:: بعد (17 سنة)، أخلى المستشار الرئاسي السابق عصام صديق، مسؤوليته عن (قرار البكور)، وحمل مسؤولية القرار للنائب الاول السابق علي عثمان محمد طه، ووزير المالية الأسبق عبد الرحيم حمدي، والمحبوب عبد السلام وعبد الرحمن نور الدين.. و عقد عصام مؤتمراً صحفياً خصيصاً - بمركز طيبة برس يوم السبت الفائت - ليخلى مسؤوليته عن (قرار البكور) ..وقديماً قالوا : لو أسرفت صحف أي بلد في نقد برامج التلفزيون و حركة المرور، فهذا يعنى أن البلد بخير وعافية..ويبدو أن بلادنا بخير وعافية بحيث تقدم لنا طيبة برس عصام الصديق ومؤتمره الصحفي (معياراً ثالثاً )..!! :: هل تذكرون مؤتمر المواقيت؟.. كان بتاريخ 29 يوليو 1999 ، ولم يوص بتقديم الساعة..ولكن عصام الصديق فرض بدعة ( جر الساعة) عند تنفيذ توصيات المؤتمر - وبلا علم المؤتمرين - عبر مجلس الوزراء..هكذا تقول وثائق ومستندات البكور، فلماذا يخلى عصام مسؤوليته بعد ( 17 سنة) ؟..لمؤتمر المواقيت، حسب التوصيات المجازة، إحدى عشرة توصية فقط لاغير.. ( جر الساعة) لم يكن من تلك التوصيات ..وكان السؤال، من أدخل ( جر الساعة) في قرار مجلس الوزراء؟..وكانت الإجابة، عصام الصديق المستشار الرئاسي ومهندس المؤتمر..!! :: كل التوصيات ( حداشر توصية)، تتحدث عن البكور وفوائدها، ثم تطالب بتعديل مواعيد العمل بذات التوقيت القديم..وكذلك تتحدث عن إزالة المعيقات التي تعيق تطبيق تلك المواعيد المعدلة، ولم تقترب التوصيات - لا من بعيد ولا من قريب - إلى تعديل التوقيت ب (جر الساعة).. ثم، حسب قرار مجلس الوزراء، حتى تلك التوصيات المجازة من قبل المؤتمرين، ومحورها تعديل مواعيد العمل بذات التوقيت القديم، كان يجب إخضاعها للتقييم بعد ستة أشهر من التطبيق، بحيث تواصل بها الدولة أو( لاتواصل)..وبالفعل، تم تقييم التجربة ودراسة آثارها - بعد تلك الفترة - بواسطة لجنة عمر محمد صالح وبدر الدين سليمان وآخرين..ولكن للأسف، لم تُرفع نتائج البكور ولا آثار بدعة ( جر الساعة) ..!! :: وعلى سبيل الآثار، هيئة الطيران المدني ، كما تقول تجربة وآثار تقديم الساعة، تتعامل مع دول العالم بالتوقيت العالمي (قي، ام تي) و(يو، تي،سي)، ولذلك تأثرت طبيعة العمل بالهيئة و زاد الجهد الإداري لتعديل جدول الطيران بحيث يتوافق وقت الخرطوم المحلي مع وقت جدة العالمي بعد أن كان الفارق بينهما ساعة.. أما شركات الطيران السودانية - حسب تقييم التجربة الموثقة - فقد تأثرت سلباً بتقديم الساعة، حيث يتكدس العمل في نهاية اليوم وتكون ساعاتهم الأولى (بلا عمل)، ولذلك قررت إدارة سودانير عدم الإلتزام ب (توقيت عصام)..وكذلك هيئة الإرصاد، تأثرت سلباً وزادت تكاليف الأعباء الإدارية .. و..مؤسسات وشركات كثيرة، وثقتها دراسة التقييم، إما تأثرت سلباً أو لم تضف لها بدعة تقديم الساعة إنتاجاً.. !! :: وطوال سنوات التأثر والغضب والإحتجاج، ظل عصام الصديق( يُكابر ويدافع)، وكذلك الحكومة بالتمادي في الخطأ .. وعلى كل حال، لقد أحسن عصام عملاً بتطبيق نظرية ( الشينة منكورة) بعد ( 17 سنة).. وفلتبق الحكومة على بكورها، ولكن عليها إلغاء بدعة (جر الساعة).. فالبكور شئ، ومخالفة الجغرافية وخطوط طولها وعرضها (شئ آخر)..فالبكور من الفضائل، ولكن بدعة جر الساعة لاتزال تُدهش غرينتش..ولم يكن منطقياً إرباك توقيت بلادنا المحلي بحيث يبدوا غريباً ومضحكاً أمام التوقيت العالمي.. ومع ذلك، لم نعاتب عصام الصديق سابقاً ولن نعاتبه لاحقاً، فالحكومة هي التي توفر للمسؤولين نهج إدارة حياة الناس والبلد ب ( المزاج الشخصي) ..!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة