مع اقتراب الموعد المحدد لتنصيب الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب منتصف يناير تتزايد حالات الرعب والمخاوف وسط الملايين من المهاجرين والمقيمين في الولايات المتحدة الامريكية بطرق مخالفة لقوانين الهجرة في ذلك البلد الكبير الذي ارتبط تاريخيا بقضايا الهجرة والمهاجرين منذ قدوم المكتشفيين التاريخيين والاجيال اللاحقة من المؤسسين في ذلك البلد, وجاء في الاخبار ان المئات من مباني الكنائس الامريكية قد تحولت الي ملاذ للمهاجرين الخائفين والمرعوبين من عمليات الترحيل الجماعي المرتقب والاكبر في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية . لقد هرعو الي الكنائس في مختلف المدن والولايات المتحدة الامريكية يحملون اطفالهم الصغار وامالهم في العيش الكريم وفرصة الحصول علي عمل شريف ومعظمهم ليسوا مجرمين او يشكلون خطرا علي المجتمع الامريكي ويمكن تسوية وتصحيح اوضاعهم وتحويلهم من مخالفين لقوانين الهجرة والاقامة الي مواطنين وعاملين ودافعي ضريبة باقامات مؤقته بدلا من دفعهم الي المجهول بهذه الطرق والاجراءات الغير انسانية والمرعبة التي من المتوقع تنفيذها فور انتهاء مراسم تنصيب الرئيس الامريكي المنتخب والشخص المثير للجدل دونالد ترامب الذي اعلن عن نواياه في هذا الصدد اثناء حملته الانتخابية دون ان يفصل بين الذين يستحقون الابعاد لخطورتهم علي المجتمع واغلبية المهاجرين المخالفين لقوانين الهجرة ولكن يعملون وليست لديهم قضايا او مشكلات قانونية تحول دون تسوية اوضاعهم. وحسب ما جاء في الاخبار فقد بادرت مئات الكنائس بفتح دورها لايواء هولاء المهاجرين المهددين بالابعاد بينما تعهدت بعض الدوائر الكنسية بتقديم كل العون لهولاء المهاجرين واعتبرت فتح الكنائس لهم في حد ذاته نوع من الدعم والمساندة. ومع ذلك لاتلوح في الافق امكانية حل وسط لقضية المخالفين لقوانين الهجرة الامريكية والذين تقدر اعدادهم بثلاثة مليون او اكثر مهاجر من مختلف اقاليم وقارات العالم خاصة المكسيك البلد المجاور للولايات المتحدة وذلك في ظل عدم وجود اي دعم لقضيتهم علي الاصعدة الرسمية او الشعبية او منظمات حقوق الانسان والمنظمات الدولية وخاصة منظمة الامم المتحدة التي لم يصدر عنها اي رد فعل علي هذا الموضوع ونوايا الادارة الامريكية الجديدة والرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب التي كان قد اعلن عنها بصورة درامية ومثيرة اثناء حملته الانتخابية وسط دعم وتصفيق انصاره. ولايعرف حتي الان الكيفية التي ستستخدمها الاجهزة الامريكية في حصر هذه الجموع المليونية من المهاجرين المخالفين وتنفيذ وعود الرئيس الامريكي الجديد بابعادهم من الاراضي الامريكية ومن المتوقع ان تكون العملية صعبة ومعقدة للغاية من الناحية الفنية والقانونية الي جانب انها ستكون مكلفة من الناحية المالية وستكون ايضا ملفتة لانظار العالم واجهزة الاعلام وكل مؤسسات ومنظمات النظام العالمي بطريقة ستعيد الي الاذهان عملية حصر اليابانيين الامريكيين في الولايات المتحدة الامريكية داخل معسكرات اعتقال خاصة اثناء الحرب العالمية الثانية اثناء المواجهات العسكرية المعروفة بين امريكا واليابان وقصة الهجوم علي الاسطول الامريكي في بيل هاربر والرد الامريكي بالهجوم النووي علي ناجازاكي وهيروشيما. مع وجود فارق نسبي حيث لاتنطبق علي المهاجرين الحاليين الوضعية القانونية للامريكيين من اصول يابانية الذين اعتبرت الطريقة التي عوملوا بها من قبل السلطات الامريكية انذاك من اكبر الانتهاكات الصارخة للحريات المدنية في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية ولكن يبقي الجانب الانساني في قضية المهاجرين الحاليين كمدخل لدعمهم والتضامن معهم. ولكن المجهودات الكنسية والروحية القائمة علي حسن النوايا لاتكفي وحدها امام هذه القضية والملف المعقد والخطير.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة