عندما طرح النظام مشروع ميزانية عام 2016 علي ما يسمي بالمجلس الوطني في ديسمبر الماضي،قلنا أن النظام يريد تحميل عبء الأزمة الإقتصادية علي جموع الفقراء ومحدودي الدخل عن طريق زيادة أسعار السلع الهامة،وكشفنا عن قوانين مصاحبة للميزانية تفرض ضرائب جديدة علي الجازولين والغاز.وفي وجه الإحتجاجات علي أي زيادات في الأسعار،أعلنت الحكومة عن خلو الميزانية من أي ضرائب جديدة وسحبت القوانين..لكنها لم تتخل عن نهجها الرامي لإفقار الناس ومواصلة الإنفاق الكبير علي آلتها القمعية،والنهب والفساد . وبالأمس إزدادت أسعار غاز الطهي بواقع 200%،فأصبح سعر الأسطوانة زنة 12.5 كيلوجرام تسليم المستودع(60)جنيهاً،بدلاً عن 19.5 جنيهاً ،لتباع للمستهلك بواقع 75 جنيهاً بعد إضافة الترحيل وهامش الوكيل،وزيادات أخري علي الفيرنس وغاز الطائرات بحجة تحرير أسعارها،وسيعقبها رفع أسعار سلع أخري مثل الجازولين والدقيق بحسب تطورات الأزمة الإقتصادية،مع العلم بأن أسعار البترول العالمية قد هوت بأكثر من 75%،خلال ال18 شهراً الماضية. إن زيادة سعر الغاز لا تشمل فقط الإستهلاك المنزلي،وتبعاً للزيادة الكبيرة ستزداد تكلفة إنتاج الخبز لأن معظم المخابز تعمل بالغاز،والمطاعم كذلك،وبالتالي سترتفع تكلفة إنتاج الرغيف وأي سلعة أخري يدخل الغاز في إنتاجها..وكذا الحال بالنسبة للفيرنس المستخدم في المصانع،حيث سترتفع تكاليف الإنتاج الصناعي،وهكذا .أما الأموال الطائلة التي سيجنيها النظام من هذه الزيادات فليست للصحة أو التعليم إنما لشن الحروب وتعزيز الترسانة الأمنية والحربية والصرف على أجهزته السياسية وعملياته الانصرافية كحوار قاعة الصداقة ،لضمان البقاء في الحكم لأطول فترة ممكنة. ولأن السياسة الإقتصادية للرأسمالية الطفيلية ونظامها الحاكم حطمت القطاعات المنتجة،فليس أمام النظام سوي المزيد من زيادة الأسعار وفرض الضرائب لتمويل إنفاقه البذخي،خاصة بعد تقلص عائدات البترول،وانكشاف وهم الذهب المزعوم،وتوريط بلادنا في حروب داخلية وخارجية وأحلاف مشبوهة تستنزف المزيد من مواردنا المالية والطبيعية . وطالما كان هذا خيار النظام،فللشعب أيضاً خياره الحاسم،وسلاحه المجرب..العصيان المدني والإضراب السياسي في وجه السلطة الغاشمة،وتصعيد الإحتجاج والمقاومة بكافة السبل،حتى إنجاز الإنتفاضة وإسقاط النظام واستعادة دولة الحرية والديمقراطية.ولن تنقذ النظام من ثورة الشعب ما أدخله من تعديلات في القانون الجنائي تتيح له إضعاف قوى المعارضة بأحكام السجن الطويلة وتمديد فترات الإعتقالات التحفظية. **عاش نضال الشعب السوداني.والخزي والعار لنظام الفساد والإستبداد المكتب السياسي للحزب الشيوعي
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة