02:24 AM January, 28 2022 سودانيز اون لاين
علي ادم حمد امين الله-المانيا
مكتبتى
رابط مختصر
مداد اليراع
علي ادم حمد
هل زرعت المهدية بذور المشكل السوداني(1)
قراءة في كتاب السودان المأذق التاريخي وآفاق المستقبل
محرمات في كتابة تاريخ المهدية
يقول : محمد ابوالقاسم حاج حمد في كتابه السودان المأذق التاريخي وآفاق المستقبل (المجلد الأول ص84) (محرمات في كتابة تاريخ المهدية) أن هناك مصادر عديدة توضح أن الأصل في أنبعاث فكرة المهدوية وتوظيفها دنيآ وسياسيآ لايعود الى لمحمد أحمد المهدي بنفسه بقدر مايعود الى الرجل الثاني وهو الخليفه (عبدالله التعايشي) اذا سبق للأخير أن عرض نفس الفكرة وبذات الأسلوب على قائد سوداني هو (الزبير باشا رحمة) وقبل ثماني سنوات من عرضها علي محمد أحمد المهدي ويمضي الى أن يقول: كان الزبير باشا أسس سلطنة خاصة به في بحر الغزال في جنوب السودان ثم اشتبك في معركة مع قبائل (الرزيقات) في غرب السودان بتاريخ 10يوليو إلى 28اغسطس 1873م في منطقة (تشكا) وكان من بين الأسرى عبدالله التعايشي الذي أفرج عنه ، وما لبث أن كتب كتابآ إلى الزبير يقول له فيه: ( رأيت في الحلم أنك انت المهدي المنتظر وأني أحد اتباعك ، فاخبرني إن كنت مهدي الزمان لاتبعك) فرد عليه الزبير : ( استقم كما أمرتك وإلا أعملت السيف في رقبتك ، إنني لست المهدي ، إنما أنا واحد من جنود الله ، يحارب به من طغى وتمرد) والحديث هنا نقله ابوالقاسم حاج حمد من كتاب الزبير باشا رجل السودان لسعدالدين الزبير ويستمد مادته من المذكرات الخطية للزبير باشا ص 70 .
شرح ابوالقاسم حاج حمد في صدر كتابه هذا تاريخ دخول الاسلام السودان وكيف تمدد الاسلام بمظهره الصوفي المستمد من فكر ابن العربي في السودان النيلي والغربي كما اسماه غير ان الاسلام الذي انتشر في النيل يختلف كليا عن الذي انتشر في غربه ففي الشمال النيلي كما قال انتشر الفقه لقرب هذه المناطق من المراكز الحضارية وفي الغرب انتشر التقليد الاعمى الذي هو اقرب للدجل والشعوذه المستمد من عادات وتقاليد القبائل في غرب افريقيا كم نفهم ذلك من خلال سياق حديثه اي لا يقوم الدين على الفقه والتعلم فأصبح المجتمع في غرب السودان سهل الإنقياد لمن يدعي انه مهدي منتظر او (عيسى المخلص).
فمثل هذه الاحاديث يعد من المسكوت عنه والمحرمات في المجتمع السوداني فكل من يتحدث عن هذا التاريخ بشي من النقد والتحليل والمنطق يتهم بانه عنصري او قبلي او يريد ان يفتت زد على ذلك التصورات المنهجية الخاطئة التي وضعت للمهدية بأنها حركة دينية تحررية تحتاج لمزيد التمحيص والتدقيق وطرحها للنقاش بصورة اكثر وضوحآ ويجب علينا اخراج المهدية من قداستها المصطنعه الى رحب الجرح والتعديل هذا ان اردنا معرفه العلاج للمشكل السوداني المستفحل.
وبدورنا نسال هل زرعت المهدية بذور المشكل السوداني؟؟؟
الخميس 27/ يناير /2022 برلين
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/27/2022