحث عن معادلة جديدة لحل أزمة السودان
المستعصية بدلاً عن اللعب على حبال المفاوضات و الحوارات المهترئة..
الرسمية منها و غير الرسمية.. سواء أكانت في الداخل أم في الخارج..
نعم، النظام سعيد جداً لدرجة التخمة و هو يلعب في سيرك الحوار و
المحاورات في الخرطوم و في إثيوبيا بهمة من احترف اللعب على الحبال
المتشابكة دون خوف من الوقوع على ( البلاط) لأنه يعلم أن ثمة شباك منصوبة
تحته تحول دونه و كسر عموده الفقري على البلاط.. و ما أبشعها من سعادة
تحصَّل عليها بالخسة و الدناءة على حساب سلام السودان..!
و النظام لن يتورع عن تقديم المزيد من التنازلات عن أي شيئ مقابل كسب
الخارج الأجنبي إلى جانبه في رحلته غير الميمونة لتخريب مقدرات البلد و
تشتيت كفاءات شعبه.. و دفن الأمل في صحراء النفاق و الدجل.. و غاية
تطلعاته البقاء في السلطة و التحكم في الثروة ل( تمكين) من شاء و (
تهميش) من أراد.. فكم من مهمش فيك يا سودان و كم من كفاءة هاجرت بعيداً
عنك!
هذا زمان المهازل بلا شك! زمانٌ فيه يحاولون خداعنا و هم يعلمون أننا لا
ننخدع، و مع ذلك يستمرون في غبائهم باستمرار محاولات الخداع.. ربما يرون
فينا ضعفاً ظاهرياً.. و يفشلون في رؤية قوة باطشة في أعماقنا متى تحركت
نحو أبراج الطغاة دمرتها و أزالتها من الوجود..
نعم، المعارضة محاصرة.. ليست ضعيفة.. لكن النظام يرى أن المعارضة سوف
تنصاع عما قريب ل( أوامر) أمريكا فتوَقّع على خارطة الطريق المشوَّش..!
أما الشعب، فيتطلع إلى المعارضة عساها تتهيأ للعصيان المدني و الانتفاضة
، بعد أن تضع التفاوض و الحوار و أمبيكي على الرف..
فلنتوجه، أيها الناس، إلى الشارع بصدور عارية!
أحدث المقالات
نضح جهلا ، فمررنا كراما (2) بقلم ب. حيدر الصافي شبو( لا للغلاط ) بقلم الطاهر ساتيالتكامل بين مصر والسودان واثيوبيا ...!!!؟؟؟ بقلم محمد فضل -- جدة القمح ام القطن ؟ بقلم أحمد الملكأمن النظام يداهم دار مدارك للنشر ويعتقل مديرها! بقلم أحمد الملكخمس سنوات هي مدةٌ طويلة: لماذا يجب أن تنتهي أكبر كارثةٍ إنسانيةٍ في العالم بقلم: يعقوب الحلو و كيففي نقد العمل الطوعي السوداني بقلم محمد ناجي الأصمموقف أمبيكي إستفزازي والواجب الوطني يحتم وحدة الجبهة الثورية بقلم أحمد حسين آدمإستبعاد رمسيس الثالث من قائمة فرعون موسى بقلم مصعب المشرّفالتدين الشكلاني وشيوع ثقافة النفاق بقلم حامد جربو هرِمنا..هرِمنا..هرِمنا..! بقلم عبد الله الشيختفاءلوا خيراً تنتعش مبيعات الصحف الرياضية بقلم كمال الهِديليس من حقكم أن تفرحوا .. بقلم عمر الشريفماذا تتوقعون من نظاما(خان)شعبه....! بقلم المثني ابراهيم بحرأخلوا سبيل إلياس يا أهل اليأس بقلم صلاح شعيببنت العمدة !! بها بقلم صلاح الدين عووضةكومون يحميها القانون وتسندها العدالةمرة أخرى ..عودة الوعي ! بقلم الطيب مصطفىمع د. على الحاج فى فقه التعمية!! بقلم حيدر احمد خيراللهالمستجيرون بأوروبا يجب حمايتهم و ليس مقايضتهم بقلم د. طارق مصباح يوسفعن الطلبة الأردنيين المجرمين بقلم أكرم محمد زكي لماذا إلتف الشارع النوبي حول المناهضة ؟ بقلم عاطف عبدون تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ الي مساعد البشير ....... الامير عبد الرحمن المهدي