تواجه فرنسا رفضا غير مسبوق لاستمرار وجودها في مستعمراتها الإفريقية السابقة، فبعد طردها من مالي، هاهي اليوم تشاد و بوركينا فاسو ودول أخرى في الغرب الأفريقي تحذو حذو مالي، ناهيك عن دول شمال إفريقيا التي هي الأخري صارت ترفض استمرارية العلاقة مع هذه الدولة الإستعمارية التي لا تزال تمجد تاريخ استعمارها لدول إفريقيا، ونذكر من بين دول الشمال الإفريقي ما حدث مؤخرا حينما زار ماكرون الجزائر في محاولة لإصلاح العلاقات التي تدهورت منذ تصريحاته العام الماضي حول تاريخ الشعب الجزائري حيث شكك في وجود سكان علي الجزائر وقت دخول الإستعمار الفرنسي لها عام 1830، وهو ما أثار استياء الحكومة الجزائرية والشعب الجزائري آنذاك، وخلال زيارته هذا الأسبوع للجزائر قابله الشعب الجزائري بهتافات تذمه وتطالب بطرده وقطع العلاقات مع فرنسا، وما يحدث الآن في دارفور من مظاهرات ضد التدخل الفرنسي أيضا يعتبر دليلا واضحا على وعي الشعب السوداني بحقيقة أطماع فرنسا في السودان، فقد شهد إقليم دارفور غرب السودان في الأيام الماضية مظاهرات حاشدة قام بها سكان الإقليم ردا علي التدخل الفرنسي في شؤون الإقليم من خلال محاولة الحكومة الفرنسية إدماج اللغة الفرنسية في النظام التعليمي لهذا الإقليم، وهو ما اعتبره مواطنو دارفور نوعا من أنواع الإستعمار الحديث، كما أن السبب الثاني الذي دفع مواطني دارفور للتظاهرهو سياسة التبعية الإقتصادية التي تحاول باريس فرضها على إقليم دارفور من خلال اقتراح تداول عملة الفرنك الإفريقي في المنطقة مقابل تقديم مساعدات مالية وبناء مستشفيات ومدارس في الإقليم، ويجدر بالذكر أن عملة الفرنك الإفريقي كانت قد فرضتها فرنسا من قبل علي دول غرب إفريقيا التي كانت في السابق مستعمرات لها وأصبحت فرنسا بهذا تتحكم بعملة 12 بلداً افريقيا من مستعمراتها القديمة بشروط التبعية النقدية التي تفرضها على عملتهم الفرنك كنوع من العبودية النقدية، منها اشتراط طبع الفرنك الأفريقي فقط في فرنسا كما تفرض عليهم ربط الفرنك الأفريقي باليورو مما يجعل 12 دولة أفريقية لا تملك حق التدخل في سعر صرف عملتها وحتى صادراتها ووارداتها مرتبطة بفرنسا.
ويقول المحلل السياسي عبد الكريم المهدي حول مظاهرات إقليم دارفور، بأنها تعبر عن رفض السياسة الإستعمارية الحديثة التي يقوم بها الإيليزي في المنطقة، حيث يعتمد في ذلك على الغزو الثقافي المتمثل في نشر اللغة الفرنسية والغزو الإقتصادي المتمثل في التبعية الإقتصادية، وأضاف عبد الكريم أنه على سكان دارفور اتباع نهج مالي وتشاد والجزائر في طرد أي تواجد فرنسي في الإقليم وقطع الطريق أمام أي محاولة لبسط يده على ثروات دارفور. <ببببببببب.png>
-- عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 01 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة