تلك المدينة القديمة لم تتغير كثيرا ، تغير الحاكم ولكن لم تتغير الخطط والبرامج حتى الأكاذيب لم تتراجع وإنما زادت حين كانت المدينة على موعد مع زيارة الحاكم كان كل شيئ يبدو كما هو الطرق متردية والكهرباء متذبذبة والمياه متقطعة مواعيد زيارة الحاكم كل حين تجدد في الناس الأماني ولا جديد في حياة المدينة والناس وغالبا ما تذهب الأماني مع ذهاب آخر عربة في موكب الحاكم أتى الحاكم في موكب مهيب لم يختلف عن سلفه كثيرا لم يستقبله الولدان بوجوه عليها غبرة لم تخرج المدينة ولم تهتم كثيرا كانت تمارس مد اللسان على إستحياء مشبوب بالأماني كانت السارينا تشق عباب المدينة بينما كان هو يطوفها من أقصاها إلى أدناها متفقدا ومهنئا ومستقبلا التهاني إستقر به الأمر في ساحة ضيقة كضيق صدره بالحريات والرأي الآخر ، لم يكن خطيبا مفوها يوما ، ولكن كان يلملم الكلم حيثما إجتمع يرمي به الناس ، كال للناس الثناء رغم أن أهل المدينة أنفسهم لايشكرون ، بالغ في الأوصاف حتى جعل من المدينة (النعيم) ولم يتنعم الناس حتى الآن في عهده بالخدمات الممكنة هتف بعضهم له بالمجد والخلود وهم يعلمون انه لامحالة راحل ، أسرّ له بعضهم بالكياسة وحسن الخطاب وهم يعلمون انه جاهل ، كما كال هو للناس الوعود القديمة المتجددة مع زيارة أي حاكم للبلدة وزاد عليها بمقدار ، كال له مستقبليه المدح وبعد ذهابه أقبل بعضهم على بعض يتلاومون بينما المدينة تنزعج كثيرا لنباح كلابها خاصة ما قبل زيارة الحاكم ، تختفي هذه العادة مع زيارة الحاكم وكلابه ومن ثم تعود (ريما لي قديما) بعدالرحيل رحل الحاكم وصخب زيارته عادت المدينة إلى هدوءها ورمالها وكلابها وفتياتها وفتيانها وهمسها الذي يقول (مافيش فايدة) أنت لا تحمل بيسراك الهدايا ويمناك الجنة عادت المدينة إلى ضلالها القديم .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة