عواطف عبداللطيف اعلامية مقيمة بقطر غادر الدكتور ياسر محجوب محمد احمد سريعا هذه الفانية تاركا ارثا علميا وخلقا قوئم ومفردات لم تكتمل فصولها بين كتابه ومحبرته وجزئيات لابحاث علمية دقيقة كان فارسها وبطل استكشافاتها لاجل الانسان والحيوان .. كانت ابتسامته الوضاءة مفتاحا لعلاقته وسط زملاءه وطلابه واهله واسرته الصغيرة غادر " ياسرا " ملتحفا باثواب عفة اليد واللسان وهو ممسكا بمحبرته وقلمه ومناظير استكشافاته البحثية التي سجلت باسمه في كثير من المجلات العلمية .. ففي نهار الاربعاء الاول من فبراير 2017م الرابع من جمادي الاولي عام 1438هـ أسلم روحه الطاهرة لباريها وشهد تشييعه حشودا كبيرة من اهله واصدقاءه وطلبة العلم وفرسان البحث العلمي الذي عشقه واعطاءه جهده وعصارة فكره ووقته .. ياسر كان دائما اول دفعته حصد شهادته العليا من جامعة طوكيو باليابان وعمل وسط انداده بمعهد ابحاث المناطق الحارة ( المركز القومي للبحوث ) وكلية الطب البيطري بجامعة الخرطوم وجامعة السودان ومجموعة من الجامعات التي كان يشارك بالتدريس فيها وطلاب الدراسات العليا الذي كان يشرف عليهم وزملاء والده المعلم المعتق محجوب بجامعة الزعيم الازهري وامه التربوية فاطمة محمد عثمان موجهة اللغة الفرنساوية وخالاته معلمة الاجيال حليمة ومديرة مدارس الموهوبين بدرية وخديجة زهرة الاسرة وريحانتها وزوجه المكلومة.. لقد كان سمح الملامح ودودا مرحا بارا الابتسامة لا تفارق محياه صبورا .. تلقى تعليمه الاولي والمتوسط بالمملكة العربية السعودية والثانوية بالخرطوم بحري ليدلف لكلية الطب البيطري بجامعة الخرطوم تسبقه سيرته العلمية وخلقة القوئم حيث تخرج فيها العام 2003 م حاصدا لجائزة الجامعة وجائزة وكيل وزارة الثروة الحيوانية لاحسن اداء اكاديمي وثلاث جوائز لمواد علمية . هذا النبوغ الباكر اهله لمنحة من حكومة اليابان لنيل الدكتوارة ( فيروسات ) في جامعة طوكيو العريقة والعام 2011 م عاد للوطن مؤمنا برد الجميل متجاوزا كثير من الاغراءات والفرص الذهبية التي قدمت له من كبريات الجامعات العالمية ومراكز البحث العلمي عاد متابطا وسامه العلمي الرفيع مشاركا في التعليم الجامعي والبحث العلمي مدشننا لمرحلة الاستكشاف ضاربا مثلا للعطاء لاجل الوطن وللبشرية عموما حيث تشبث بالبقاء بالسودان باحثا عن ادق تفاصيل الفيروسات الضارة بالانسان وبالثروة الحيوانية ليثبر اغوارها ويرضي نهمه للبحث المفيد . دكتور ياسر محجوب محمد احمد النور كان مهتما بصفة عامة بدراسة امراض الفيروسات المصفرة والتي تشمل العديد من الفيروسات التي تصيب الانسان والثديات كفيروس التهاب الكبد الوبائي وفيروس الحمي الصفراء وفيروسات الابقار المعوية .. وتعد هذه العائلة من الفيروسات من اخطر مسببات الامراض في كل من الانسان والثديات مما يؤدي الى خسائر اقتصادية فادحة لذلك ظلت مكافحة هذه الفيروسات من اهم اولويات الطب في العصر الحديث مستخدما احدث طرق وتقنيات الاحياء الجزيئة اثناء دراسته لنيل الدكتوراة في امراض الفيروسات في جامعة طوكيو اليابانية ومن ثم في مركز امراض المناطق الحارة بمعمل ستاك بالسودان .. وقام طيب الذكر بالعديد من المساهمات العلمية والاكتشافات المهمة التي القت الضوء على طرق انتقال الفيروسات وكيفية تسببها للامراض على مستوى الخلايا والجزئيات ونتائج هذه الابحاث نشرت في العديد من المجلات العلمية المرموقة والمشهود لها عالميا وتم الاستشهاد بها في عدد كبير من الابحاث الاخرى مما دفع بعجلة البحث العلمي في هذا المجال والمجالات الاخرى المتربطة به .. لقد ترك الفقيد ارثا علميا كبيرا سيخلد ويسطر للابد في ذاكرة العلم والعلماء . نوم مرتاح " ياسرا وليد فطوم " في مقامك الابدي وانت ربيب بيت العلم والخلق .. نوم مرتاح وانت سبقت جيلك وحفرت بجهدك وعرقك وفكرك الناضج منذ نعومة اظافرك مكانا مرموقا لخير البشرية ومارست فلسفة تبسمك في وجة اخيك صدقة .. وخذو العلم حتى ولو في بلاد الصين .. وستظل امك الصابرة ممسكة بكتاب الله وسيرة الاولين الصالحين فكيف لا وهي المعلمة الناصحة والنصوحة وأبيك ذلك الفارس التربوي الذي عرفته محافل العلم والمعرفة كيف لا تكون سيرتك نبراسا وضاءا وانت سليل ديار الصالحين بقباب دنقلا العجوز ارض الحضارات والديانات ودبة الفقراء القدار ولتي وحلفاية الملوك وسلالتك المباركة باذن الله من المكيلاب ريفي بربر.. نوم قرير العين تحرسك ملائكة الرحمن ياسرا اخو حاتم الفارس المغوار وأبا سالي ذات الست اعوام والتي لم تعي معني الكلمات ولا حشرجة الموت فقط هي تفتقد ذلك الوجه الصبوح واليد الحانية والحضن الدافيء .. وكون متاكدا انها على دربك يا ياسر ستسير .. والعزاء متصل لاهلك ومعارفك وطلبة العلم اينما كانوا والذين استقينا منهم كثير من هذه الكلمات لنقول لهم شكرا وصبرا ( ال ياسر ) فقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ومجالس العلم في بقاع العالم بسيرتك العطرة فنم في امان الله ..والبقاء لله وحده والدعاء متصل ان يسكنكم العلي القدير جنات الفردوس مع الصديقين والشهداء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة