Post: #1
Title: ملحوظة a noteحول موقع جهاز التخطيط فى الهيكل الإدارى للدولة كتبه سعيد أبو كمبال
Author: سعيد أبو كمبال
Date: 05-09-2022, 01:07 PM
12:07 PM May, 09 2022 سودانيز اون لاين
سعيد أبو كمبال-الخرطوم-السودان
مكتبتى
رابط مختصر
أمدرمان فى يوم السبت 30مايو2020
0925128851and0119174964
[email protected]
تمهيد:
قمت بكتابة هذه الملحوظة بناءً على طلب من مكتب السيد رئيس مجلس الوزراء.وقد قمت من أجل إنعاش ذاكرتى بالرجوع إلى الكتاب القيم بعنوان تخطيط التنمية planning developmentالصادر من جامعة oxford فى 1970للكاتبين keith b. griffin and john l. enos كما قمت بقراءة الدراسة التى أمدنى بها مشكوراً الاخ الدكتور آدم الحريكة المستشار الإقتصادى لرئيس مجلس الوزراء.والدراسة صادرة باللغة الإنجليزية فى أبريل 2017 بعنوانplanning issues for long term development of sudan : needs assessment وهى من إعداد خبير التخطيط الدكتور يوسف سليمان بتكليف من مفوضية الأمم المتحدة الإقتصادية لشؤون أفريقيا uneca. ودراسة الدكتور يوسف غنية بالمعلومات المفيدة.وأنصح من يهتم بالإدارة الإقتصادية للسودان بالإطلاع عليها.وتتعلق هذه الملحوظة بموضوع واحد فقط هو موقع جهاز التخطيط فى الهيكل الإدارى للدولة السودانية. والوضع القائم اليوم هو أن جهاز التخطيط عبارة عن وكالة داخل وزارة المالية والتخطيط الإقتصادى وقد جرب السودان إنشاء وزارة منفصلة للتخطيط فى عهد مايو.
مقدمة:
يقول قرفن وإينس فى كتابهما المشار إليه أعلاه ان نشاط التخطيط يتكون من ثلاثة مستويات هى الأحلام أو التطلعات aspirationsالتى تترجم إلى مقاصد objectivesثم تترجم المقاصد إلى أهدافtargetsأو رغبات محددة كمياً سواء كان الكم عدد مطلق أو نسبة مئوية. ويعنى التخطيط عند الشخص العادى إعداد برنامج أو خطة لتحقيق رغبةأو رغبات محددة للوصول إلى مقصد أو مقاصد محددة لبلوغ حلم محدد.ونعنى بالتخطيط فى هذه الملحوظة السلوك الواعى conscious والمنسجم consistentالذى يتعلق بحشد الموارد البشرية والمالية واستخدامها للوصول إلى مقاصد وأحلام محددة مسبقاً.ونعنى بالسلوك أن التخطيط عمل مستمر لا يقف عند نقطة محددة كما كنا نفعل فى السودان حتى اليوم ؛ينتهى التخطيط فى لحظة إجازة البرنامج أو الخطة بواسطة أعلى سلطة تشريعية.والتخطيط سلوك واعى بمعنى إنه يقوم على التفكير بعمق وشمول وعلى الإدراك الكامل لتكاليف ومنافع ومخاطر كل الخطوات وهو سلوك متسق ليس فيه تخبط ولف ودوران وتراجع وإنحراف.ولكن لماذا التخطيط؟
تحديات الندرة:
وقد قلنا أعلاه أننا نعنى بالتخطيط فى هذه الملحوظة السلوك الواعى conscious والمنسجم consistentالذى يتعلق بحشد الموارد البشرية والمالية واستخدامها للوصول إلى مقاصد وأحلام محددة مسبقاً.وتأتى أهمية التخطيط من تحديات الندرةscarcity . وتعنى الندرة بالمفهوم الإقتصادى عدم التوافر مجاناً بالنوع والكمية التى يرغب فيها الناس.مثلاً ورثت حكومة ثورة ديسمبر2018من حكم ( الإنقاذ)تردياً ودماراً شاملاً يحتاج إصلاحه لموارد بشرية ومالية كبيرة.ونسبة لندرة تلك الموارد نحتاج للممارسة أقصى درجة من الرشد والمسؤولية لحشد الموارد المتاحة وإستخدامها وفق أولويات نتفق عليها وتأجيل أو حتى إسقاط بعض الرغبات بسبب الندرة.والتخطيط الذى نتحدث عنه فى هذه الملحوظة عمل مجتمعى شامل وليس عملاً مكتبياً تقوم به مجموعة من الناس تعطى لنفسها سلطة الوصاية على الناس.وهو عمل مجتمعى بمعنى إنه عمل يقوم به كل المجتمع أفراداً وجماعات مثل الأحزاب السياسية والتجمعات المهنية والنقابية والتجمعات الإجتماعية مثل تجمعات الشباب والنساء والأندية الرياضية وغيرها وأجهزة الحكم التنفيذية والتشريعية فى كل المستويات.وهو شامل بمعنى إنه يشمل كل المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية. ولكن كيف يكون ذلك؟والإجابة على هذا السؤال بوضوح مهمة جداً.
إختصاصات وسلطات جهاز التخطيط:
الإختصاص هو مايجب على الشخص أو يجوز له القيام به.أما السلطة فتعنى الحق فى إتخاذ وإنفاذ قرارات محددة تتعلق بالإختصاصات.وقد قلنا أعلاه أن التخطيط بمعناه العام الذى يشمل إعداد البرامج؛ يجب ونكرر يجب أن يكون عملاً مجتمعياً شاملاًإذا أريد له التعبير عن أحلام ومقاصد وأهداف كل المجتمع وإذا أريد له القبول ( الشرعية ).ولذلك فإن المهمة الأولى والأهم لجهاز التخطيك هو إدارة إعداد أية خطة أو برنامج بالطريقة التى تجعل ذلك الإعداد عملاً مجتمعياً شاملاً.وتشمل تلك الإدارة إتاحة المعلومات ذات الصلة بالخطة أو البرناج وإتاحة منابر وطرق التعبير عن الطموحات والمقاصد والأهداف. وتشبيك أو تسريدarticulationالأحلام والمقاصد والأهداف وربطها بالمتاح من الموارد التى توزع على مشاريع محددة ويتطلب هذا العمل أن يتكون الجهاز الفنى للتخطيط من عناصر تتمتع بدرجة عالية من المعرفة والمهارة.والمسألة المهمة التى يجب أن يكون حولها وضوح كامل هى أن جهاز التخطيط يدير وأكرر يديرإعداد الخطط والبرامج ولا يقوم هو بإعدادها مثلما يحدث فى أنظمة الحكم الإستبدادية حيث يفرض كل شئ على الناس بدون مشورة أو مشاركة فى إتخاذ القرارات.والإختصاص الثانى لجهاز التخطيط هو متابعة تنفيذ الخطط والبرامج والتدخل الفورى لإزالة المعوقات والخوانق.ومتابعة التنفيذ هى روح التخطيط وبدونها يصير إعداد الخطط والبرامج عملاً عبثياً وإهدار للوقت والموارد.ولكى يكون بوسع جهاز التخطيط متابعة التنفيذ بنجاح يجب أن تكون قراراته وتوجيهاته نافذة بمعنى أن تصدر من سلطة عليا ذات نفوذ على الأجهزة الحكومية التى تقوم بتنفيذ الخطة أو البرنامج.وقد أثبتت التجربة فى كل الدنيا أن الوضع والموقع الأمثل لجهاز التخطيط هو التبعية المباشرة للمسؤول التنفيذى الأول فى الدولة سواء كان رئيس جمهورية أو رئيس مجلس وزراء.وأن تصدر قرارات وتوجيهات جهاز التخطيط بإسمه هو وليس إنابة عنه. ولهذا نرى ضرورة فصل التخطيط من وزارة المالية ليكون جهاز التخطيط مفوضية أو أمانة عامة برئاسة رئيس مجلس الوزراء.ولكن أين دور المجتمع؟
مجتمع نايم ومجتمع قايم ( يقظ):
قلنا أعلاه أن التخطيط الذى نتحدث عنه فى هذه الملحوظة عمل مجتمعى شامل وليس عملاً مكتبياً تقوم به مجموعة من الناس تعطى لنفسها سلطة الوصاية على الناس.وهو عمل مجتمعى بمعنى إنه عمل يقوم به كل المجتمع أفراداً وجماعات مثل الأحزاب السياسية والتجمعات المهنية والنقابية والتجمعات الإجتماعية مثل تجمعات الشباب والنساء والأندية الرياضية وغيرها وأجهزة الحكم التنفيذية والتشريعية فى كل المستويات.وهو شامل بمعنى إنه يشمل كل المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية.ولا يقف دور المجتمع فى إعداد الخطط والبرامج بل يتعداه إلى الإشراف ومتابعة التنفيذ والمطالبة بالمساءلة والمحاسبة على قصور الأداء وهذا ما يتوقع من الأجهزة التشريعية بالتحديد.والأمر المؤسف فى هذه الدنيا هو أن من يحكمون؛ بما فيهم الذين يصفون أنفسهم بالتقدمية واليسارية؛ يفضلون دائماً أن يكون المجتمع نائماً.والسؤال العصى على الإجابة هو هل هناك من يستطيع مقاومة بريق السلطة ويصمد بين الناس ليكون حادياً لهم فى سعيهم للمشاركة فى إعداد الخطط والبرامج وفى ألأشراف على تنفيذها؟وهذا واحد من التحديات الكبيرة التى تواجه من يعملون اليوم على المحافظة على نظام الحكم الذى أتت به ثورة ديسمبر2018وتعزيزه وتطويره ليقوم على الحرية الحقيقية وعلى مشاركة كل السودانيين نساءً ورجال فى إدارة الدولة السوانية ويقوم على الشفافية أو علانية تصرفات المسؤولين الحكوميين فى كل المستويات بدل الدغمسة التى بدأت تطل برأسها ويقوم على المساءلة والمحاسبة على قصور الأداء وسوء التصرف والفساد.
خاتمة:
وأختم هذه الملحوظة بترديد ما قلته أعلاه وهو إننى أرى أن نستعجل فصل التخطيط من وزارة المالية ليكون التخطيط مفوضية أوأمانة عامة يرأسها رئيس مجلس الوزراء وتصدر قراراتها وتوجيهاتها بإسم رئيس مجلس الوزراء.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/08/2022
عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 05/08/2022
عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/08/2022
|
|