كانت سيدة الأعمال وداد يعقوب صاحبة شركة النحلة ذات يوم تتجوّل في سوق جوبا الكبير. لفت نظر السيدة يعقوب نوعا من الجبنة يلقى رواجاً بين الناس ويحمل اسم جبنة الدويم..فحصت السيدة المنتج بعين الخبير ولم تجد للدويم أثراً..مصنع محلي استثمر في تعلق الجنوبيين بالسودان القديم فصنع لهم جبنة مما يشتهون. يزور بلدنا هذه الأيام نائب رئيس مجلس الدولة بالصين الشعبية..الزائر الكريم جاء ينفض بعض الغبار العالق على ملف العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي وصل حجم الاستثمار في مجال البترول تخوم خمسة عشر مليار دولار..بعد انفصال جنوب السودان تحولت بكين ببصرها نحو السودان الجديد حيث مصادر النفط..لكن الحرب الأهلية في البلد الجديد جففت الضرع و حرقت النفط..المهم العلاقة ما بين الخرطوم وبكين فقدت السند الاقتصادي.. الصين العظمى جادت علينا بمنحة بلغت خمس وسبعون مليون دولار فخجلت صحافتنا من ذكر المبلغ فحفظته تحت لافتة اليوان الصيني حتى لا تجرح خاطر الضيف الزائر. لكن السودان الذي يبحث العون من ذاك البلد البعيد كان يمر بين يديه خير عميم.. حسب الزميلة الرأي العام بلغت صادراتنا لدول الكوميسا نحو ٥٦٠ مليون دولار..معظم أعضاء هذه المجموعة من الدول الأفريقية التي تربطها ببلدنا اتفاقية تعاون جمركي.. معظم هذه الدول تحتفل بالمنتوج السوداني بما فيه صوت الفنان الكبير محمد وردي. قبل أيام كان رئيس وزراء اثيوبيا يبشرنا بخبر سار..نصف واردات إثيوبيا ستمر عبر ميناء بورتسودان..كان علينا أن نسأل عن النصف الغائب لكن مع يوميات اللهث وراء الأزمات ضاع الخبر..ماذا أعددنا من خطط ومشاريع بنية تحتية لنربط بين اقتصادي إثيوبيا والسودان..الآن إثيوبيا تساهم في استقرار التيار الكهربائي بينما نحن نصرخ احتجاجاً من العمالة الإثيوبية العابرة وقليلة التكلفة. في تقديري أن علينا أن نهتم بتمتين التواصل الاقتصادي مع أفريقيا..الآن زعماء أفريقيا يستشفون في مشافي الخرطوم..أثرياء تشاد وإريتريا يجدون متعة التسوق في سوق ليبيا..بعض هذه الدول تبحث عن منافذ بحرية مثل التي تتمتع بها بلادنا..خلاصة الأمر بلادنا تعتبر منطقة ضغط عالٍ منها يمكن أن تعبر كل صادراتنا..كما بالإمكان أن تكون بلادنا نقطة ارتكاز للخام الأفريقي في طريقه للعالم. بصراحة..نحن نجيد تفخيخ الأرقام..نربط بلدنا مع دول تعتبرنا بعض من الهامش فيما نتجاهل سوقاً كبيراً مثل الذي يحيط بنا من كل جانب..هذا هو ضعف البصر والبصيرة. assayha