الجبهـــة الثوريـــة شاركـــت فــي اجتمــاع نداء السودان منقسمــةلو كنا نأتمر بأمر المؤتمر الشعبي لوجدتمونا في الخرطوم منذ يناير 2014منأمل أن لا ينتقل الخلاف إلى الجنود وإذا حدث فلكل حدث حديثوساطة المهدي وأبو عيسىلرأب الصدعداخل الثورية مجرد نصائحعقار لم يعد رئيساً للجبهة الثورية فالقاصي والداني يعرف ذلكمناوي مسؤول عن التنسيق بيننا والشعبية في التفاوضحاوره عبر الهاتف/أشرف عبد العزيز/ وحيدر خيرالله الأحداث الجسام التي صبغت المشهد السياسي في الجبهة الثورية، من تنازع مؤسف جعل المراقبين يرفعون حاجب الدهشة، من شركاء الأمس الذين جمعهم السلاح وسارعوا للتبشير بالتحول الديمقراطي، عبر وثيقة الفجر الجديد، وسرعان ما دبت الخلافات في أول تمرين ديمقراطي، تمثل في تدوير الرئاسة، وما تلا الحدث من تداعيات مؤسفة وصلت لدرجة أن انقسمت الجبهة الثورية الى قسمين، وهذا الحوار: بسبيل من تبيين الحقائق توثيقاً للتاريخ ومحاولة صادقة وأمينة للخروج بالشأن السياسي من دهاليز الغرف المغلقة الى الشعب بشكل مباشر في القضايا والرؤى والأفكار، وإدخال أدب جديد ينزل بالقضايا الكبرى لأرض الناس، وإذ بادرنا للحوار مع الدكتور جبريل إبراهيم رئيس الجبهة الثورية ورئيس حركة العدل والمساواة السودانية فإن الرجل لم يبخل بزمنه الغالي وقد استمع لنا بصدر متسع لكل الأسئلة الساخنة، مضيفاً لإرشيف (الجريدة) لحواره الثاني معها بعداً جديداً من الشفافية ورفعة لأدب الاختلاف.. فالى مضابط الحوار: *ماذا بشأن مبادرة رئيس حزب الأمة الإمام الصادق المهدي وما هو موقفه بالضبط من خلاف الجبهة الثورية؟- الإمام الصادق المهدي أخ عزيز وأحد القيادات السودانية المهمة، وله العديد من المبادرات على الصعيد السياسي، وعندما علم واطلع على الخلاف الذي طال الجبهة الثورية على مستوى الرئاسة، طالب الأطراف التمسك بالمواثيق والعمل بها، وتداول الرئاسة والاعتراف بالرئيس الجديد على أن يترك أمر التسليم، ونشر المهدي رأيه على الملأ، ولكن لا يستطيع المهدي أو أي حادب آخر على مصلحة الثورية إلزام الأطراف خاصة في ظل تعنت قيادة الحركة الشعية، ولذلك تظل نصائحه محل احترام ولكنها لا تذهب لأكثر من ذلك.*هل هناك مبادرات ووساطات أخرى لرأب الصدع بينكم بخلاف مبادرة المهدي؟- بالتأكيد كثير من الأصدقاء قادوا العديد من الوساطات وتقدموا بوساطات عدة لتقريب شقة الخلاف أو إيجاد رؤى للتوافق، بيد أن كل المبادرات باءت بالفشل ولم تصل إلى نتيجة بسبب تعنت الطرف الآخر.* اجتماع باريس الأخير كيف كانت مشاركتكم فيه هل تمت باعتباركم كتلة موحدة أم كل طرف على حده؟- الجبهة الثورية لم تشارك في اجتماع باريس الأخير كتلة موحدة، بل شاركنا في الاجتماع ككتلتين منفصلتين، ووافق المجتمعون على تمثيلنا ككتلتين على أمل أن تتلئم الجبهة الثورية مرة أخرى.* هل قيادات نداء السودان جادة في أن تلتئم جراح الجبهة الثورية؟- قيادات نداء السودان الأخرى خارج نطاق الجبهة الثورية آثرت عدم التدخل المباشرة باعتبار أن الخلاف داخلي وتنظيمي، واكتفت قيادات نداء السودان المشاركة في الاجتماع بإسداء النصح للطرفين ولكنها لم تستطع جبر الكسور، وهذا طبيعي فأنت لا تستطيع أن تغير المعادلات في الحزب الشيوعي أو حزب الأمة أو الحركة الشعبية ولكن يمكن أن تقدم نصحاً قد لا يفضي إلى تغيير، وما قامت به قيادات نداء السودان لا يعدو عن كونه محاولة لامتصاص الإشكال، واختاروا أن يتم تمثيل الكتلتين في المجلس الخماسي لنداء السودان.* ما هو موقف قوى الإجماع الوطني إزاء خلاف الثورية؟- قوى الإجماع غير متفقة على موقف إزاء ما حدث من خلاف حول رئاسة الجبهة الثورية، ولذلك لم يعبر رئيس هيئتها فاروق أبو عيسى عن رأي محدد وقاطع حول الخلاف، فآثر أن يصبح مثل غيره من القيادات السياسية الأخرى واكتفى بالنصائح والتأكيدات بأن مصلحة البلاد تقتضي توحد الجبهة الثورية السودانية.* هل تتوقع أن تؤثر الخلافات السياسية حول الرئاسة على الأوضاع العسكرية وقوات الجبهة الثورية؟- نأمل ونرجو أن لا يحدث ذلك، وينحصر الخلاف في إطاره السياسي ولا يؤثر على الجنود والعمل العسكري، فما يجمع بين الجنود مصالح تستوعب ما حدث من خلافات وتركز على الهم والهدف المشترك.* لكن إذا حدث العكس وانتقل الخلاف إليهم بذات العمق؟- عندها لكل حدث حديث.* هناك حديث بأن الخلاف حول رؤى التسوية مع النظام.. الحركة الشعبية تريد التسوية على طريقتها، وأنتم في حركة العدل والمساواة أردتم شق الثورية للدخول في حوار (الوثبة) بحكم ارتباطكم بحزب المؤتمر الشعبي وزعيمه حسن الترابي؟- بالنسبة للشق الأول من السؤال لا نملك دليلاً بأن الحركة الشعبية شمال تريد أن تعقد صفقة مع النظام، ولو افترضنا لذلك فهي لن تدخل المفاوضات وهي ضعيفة، لأن شق الجبهة الثورية يضعفها والأفضل لها أن تدخل التسوية في إطار تحالف واسع، لذلك لا أعتقد أن الحركة الشعبية تريد عقد صفقة عبر قيادة انشقاق داخل الجبهة الثورية، العقل لا يقبل ذلك.* الحركة الشعبية ستحاور النظام بمظلة الجبهة الثورية ذاتها؟- لا يستطيع أحد كان أن يختفي في ركن قصي ويدعي عدم معرفته بأن الأخ مالك عقار لم يعد رئيساً للجبهة الثورية فالقاصي والداني يعرفون إلى من انتقلت قيادة الجبهة الثورية فالحركة الشعبية لن تستطيع أن تقود الناس غصباً فهم يعرفوننا ونحن نعرفهم.* ماذا عن الشق الثاني من السؤال علاقتك بالترابي والمشاركة في حوار الوثبة؟- لو كنا نأتمر بأمر المؤتمر الشعبي لوجدتمونا في الخرطوم منذ يناير 2014م، نحن حركة تحمل رؤى ومشروعات واضحة ومكونة من ألوان طيف متعدد المشارب، ولا نستطيع نحن في القيادة بحكم انتماءاتنا السابقة للحركة الإسلامية سواء كان للشعبي أو الوطني أو الإصلاح الآن أو سائحون أن نؤثر على قرار الحركة، فنحن دخلناها كأفراد وليس كتنظيمات، والعدل والمساواة السودانية ليست لها أية علاقة تنظيمية بالمؤتمر الشعبي هذا من جانب، والذي يريد أن يشارك في حوار الوثبة لن يقوم بقيادة انشقاق وسط تحالفه العريض ليأتي إلى الحوار ضعيفاً مشتتاً، بل العكس هو الصحيح، وكيف أستطيع أن أقنع عبدالواحد ومناوي والتوم هجو الاتحادي بالمشاركة في هكذا حوار، على كل نحن مواقفنا من الحوار الجاري في الخرطوم مكتوبة ومعلومة وقلنا إن ما يجري ليس حواراً من شأنه أن يؤدي إلى نتائج، وأكرر نحن لا نأتمر بأمر أحد ولا نعمل لصالح أجندة الشعبي أو غيره.* بالرغم من تبنيكم للحل الشامل شاركتم في جولة المفاوضات العاشرة مع الحكومة في أديس أبابا عبر مسارين ما يعني اعتمادكم للتجزئة ؟- مشاركتنا في التفاوض ليست بالأمر الجديد فنحن ظللنا نفاوض الحكومة في كل المنابر التي تبحث على سلام يحقق الاستقرار في الوطن، فمنذ سبتمبر 2003م بدأنا جولاتنا التفاوضية ووقعنا اتفاق مبادئ مع النظام في إنجمينا لوقف العدائيات واستمررنا في التفاوض عبر منبر الدوحة وأخيراً أديس أبابا، ونحن نبحث عن السلام وتحقيق الحقوق التي تكفل العيش الكريم لأبناء شعبنا ولو حصلنا عليها عبر التفاوض لن نمانع في ذلك فنحن اضطررنا لحمل السلاح لأنه اللغة الوحيدة التي يفهمها النظام، وقمنا بمشاورات مع وفدنا التفاوضي وحملناه أجندة محددة ركزت بشكل أساسي على توقيع اتفاق لوقف العدائيات استناداً على ما طرحناه في أكتوبر الماضي في باريس في اجتماع قوى نداء السودان والذي أعتبر أن اتفاق وقف العدائيات يمكن أن يسهم لحد كبير في وصول الاحتياجات الإنسانية ويتيح الفرصة لإيجاد مناخٍ مواتٍ يمكن من خلال انطلاقة الحوار، إن كان يوجد حوار في الأصل من أساسه.* بشكل أدق أنتم مع التسوية الثنائية أم الحل الشامل؟- نحن مع الحل السياسي الشامل، الحلول الجزئية جربها الشعب السوداني من قبل وباتت معروفة ولا تحقق نتائج ولن تستأصل الأزمات المتداخلة والمتشعبة، ولسنا على استعداد بتوقيع اتفاق من شأنه أن يعد ذات التجارب البائسة ويكون بمثابة حمل ثقيل إضافي على حساب المواطن السوداني، وكون التفاوض يسير في مسارين لا يعني ذلك بأي حال من الأحوال تجزئته، وإنما التقسيم الهدف منه مناقشة كل قضية على حده على أن يوحد الاتفاق في خاتمة المطاف اتفاقاً شاملاً لكل المناطق المتأثرة بالحرب في إطار الحل السياسي الشامل للأزمات السودانية.*هل هناك تنسيق في المواقف التفاوضية بينكم وبين الحركة الشعبية؟- نعم هنالك تنسيق بيننا فيما يتعلق بمفاوضات المسارين، ورئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي مسؤول عن ذلك التنسيق، صحيح أن التفاوض بين الحركة الشعبية والحكومة بدأ في وقت سابق ومنذ التوقيع على اتفاق (نافع – عقار) مروراً بالقرار 2046 وحتى الآن عقدت 10 جولات للتفاوض، وبالتالي بالنسبة لنا طوال هذه الفترة حدث نوعاً من الفراغ لأن النظام كان يصر على أن التفاوض مع حركات دارفور يتم وقفاً للدوحة وظللنا نرفض ذلك لأسباب خاصة بنا، إلى أن اتخذ الاتحاد الأفريقي قراراً بإيجاد مسار آخر للتفاوض عبر منبر أديس أبابا لنبدأ مرة أخرى جولات من التفاوض وإن تأخرنا عن المسار الآخر قناعتنا تامة بأن الاتفاق يجب أن يأتي في سياق الحل السياسي الشامل ليوقف الحرب من غير رجعة ويحقق السلام في كل ربوع الوطن.*ما هي ملامح خطتكم للمرحلة القادمة؟- خطة الجبهة الثورية لا يسع المجال لذكرها عبر الهاتف ولكن أهم ملامحها أنها ستركز بشكل أساسي على توحيد المعارضة لأن المعارضة المشتتة لن تستطيع أن تحقق أهدافها، ولن تكون بديلاً مناسباً للنظام، وحتى لا تكون هناك أزمة بديل نحتاج لتوحيد المعارضة والجبهة الثورية من حيث البرامج والرؤى والأهداف، وهذا لن يتأتى إلا من خلال توسيع مواعين تحالف نداء السودان فهناك كثير من المنظومات تريد الانضمام، كذلك سنظل نعتمد خيار الانتفاضة الشعبية لإسقاط النظام لأن من الواضح أنه حتى الآن لا يرغب في تسوية سلمية تقود الوطن إلى بر الأمان، وأيضاً سنعمل على أن تكون القضية السودانية في كل المنابر الدولية من أجل كسب الرأي العالمي لصالح قضية شعبنا، مع مواصلة قيامنا بواجباتنا بحماية كل المواطنين من القمع والترهيب وأدوات القهر التي يتبعها النظام ضد مواطنيه.أحدث المقالاتروابط لمواضيع من سودانيزاونلاين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة