02:30 PM March, 22 2016 سودانيز اون لاين
عبد الله الشيخ -الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
خط الاستواء
نسيت أنني بلغت من الكِبر عِتيا، في غمرة انشغالي بمتابعة التفجيرات و التصريحات، في بلدي، وفي ليبيا، في سوريا، العراق، واليمن، و، و..! نسيت أنني تجاوزت الخمسين في غمرة إنتظاري لهدير صمت الشوارع ..نسيت أنني هرمت في انتظار التغيير، فلم أحفل بجريان السنين..وكيف أحفل بعمر سرقه العسكر، وبددته الطفولة السياسية والمهاجر..!؟ أنا فوق العتبة..ربما كان محمد سعيد العباسي في مثل حالي هذا حين قال:ــ "يا بنت عشرين والأيام مقبلةٌ..ماذا تريدين من موعود خمسين"..! أتذكر إبن بادية كردفان ــ العباسي ــ ياله من شاعر..إنّه القائل:ــ " أنشأتُ أسمعه الشّكوى ويُسمعني..أُدْنِيه من كبديَّ الحرّى ويدنيني"..! لمن تُرى أعزف أُغنيتي..!؟ ولمن أشكو..!؟ بل ــنحن كجيل ــ لمن نشكو..!؟ كيف تبدلت شكايانا من عاطفية إلى سياسية..؟ كيف هرِمنا هكذا وبسرعة، انتظاراً لأيّة لحظة تاريخية..!هل يمكن لشباب الـ "فيس بوك"،أن يقدم للسودان، ما لم نقدمه نحن..!؟ انسربت السنوات والمصيبة لا تسقط بالتقادم..على هذه الأعتاب ، يهزني صوت محمود درويش:ــ "أيها المارون بين الكلمات العابرة..احملوا أسماءكم، وانصرفوا.. اسرقوا ما شئتم من زرقة البحر، ورمل الذاكرة"..! لقد فرّت السنوات ،كما يفر العصفور في الهواء..إبنتي الكبرى "يادوبك" في المدرسة..! و دي، حتقرأ شنو في جامعات الكيزان..!؟ و ح تعرِّس متين..!؟ وتجيب لي أحفادي متين..!؟ وهل سيكون قدرها ، وقدر جيلها، "توجهاً حضارياً" كما هو قدرنا..!؟ لقد هرمت..أمي التي وعدتها بالحج شريطة أن يكون ذلك الحج بعد سقوط النظام، صارت عجوزاً لا تقوى على الطواف..! تقول لي الآن، بعد طول الإنتظار، أنها أدت الفريضة، وأنها تطالب بـ "حق الحج" مالاً سائلاً في اليدين..! ترى، لو بقي العسكر في ثكناتهم،هل كان بقاؤهم هناك، أمراً جالباً للسعادة ، في سنوات هذا العمر "الهِزار"..!؟
لقد هرِمنا..هرِمنا..و كيف أهنأ بشيخوخة هانئة، وكل قادتنا شيوخ..!؟ كيف أذكر عيداً للميلاد وما زال بعض قادتنا في "الصف الوطني" يفاوضون "المصيبة"، ولديهم عشم كبير في "استعدالها"..!؟
هرِمنا، و لكن.. يبدو أنني أفضل حالاً.. رغم تقادم السنين، وأنا في هذا الانتظار الطويل،هناك من هو في السبعين، أو في الثمانين حتى... وما زال "يُكاور مكاورةً" لأشياء الدنيا الفانية..! هناك من يصبغ شعره وشاربه ليقتل، من أجل الثروة، ومن أجل السلطة، ثم يقول:"هي لله"..! و "شِن طعم الدروس"..!؟ هذه السلطة الغاشمة.. أليست هي تلك، التي تطير "عبر الأثير"..!؟
ماذا فعلتُ طوال هذه السنوات..!؟ لا شيئ غير أنني قرأت كثيراً، لكنى لم أفهم بعد..! سافرت كثيراً، لكني لم أجد متكأً غير هذا الوطن المسلوب بألاكاذيب..! انتظرت ما لا يأتي في دهاليز قصيات، لكنني أعرف جرح الغربة داخل الوطن..! و ماذا فعلت بي السنين..!؟ لقد أوجعتني فيها لحظات العشم.. كثيرون غرروا أو غدروا، فهل كان من الممكن ،أن أكون حصيفاً..!؟
هكذا الانسان، حتى في لحظة الوقوف مع الذات ، قد يرى أنه مظلوم، و لا يرى أنه ربما كان ظالماً أيضاً..!
من سرق الأمنيات..!؟ كم سانحة ضاعت، وكيف هي أمنيات العمر الذي مضى،،هل يسعدني تحقُّقها الآن..!؟
إيييه،هذه الدنيا أعطتني بسخاء في أحايين كثيرة..أعطتني أصدقاء، و، أعطتني أن أساتذتي سرعان ما يتحولون إلى أصدقاء..! لو استقبلت من أمري ما استدبرت لاستدركت خوفي.. ليتني أستطيع توحيد خوفي..!
الحكمة التي خرجت بها من كل هذه السنوات، أن الزمان هو اللحظة الحاضرة، وأن أحلى الحظات قد تأتيك في خبايا الصدفة، وأن أبهج اللقيا عندما يبتسم لك العائدون، لتبداً ــ أنت وهم ــ رحلة الخطاوي إلى سفر جديد..! أكاد أفهم هذا،و ربما، أفهم سر الحياة بقلبي غداً.. وهل تركت لنا الحوادث عقلاً..!؟ أيّها العابرون..أخرجوا من مفردات الذاكرة..خذوا الماضي، إذا شئتم، إلى سوق التُحف.."أيها المارون بين الكلمات العابرة.. كالغبار المُر، مروا أينما شئتم، ولكن، لا تمروا بيننا، كالحشرات الطائرة"..!
أحدث المقالات
أخلوا سبيل إلياس يا أهل اليأس بقلم صلاح شعيببنت العمدة !! بها بقلم صلاح الدين عووضةكومون يحميها القانون وتسندها العدالةمرة أخرى ..عودة الوعي ! بقلم الطيب مصطفىمع د. على الحاج فى فقه التعمية!! بقلم حيدر احمد خيراللهالمستجيرون بأوروبا يجب حمايتهم و ليس مقايضتهم بقلم د. طارق مصباح يوسفعن الطلبة الأردنيين المجرمين بقلم أكرم محمد زكي لماذا إلتف الشارع النوبي حول المناهضة ؟ بقلم عاطف عبدون تائه بين القوم/ الشيخ الحسين/ الي مساعد البشير ....... الامير عبد الرحمن المهدي