سيفتح اجتماع اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي انعقد برئاسة السيد رئيس الجمهورية أمس، وتناول عدة موضوعات واستمع لتقارير مختلفة، منها الاستعداد لانتخابات ٢٠٢٠" />
حمى الانتخابات ..! بقلم الصادق الرزيقي حمى الانتخابات ..! بقلم الصادق الرزيقي
> سيفتح اجتماع اللجنة العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الذي انعقد برئاسة السيد رئيس الجمهورية أمس، وتناول عدة موضوعات واستمع لتقارير مختلفة، منها الاستعداد لانتخابات ٢٠٢٠،
سيفتح الباب لحمى ساخنة وهلع وارتعاب لدى القوى السياسية كما أنه يسيل لعاب الطامعين من ذوي التيجان الملونة من أهل السياسة الراغبين في خوض غمار تجربة انتخابية جديدة بعد أقل من ثلاث سنوات . > صحيح أن هناك مفاوز ووهاد لم تُقطع بعد في الطريق الى انتخابات ٢٠٢٠، منها الدستور الذي لم تُعلن مفوضيته بعد وقانون الأحزاب او تعديلاته المقترحة ، بالإضافة الى أن مفوضية الانتخابات نفسها في حاجة الى إعادة تشكيل وتكوين من جديد، وفوق ذلك هناك حاجة ملحة في سبيل تعبيد الطريق الى الانتخابات المقبلة من إتمام الإصلاح السياسي وإصلاح مؤسسات الدولة وتهيئة المناخ بالكامل بتنفيذ مخرجات الحوار وإشاعة الحريات العامة وحسم كثير من الأمور التي تحتاج الى مراجعات . > ويمكن أن يعتبر المؤتمر الوطني كحزب حاكم وتدور داخله تفاعلات كثيرة، ثيرمومتر الحركة السياسية ومستقبلها، فهو يختلف عن القوى السياسية الأخرى والأحزاب التي تعيش على سطح الحياة العامة، فقد يواجه هذا الحزب مشكلات عميقة في حال ابتعاد الرئيس البشير وعدم حسم مسألة خليفته على منصة الحزب ومرشحه للمرحلة المقبلة، فالبشير ظل ضامناً لتماسك الحزب ولم يكن محل خلاف، فقد تدب الخلافات داخل المؤتمر الوطني إذا لم يتم من وقت مبكّر تحديد مرشحه بشكل واضح وتهيئة المناخ الداخلي والخارجي لتقبّله ودعمه، فليس من المستحسن أبداً ترك الأمور في اللحظات الأخيرة ولا من المقبول إتاحة المجال للتكهنات والإرهاصات والتخمينات والتنبؤات، فحسم هذا الموضوع من الآن سيكون له أثر فعال في لجم أية خلافات متوقعة وآراء متعارضة داخل صفوف المؤتمر الوطني، ومن دواعي ذاك أن جهات داخل الحزب الحاكم تقول همساً او جَهْراً إنه بالإمكان إعادة ترشيح البشير مرة أخرى ، لكن الرئيس البشير بنفسه نفى ذلك في أكثر من مناسبة، وأبدى عدم رغبته في الاستمرار، كما أن الدستور ولوائح الحزب لا تتيح له ذلك إن أراده، وهو لا يرغب ولا يريد . > دون المؤتمر الوطني هناك أحزاب ستبدأ في الاصطراع منذ الآن. فحزب الأمة سيشهد احتراباً داخلياً عنيفاً جداً بين تياراته المختلفة وبين آل البيت المهدوي، وآل البيت الكبير أنفسهم سيختلفون خاصة أن فرص السيد الصادق ضئيلة جداً، فعمره سيكون -أطال الله فيه- قد تجاوز الخامسة والثمانين في ٢٠٢٠م، وأعلن بنفسه في غير مرة او مرتين إنه لن يبقى على رئاسة الحزب ولا سبيل له ليترشح لمنصب دستوري ، فكيف بالله سيكون حال حزب الأمة وصراعاته؟ وكيف تكون الأوضاع داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل خاصة اذا جاءت الانتخابات ومولانا السيد محمد عثمان غائب كما هو الآن او بقدر الله؟. > أما على صعيد الأحزاب الأخرى، فلا يوجد عاقل واحد يمكن أن يفكر في أحزاب اليسار ومواقفها ووجودها، لكن يمكن أن نتحدث عن تحالفات جهوية ومناطقية ومطامع متنوعة ومختلفة يتمحور حولها المشهد السياسي. فالحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة عبد العزيز الحلو، تراهن على هذه الانتخابات، لكن في مستواها الولائي لأطماع عبد العزيز لم تتجاوز بعد جنوب كردفان، والمجموعات الأخرى لم تخرج من صدمتها بعد، لكن يمكن أن تصطف الأحزاب والحركات الجهوية مثل حركات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق في تحالفات ذات طبيعة خاصة بالجهة والمنطقة تحت دعاوى التهميش، بغرض أن يكون لها دور في الانتخابات المقبلة . > ما يهمنا هو أن اجتماع الأمس بالقصر الجمهوري سيزيح غطاء عِش الدبابير السياسي سنسمع من الآن طنيناً عنيفاً وكثيفاً، وستمتلئ الساحة السياسية بضجيج الطبول الفارغة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة