تسعة طويلة شغل أمريكي وليس الكيزان بقلم:د.أمل الكردفاني

تسعة طويلة شغل أمريكي وليس الكيزان بقلم:د.أمل الكردفاني


09-18-2021, 04:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1631977833&rn=0


Post: #1
Title: تسعة طويلة شغل أمريكي وليس الكيزان بقلم:د.أمل الكردفاني
Author: أمل الكردفاني
Date: 09-18-2021, 04:10 PM

03:10 PM September, 18 2021

سودانيز اون لاين
أمل الكردفاني-القاهرة-مصر
مكتبتى
رابط مختصر




منذ عام ٢٠١٦ كتبت عن تسعة طويلة، لم يكن أسمهم تسعة طويلة بعد، فقد أُطلق عليهم هذا الاسم قبل بضعة أشهر فقط. وكتاباتي موجودة على سودانيز أون لاين (لمحبي الغولاط).
سنواجه أصحاب المصلحة بهذه الحقيقة التي يرفضونها ليحملوا الكيزان شماعة عمالتهم.
في ذلك الوقت جاءتني رسالة على الإيميل من شخص غاضب لأنني اتهمت جهاز الأمن بهذه الظاهرة مطالباً بأن أقدم أدلة على ذلك، ولا أتذكر إن كنت قد رددت عليه أم لا. فلا حاجة لنا بأدلة، إن كان جهاز الأمن يتسرب إلى غرف النوم ويعرف كل صغيرةوكبيرة ولا يواجه هذه الظاهرة (المصنوعة) فهو مسؤول بلا شك. لقد ذكرت قبلها بأن التغيير حتمي، وبأن هناك دول اخترقت السودان، وبأن هناك خطة تغيير عظيمة قادمة. لكنني كنت مشوشاً تجاهها. بالفعل فمنذ ٢٠١٤ بدأ الضغط على نظام البشير اقتصادياً، وحتى بعد تزلفه للسعودية، لم ينل أي احترام أو دعم. وهكذا بدأ الانحدار في خطة قتل أشبه برواية أجاثا كرستي "جريمة في قطار الشرق" حيث يقوم كل من في القطار بغرز سكينه في صدر المجني عليه.
فما هي حقيقة تسعة طويلة هذه؟
ظلت الخرطوم قرية في شكل مدينة، قرية تافهة تحمل ذات مقومات ثقافة الريف ولا تختلف عن الريف إلا في تركز خدماتها الضعيفة (على قلتها)، الصحية والتعليمية والإدارية..الخ.
ولكي يتم تحويل الخرطوم لمدينة فإنها يجب أن تحمل -قبل كل شيء- ثقافة المدينة.
فمنذ كويتليه وجيري ثم مدرسة شيكاغو وروسمو..الخ أثبتت الدراسات والأبحاث في مجال الجريمة، أن المدينة تتميز عن الريف بشيء أساسي، وهو ارتفاع معدلات الجريمة.
هناك مقومات لتحويل منطقة إلى مدينة وذلك عبر تغيير ثقافة سكانها إلى ثقافة المدن، وذلك عبر تحريرها (قوانين تجيزالخمور والدعارة المنظمة والمثلية والإنطلاق من الليبرالية الجندرية)، والتحرير الإقتصادي، والجريمة.
التحرير القانوني والاقتصادي يفضي إلى الروح الفردانية وتدمير المنظومات الإجتماعية التقليدية عبر التحول إلى الأسر النووية، (ببساطة كل زول في حاله)، والجريمة تعمق الخوف، والإنزواء، وحذر والبقاء داخل المنزل، وضعف التواصل الاجتماعي الواسع إلا في حالات ضيقة جداً وضرورية (لازم تفكر كتير لو انت في أمدرمان وعايز تشرب شاي مع صاحبك في الخرطوم).
هذا التغيير الثقافي، يعني عزل الفرد عن السند الاجتماعي التقليدي (الأسر الممتدة، القبيلة، العشيرة)، وهكذا يتفرغ تماما للعمل وخدمة المؤسسات الرأسمالية.
إذا فالجريمة لها دور إيجابي في تغيير ثقافتنا إلى ثقافة فردية.
لقد ظلت الثقافة الجماعية تعطل عمل كل المؤسسات العامة والخاصة في الدولة. فيمكنك أن تدخل لأي مصلحة حكومية ولا تجد موظفاً واحداً لأنهم ذهبوا لتعزية أحد زملائهم في وفاة ابنة خالة عمته. أفضت الثقافة الاجتماعية الكلاسيكية إلى الإتكالية، إذ أن شخص واحد قد يعول أسرته وأسرة اشقائه وأبناء عمومته ونسائهم. وهذا لا يخدم الرأسمالية. أفضت الثقافة الجماعية الكلاسيكية إلى ضعف الرغبةفي العمل، لضعف الخوف من الفقر، ولذلك فالعمالة في السودان مؤقتة وغير محترفة..كل ما سبق وغيره كان من اللازم أن يتغير.
وللولايات المتحدة تجربتها العميقة، إذ ان الثقافة الريفية في الجنوب الامريكية والتي عطلت الثقافة الصناعية (المدنية) في الشمال الأمريكي كان يجب أن تنتهي، وهكذا تمت خطوات متمرحلة لتقليم اظافرها (تغيير القوانين، إنهاء العبودية، تحرير المرأة لتتحول إلى يد عاملة، حقوق الإنسان _التي لم تشمل حقوق العمال إلا بعد الثورة العمالية بوقت طويل متأثرة بالفلسفة الماركسية- ثم تم الإجهازعلى الثقافة الريفية في الجنوب الأمريكية بحرب حقيقية بدأت بحصار الجنوب بعد أن أوقف الجنوب تصدير القطن-King Cotton) وهكذا انتصرت الرأسمالية في معركتها ضد الثقافةالريفية القديمة وتغيير نمط الزراعة إلى النمط التجاري بدلاً عن الإقطاعي.
إذاً فأمريكا لديها فهم عميق لتحويل الشعوب إلى (المدنية)، وهذا ما يحدث الآن بالفعل، إذ يجب أن نفكر كأفراد في جني المال فقط لكي نظل أحياء، والمال عند المؤسسات التابعة للخارج، وهكذا فتسعة طويلة اداة ناجعة وسريعة من ضمن أدوات التغيير إلى المدنية.
إن بيئة العمل في الخرطوم ليست بيئة صالحة للتطور إلى بيئة رأسمالية إن لم يمتلك الشعب الثقافة المدنية، عبر الشعور بالخف المزمن نتيجة الفردية. إنها دازاين هايديجر بكل ما تعنيه الكلمة.

عناوين مقالات بسودانيز اون لاين الان اليوم السبت الموافق 18/9/2021
  • الدبدوب يجعّر من لجنة التفكيك لأنها تعمل على كشف عورة الكيزان بقلم كنان محمد الحسين
  • حمدوك حافظ ما فاهم.. بقلم خليل محمد سليمان
  • السودان والسيناريو الليبي (1) بقلم غسان عمر
  • رئيس لجنة تحقيق فض الاعتصام (المستقلة) استقالة واجبة!!! بقلم الأمين مصطفى
  • الغفرانُ اليهوديُ يحققُه الصدقُ ويثبتُه الفعلُ بقلم د. مصطفى يوسف اللداوي
  • يقال ( فلان ) يماثل الفقر وش النقر !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد
  • وزيرة الخارجية بالمحاصصة...الضبط على التوقيت المحلي لمدينة القاهرة بقلم:أحمد القاضي
  • الغواصات النووية.. تقليم أظافر التنين بقلم:د. ياسر محجوب الحسين
  • منصب رئيس القضاء مازال فى الدلاله !! بقلم:محمد الحسن محمد عثمان
  • هل سيعاد مسلسل ترحيل اهل حلفا بقلم:شوقي بدرى
  • الرشد التنموي .. كيفيته ورجاله؟ بقلم: إبراهيم سليمان
  • خربشات على كيبورد مشتركات سودانية باذخة...رغم أنف دعاة العنصرية بقلم:محمد علي مسار الحاج
  • الميرغنية السياسية نهاية مشوار أم بدايته بقلم:زين العابدين صالح عبد الرحمن
  • تجربة ثورة ديسمبر ودروسها (11 ) بقلم : تاج السر عثمان
  • وزير التعليم و رئيس القضاء والنائب العام.. بقلم:علي أبوزيد
  • (ثلاجة الموتى) ومضات توثيقية للثورة السودانية(20-10) بقلم:عمر الحويج
  • صبرا وشاتيلا شاهدة على جرائم الاحتلال بقلم:سري القدوة

    عناوين مواضيع المنبر العام بسودانيز اون لاين الان اليوم السبت الموافق 18/9/2021
  • صحي البرهان كان عاوز يكفت خالد سلك ؟؟
  • مقترح قانون في جنوب إفريقيا يجيز للمرأة أن تتزوج بأكثر من رجل في آن واحد..
  • ***** إغلاق الطريق القومي قمة التخلف و الجهل .... *****
  • كوسو (KUSU) مظلّة لن تتدلى
  • إعلان لبيع عمارة تفتح في الكوشة
  • أخونا في الدنيا الطاهر ساتي .. للعلم
  • الطاهر يطالب الفكي وايمن نمر بنشر مستندات قطعته السكنية
  • دا ركن نقاش من دكتور دالي يوم أمس الجمعة 17 سبتمبر 2021
  • تعال يا بريمة شوف الضباع (صورة)
  • الفرق بين تلاميذ الشهيد محمود محمد طه وتلاميذ المافون حسن عبدالله الترابى