حق تقرير المصير مكفول لكل الشعوب التي ترى في نفسها تشاركاً ثقافيا معيناً، وهو مكفول بقواعد القانون الدولي العام ومن أهم القواعد تلك الواردة بالعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية فقد نصت المادة ١ على أنه:
1. لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها. وهى بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي وحرة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي. 2. لجميع الشعوب، سعياً وراء أهدافها الخاصة، التصرف الحر بثرواتها ومواردها الطبيعية دونما إخلال بأية التزامات منبثقة عن مقتضيات التعاون الاقتصادي الدولي القائم على مبدأ المنفعة المتبادلة وعن القانون الدولي. ولا يجوز في أية حال حرمان أي شعب من أسباب عيشه الخاصة. 3. على الدول الأطراف في هذا العهد، بما فيها الدول التي تقع على عاتقها مسئولية إدارة الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي والأقاليم المشمولة بالوصاية، أن تعمل على تحقيق حق تقرير المصير وأن تحترم هذا الحق، وفقا لأحكام ميثاق الأمم المتحدة.
وهكذا فلا يستطيع أي نظام حكم أن يمنع شعباً ما من إيداع أوراق تقرير مصيره لدى الأمم المتحدة ومن ثم القيام باستفتاء لتقرير مصيره. كما فعلت بعض المناطق في أوكرانيا والتي ستقرر اليوم مصيرها. هكذا يجوز لأصحاب الثروة من ذهب وبترول وخلافه ان يستاثروا بحكم انفسهم وإدارة ثرواتهم بأنفسهم وبدون وصاية من أي أحد آخر ما داموا قد اتفقوا أجمعين على حكم أنفسهم بدل الدخول في صراعات مميتة وتعرضهم لإبادات جماعية من مجرمي الحكومات المركزية. أقول الحق والحق أقول، لو كنت من أصحاب القبائل التي تمتلك جبال الذهب والبترول وغيره لما تقاعست عن إقناع أبناء شعبي بتقرير مصيرهم، واستفادة كل شعبي من تلك الثروات. تخيلوا أطنان الذهب ومئات الإلاف من براميل البترول ومئات الآلاف من رؤوس الماشية وآلاف الاطنان من المحاصيل، لا يحصل منها أصحاب الأرض إلا على الفتات، في حين يسيطر سماسرة المركز علي تصديرها بملايين الدولارات وتأخذ حكومة المركز الملايين كضرائب وجبايات، هذا فضلاً عن الإبادات الجماعية وجرائم الحرب التي تقع على اصحاب تلك الثروات الذين يعيشون في فقر مدقع، بلا طعام ولا ماء نظيف ولا مستشفيات ولا مدارس ولا جامعات ولا حتى كهرباء واتصالات وشوارع معبدة. بما أن تقرير المصير حق، فلا يمكن مجاسبة أي شخص على المطالبة باستخدام حقه. ولا أعرف لماذا تريد بعض الشعوب أن يعيش أهلها كعبيد إذا كان بإمكانهم أن يعيشوا أحراراً.. سبحان الله. وأعتقد أن الشعوب المهمشة لو قررت مصيرها، ستتمكن من إعادة التوحد الفدرالي بأدوات قانونية عادلة، وبحيث تضمن عدم تغول اي طرف من أطراف الميثاق الفدرالي على حقوقها مرة أخرى، كذلك ستنتهي الحروب والدكتاتوريات والانقلابات العسكرية وغيرها في ظل وحدة طوعية متماسكة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 29 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة