لو كنت مكان سلطة الاحتلال الانقلابية لأطلقت بمبان حتى لو (بالكضب) على موكب الزواحف بالأمس، ليس فقط لحمل بعض الناس على الاعتقاد انه لا يوجد خيار وفقوس في التعامل مع المتظاهرين، ولكن حتى أحاول إخفاء هوية من قام برعاية المسيرة (الموزية) (نسبة لاعتصام الموز الانقلابي) رغم ان شعبنا قد خبر ألاعيب الانقلابيين منذ يونيو 89 وبات على يقين ان ديدنهم هو الكذب، يكذبون آناء الليل وأطراف النهار، حتى كُتبت كلمة كوز عند هذا الشعب باعتبارها ترمز للكذب والنفاق والسرقة والقتل.
السؤال المهم هو لماذا يؤيد المجلس العسكري وتوابعه من الزواحف والجنجويد و(الخبراء) الاستراتيجيين، مبادرة فولكر في الأخبار ويرفضونها في الشارع!؟
البرهان ينتمي لمدرسة الكيزان، بل أنه كوز عريق (وعريق هنا لا علاقة لها بالعرقي) كما أعلن أمين حسن عمر، يمكن القول انه مؤتمر وطني، وفيما يختص بالكوزنة يفضل وضعه في خانة (المؤلفة جيوبهم) فدولة الكيزان قامت بتصفية الجيش من معظم أصحاب الخلق القويم، فلم يكن هناك أخطر على النظام الفاسد، أكثر من أصحاب الخلق القويم، وابقوا على ناس (التلات ورقات) ناس يا بخت من نفّع واستنفع، وكانوا يمدون لهم في بساط الفساد، تصاديق ذخيرة سرعان ما تتسرب الى دول الجوار، مرتبات لجنود (او جنجويد) وهميين لخوض معارك وهمية فاصلة لن توجد في ذاكرة التاريخ، الخ الخ وهكذا تم ربطهم بدائرة الفساد التي تجذرت في هرم الدولة اللادولة.
البرهان أحدهم، وهو حتى وان لم يحز على صفة كوز، لكنه يستوفى كل شروطهم ليكون (كوزا) مثاليا فاعلا، واهم تلك الشروط، الكذب والاستهبال وادعاء إمكانية الضحك على عقول الناس وخمهم، مثل استخدامه لكلمة تصحيح بدلا من انقلاب، واستخدامه لعبارة فشل المدنيين بدلا من اعترافه بالهيمنة على الاقتصاد عبر شركات الجيش والجنجويد، وتهريب الذهب وغيره من السلع في وضح النهار وعبر المطار!
ومثل قوله أنّ العسكر حريصون على إقامة الانتخابات، بدلا من القول بحرصهم على تزويرها ، وقوله بالوصاية على الدولة باعتبارها قاصرا، وهو يقصد الاستيلاء عليها بالانقلاب، وقوله أن كل الأحزاب ستشارك عدا المؤتمر الوطني، بينما كل الأحزاب ممنوعة من المشاركة عمليا عدا المؤتمر الوطني!
ويبقى السؤال لم يؤيدون المبادرة الأممية في الأخبار ويرفضونها في الشوارع المدفوعة الثمن؟ هل لأنها تلغي وجود العسكر في مجلس السيادة المقترح؟ دأب البرهان ونائبه على اتهام المدنيين بالتكالب على الكراسي! بينما لم يقم أي من هؤلاء المدنيين بتدبير انقلاب او تسيير مظاهرة مدفوعة الثمن أو تدبير اعتصام في القصر من اجل البقاء في الكرسي!
وتبقى إرادة شعبنا العظيم الذي سيهزم القتلة الانقلابيين وسدنتهم من الفلول والمرتزقة، ليحقق دولة الحرية والسلام والعدالة التي ضحى شهدائنا الأماجد بأرواحهم من أجلها.
. عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 01/27/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة