بِضْعُ مُلاحَظَاتٍ عامة على مقال (عِصْيَانُ نُوفَمْبِر: بِضْعُ مُلاحَظَاتٍ أوَّليَّة)
كتب الأستاذ كمال الجزولي مقالة ممتازة بعنوان " عِصْيَانُ نُوفَمْبِر: بِضْعُ مُلاحَظَاتٍ.." .. وعندما يكتب كمال الجزولي في مثل هذا الأمر الجلل, وجبت القراءة, ووجبت على العقول إمعان التفكير فيما كتب كمال الجزولي يرى الأستاذ كمال الجزولي ثلاثة ضروريات غابت عن ذلك الحراك الجماهيري العبقري في 27 نوفمبر, سنورد اثنتان هنا تباعا ومتبوعة ببضع ملاحظات "تماشيا مع العنوان"
Quote: أولاً: ضرورة بلوغ المواجهة بين الجَّماهير والسُّلطة درجة من الوسع والعمق والقوَّة بما يتيح، في ذات اللحظة الثَّوريَّة، طرح هذا التَّصعيد كخطوة أخيرة، لا كخطوة أولى، وذلك من داخل مختلف التَّعبيرات الاحتجاجيَّة الدِّيموقراطيَّة المتواصلة لأيَّام بلا انقطاع، بما فيها الحراكات المسائيَّة في الأحياء السَّكنيَّة، وهذه كانت غائبة، كما ومن داخل مختلف الإضرابات الفئويَّة المتواترة والمتقاربة، وهذه لم تختبر بجديَّة كافية إلا على صعيد إضراب نوَّاب الاختصاصيين قبل بضع سنوات، ثمَّ إضراب الأطباء الكبير مؤخَّراً.
حقيقة أعدت قراءة هذه الضرورة الغائبة لاكثر من مرة وحتى أتأكد من فهمي إياها بطريقة صحيحة فخلصت للآتي: يرى الاستاذ في هذا الحراك قفزا على مراحل الثورة مما يفضي لأختلال في تراتبية الحدث الثوري والآليات المحفوظة نحو تصعيد المواجهة للوصول للًحظة الثورية العليا والمناسبة للعصيان المدني ... لو عبرنا عن ذلك اكاديميا لقلنا "درجة عصيان المدنيين" على غرار "درجة غليان الماء" ونحو ذلك... والمهم أن الأستاذ كمال الجزولي لا يرى من خلال معاييره -والتي نشهد بحساسيتها العالية- أن الحدث الثوري لم يصل بعد لدرجة العصيان. في الحقيقة أن ايراد مثل هذه الضرورة بمثل هذا التوصيف فيه تجاوز لموجبات الراهن السياسي والاجتماعي الذي افضى لهذا الحراك الثوري أو ما يمكن ان ندعوه تحليل الجذور العميقة التي اوجبت هذا الحراك و في هذه اللحظة بالذات ( Root Cause Analysis ).. أو لماذا خدثت الاشياء هكذا .. وهل كان من الممكن حقا الالتزام بالمانيوال الثوري بحذافيره ؟! وما الذي يمنع حقا من المسير بموجب خارطة طريق اخرى نحو الثورة واستقراء عصيان نوفمبر كحلقة من حلقات متكاملة ستأتي تباعا وتصنع تأريخها الثوري على طريقتها؟
هذا الراهن السوداني كان نتيجة مباشرة لمسيرة حكم استبدادي مطلق ناهز الآن الثلاثة عقود صاحبها ما صاحب كل الانظمة الاستبدادية في العالم وزاد عليها بما ادعوه بلعنة الكيزان في السودان .. تلك اللعنة التي طالت فيما طالت النسيج الاجتماعي والشخصية السودانية والمجتمع السوداني واصابتها جميعا في مقاتل عديدة منها الاخلاقية والاقتصادية وطرق التفكير والنزعة العارمة للهروب نحو الملاذات الآمنة في الغرب ودول الخليج مما شكل فراغ كبير في المكون البشري الفاعل سياسيا وإجتماعيا ونقابيا وفئويا .. خذ اضراب الأطباء الأخير كنموذج وطني ملهم.. ثم انظر كيف كان سيكون الحال لو كان المجتمع الطبي في السودان ما زال محتفظا بكل تلك الكوادر المهاجرة والتي قد تشكل نسبة المهمومين بقضايا الوطن الأغلبية الساحقة وجلهم ممن يعارضون هذا النظام ويمتلكون قدرات مهنية عالية جدا بالاضافة للقدرة على التأثير على مجتمعاتهم. هذا نموذج نستطيع تطبيقه على سائر المهن الأخرى
والشاهد في الامر هنا أن هناك حالة سائدة ومستمرة من الافراغ للكادر البشري المؤهل والقادر على التأثير والفاعل جدا في الحراك العام مما يحد من إمكانية تحقيق شرط المرور بهذه المحطة الثورية أو نلك بصورة حتمية. ولن نتحدث هنا عن بديهية ان البقاء في السودان للاصلح انقاذيا بمعنى أن الافضلية دوما تكون لكوادر النظام وللقادرين على ممارسة الحياد والقابلين جدا للانتهاز. هي افضلية وليست حتمية بالتأكيد بل أن العديد من النماذج قد ضربت لنا أروع الأمثال في نكران الذات والتشبث بالوطن وخدمة انسانه وفوق كل ذلك مقاومة هذا النظام الفاسد المستبد.
ومن تجليات هذا الراهن الكارثية وامتداد لما أسميته بلعنة الكيزان تمييزا عن سائر مظاهر الاستبداد ونماذجه في العالم.. انعدام الوازع الوطني والاخلاقي تماما للديكتاتورية الكيزانية. ما من ديكتاتورية في العالم الا وحظيت بجهاز أمنها المنيع .. في العراق وفي سوريا وليبيا ومصر وغيرها كانت للاجهزة الأمنية قبضتها القوية التي تروع بها المواطن البسيط وتعتقل المعارض وتمتلك الوشاة والمخبرين. غير أن نموذج السودان كان مختلفا جدا اذ تفتقت عبقريتهم عن الاستعانة وباللصوص وقطاع الطرق وصناعة آلة عسكرية رهيبة بمثابة جيش موازي للجيش لا يتمتع بادنى قدر من الاحترافية والوطنية والالزام المهني والمحتوى الاخلاقي والفلسفة او العقيدة العسكرية المكرسة لحماية الوطن المواطن. ولعل احداث انتفاضة سبتمبر 2013 قد اوضحت بجلاء المدى الوحشي الذي قد تصل اليه هذه الآلة العسكرية من قمع وقتل لكل من تسول له نفسه ممارسة الاحتجاج او التظاهر السلمي .. قتل في تلك الانتفاضة ما يربو عن مائتي متظاهر ومتظاهرة من خيرة ابناء وبنات السودان
ذن لا مجال هنا لما أسماه الأستاذ كمال الجزولي بالاحتجاجات الديمقراطية كمقدمة ضرورية للوصول للحظة الثورية القصوى (درجة بلوغ العصيان) .. لا على مستوى الاحياء والشوارع, فالتكلفة البشرية باهظة جدا بالتأكيد .. ولا على مستوى النقابات والاجسام الفئوية الموازية للنقابات الرسمية المدجنة, فعملية الافراغ والتهجير تحد كثيرا من فاعلية ونجاح مثل هذه الاحتجاجاتوبالتالي لا مجال لمثل تلك التراتبية التي طالب بها الاستاذ كمال الجزولي ولكن .. الم تكن انتفاضة سبتمبر علامة في الطريق؟ .. وعلى انقطاع هاتين اللحظتين الثوريتين “انتفاضة سبتمبر 2013 وعصيان نوفمبر 2016” الا أنهما يمتلكان ريزما داخليا واحدا ويبدو الآن متسارعا بجملة 19 ديسمبر اللحنية القادمة مما يشكل في مجمله وحدة ثورية واحدة ومتصاعدة تدريجيا نحو الاشتعال
الاشتعال !!
نعم لم يكن اعتصام نوفمبر تلك اللحظة الثورية العليا في مسيرة النضال واقتلاع النظام الفاسد والمستبد .. بل أن ذلك لم يكن من أهدافه أصلا .. كان فعلا ثوريا قائما بذاته ومحطة هامة في تاريخ النضال السوداني ويحمل الكثير من امكانات الصمود والاستمرار في منازلة الديكاتورية.. ولذلك لا يمكن لنا معايرته كلحظة ثورية قصوى .. لا .. لم يكن كذلك !!
Quote: ضرورة تأكُّد الجَّماهير اليقيني من هويَّة الجِّهة المعرَّفة بالألف واللام، المجترحة للتَّصعيد، والدَّاعية له، الأمر الذي كان مفقوداً، أيضاً، في هذه التَّجربة، إذ لا يكفي الإعلان عن أن الدَّعوة صادرة من "شباب"، أو من "نشطاء حقوقيين وسياسيين" .. الخ! ه
هوية الجهة !!
كان ممهورا بختم جماعي .. لا يمكننا الآن تقصي هوية أول من دعا اليه بهذا الشكل .. الا أن المجال الاسفيري كان ضاجا بهذه الاحتمالات ومهيأ لها تماما .. هي ذات جمعية لو صح هذا التعبير .. سودانيون في مكان ما .. وفي كل مكان .. شباب وشابات في مقتبل اعمارهم تراهم منهمكون جدا في أمورهم الخاصة وحساباتهم الخاصة في الفيسبوك وتويتر وسناب شوت فتحسبهم شتى وحتى تكاد تقنط من ثورة هذا الشعب البسيط .. ولكنهم كانوا في تمام الموعد الوطني العظيم.. واعلم صعوبة تقبل هذا الأمر من سياسي عريق ككمال الجزولي يعلم تمام العلم عن صعوبات العمل العام واصول الاصول فيه .. بيد ان لهذا الاسفير سطوة لا قبل لاعتى السياسيين بها .. هذا عالم جديد لا يحتاج لمنشور سياسي او تقرير اقتصادي او هيكل تنظيمي او كراسة حزبية .. هو ابسط من ذلك بكثير .. واكثر فعالية بكثير .. ما عليك الا ان تمتلك قضية حقيقية ذات متعلقات جمعية لا تخص احدا بعينه وتخص الجميع حتى تكتشف سهولة التنظيم وقوة الفاعلية ومنعة الذات الجمعية و .. قوة الشعب. انها الميديا .. المعلومة .. قنوات الاتصال والتواصل والانتقال الحر غير المحدود.. كل ذلك بمثابة قوة عظيمة .. قوة الناس بالناس حين يتكاتفون ويتشابكون .. شبابك تشابك كما انشد محجوب .. ولكنه تشابك من نوع جديد .. فقط لاغير
امتلاك هذه القوة لا يعنى امتلاك او احتكار حق القيادة أو القدرة على الإكتفاء بهذه الذات الجمعية عن المؤسسات السياسية المنخرطة ومنذ يونيو 1989 في النضال ضد الطاغوت الإنقاذي .. ما زلت على يقين ان للشعب السوداني مؤسساته السياسية العريقة والقادرة على القفز عاليا وادراك اللحظة الثورية للشعب السوداني وقيادتها في زمانها الشائك وهو قادم .. فحجم التحديات كبير جدا نحو اقتلاع النظام الاستبدادي في السودان ..
استاذنا كمال الجزولي بيفكر منطلق من منهج واضحوعشان كدا ما قادر يشوف التغييرات الكتيرة الحصلت في الفترة الفاتت، وما قادر يفهم طبيعة الحراك الاسفيري البيقوم على تقبل الفكرة ونشرها متى ما وجدت قبول. طبيعة التعامل مع الاسافير هو انتقال الأفكار والفديوهات والمواقف وليس مناقشتها. فلو طرحت فكرة ولاقت قبول فستنتشر وتكون لها كينونتها الخاصة بها. والعمل التنظيمي يختلف بطبيعة الحال.
خوف استاذ كمال مشروع والحزب الشيوعي نفسه خايف من الحراك البعيد عن الأطر التنظيمية، والحزب لحدي هسع بقيم في حراك سبتمبر وعندو فيه رأي سلبي في تأثيره على تراكم النضال.
من أطلق الدعوة لا يهم حتى لو كان النظام نفسه، المهم هو تأثيرها ومدى قبولها وفاعليتها على أرض الواقع وفكرة الإعتصام وجدت قبول منقطع النظير، صاح كان لمجموعة خريجي جامعة الخرطوم القدح المعلى في الدعوة لها ولكن منذ أن انطلقت وجدت صدى كبير في نفوس الكثير من الشباب التا~ق للتغيير.
لو جاءت من جهة منظمة لما خرجت بهذا النجاح. التنظيمات السياسية لم تتعلم حتى الآن على التعامل مع الاسافير بصورة مدروسة وتحاول استغلالها لصالح التغيير ومن هنا الدهشة والحيرة وعدم المقدرة على التعامل معها كما وضح في مقال كمال الجزولي.
العصيان المدني والدعوة ليه لا علاقة لها بالفعل الثوري المنظم والعمل الجبهوي. هي أداة لمواجهة القمع بأقل قدر من الخسائر واستكمال لمهام ثورة سبتمبر. وانت بذكاء لمست هذا.
معظم الأفراد المنظمين في كيانات سياسية توجسوا خيفة من دعوة الإعتصام وحتى الآن لا يملكون رؤية صلبة للتعامل معها (حسب علمي ما عدا المؤتمر السوداني بحكم استعماله المكثف لوسائل التواصل الإجتماعي بفاعلية لنشر افكاره والتواصل مع الجماهير).
أعتقد أن المشهد سيتحول كلية بعد 19 ديسمبر، وعلى التنظيمات السياسية أن تراجع استراتيجياتها في التعامل مع (النوفمبراب زي ما بيسميهم أمادو دي كوستي)، ولا تتوجس منهم خيفة بل تتواصل وتتواجد وتنسق معهم.
اسراء عبد الفتاح حينما دعت للتظاهر السلمي احتجاجاً ضد الشرطة المصرية في خمسة وعشرين يناير كتبت دعوتها في الفيسبوك ولم تكن تظن أن هناك من سيستجيب لها، ومنها انطلقت الثورة المصرية.
آلية عمل الوسائط الإجتماعيىة تحتاج لدراسة ولكن المؤكد أن أي دعوة تجد استجابة في الأسافير من الصعب أن تحاول تنظيمها بأساليب الواقع فهي تعمل بمنطق مختلف ولا يمكن تناولها بأسئلة مثل من أطلقها؟ بل تحتاج لقراءة أخرى تنطلق من أسئلة مثل: من استجاب لهذه الدعوة؟ ولماذا لاقت هوى في نفوس الناس؟ وما هي أساليب التنسيق المتبعة؟ وما هي الفئات الأكثر حماساً؟ وكيف يمكن أن تساعد في دعم (دعم وليس نقد مثلاً) الحراك؟
12-10-2016, 08:49 AM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
الصادق ود اسماعين .. كيفك وكيف كيفك آ زول في تفاصيل هذا الاشراق الوطني العظيم ...
إضافة لاتفاقي التام على مجمل حديثك أقول لعصيان نوفمبر قيمة سيكلوجية عليا تمثلت في كسر الجمود أو الشلل العفلي والحركي للمجتمع السوداني السياسي والشعبي أزاء النظام الديكتاتوري الفاسد... وقف حمار المجتمع السياسي والجماهير في عقبة الوحشية المفرطة التي قمعت بها انتفاضة سبتمبر 2013 .. وتوقفت العملية السياسية تماما أمام القصور المريع في عمليتي الحوار الداخلى والافريقي (أديس أبابا) .. هذا التوقف/الشلل الكبير كان مقصودا في ذاته من قبل النظام الديكتاتوري في السودان .. هو لا يريد للحوار المضي قدما من أجل توافق عادل ونزيه ازاء المشكلة السودانية .. يريدها (عطية مزين) كما يقال .. وفي ذات الوقت لا يريد الظهور بمظهر المتعنت الرافض للحوار بالاضافة لضرورة احتواء الاثر الهائل لانتفاضة سبتمبر 2013 والتي دفعت رئيس النظام دفعا اليجاد مخرج غير حقيقي للقضية السودانية تمثل في حوار الوثبة العرجاء..
اذن للعصيان قيمة سيكلوجية عظمى يتوجب على الاحزاب السياسية مرامقتها طويلا (مرامقتها طويلا دي بمناسبة كمال الجزولي .. وهو مولع بهذه المفردة) .. واستقراء مآلاتها والتعامل معها كإختراق حقيقي لحالة الجمود التي يمرون بها ولا يستطعيعون منها فكاكا .. هدية من الله كما تغني البلابل يا الصادق ...
12-10-2016, 00:17 AM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
يحى سلامات .. سريعا كده وحتى اعود ... العنوان هو بضع ملاحظات على (بضع الملاحظات ..) قادتني اليه الذائقة اللغوية لا المعرفة النحوية فاعتبرت ان مقال كمال الجزولى اسم معرف بالالف والام .. كان من الممكن الاشارة اليه ب : البضع ملاحظات الا ان الاصوب في اعتقادي كان التعريف كالاتي :بضع الملاحظات ..
لا اعلم والله يا يحى .. قد يكون كلامك صحيحا في وجود خطأ ما ولكن "بعض" تحمل معنى مختلفا تماما...
12-10-2016, 00:40 AM
يحي قباني
يحي قباني
تاريخ التسجيل: 08-20-2012
مجموع المشاركات: 18742
Quote: ثانياً : ملخص ما آل اليه مقال استاذنا الجزولي يفضي لأهمية وجوب الترتيب ( لسد الثغرات ) وجود القيادة حتى لا ينتهي الامر الى فراغ ...
الأستاذ كمال الجزولي يصف بالضبط ما صار أيام انتفاضة 85 و التنسيق الدقيق بين النقابات وقتها ...
انت ترى ان الامر مختلف ... و لا يستوجب ضرورة لأخذ نفس الطريق كما حدث في 85
تحياتي يا قباني يا صديق وماذا كانت نتيجة التنسيق في انتفاضة أبريل 85؟ ماذا كانت النتيجة النهائية مع وجود كل ذلك العدد والحجم من عتاة السياسيين؟ أقصد ما هي النتيجة النهائية للخبرة السياسية والتراكم والتنسيق؟ لقد انتهى الأمر بتسليم الانتفاضة للكوز المدني دفع الله الجزولي والكوز العسكري سوار الدهب كيف فاتت كوزنتهما تلك على دهاقنة السياسة عندنا؟ متفق معك يا قباني على ضرورة وجود قيادة وأختلف مع كمال بشأن ضرورة التنسيق مع قيادة الأحزاب
شكرا يا مشرف والصادق إسماعيل على هذه النظرة المواكبة لزمن جيل الاعتصام
12-10-2016, 07:19 AM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
عزيزي يحى قباني .. كيف الحال والاحوال .. "غيرت العنوان وفي القلب غصة, فقد كان العنوان الاول عاجبني
Quote: ثانياً : ملخص ما آل اليه مقال استاذنا الجزولي يفضي لأهمية وجوب الترتيب ( لسد الثغرات ) وجود القيادة حتى لا ينتهي الامر الى فراغ
نعم يا صديقي ولكن, سد الثغرات يكون بالاستيعاب التام للحدث الثوري الكبير في 26 نوفمبر كمعطي ثوري مستمر وعبقري وضروري في حد ذاته ومن ثم البناء عليه .. أعلم تماما حجم التحديات المطروحة والمخاوف الكبيرة والعقبات الهائلة امام انجاز ثورة سلمية بمعطيات هذا الراهن المنحط والمتفكك والغريب للدولة السودانية وما ينتج عنه احتمالات مخيفة جدا ولكنها ليست حتمية اذا ما تكاملت الادوار بين الشعب ومختلف الفعاليات الحزبية والسياسية ومؤسسات المجتمع المدني والفطاع الواسع للمهاجرين والمغتربين في السودان .
هذا يقودنا لنقطتك الأخيرة يا صاحبي ..
مفهوم سرقة الثورة يتمتع -كما أرى- بوجود كبير في العقل السوداني الآن .. وحقيقة أستغرب جدا لوجوده السابق حتى لأوانه وكأنما انجزت الثورة وانتهى الامر بينما مازالت الطريق طويلة جدا ولا يمكن أن نكمل مسيرتها دون تلك التكاملية في الادوار .. مازالت الشوط طويلة لتضحيات جسيمة جدا من قبل القوى السياسية السودانية وستكون في الموعد يا صديقي ..
بالجنبة كده يا يحى .. قرأت بوستك بتاع تقرير السي ان ان حول المناخ .... فطفقت أفكر أننا وفي الوقت الذي يجب فيه ان نتحرك بصورة علمية وجمعية في مواجهة هذا التحدي الرهيب, مازلنا مشلولي التفكير ازاء الاحتمالات الكارثية لوجود جيوش المرتزقة والتي تتمتع بوجود حقيقي وفاعل جدا في الدولة السودانية.
12-10-2016, 09:14 AM
عبدالحفيظ ابوسن
عبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319
تجياتي للاصحاب هنا بالضرورة ان ماحدث هو تجاوز مذهل لكل المعارضة المنظمة . وتفاجأت به كان هنالك حديث حول الاعتصام كشعار . لم يجتهد المفكرين فيه بالتنظير وكيفيته . فقط تقريظه والدعوة له بشكل غير منظم . لا أظن يوجد حزب دعي للاعتصام ونادي به وهو نقلة نوعية للصراع السياسي السوداني والعالمي نفسه . الوضع السياسي السوداني معقد وبائس . تم قهر ابسط الاحتجاجات بشكل موغل في العنف . ولم تتردد السلطة من ممارسة كل انواع القهر التي لم تخطر علي بال ديكتاتور لابد من قيادة ثورية ولابد من استقبال كل من يود العصيان دون تخوين
12-10-2016, 10:57 AM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
الصديقان العزيزان معاوية الزبير و حفيظ لكما الود والتحية ..
هذا مقال ممتاز عثرت عليه نواحي الراكوبة بقلم الاستاذ تيسير حسن ادريس .. ويهمني التعليق علية اذ يشتمل على معانيٍ محكمات من كتاب الثورة ... وانشره هنا كمساهمة توعوية عامة واضاءة اضافية لهذا المقام الممتاز.
12-10-2016 02:34 AM تيسير حسن إدريس
المبتدأ:- (عفارم.. عفارم.. يا شعباً مسالم .. يا حر الإرادة.. وجماعي القيادة يا وكتين تصادم.. بروقك تضوي.. ورعودك تدوي .. ورياحك تقصقص رقاب المظالم). " محمد الحسن سالم (حميد)". والخبر:- (1) رويدًا رِويدًا ينقشع غبار المماحكات عن المشهد السياسي السوداني، وتتضح صورة الاصطفاف الجديد بصورة جلية لا لبس فيها، وقد شارفت عملية الفرز التاريخي لمكونات المشهد نهاياتها الحتمية، وأخذت المؤشرات الدالة على بلوغ الاصطفاف مرحلة التمحور حول ثوابت لبناء كتلة تاريخية بمواصفات واقعية بعيدة عن التعريفات القديمة في السفور والإعلان عن ذاتها بقوة، وفي سياق هذه الصيرورة يتم النظر لمواقف مكونات المشهد السياسي القديم الآيل للتفسخ والزوال، مفسحًا المجال لتشكل الكتلة التاريخية القادمة التي ستؤدي دورًا حاسمًا في عملية التغيير، وقد بلغت اشتراطات الاصطفاف الجديد الذاتية منها والموضوعية مبلغَ الرُّشدِ، ونضجت على نارٍ هادئة. (2) من هذا المنطلق وفي ظل هذا التدافع الجدلي يتم النظر لمواقف القوى السياسية المختلفة من السلطة الحاكمة وتقييمها، لا سيما تلك الأحزاب والقوى السياسية التي ما زالت ترى في خطل مخرجات حوار الوثبة الرئاسية مخرجًا من الأزمة الوطنية، مما يشير إلى أن صيرورة الاصطفاف الجديد تمضي حثيثا نحو غاياتها، مبشرة باقتراب بزوغ فجر الكتلة التاريخية المناط بها طي صفحة الممارسات القديمة، والخروج من رحم التدافع السياسي المحتدم، منذ أكثر من ربع قرن؛ نذر هذا المخاض بدأت تلوح بالتقاط القوى الشبابية لقفاز المبادرة السياسية ونفض غبار الكسل والتقاعس عن كاهلها؛ حيث فاجأت الساحة السياسية السودانية بإنجازها لعصيان 27 /11 /2016م، الذي وضع جميع الأحزاب السياسية السودانية وجها لوجه أمام مسؤولياتها، وإحراج التي ما زالت تراوح في دائرة الخذلان، والحراك الذي ابتدرته القوى السياسية الشبابية بمساندة القوى الحية في 27 /11 /2016م مهما حاول البعض التقليل من نتائجه إلا أنه قد خلق واقعا سياسيا جديدا، وانتقل بالعمل المعارض من محطة ردة الفعل إلى الفعل، ويكفيه شرفًا تسريع وتعميق عملية الفرز والاصطفاف السياسي الممهد لمخاض (الكتلة التاريخية)، التي ستتولى إنجاز مهام التغيير، وملحقات الإصلاح الاجتماعي، والاقتصادي، والسياسي. (3) وتبدو اليوم جميع قوى المعارضة السودانية على قناعة راسخة بضرورة تعطيل أي صراع بيني لصالح التفرغ لبناء ما يعرف بـ"الكتلة التاريخية"، وهي حسب تعريف المفكر المغاربي محمد عابد الجابري: "كتلة تجمع فئات عريضة من المجتمع حول أهداف واضحة، تتعلق أولاً بالتحرر من هيمنة القهر، السياسي والاقتصادي والفكري، وإقامة علاقات اجتماعية متوازنة يحكمها التوزيع العادل للثروة في إطار مجهود متواصل للإنتاج" ومن هذا المنطلق يكون المشهد المعارض قد خطى خطوة واسعة نحو تجسير الهوة وبناء الثقة بين مكوناته من قوى شبابية وأحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني؛ وبدأ الجميع النظر لعملية التغيير بمنظار أكثر واقعية، بعيدًا عن المشاكسات، وعقلية كسب النقاط، والانتصارات الوهمية، وهذه في حدِّ ذاتها نقلة نوعية عظيمة في اتجاه التأسيس لممارسة سياسية رشيدة أكثر نضجًا وحكمة، فالمهام المطروحة وطنيًا مهام متعددة وجسيمة، لا يمكن في ظل وضع السودان الراهن، لأي فصيل من فصائل القوى الوطنية، ومهما امتلك من برامج سياسية، وإطار إيديولوجي القيام بها منفردًا، فالمخرج الآمن من الأزمة الوطنية الماثلة يتمثل في خلق تحالف وطني، على شكل كتلة تاريخية تضم جميع القوى الفاعلة في المجتمع، التي من مصلحتها إحداث التغيير الجذري. (4) ولضمان نجاح قيام هذه الكتلة التاريخية وأدائها لدورها التاريخي يجب مراعاة المصلحة العامة المشتركة لجميع مكوناتها التي تحفزها على تبنيها، والعمل النشط لإقناع الجماهير بضرورة التمسك بها، والمحافظة عليها، لذا فالمصلحة المشتركة يجب أن تعبر عن شعارات الحرية والديمقراطية والعدل، كما يجب أن تعبر عن حقوق المستضعفين والأقليات بمثل ما تعبر عن حقوق الأغلبية، وتهتم بكسر احتكار السلطة وامتيازاتها لصالح مجموعة بشرية، أو جهوية ما، أو لصالح أحزاب وبيوتات بعينها تدعي حقوق تاريخية تعطيها المبرر لتغييب بقية مكونات النسيج الاجتماعي عن مراكز القرار والتنفيذ. وبدون قيام كتلة تاريخية بهذه المواصفات ووفق هذه الشروط،، فمن المستحيل كسر الحلقة الشريرة، ومن العسير تدشين مرحلة تاريخية جديدة، أهم سماتها الأمنُ والاستقرارُ والنماءُ؛ هذه الكتلة تاريخية؛ هي البديل الذي يستطيع الشعب عبره تحقيق أهدافه الوطنية، وخلق إطار وطني جامع يستوعب أكبر قاعدة جماهيرية؛ فالكتلة التاريخية ليست مجرد تحالف بين أحزاب أو منظمات سياسية؛ بل هي كتلة من القوى الفاعلة في المجتمع، قادرة على تخطي العقبات والانجاز، ولا يستثنى في تكوينها أي طرف من الأطراف، إلاَّ ذلك الذي يضع نفسه خارجها وضدها، وبهذا الفهم فالكتلة التاريخية لا تلغي الأحزاب، ولا تقوم مقامها؛ بل تعطل مؤقتًا صراعاتها البينية الحادة التي تأخر عملية النهوض الوطني، لحين الفراغ من التخلص من السلطة الفاسدة والشروع في تنفيذ الأجندة الضامنة لوحدة التراب؛ وسيادة الدولة، ووضع الأساس المتين لنظام مدني ديمقراطي عادل، وتلك مهام عظيمة وأهداف جليلة تتطلبُ بكل تأكيد حدًّا معقولاً من انتظام المكونات السياسية القائمة على أمر تنفيذها. (5) كثير من الشواهد المادية المنظورة اليوم تدل على أن غبار المماحكات السياسية آخذٌ في الانحسار، وأن مكونات (الكتلة التاريخية) حسب الوصف الفلسفي قد بلغت مبلغَ التمحور حول الأهداف المنشودة بعد أن نضج العامل الموضوعي فعليًّا، في حين تبدو القوى المعارضة اليوم أكثر واقعية، وهي تخطو حثيثا نحو إنضاج الشرط الذاتي؛ في هذه المرحلة المهمة من صيرورة الحراك؛ وليكتمل مكنيزم الدفع الثوري، فعلى الطلائع الثورية أن تشرح للجماهير بوضوح طبيعة الصراع، وتقنعها بأن فقرها وسوء أحوالها لم ينجم في الأساس عن نقص في الموارد، إنما حدث نتيجة لسياسات النظام الحاكم، الذي تعمد نهب الثروات وتكديسها في أيدي قلة من الرأسمالية الطفيلية الإسلاموية المنتسبة إليه، وأن قضية تغيير أوضاع المواطن للأفضل مرتبطة بتغيير النظام كليا، والتخلص من سياساته الفاشلة؛ فوعي الجماهير بطبيعة الصراع وأهداف الحراك الثوري مهم لنجاحه؛ كما أن وجود قيادة معروفة تتحدث باسمه وتسيطر على مكوناته الفاعلة على مستوى الوطن؛ ضروري لحماية الثورة من الردة، وتدخل القوى الخارجية؛ لأن العفوية وغياب التنظيم، وعدم وجود قيادة معترف بها، تقود لتعثُّر خطى الجماهير التي قد تظن أن إسقاط النظام هو خاتمة مطاف الفعل الثوري، وتهمل الفخاخ التي تنصبها قوى الثورة المضادة الداخلية والخارجية، وهذا قد يجهض المد الجماهيري أو على الأقل ينحرف به عن مساره الصحيح، فقضية نشر الوعي وتعريف الجماهير بالأهداف النهائية للحراك الثوري قضية محورية، تساعد على شحذ همة الشعب، وتدفعه لمواصلة الكفاح حتى استلام السلطة، والبدء الفعلي في بناء النظام الجديد الذي يضمن له تحقيق مصالحه وأمانيه. (6) تتكون القوى السياسية في أي مجتمع من أحزاب وتنظيمات تحمل فكرًا سياسيًا، ولديها تصور مسبق عن النظام المنشود، بيد أن هذه المواعين التنظيمية في كثير من المجتمعات لا تضم سوى نسبة ضئيلة من الشعب، أما الشريحة الجماهيرية العريضة غير الراضية عن الوضع القائم، ومستعدة لبذل الجهد وتقديم التضحيات في سبيل تغييره، دون أن يكون لها تصورٌ عن طبيعة النظام المراد فهي الأغلبية، التي يطلق عليها "جماهير الثورة"، وهذه هي القوة الميكانيكية الهائلة التي تتنافس الأحزاب السياسية على جذبها لصفوفها، مما يعطي لأطروحة (الكتلة التاريخية) أهميتها، ويجعل أمر بنائها ضرورة تضمن تراجع الخلافات الأيدولوجية مرحليا إلى الخلف، مفسحة المجال لتقدم (الكتلة التاريخية) على قلب رجل وأحد نحو إزالة العقبة المتفق على أنها السبب الرئيس في الأزمة الوطنية من هذا المنطلق يجب أن يكون الهدف الواضح أمام الجماهير ليس إسقاط النظام وحسب؛ بل إزالة مجمل مؤسساته الخربة، ورجاله الفسدة، وأجهزته القمعية، واستبداله بنظام آخر يبنيه الشعب السوداني بنفسه؛ فلو اقتصر مطلب الثورة على إسقاط النظام فقط؛ ستستمر المؤسسات القديمة بواجهة أخرى، لتنتج المشاريع نفسها التي رسخت لحالة البؤس القائم، ويخبو تدريجيا زخم الحراك الثوري، مما يعني أن الشعب وتنظيماته السياسية لم تستفد من تجارب الماضي، وما تراكم من دروس ثورة أكتوبر 1964م، وانتفاضة أبريل 1985م، ما يعينها على تخطي عثراتهما، وعدم تكرار الأخطاء التي أدت لإجهاضهما، وإعادة إنتاج نظم دكتاتورية جديدة، في تعاقب حلقي شرير غير منتج. (7) تحديد غاية حراك التغيير ووضوح أهدافه مسبقا، يساعد على إقناع الجماهير بضرورة تنظيم صفوفها، والانتقال مباشرة لدائرة الفعل والمقاومة، من احتجاجات تقود في نهاية المطاف لعصيان مدني شامل، كوسيلة فعالة لانتصار الثورات السلمية؛ فبمجرد أن ترفض قوى الشعب العاملة طاعة السلطة والعمل تحت إمرتها يصاب النظام بالشلل، ويفقد زمام المبادرة؛ لتبدأ الجماهير بتسيير أمورها العاجلة بالاعتماد على ذاتها وتنظيمها الثوري، ولن تمضي إلا أيام قلائل حتى ينهار النظام؛ وتعترف أجهزة الدولة بالثورة وبقيادتها؛ وتخضع للعمل تحت لوائها لمرحلة انتقالية، يعاد خلالها تنظيم الأمور؛ لتعود حالة الاستقرار في البلاد، فوجود تنظيم يتولى زمام الأمور عقب انهيار النظام أمر مهم وحيوي. ومما تقدم ذكره يتضح أن الخطوة التي يجب أن تقدم عليها قوى التغيير اليوم هي: توفير المناخ الملائم لنجاح العصيان المدني؛ وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذا الأمر يتطلب جهدًا وعملا مكثفًا، ولن يؤتي أؤكله ما بين ليلة وضحاها، فالصبر والمثابرة وطول النفس النضالي مطلوب في هذه المرحلة، التي تبدأ عادة بحركات احتجاجية متفرقة، يتشكل خلالها تنظيم الثورة، وتتبلور قيادته الميدانية، وتخذ الجماهير في التوافد عليه والالتفاف حوله، والانضمام إلى طلائعه المتقدمة، حتى يتم حشد (الكتلة الجماهيرية الحرجة)؛ التي تضع الخطوات العملية للإضراب السياسي، والعصيان المدني الشامل. (8) يبدأ عادة العصيان المدني بصورة محدودة، ويتسع تدريجيا ليصل إلى عصيان شامل، ورغم هذا سيظل النظام يصارع محاولا قدر الإمكان الاحتفاظ بقواعد موالية له، رافضة للتغيير. إلا أن المنطق القويم يحتم على قيادات التغيير، وقد بلغت هذه المرحلة المفصلية، أن تظل تتطلع دوما للأمام، وترفض محاولات النظام لجرها للتفاوض بحجة الوصول لحل سياسي يحفظ الوطن، ويمنع سفك الدماء، فتلك حيلة مستهلكة تلجأ إليها كافة النظم الدكتاتورية في لحظات اليائس الأخيرة، بهدف إخراج الجماهير من حالة المد الثوري، وكسب الوقت. ومن المهم أن تعي قيادة حراك التغيير أن "الكتلة الحرجة" للتغيير في أغلبها تتكون من الطبقة الوسطى غير المسيسة، وهي بطبيعة تكوينها إصلاحية وغير ثورية، ولكن رغم ذلك لن يكتب لأي حراك ثوري يتجاوزها النجاح، فهي الكتلة الجماهيرية الأكبر التي تستطيع تحويل الاحتجاجات المتفرقة لثورة عارمة، تدك حصون السلطة. النزعة الإصلاحية الغالبة على الطبقة الوسطى تجعلها سريعة الملل تتعجل جني الثمار والعودة لحياتها الطبيعية، فهي لا تحركها الأيديولوجيا، ولا يؤثر فيها الابتزاز العاطفي، كما أنها ترفض الحشد بعقلية القطيع، لذا فمن المهم مخاطبتها بمنطق عقلاني يعرفها بعدوها الحقيقي، ويشرح لها أهمية الثورة عليه من أجل مصلحتها في حياة كريمة، وكلما كان الطرح المقدم للجماهير متماسكًا، وفي شكل برنامج واضح تشرف عليه قيادات متفق على نزاهتها، كلما كان أمر إقناعها بجدوى التغيير وإزالة مخاوفها ميسورًا ومضمونًا؛ ولأن وعي الجماهير في العادة متفاوت؛ تؤثر في رتم تصاعده وانخفاضه مراحل الفعل الثوري من نصر وهزيمة، كان لزامًا على طلائع التغيير التحلي بطول النفس، خاصة في وجود بعض قيادات معارضة تطرح حلولاً إصلاحية حفاظا على مصالحها الذاتية. (9) المشهد السوداني المعارض يفرض اليوم علي طلائع التغيير واجب التحضير الجيد، وبث المزيد من الوعي بين الجماهير، والنضال معها أين ما وجدت، ليتسنى التأثير فيها، واستقطاب أكبر قطاع منها لصالح الفكر الثوري، على حساب الفكر الإصلاحي السائد في المجتمع؛ والنجاح في تحقيق هذا الشأن يعتمد على مدى استعداد قيادة حراك التغيير على مواجهة أفكار السلطة الحاكمة، التي تدفع المجتمع نحو مهادنتها ببذل الوعود الكاذبة، عن إمكانية توفير حياة أفضل دون كدح النضال؛ كافة تجارب البشرية قد أثبتت أن لا حياة كريمة يمكن توافرها في ظل الأنظمة المستبدة، والنظام الإسلاموي الحالي الذي يحكم السودان منذ أكثر من ربع قرن خير دليل على هذا النوع من الأنظمة، التي مهما طال صبر الجماهير عليها تظل تكذب، وتتحرى الكذب، حتى توصل الكتلة الجماهيرية العظمى لقناعة التغيير، واليوم نجد أن هذه القناعة قد تبلورت تماما، ورسخت في وجدان الشعب السوداني، الذي بات يؤمن بأن عواقب المشاركة في حراك التغيير أهون من عواقب الخنوع في ظل هذا العبث، وهي لحظة تاريخية فارقة يجب أن تستغل لإسقاط دولة الطغيان، وبناء دولة الحرية، والعدالة الاجتماعية، فالثورة الحقيقية تصنعها الجماهير، وما على الطليعة سوى تقدم الصفوف، والإرشاد، وقبل هذا وذاك عليها التخلص من غرورها الثوري، الذي يدفعها أحيانا لإضاعة جهد الجماهير في معارك جانبية. الديمقراطية قادمة وراشدة لا محال ولو كره المنافقون.
المقال جميل واستدعائه لمفهموم الكتلة التاريخية موفق جداً، رغم ضبابية استخدامه لمفهوم الطبقة الوسطى والتى اصبحت مختفية الآن بحكم التغيرات الاقتصادية الهائلة التى احدثتها عصابة الانقاذ. الكتلة التاريخية لم تتشكل بالفاهم الجابروي بسبب انعدام الثقة بين مكونات القوى المنظمة في الاساس وبينها وبين القوى الشبابية والشعبية من جهة أخرى. وانتفاضة سبتمبر اوضحت ذلك جلياً، ولذلك في دعوةة العصيان النوفمبري كان هناك خطابان متوازيان خطاب الدعوة للاعتصام، وخطاب آخر يؤكد أن الدعوة للعصيان لا علاقة لها بالقوى السياسية المنظمة هذا الشقاق مهم جداً ان نتفهمه في ظل اعتماد القوى السياسية المنظمة على المجتمع الدولي لاسقاط النظام او تغييره من خلال الحل المتفاوض عليه، واهمال العمل الجمهايري او التحشيد لانتفاضة او ثورة شعبية ومن هنا يمكن أن نقرأ موقف القوى السياسية المنظمة من الحوار الشهير بحوار الوثبة مع النظام. فقد وافقت كل معظم القوى السياسية المنظمة على حوار الوثبة ضمنياً، واشارك بعضها واشترط الآخر اجراءات تهيئة المناخ كشرط للمشاركة. وهو ما يعني قبول تلك القوى للمشاركة من حيث المبدأ، وهذه الموافقة المبدئية تتم قراءتها مع التعويل على عامل الضغط الخارجي من اتحاد افريقي ومجتمع دولي الخ. اذن انعدام الثقة بين الكتل الجماهيرية التي يمثل الشباب غالبيتها وبين التنظيمات المعارض كان هو من الاسباب التى ادت لتعطيل تكون الكتلة التاريخية، خصوصاً بعد بداية تشكلها وتماسكها خلال هبة سبتمبر. الان وبعد النجاح الاولي لعصيان نوفمبر، والثقة التى اعادها للجماهير ولامساكهم بزمام المبادرة بدت تعود بعض بوادر التعاون خصوصاً في الدعوة لاعتصام وعصيان ١٩ ديسمبر ، وهو امر مهم لتكون الكتلة التاريخية بفهم الجابري. ورغم عدم وضوح شكل التغيير فيما يتعلق بقيادته وملء الفراغ لمرحلة ما بعد الانقاذ، فمن الواضح ان ازالة النظام هي مطلب معظم الجماهير.ولكن لان القوى المعارضة المنظمة هي الاقدر على القيادة لمرحلة ما بعد الانقاذ فان هذه القوى قد تقبل بما يعرف بالمساومة التاريخية كما يعيد طرحه ابكر آدم اسمعيل (يكتب الاستاذ ابكر: "إن لم يتيسر قيام كتلة تاريخية ناضجة وقادرة على إنجاز فعل الثورة لأي أسباب أو تداخلات أخرى، فتبقى المسألة مرهونة بمقدار التنازلات التي يمكن أن تقدمها النخبة الإسلاموعربية (يمينها ويسارها) واستعداد قوى الوعي والمهمشين للتضحية للاتفاق على برنامج حد أدنى مثل (ميثاق أسمرا للقضايا المصيرية) والالتزام به مما قد يؤدي ـ على المدى الطويل ـ إلى التحولات الضرورية، وإنجاز ما كان يمكن أن ينجزه فعل الثورة.")
ومن هنا تنبع اهمية الاسراع بتكوين الكتلة التاريخية لانجاز الثورة وقيادتها و ترسيخ اهدافها حتى لا تحدث انتكاسة تعيد الامور اسوأ ممكا كان كما حدث في تجربتي ابريل وقبلها اكتوبر او كما حدث في معظم ثورات الربيع العربي حيث انجزت الكتلة التاريخية الثورة ولكنها لم تنجز التغيير في بنية النظام واكتفت بالتغيير الفوقي مما اتاح للقوى المضادة للثورة ان تعود بسهولة لتواصل الشمولية بكل مثالبها. ما بين انتفاضة سبتمبر وعصيان نوفمبر كانت محاولة للمساومة التاريخية ولكن القوى ذات المصالح المتضاربة داخل النظام كبحت جماح الاسراع في المساومة مغرورة بالقمع العسكري الذي حدث للمتظاهرين وحدث للحركات المسلحة وظنت أن خطر الثورة قد زال. والقوى المتظمة اصابها الاحباط لبعدها عن العمل الجماهيري واستبدالها لبرامج التوعية ببرامج النيوليبرالية المتمثلة في النشاط الحقوقي ومنظمات المجتمع المدني والتي لا تحلم بالثورة بقدر ما تحافظ على الاوضاع القايمة ومحاولة تقديم نفسها كجماعة ضغط.
كخلاصة اقول ان العمل على تكوين الكتلة التاريخية وازالة المخاوف بين مكوناتها واعدة الثقة بين مجموعاتها المختلفة مع العودة للعمل الجماهيري التعبوي اليومي هو الذي سيسرع بالثورة ويحافظ عليه وينقلها للجمهورية السودانية الجدية من غير خوف من الانتكاسة والردة. ويمكن قراءة تحرك مجموعة كالمؤتمر السوداني وحيازتها على الثقة كتجربة يمكنها تجسير الهوة بين جميع مكونات الكتلة التاريخية لانجاز الثورة بمعناها المتكامل.
12-11-2016, 03:42 PM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
العزيز محمد المشرف تحياتي لك و لضيوف و زوار البوست الجميل هناك كثيرمن الاصوات تتحدث الان عن جهات سياسية تحاول سرقة ثورة الشباب العفوية و التي اندلعت للقرارات الاقتصادية الاخيرة غير انو دي قراية غلط لي واقع اقتصادي اجتماعي سياسي معقد. فهي تحمل في داخلها اشياء كثيرة خطرة.
-----------------
12-12-2016, 08:51 PM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
النضال ضد سلطة البطش و الارهاب بدأ من صبيحة ٣٠ بونيو ١٩٨٩ ما قدمه الشعب من تضحيات و شهداء مجحف من ينكرها غير أمين من يتجاهها التحية هنا للنقابي و الطبيب الذي قاد اضراب الاطباء في نوفمبر ١٩٨٩ و استلمت أسرته جثته في ٢٢ ابريل ١٩٩٠ التحية للدكتور علي فضل الذي وصفه الشاعر كمال عبد الحليم بِ
الشيوعي الذي مات ولم يترك صغارا أو بريقا أو نضارا.. أو ضجيجا.. أو عقارا الذي آثر أن يمضي.. ولا يترك عارا !! ترك العمر لمن يكمله.. نبلا.. وثارا ترك الحب لمن يحمله.. نورا.. ونارا كان في ظلمة جلاديه عملاقا منارا يلفظ الأنفاس تحتج.. وتمتد شرارا وتمادت قبضة البطش.. عذابا وحصارا ورأوه يرفع الروح.. وقد فاضت شعارا
12-12-2016, 08:52 PM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
التحية لكل من خط علي التاريخ سطراً بالدماء التحية لسليم و التاية التحية للعاصي و شهداء العيلفون التحية للحركة الطلابية و هي تقدم الشهيد تلو الشهيد ببساله و تضحية تستحق ان نفخر بها التحية للنساء و الاطفال و الشيوخ الذين حصدهم القصف العشوائي لطائرات القتلة التحية لكل من طالهم الفصل من العمل لمواقفهم ضد سياسات النظام
--------------------
12-12-2016, 08:54 PM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
ما يحدث الان هو تراكم لغضب شعبي و القرارات الاقتصادية الاخير هي القشة التي قصمت ظهر البعير و سقف طموح الشباب الان ليس سقوط النظام بل اقامة دولة العدالة و الديمقراطية و احلال السلام و لن ينخدع الشعب مرة اخري امام من يجرد ثورتهم من محتواها و هي ثورة حتي النصر
12-12-2016, 09:11 PM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
قبل الاسترسال لنقتح صفحة التاريخ و نذاكر شوية اكتوبر رفعت شعارات كثيرة علي رأسها الديمقراطية و لكن السلطة التي تولت مقاليد الامور لم تكن علي قدر المسئولية فكانت مذبحة الديمقراطية بحل الحزب الشيوعي السوداني في ديسمبر 1965. لا اذكر هذه الواقعة من باب التباكي و لكن هناك ملاحظات :
* القوي التي كان لها دور كبير في اكتوبر هي النقابات و المهنيين و الطلبة (القوي المستنيرة)
* في الانتخابات و دوائر الخريجين فاز الحزب الشيوعي بِ 11 دائرة من جملة 15 حسب ما اذكر
* لم ترعب هذه النتيجة الاحزاب التقليدية فحسب بل أرعبت ديوان الملك فيصل و شكلت وكالة المخابرات الامريكية غرفة عمليات خاصة في وجود حركات تحرر عالمية كتيرة تندد بالامبريالية و تجد الدعم من الاتحاد السوفيتي و جندت عملاءها لضرب الحزب الشيوعي السوداني بصورة مباشرة او غير مباشرة و لوح الملك فيصل بالريال فكانت الحكومة حريصة علي ان تنال منه الرضاء علي حساب قيم و مبادئ الديمقراطية. رضاه و لتذهب شعارات اكتوبر للجحيم رضاه علي حساب طرد نواب الشعب من البرلمان
* فكانت المسرحية المعروفة التي تم تنفيذها الخطير هو ان النواب كانوا ممثلين للقوي المستنيرة الخريجيين القوي التي كان لها القدح المٌعَلّي في اسقاط الحكم الدكتاتوري الاول
12-12-2016, 09:22 PM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
نجي لي ابريل و هنا أغلبنا شهود علي الحدث و نرجع لذاكرتنا و ليس كتاب تاريخ
كانت هناك اصوات نذكرها كانت بتقول في مارس هسع اب عاج برجع و كل قرد ح يطلع جبلو و كانت بتقول غَابْ أب شنب و لِعِب اب ضنب لكن خاب حِسهم في 6 أبريل و شاهدت أحدهم في عربية جيش يهتف شعب واحد جيش واحد و هو يحمل بندقية احد الجنود .... حضرت الي دار اساتذة جامعة الخرطوم وكان هناك اجتماع للتجمع النقابي و كانت النقابات و الاتحادات التي خرجت في مسيرة 3 أبريل 11 او 12. لكن الحضور كان أكثر من 60 نقابة و اتحاد و كان الحوار اقل بكثير من طموح الجماهير التي اعتقد بعضها ان المشكلة نميري و نميري انتهي لاحظ ان الجماهير خرجت ضد قوانين سبتمر لكن عجزت حكومة الانتفاضة عن اغائها و رغم التصايح بانها لا تساوي الحبر الذي كتبت به لكن الحكومة المنتخبة عجزت عن الغائها أيضاً قال شنو قال انتهي عهد الشرعية الثورية و جاء عهد الشرعية البرلمانية
12-12-2016, 09:59 PM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
بالضرورة ان ماحدث هو تجاوز مذهل لكل المعارضة المنظمة
وتفاجأت به
كان هنالك حديث حول الاعتصام كشعار . لم يجتهد المفكرين فيه بالتنظير وكيفيته . فقط تقريظه والدعوة له بشكل غير منظم .
[/لا أظن يوجد حزب دعي للاعتصام ونادي به
وهو نقلة نوعية للصراع السياسي السوداني والعالمي نفسه
يا عبد الحفيظ النضال ضد الاستبداد الكيزاني لم يبدأ الآن و الدعوة للنضال السلمي تبنتها تنظيمات كتيرة و قدمت كثير من التضحيات وهناك اكثر من حزب دعي للاعتصام و نادي به و الاتفاجأت الحكومة و ليس المعارضة قال لي احد المتشائمين لو راجين الشباب الشايلين الموبايلات ديل يغيروا النظام وآطاتنا اصبحت قلت ليو ديل ال ح يغيروا مجري التاريخ ديل شباب المستقبل و ثقتنا فيهم كبيرة وشايفين حقوقهم ضايعه و ما ح يسكتوا
12-12-2016, 10:30 PM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
أقصد ما هي النتيجة النهائية للخبرة السياسية والتراكم والتنسيق؟لقد انتهى الأمر بتسليم الانتفاضة للكوز المدني دفع الله الجزولي والكوز العسكري سوار الدهبكيف فاتت كوزنتهما تلك على دهاقنة السياسة عندنا؟
اولا ليك و لي ابو سن التحية النتيجة كتبت النهائية للخبرة السياسية والتراكم والتنسيق؟ و انا أعتقد انو الصحيح هو النتيجة النهائية لعدم وجود الخبرة السياسية والتراكم والتنسيق؟ ده ال أدي لنهاية الامر ليهم انتهي لمر ليهم لان اكتر الاصوات ججعة في دار الاساتذة رفضوا اي شخص عندوا تاريخ سياسي مشرف و كانت المؤهلات لدخول الحكومة الناس الما فتحت خشمها بالمعارضة لنظام نميري الناس الضلها ميت و شخصيتها باهته و رفض المرحوم قرنق الاعترف بهاو قال عليهم مايو تو اذكر يومها قالت لي الصديقة ناهد جبر الله الانتفاضة انتهت يا صاوي مهم جدا نتفادي كل الاخطاء السابقة و نعيد قراية التاريخ بزهن صافي متفتح عشان نصنع مستقبل زاهي جميل يلبي طوحنا و أكتر
(عدل بواسطة Hamid Elsawi on 12-12-2016, 11:10 PM) (عدل بواسطة Hamid Elsawi on 12-12-2016, 11:16 PM)
12-14-2016, 06:45 AM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
بدأت في كتابة رؤوس اقلام من كتابتك لتسعفني في الرد المرتب ولكن .. انفتحت الكنوز .. سيرة الشهداء .. يا الله يا الله يا الصاوي .. سيرة الشهداء .. على فضل .. سليم .. التاية .. طارق .. محمد عبدالسلام .. وجميعهم عليهم السلام اجمعين .. الشهداء ودمائهم المعلقة في اعناقنا جميعا تمائم للثورة .. ذكرت على فضل .. فتذكرت منعم رحمة .. فهما من ذات الطينة النبيلة للشرفاء والشريفات من ابناء وبنات هذا الوطن .. دعني اولا اورد شيئا من ذكره وجدته في اللينك التالي ... وليتني لاحقا اتوفرعلى نص شعري أجمل منه لم أقرأ في رثاء الشهداء لشاعر يدعى سيف الدولة (لا اذكر بقية الاسم) .. ليتني اعثر عليه
Quote: لقد تم اعتقال الشهيد عبدالمنعم رحمة من منزله فى حى القبة بودمدنى ، جاءته كتيبة من كلاب الامن مدججين بالاسلحة بعد منتصف الليل وانتزع من احضان ابنائه وزوجته واودع زنازين الامن فى حى 114 بالقرب من ادارة الكهرباء وظل يتعرض لتعذيب هناك لا يتحمله بشر ، كان يوميا يقاد خارج زنزانته ليلا ويتناوب عليه كلاب الامن بالتعذيب ، الضرب بالايادى والهراوات واجباره على أداء حركات مثل أرنب نط وغيرها وكان يوضع على حافة تربيزة وظهره محنى عليها حتى تمزق جلده ولكنه رغم ذلك كان عندما يأتون به الى زنزانته كان يبعث التفاؤل فى مرافقيه من المعتقلين ، كان ينشد قصائد محجوب الشريف التى تدعوا للصمود ، لم تلن له قناة ولم ينحنى لهم مما اغضب كلاب الامن فاستشاطوا غضبا وضاعفوا عليه جرعات التعذيب ثم قرروا نقله الى الحيصاحيصا وتسليمه الى كلاب الامن القابعة قبالة نهر النيل الازرق فى جهة المحافظة والمحلية ، كان ذلك فى عام 1994
ظل الشهيد عبدالمنعم رحمة يتعرض للتعذيب فى زنازين الامن بالحيصاحيصا بصورة وحشية تنم عن مفارقة هؤلاء الوحوش لأى ذرة او قيمة من قيم البشر والانسانية ، لقد نزعت من قلوبهم الرحمة وحتى قيم الدين الذى يتشدقون به كانوا هم ابعد الناس عنه ولا الاعراف السودانيه ولا قيم الرجولة والفروسية التى تمنع من مهاجمة الشخص الاعزل والاسير ، بل كانوا اجبن خلق الله لأنهم لا يستطيعون مواجهة الرجال وهم بعيدين عن هذه السلطة التى يمارسونها الا بتخفى وتحت جنح الظلام ، هم مرضى نفسانييين وكما وصفهم وشخصهم طبيب سودانى اخصائى فى الامراض النفسية والعصبية فقال انهم يتسمون بحب التسلط وبالكراهية والحقد على الآخرين والشك والتوجس وهم عادة يعانون من خواء عاطفى وضمور فى المشاعر وفقدان الضمير وانعدام روح الانتماء والهوية وتكون لديهم ميول لا اجتماعية سايكوباتية ونزعات انحرافات سلوكية وسادية متجزرة ويفقدون القيم والاستقامة ولا يتورعون فى تنفيذ اى افعال ضارة بالآخرين لازلالهم واهدار انسانيتهم ولا يقيمون وزنالأحد ولا يحترمون آراء الغير ولا يقدرون وجهات نظرهم ويتميزون بالاحادية والتعصب وقد تبطرهم السلطة اذا آلت اليهم واستحوذوا عليها ويدعون امتلاك الحقيقة المطلقة والحكمة وفصل الخطاب وتبدوا عليهم الشراسة ومظاهر العنف والعقد النفسية ويرهبون الناس لاطاعتهم وموالاتهم واتساقا مع اتجاهاتهم العدوانية يشعرون بالعظمة والكبرياء عند ممارسة عمليات التعذيب ويشعرون بالاعتداد بالنفس والشعور بالمتعة واللذة السادية ويكونون مندفعين بنوع من الهوس المرضى لارضاء دوافعهم الخاصة المريضة ويكون ممارسة التعذيب بالنسبة لهم كتعويض عن شعورهم بالنقص ولتخفيف الضغوط والتنفيس والتفريج عن توتراتهم العاطفية والعصبية فى بعض الاحيان.
ت هذا التعذيب اللا انسانى خر الشهيد وفاضت روحه الى بارئها فى ليلة شديدة التوحش والوحشية ، ليلة كئيبة ، كان ذلك داخل زنازين الامن بالحيصاحيصا فى عام 1994 ، حلقت روحه الطاهرة عاليا الى بارئها وتركت هؤلاء الوحوش حيرى مع جسده ، تركتهم يواجهون غرائزهم الدنيا ، ايديهم ملطخة بالدماء ، انيابهم واظافرهم تسيل منها الدماء ، فكروا فى طريقة دفنه بمقابر الحيصاحيصا ، ثم فكروا فى فبركة تقرير طبى يعفيهم من المسؤولية ، ثم فكروا فى كيفية اخبار أهله واخيرا وجدوا ضالتهم فى حسن عبدالعزيز ذلك الانقاذى ومسؤول الشؤون الدينية والانقاذ بودمدنى ومقدم برنامج فى اذاعة ودمدنى ، ذهب هذا الرجل وعند صلاة الصبح وجد عم الشهيد ذاهبا الى صلاة الفجر فأخبره بأن ابن اخيه وزوج بنته عبدالمنعم رحمة توفى الى رحمة الله تعالى بالحيصاحيصا وان جثمانه قد احضر فى مكاتب الامن بودمدنى وطلب منه الذهاب لتسلمه وكان الخليفة على يعرف ان زوج بنته فى قبضة زبانية الامن ، الجمه الخبر وصعقه فجلس على الارض لا تحمله رجليه وعندما استعاد وعيه فكر فى كيفية توصيل الخبر لزوجته ، تم استلام الجثمان من مكاتب الامن بودمدنى بعد احضاره من الحيصاحيصا وعند الكشف عليه وجدت آثار التعذيب على كل انحاء جسده ، فى رأسه وفى بطنه ، جروح وسجحات واورام . خرجت مدينة ودمدنى عن بكرة ابيها تحمل الجثمان وتطوف به فى الشوارع وكانت الجماهير تهتف منددة بهذه الوحشية وبجهاز الامن وبحكومة الانقاذ ، انحنت حكومة ودمدنى للعاصفة الذى كان واليها آنذاك دكتورابراهيم عبيدالله ، كانت قوات الامن والشرطة تراقب الجماهير عن كثب دون تدخل لأنهم عرفوا لحظتها ان تدخلوا سوف تحدث مذبحة رهيبة . أمر دكتور ابراهيم عبيد الله مولانا الامين ابوقناية بعدم الذهاب والصلاة على المرحوم وعدم مخاطبة الناس ، احضر مولانا لابراهيم عبيدالله بواسطة الامن وتم تحذيره . تم فتح بلاغ اجراءات اولية ، تم تكوين لجنة تحقيق مكونة من وكيل النيابة الاعلى نمر وضابط شرطة وحصرت اللجنة الاتهام فى خمسة ولأن من مستلزمات فتح بلاغ ضد افراد الامن يجب اخذ اذن من مدير جهاز الامن ( الخصم والحكم ) منذ 1994 وحتى تاريخ اليوم لم تستكمل اجراءات البلاغ . هل يفلتوا من العقاب ؟
تسلم يا الصاوي وتشكر في ظني وفقا لمتابعتي لايوجد حزب دعي للاعتصام كتكتيك .. بل بعض الافراد كرأي يخصهم غض النظر عن رؤية تخص احزابهم كموقف رسمي لها لم اقرأ سوي كتابات تدعو للثورة واسقاط السلطة دون وضع ترتيبات عملية حزبية وتبني ذات المواقف ودعمها من خلال العضوية بتوجيهات حزبية جريدة الميدان بدأت نشر شعار حول الانتفاضة المحمية بالسلاح لفترة وجيزة .. فقط شعار اعلي الصحيفة دون مقالات او كتابات حول الانتفاضة المحمية بالسلاح للأسف تجدني لازلت اكرر تفاجأت الاحزاب بالاعتصام وجمت ايام حتي حاولت اللحاق بالركب فعلا هؤلاء الشباب قادرين علي احداث التغيير ولكن ارجو ان يتخلوا عن العدمية
12-14-2016, 07:50 AM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
في ظني يا الصاوي وحفيظ ثمة ضريبة نضالية تدفعها الطليعة يا صحاب ..تدفعها كواجب وطني مستحق وهي تعلم تمام العلم انها وكطليعة وبطبيعة الحال ستكون دوما في محل النقد العنيف والسخط وعدم القبول من مجتمعاتها ومن السلطة على السواء .. وهذا ما يحدث في السودان الآن ..
انظروا للاصوات المتصاعدة داخل بعض فئات المجتمع في الضد من مشاركة قوى اليسار في الثورة القادمة أو الجارية .. بينما يقف البعض ناقما من حجم مشاركة ذات القوى والتي لا ترتقى لطموحه الشخصي او المتصور .. والشاهد في الامر انهم وجميعهم وقفوا موقفا سالبا جدا تجاه نضالات قوى اليسار السوداني ضد الاستبداد الانقاذي ومآلاتها من اعتقال وتعذيب وفصل وتشريد بل وقتل المناضلين. لا نحاسب احدا لاننا نعلم كيف هي طبيعة الاشياء .. ونعلم أن من الضروري جدا لاي مجتمع كمجتمعنا من وجود طليعة متماسكة وراسخة وناشرة وممارسة للوعي ..
بالنسبة للعصيان المدني وحجم مشاركة الحزب الشيوعي على سبيل المثال .. أعتقد أن الوعي الثوري السليم ينظر للعملية الثورية بصورة اشمل من الوعي الجماهيري .. ولكل أدواره وأهمها على الاطلاق دور الجماهير بالتاكيد ولكن لا يمكن أن تكتمل الثورة الا بعمل سياسي محترف ومرتب ومتكامل مع تطلعات الجماهير .. وهذا ما اشار اليه الاستاذ كمال الجزولي وان اختلفنا معه في مسألة التراتبية .. واعني تراتب الاحداث الثورية .. ما أقوله هو أن قادم الثورة يتجاوز الاعتصام الا أنه مرتبط به عضويا .. الاعتصام بمثابة حجر الاساس الذي ينبني عليه كامل صرح الثورة السودانية ..
اكتب في عجالة شديدة ولكن الفكرة هي هكذا .. يضاف ويخصم منها
12-14-2016, 03:42 PM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
شكرا للاصدقاء عبد الحفيظ و قباني شكرا للأعزاء معاوية الزبيرو الصادق اسماعيل شكراً لكم في رحاب خيط المشرف الشريف وكم انا سعيد بتحليلاتكم و قرايتكم لواقع معقد
سعيد عندما أجد نقاط نتفق حولها
و أكثر سعادة عندما أجد نقاط نختلف حولها و تكون رصيد لنا في هذا البحث الذي لا نرجو ان يقود لشهادة ماجستير او دكتوراة بل بحث يقود لشهادة جدية في البحث عن حلول قضيا الوطن المعقدة. و لنواصل و نوظف قدراتنا الذهنية لتحليل واقعنا السياسي و الاجتماعي و الثقافي في بوست المشرف الراقي و كل الخيوط الجادة لتقديم تحليلات تستحق الوقوف عندها
(عدل بواسطة Hamid Elsawi on 12-14-2016, 03:43 PM) (عدل بواسطة Hamid Elsawi on 12-14-2016, 03:44 PM) (عدل بواسطة Hamid Elsawi on 12-14-2016, 04:09 PM)
03-09-2017, 04:15 PM
محمد حيدر المشرف
محمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20440
Quote: أكثر سعادة عندما أجد نقاط نختلف حولها و تكون رصيد لنا في هذا البحث الذي لا نرجو ان يقود لشهادة ماجستير او دكتوراة بل بحث يقود لشهادة جدية في البحث عن حلول قضيا الوطن المعقدة. و لنواصل و نوظف قدراتنا الذهنية لتحليل واقعنا السياسي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة