شتَّان ما بين أطباء اليوم و.. أطباء الأمس بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-25-2024, 02:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-17-2016, 03:36 PM

بدور عبدالمنعم عبداللطيف
<aبدور عبدالمنعم عبداللطيف
تاريخ التسجيل: 10-26-2013
مجموع المشاركات: 55

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
شتَّان ما بين أطباء اليوم و.. أطباء الأمس بقلم بدور عبدالمنعم عبداللطيف

    03:36 PM August, 17 2016

    سودانيز اون لاين
    بدور عبدالمنعم عبداللطيف-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    [email protected]
    في أغسطس من العام 1976، كنت وزوجي نجلس إلى ذلك الطبيب ، "حسن عثمان عمر"، في عيادته بالسودان، والساعة قد تجاوزت العاشرة مساء، وبين يدينا ذلك الصغير ولم يكن عمره حينها يتجاوز العشرة أيام، جاء إلى الدنيا مثل أي طفلٍ عادي تكاد الدماء تطفُر من خدوده الوردية ويفوق حجمه أقرانه كثيراً، ولكن تلك الصحة سرعان ما أخذت تتلاشى وذلك الخد الوردي أمسى أشبه بثمرة عجفاء عبثت بها رياح الخريف بعد أن أصرَّت المعدة على لفظ كل ما يأخذ طريقه إليها من سوائل، ما أثَّر سلباً في صحة الطفل الذي أخذ وزنه يسجِّل عداً تنازلياً مخيفاً.
    وفي ذلك اليوم العاشر بالذات كان وجه الطبيب يشي بقدرٍ غير قليلٍ من الجِدِيَّة والخطورة، وبدا أن الكلمات وحدها غير كافية لإيصال ما يريد، فعمد إلى ورقة راح يرسم عليها ما يحاول جاهداً إيضاحه لنا من شكوك في أن يكون مردُّ تلك الظاهرة ضيقاً في المعدة، وهي حَدَثٌ مُتعارَفٌ عليه طبياً، إلا أنه من غير المُتعارَف عليه أن تظهر الأعراض في تلك السن المبكرة، إذ تبدأ عادةً في الظهور عند بلوغ الطفل الشهرين من عمره. «وعلى كلٍ أصبح لا خيار أمامنا سوى فتح البطن والبحث على أمل أن تكون شكوكي في محلها... ومهما تكن نتيجة العملية فإن استمراره في هذا الوضع ليس بأقل..».
    ولم يكمل، وكأنه تذكَّر فجأة وهو في غمرة استغراقه في نتائج العملية أنه يخاطب الوالدين وفي شأن أقرب الناس إليهما.
    وجاءت عبارة الطبيب المبتورة والتي استطاع إجهاضها في آخر لحظة بصمته المفاجئ تحمل رائحة مقُولة القائد "طارق بن زياد" وهو يخاطب جنده بعد أن أحرق المراكب جميعها: «أين المفر؟ البحر من ورائكم والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر».
    وفي نفس تلك الليلة تمَّ الاتصال بطبيبٍ جراحٍ مشهودٌ له بالكفاءة والخبرة هو الدكتور "زاكي الدين أحمد زاكي الدين"، وتقرَّر أن تكون العملية في الصباح الباكر وبدون كشف أشعة أو غيره من الإجراءات المُتَّبعة في مثل تلك الأحوال حيث أن أي تأخير لا يزيد الأمور إلا تعقيداً.
    لا أطيل على القارئ كثيراً في سرد تفاصيل تلك العملية. وفي مثل تلك الأحوال كثيراً ما تبرز لمساتٌ إنسانية تأبى إلاّ أن تفرض نفسها علينا مذكِرةً إيانا ألا تقنطوا مما وصل إليه عالم اليوم من أنانية ومادية مؤكدة للإنسان أن أخاه الإنسان مازال بخير. فذلكم الجرَّاح -الدكتور "زاكي الدين أحمد زاكي الدين"- والذي استغرقت منه تلك العملية الجراحية الدقيقة ما يزيد على الساعتين، يرفض أن يتقاضى أجراً في مقابل ما اعتبره إثراءً وإضافة لعلمه في ذلك الوقت أي عام 1976م. وطبيب الأطفال (حسن عثمان عمر) بدوره يغلق عيادته مصدر رزقه ورزق عياله لمدة أسبوعين كاملين بعد العملية، ويظل قابعاً على كرسيٍّ بجانب الطفل المريض يرقُب عملية التغذية والعلاج التي تتمُّ بواسطة أنابيب غُرزَت في أوردة رأسه وقدميه متحسباً لأيةِ مضاعفات مُتَوَقَّعة بعد العملية، وما أكثرها لطفلٍ في ذلك العمر، وبتلك الصحة، حتى وصل الطفل إلى شاطئ الأمان مجتازاً الخيط الرفيع بين الحياة والموت بما هو أشبه بالمعجزة. وحينها فقط تنفَّس ذلك الطبيب الإنسان الصعداء وسلمنا إياه رافضاً مقابل ذلك جزاءً ولا شكوراً.
    لقد مضى زمنٌ طويل - كما يلحظ القارئ على تلك التجربة العصيبة - ولكن ما أصبح عليه حال مهنة الطب اليوم يدعوني لأن أنفض الغبار عن تلك التجربة، فالطب .. هذه المهنة الإنسانية – للأسف – قد أصبحت معبراً إلى دنيا المال والثروة فترى العشرات من المرضى ينتظرون دورهم لمقابلة الطبيب إلى ما بعد منتصف الليل ما يدعو الى التساؤل كيف لطبيب يستقبل ذلك العدد الهائل من المراجعين أن يتوفَّر له الوقت الكافي للاستماع لشكوى المريض بما يعينه على التشخيص السليم.
    ورغم تلك المعاناة التي يتكبَّدها المريض حتى يحالفه الحظ ويحظى بتلك المقابلة " الخاطفة" للطبيب، فان ذلك الطبيب لا يرى غَضاضةً في أن يُثقِل كاهل المريض بأتعاب كشفٍ تفوق قدراته.
    والمفارقة أن يُسمَح للبعض من المرضى المنتظرين بالتواجد في غرفة الكشف مع المريض ما ينتفي معه جانب الخصوصية والسِريَّة والتي هي من أبسط حقوق المريض.
    أما فيما يتعلق بالمبالغ الباهظة التي يدفعها المريض مقابل شراء الأدوية وإجراء التحاليل فذلك أمرٌ يطول شرحه.
     من الأمور العادية أن تسمع أن مستشفىً ما لم تسمح بمعالجة مريضٍ قد أتى به ذووه في وضعٍ صحيٍّ حرج ما لم يدفع رسوم المستشفى " بالكامل “، حتى وإن أدى ذلك "التأخير" في دفع الرسوم لوفاة المريض.


    أبرز عناوين سودانيز اون لاين صباح اليوم الموافق 17 أغسطس 2016


    اخبار و بيانات

  • خارطة الطريق وانهيار المفاوضات(1)
  • وزير التربية والتعليم ينفي انتشار المخدرات بين طلاب الاساس بولاية الخرطوم
  • إبراهيم محمود: حركات دارفور والشعبية ليست لديها رغبة في السلام
  • اجراءات محاكمة صحفيين
  • وفد الحكومة المفاوض: قادة التمرد تجار حرب
  • بيان من على محمود حسنين رئيس الجبهة الوطنية العريضة
  • في محاكمة محمّد حاتم سليمان.. إمهال الدفاع أسبوعين لتوفيق أوضاعه
  • حركة العدل والمساواة بيان توضيحي من الناطق العسكري
  • هروب ضابط متهم في قضية شحنة مخدرات
  • أبرز عناوين صحف الخرطوم الصادرة صباح اليوم الثلاثاء
  • روما تطلب من الخرطوم حصر سودانيين بإراضيها لترحيلهم للبلاد
  • معلومات عن تورط سلفا كير ميادريت في اغتيال جون قرنق


اراء و مقالات

  • المعادلة ليست الغذاء مقابل السلام.! بقلم عبدالباقي الظافر
  • الجيش الذي يطيح بالخرطوم هو بقلم أسحاق احمد فضل الله
  • خرس حسّك !!! بقلم صلاح الدين عووضة
  • إلى الإمام وجبريل ومناوي .. عجلوا بفصل المسارين بقلم الطيب مصطفى
  • صراع نفوذ ومصالح .. فأين المصلحة الفلسطينية ؟ بقلم فتحي كليب / عضو اللجنة المركزية الجبهة الديمقرا
  • الرحمة لسعيد خيرالله ، وأزمنة كاشا!! بقلم حيدر احمد خيرالله
  • إنقلاب النظام الخالف إعداد الشيخ وإخراج المشير , أسرار وخفايا.. بقلم ابراهيم احمد ابراهيم(لودر)
  • مما يخاف السودان من عرمان ام الشيوعيه والعلمانيه والانفتاح نحو العالميه؟ بقلم عبير المجمر سويكت
  • تم مصادرة جريدة اليوم التالى بسبب هذا المقال رسالة ﺑﻘﻠﻢ الاستاذ بهاء الدين سليمان

    المنبر العام

  • الحوثي يقصف السعودية بصوايخ الاسكود ورعب شديد ومطالبة بالثأر ... ( صور + فيديو )
  • موسفيني ينصح جبريل ومناوي بعدم توقيع اتفاق سلام
  • ود الباوقة الكلام دا غلط منك يلزمك اعتذار صريح لبربار
  • سوريا.. منطلق نشر العنف الوهابي
  • إنقلاب النظام الخالف إعداد الشيخ وإخراج المشير , أسرار وخفايا..
  • الحكومة: سنستفيد من الملفات التي تؤرق أوروبا لصالح السلام وإلغاء العقوبات والحصار
  • حكاوي معادة
  • البشير و تنابلة السلطان ( في حفل غنائي ساهر
  • اعداد استراتيجية الخطة المرحلية 2017 - 2030 .....
  • إبنتى النابغة إسراء شمس الدين لكلية الطب جامعة الخرطوم
  • أخطر 5 جمعيات سريـة تحكم العالم .. والساسة في الطريق
  • قرِي محطة سكة حديد بتجي بعد محطة المسيكتاب
  • قاسم مهداوي...ومتي غادرت دوبلن حتي أعودإليها؟؟
  • د. سلمان العوده يرى النبي عليه الصلاة والسلام في المنام ،،،
  • المفضوح باذن الله السلطان البشير وتنابلته ( القطر القطر )
  • أين شباب (نفير) والمبادرات الانسانية الاخرى مما يجري في السودان من سيول وفيضانات ؟!
  • ستتكفل شبكة وادي النيل الاعلامية بعمل لقاءات تنويرية عن الحوار الوطني والمجتمعي بالقاهرة
  • مايستوجب قوله ..شكر من قاسم ..وحلات تستحق وقفه إنسانيه منكم ...!!!
  • Abuhussein سلام والله اكراما ليك عايز اعمل العلى لكن صاحبك سهل على
  • تقرير سري: برلين ترى في تركيا داعما لمنظمات إرهابية
  • ***** خـتـيـت لـيـهـو شـــــــرك *****

    Latest News

  • The Wide Application of the Death Penalty in Sudan
  • Four displaced held by Sudan security in South Darfur
  • Ministry of Intl. Cooperation: Sudan's doors are open for cooperation with Somalian State
  • Stalemate in Sudanese peace talks
  • Headlines of the Newspapers Issued in Khartoum on Thursday, August 15, 2016























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>

    تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
    at FaceBook




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de