دولة أراد أهلها لتكون دولة متقدمة ومتفوقة ،، وأراد مثقفوها لتكون دولة مثالية تجاري التكنولوجيا الحديثة ،، والشعب السوداني كان يرجو أن تنافس دولة السودان الدول الأخرى في آفاق العلوم والفنون والإبداع ،، ثم فجأة ارتبكت وانهارت الأوضاع بدولة السودان بطريقة لم تكن متوقعة ولم تكن محسوبة ،، وتعطلت مسارات الدولة للأمام بطريقة مؤسفة للغاية !! وانهارت الدولة بطريقة مفجعة ومؤلمة غير معهودة ،، والمؤسف حقاَ أن أبناء السودان اليوم عاجزون كلياَ عن تصحيح المسارات !! ،، وقد تدخلت الدول والمنظمات العالمية في شئون السودان بطريقة سافرة ووقحة تجرح السيادة والكرامة !! ،، ولم يظهر في الواجهة والساحة السودانية ذلك القائد الملهم الذي ينقذ البلاد من حالات التراجع والانهيار السريع ،، بل ظهرت في الساحات السودانية مجموعات من الغوغاء الغير مؤهلين لقيادة البلاد ،، والمتمعن المتفحص للأحوال السودانية يكتشف أن الأمور حالياَ قد أصبحت تدار بأيدي الجهلاء من الناس ،، ومن سخرية الأقدار في هذه الأيام أن البعض من هؤلاء البسطاء ينادي بمجرد ( المدنية ) ،، وذلك بطريقة عبيطة وغبية للغاية !! ،، ويجهل كلياَ بأن تلك ( المدنية ) هي مجربة في هذه البلاد في السابق لأكثر من عشرات وعشرات المرات !! .. وفي اعتقاد العارفين بالأسرار فإن تلك المدنية إذا عادت وطبقت في السودان بنفس منوال التجارب السابقة فهي تعني قمة النكبة والكارثة للبلاد وللشعب السوداني ،، وفي كافة التجارب السابقة فإن ( المدنية ) قد مثلت الموت والدمار والتراجع والفشل الكبير !،،
ودولة السودان في ظلال كافة مراحل ( المدنية ) كانت تتراجع للوراء بوتيرة مخزية وفاضحة وكريهة للغاية !! ،، حتى كان يطلق عليها في نهاية المطاف : ( رجل أفريقيا المريض !!! ) ،، وعليه فإن صيحات ( المدنية المطلقة ) ليست بتلك الصيحات الصائبة الرشيدة مهما يزعم الزاعمون ومها يدعي المدعون !! ،، وتلك الأجيال القديمة تعرف جيداَ مهالك وموجعات تلك ( المدنية ) المزعومة .. وخاصة وأن تلك الأحزاب السودانية هي مازالت نفس الأحزاب السودانية !!،، وهي لم تتبدل في ممارساتها وفي أساليبها وفي توجهاتها الفكرية والسياسية .. وخير دليل على ذلك تلك الممارسات العقيمة التي تمارسها الأحزاب في أعقاب الانتفاضة الأخيرة ،، فأية ( مدنية ) تلك المدنية التي ينادي بها هؤلاء وهؤلاء ؟؟ ،، والمضحك في الأمر أن البعض من هؤلاء الأفراد من الأجيال الجديدة يظن أن مجرد تطبيق ( المدنية ) في البلاد يعني قمة الرخاء والتقدم السريع لدولة السودان !! ،، ويعني جنان الفراديس !! ،، وتلك المظنة غبية وخيالية بمنتهى الإفراط ،، فالمدنية ليست مجرد شعارات يرفعها البعض وترددها الألسن !! ،، ولكن ( المدنية ) في جوهرها يجب أن تطبق بموجب تخطيط ودراسات وخطوات علمية متقدمة ،، وهي تلك العدة الضرورية التي لا يملكها الشعب السوداني في الماضي وفي الحاضر . ،
الصحيح أن لا ينادي الشعب السوداني بمجرد ( المدنية ) ،، بل عليه أن ينادي بالتحول الديمقراطي السليم في البلاد ،، ذلك التحول الديمقراطي الذي يحقق تلك الشعارات المرفوعة ( حرية ،، عدالة ،، سيلام ) ،، والعارفون بأسرار البلاد يقسمون بالله صادقين بأن تلك الأحزاب السودانية الحالية سوف لن تحقق مثقال ذرة من تلك الشعارات المرفوعة في يوم من الأيام !! ،، وعليه فإن صيحات ( المدنية ) التي ينادي بها البعض من الناس هي مجرد هراء في هراء !! ،، لا تقدم ولا تؤخر في المآل !،، والأيام سوف تثبت تلك الحقيقة القاسية لهؤلاء الذين ينادون ( بالمدنية ) لمجرد ( المدنية ) دون تفكير أو تمحيص .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة