يستمر تدهور الموقف الامني والانساني علي الارض في جنوب السودان بايقاع متسارع وصورة متلاحقة في ظل عجز داخلي وخارجي واضح في السيطرة علي الامور حيث تتزايد اعداد الضحايا المدنيين في ظل الاعلان "الخجول" عن المجاعة من كبار النظام العالمي المقيدين بعقدة الذنب تجاه الواقع الذي صنعوه بايديهم عندما اعطوا انفسهم الحق في تعديل الخرائط التاريخية للدول والكيانات القومية تحت شعارات تقرير المصير وعبر عدم الواقعية في تحليل وفهم و ادارة الازمات والوضع فيما كان يعرف بجنوب السودان. في تطور جديد اعلن الجنرال المستقيل من سلطة جنوب السودان توماس سيريلو عن قيام كيان معارض جديد اطلق عليه "جبهة الخلاص الوطني" لخص مهامها في معارضة واسقاط نظام الرئيس الحالي لجنوب السودان سلفاكير ميارديت احد القيادات التاريخية للمتمردين المنشقين عن سلطة الدولة المركزية في السودان القديم والمعروف بمواقفه الانفصالية السافرة والتي تحولت الي موقف عملي واضح من خلال تمرير انفصال جنوب السودان بعد حادث سقوط الطائرة المريب والرحيل الغامض للدكتور جون قرنق زعيم ما كانت تعرف باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان الشخصية التي كانت تميل الي جعل جنوب السودان جزء من الدولة القومية الموحدة بتحفظات وشروط مثيرة للجدل وجدت بعض الرفض والتحفظات وقبول اكثر وسط اتجهات الرأي العام السودانية. وفي هذه الصدد جاء في الموقع الاخباري لراديو صوت امريكا ان جنرال اخر يدعي خالد بطرس كان يتزعم احد الفصائل المعارضة لحكومة جنوب السودان قد اعلن انضمامه لما تسمي بجبهة الخلاص الوطني الجنوبية في مسعاها محاربة واسقاط الوضع القائم وحكومة الرئيس سلفاكير في العاصمة الجنوبية جوبا المسنودة من قبيلة "الدينكا" كبري مكونات جنوب السودان. الي ذلك قامت بعض الجهات الموالية لحكومة جنوب السودان باتهام واشنطون بالمساهمة في تاسيس الكيان المعارض الجديد وماتعرف باسم جبهة الخلاص الوطني للتخلص من الرئيس سلفاكير في الوقت الذي تقوم فيه جهات جنوبية معارضة بالترويج لقصة التدخل المصري والامدادات العسكرية من القاهرة لحكومة الجنوب. كان للولايات المتحدة الامريكية وجود منظماتي واعلامي يعمل بصعوبة بالغة وفي ظروف بالغة التعقيد تحيط بهم المهددات والمخاطر داخل جنوب السودان وذلك في مجال العمل الانساني وملاحقة الفساد والتغطية الاعلامية للاوضاع هناك, اما علي الصعيد الرسمي فلايوجد تدخل او تاثير يذكر علي مجريات الامور نسبة لان جنوب السودان الراهن لايدخل ضمن اولويات الادارة الامريكية الجديدة الغارقة في مشكلات غير مسبوقة في تاريخ الدولة الامريكية المعاصر بطريقة تستبعد معها فرضية التدخل او التامر لاسقاط نظام الحكم في جنوب السودان الامر الذي يحتاج الي قرارات سيادية من الدرجة الاولي في حالة حدوثه مما يحصر الاتهامات الجنوب سودانية في هذا الصدد في دائرة العملية الهروبية من السلطات هناك. اما علي صعيد الاتهامات الموجهة من فصيل جنوبي معارض للسلطات المصرية بالتدخل في الصراع الدائر هناك لصالح حكومة الجنوب والرئيس سلفاكير فهو ايضا امر مستبعد لعدة اسباب منها الطبيعة الجغرافية في عالم مفتوح في ظل ثورة المعلوماتية والاتصالات بطريقة تجعل من الابقاء علي عملية التحرك والامداد العسكري بطول المسافة بين مصر و جنوب السودان في اطار السرية والكتمان امر من رابع المستحيلات الي جانب ان حدوثه يعني تورط دولة بحجم مصر في انتهاكات ومخالفات خطيرة للقوانين الدولية والانسانية في حالة التورط او الانحياز لاحد اطراف الصراع المسلح في دولة شبه منهارة ترتكب علي ثراها وعلي مدار الثانية انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وجرائم ابادة وتطهير عرقي يتحدث عنها العالم في كل يوم في ظل العجز عن التصرف وايقاف هذه الماساة الانسانية التي تنافس مثيلاتها في التاريخ السابق مثل كارثة الهولوكست الشهيرة اثناء الحرب العالمية الاخيرة والكوارث الراهنة في سوريا والعراق من حيث البشاعة والقبح والخسائر المادية والانسانية . الغائب الحاضر في كل مايجري في جنوب السودان والذي يتذكره الناس الان في ظل هذه الماساة الانسانية الغير مسبوقة وحالة الدمار الشامل التي تلحق بالارض والمرافق والانسان يتمثل في الجيش القومي المهني والاحترافي السابق لجمهورية السودان والذي اسهم خلال عقود طويلة من الحرب الاهلية الشرسة التي جرت بين الدولة المركزية في الخرطوم والحركات المسلحة المختلفة في جنوب السودان منذ منتصف الخمسينات وحتي منتصف الثمانينات وقيام انقلاب الجبهة القومية الاسلامية في السودان عبر نجاحه في بسط الحد الادني من الامن والامان وتامين تواصل وتحركات مواطني الاقليم الجنوبي السابق مع بقية اجزاء البلاد الي جانب الابقاء علي مظاهر الحياة في مدن الجنوب الكبري بكل تفاصيلها... نتمني عودة الحياة لطبيعتها في جنوب السودان ونتمني مساهمة اهل الشمال وبقية اقاليم البلاد ما استطاعوا تخفيف المصاب عن اهل الجنوب. رابط له صلة واغنية شعبية معروفة ارتبطت بتاريخ جيش السودان القومي وما كانت تعرف باسم قوة دفاع السودان : https://www.youtube.com/watch؟v=zWAKRxAahSIhttps://www.youtube.com/watch؟v=zWAKRxAahSI
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة