رغم عودة امبيكى خائبا الا ان هناك حدثيين جديرين بالاهتمام و لهم دلالتهم الخاصة على ان هناك حراك خفى يجرى خلف الابواب المغلقة و يعد على نار هادئ خلف الكواليس. الحدث الاول هو اعلان جنوب السودان المجاعة خاصة فى الولايات المحاددة للسودان و الاستجابة السريعة من المجتمع باسقاط المساعدات الانسانية من الجو فى ولايات الوحدة و اعالى النيل و غيرها من الولايات الشمالية التى تتمركز و تنشط فيها قوات الحركة الشعبية شمال. فحتى ان لم تعبر الطائرات الحدود الى داخل السودان فمن السهل تجميع هذه المساعدات و نقلها الى داخل الاراضى السودانية لقد اعلنت الحركة الشعبية شمال قبل عدة اسابيع عن موافقة الحكومة على ادخال المساعدات الانسانية الى مناطق الحركة عبر دول الجوار لكن الحكومة نفت ذلك. هذا الحديث لا ينفى ان هناك مجاعة و نقص فى الغذاء فى جنوب السودان و لكن اعلان المجاعة و اسقاط المساعدات من الجو يصب فى مصلحة الحركة الشعبية شمال. فالاسقاط الجوى للمساعدات لا يدعى مجالا للحركة للاصرار على مناقشة جند المساعدات الانسانية و ينقل جولة المفاوضات القادمة الى مستوى الاعلى و مراحل متقدمة. اعلان المجاعة فى جنوب السودان و العمل على اسقاط المساعدات كان يمكن ان يكون له دلالة اخرى و مؤشر على ان المجتمع الدولى فى طريقه لاستئناف دعم الحركة الشعبية وانه بصدد ان يكف عن ممارسة الضغط عليها للدخول فى حوار و الوصول لاتفاق مع حكومة الحركة الاسلامية لو لا ان الحركة اعلنت الافراج عن حوالى 130 اسير و ان الترتيب لاطلاق سراحهم تم بسرية تامة و بوساطة من المخابرات اليوغندية و بتنسيق تام مع الجيش السودانى بمعزل عن منصة سائحون. اطلاق الاسرى هو ابدا لحسن النوايا و خطوة فى مقابل الحل الغير معلن لملف المساعدات الانسانية فاطلاق الاسرى لم يعد مبادرة هئيات شعبية فهو ترتيب رسمى شاركت فيه عدة جهات لذا من المتوقع ان تخرج للعلن و تتوالى قريبا الخطوات التى ستفضى الى حوار شامل يقود الى هبوط ناعم و تكوين حكومة تضم الحركة الشعبية و حركات دارفور. اسقاط المساعدات فى الولايات الحدودية مع السودان شانه شان اطلاق الاسرى لم يتم دون موافقة و معرفة الحكومة و الجيش السودانى .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة