|
Re: إعتذار واجب.. لقمة الرياض بقلم نور الدين ع (Re: نور الدين عثمان)
|
( ولكن في السياسة كان للسودان حكمته رغم طول فترة "الأنظمة العسكرية" التي عطلت التطور الطبيعي للديمقراطية ، وكان حكامه يعرفون أين هي مكانة بلدهم ومصلحة شعبهم ، وعلى هذا الأساس وجد الاحترام من كل شعوب العالم وحكامه ) ،
الأخ الفاضل / نور الدين عثمان التحيات لكم وللقراء الكرام المشكلة الأساسية في الأمر أن الشعب السوداني يعرف جيدا أن المفاهيم التي وردت في حروفكم هي مفاهيم مضللة للغاية ومغلوطة في نفس الوقت ،، وهي مفاهيم للاستهلاك المحلي فقط ،، وأنت تحاول أن تفرق بين حقب عسكرية ديكتاتورية وبين حقب حزبية ديمقراطية تمت في ماضي السودان ,, وتريد أن تتسوق للأمر بتلك البساطة الوهمية التي تجافي الحقيقة مائة في المائة . حيث تقول : ( حكامه يعرفون أين هي مكانة بلدهم ومصلحة شعبهم !!!!!) .. وبالله عليك من هم هؤلاء الحكام الذين كانوا يعرفون مكانة بلدهم ومصلحة شعبهم :
هل هم يتمثلون في عبد الله بك خليل الذي سلم السلطة للعسكر وهو في قمة قيادة حزب الأمة السودانية ؟؟؟؟؟؟؟. والشعب يعرف أن حكومة عبود تمثل الفترة الديكتاتورية الأولى في السودان !!
أم هم يتمثلون في قياديي الحزب الشيوعي السوداني الذين انتقموا من الأحزاب السودانية بالإقدام بانقلاب جعفر النميري ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ . والشعب يعرف جيدا أن انقلاب جعفر النميري يمثل الفترة الديكتاتورية الثانية في السودان !!!!
أم هم يتمثلون في قياديي حزب المؤتمر الوطني الذين امتطوا القيادة فوق أظهر الدبابات بقيادة عمر حسن البشير ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ .. والشعب السوداني يعرف جيدا أن انقلاب عمر حسن البشير يمثل الفترة الديكتاتورية الثالثة في السودان . تلك هي مراحل الديكتاتورية الثلاثة التي تمت في السودان وحكمت البلاد لسنوات طويلة وعديدة .. وهي ديكتاتوريات كلها كانت من مكيدة الأحزاب السودانية نفسها ,, وتلك الحقائق الدامغة تمنع ذلك النوع من المراوغة التي تحاول أن تمجد مراحل أحزاب وتشين مراحل عساكر .
فإذن السودان اليوم يعاني من جريرة العساكر وفي نفس الوقت يعاني من جريرة الأحزاب السودانية التي كانت شريكة في تلك الجرائم الدامغة .. تلك الجريرة التي لا تترك مجالا لمدح التجربة الديمقراطية في السودانية في أية لحظة من اللحظات .. حيث التجارب الديمقراطية التي كانت وبالا على السودان باستجلاب العسكر إلى السلطة .. والشعب السوداني يعيش في أتون الجحيم لأكثر من 28 عاما بجريرة حزب من الأحزاب السودانية .. وهو حزب المؤتمر الوطني .
وأمامك الآن تجربة أخرى تجري في الساحة السودانية حيث مزاعم الوفاق بين شتى الأحزاب السودانية وبين ديكتاتورية البشير .. تلك الصورة القاتمة التي تنفي مزاعم حروفكم التي تجتهد لتمجيد مرحلة من مراحل الحكم في السودان وذم مراحل الديكتاتورية . وبالتالي لا يمكن مدح أية مرحلة حكم مرت على السودان منذ الاستقلال بتلك الصورة التي تراها أنت .، حيث جنة الحكومات المدنية وحيث جحيم الحكومات العسكرية ،، بل كلها كانت مراحل جحيم في جحيم .. وتلك حقائق وصلت إليها الشعب السوداني في نهاية المطاف ،، وبعد ذلك فإن الشعب السوداني بدأ الآن لا يهتم كثيرا بمدح المادحين أو بذم النابذين .
| |
|
|
|
|