فالجن ناس بشر ، فيا أهلي بني آدم التراب، فلا يخدعنكم الجن المنافقين الدجالين بأنهم روح فقط ولا يرون بالعين المجردة! فربنا يقول: {يا معشر الجن والإنس} والمقصود بهم هم معشر الجن البشر، فربنا قد عرف لنا الجن بأنهم: جن وإنس، يعني ناس بشر مثلنا بالضبط وخلقهم الله تعالى من عنصر النار. {وخلق الجان من مارج من نار – الرحمن 15} - الجان إبليس وهو أبو كل معشر الجن الإنسى المارج النارى والنار هى عنصرهم فى تركيبة جيناتهم وخلقهم الله تعالى القادر على فعل كل شئ من النار. وقال أبو عبيدة والحسن : المارج خلط النار، وأصله من مرج إذا اضطرب واختلط ، ويروى أن الله تعالى خلق نارين فمرج إحداهما بالأخرى ، فأكلت إحداهما الأخرى وهي نار السموم فخلق الله تعالى منها إبليس وذريته معشر الجن. وعن ابن عباس، قال: خلق الله الجان من خالص النار.أى احسنها.لقوله تعالى : {والجان خلقناه من قبل من نار السموم- الحجر 27 }. وقال الحق لإبليس: {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من ناروخلقته من طين - الأعراف 12} اى إن معشر الجن البشر لقد خلقهم الله تعالى من عنصر غاز النار المسمومة القوية. وقد خلق الله تعالى معشر الجن والإنس لعبادته فمن أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار: { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون – الذاريات } والجن كلهم مكلفون بعبادة الله تعالى ومعروف العبادة لله بالجوارح والجسم كما معروف فى الرياضة للجسم بالتلكيف بالعبادة، فكيف يكلف الله تعالى روح لا ترى بالعين المجردة لعبادته ! أفلا تبصرون وتعقلون {وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون ، فمن أسلم فأولك تحروا رشدا وأما القاسطون كانوا لجهنم حطباً – الجن 14-15}.
وقوله تبارك تعالى {يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا لا تنفذون إلا بسلطان * فبأي آلاء ربكما تكذبان - الرحمن 33-34} فمن الذين يسرحون بأرواحهم في الأرض ويطيروا إلى السماوات في لمحة البصر ويكذبون بعدة آلاء ربنا ﷻ التي خلقهم بها الله تعالى ، إنهم معشر الجن الملائكة السواقط. وقال الحق: {يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سواتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون - الأعراف 27 } - إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم - فهنا قد حصلت الرؤية بين الجن وبينك كبشر ترابي، فأنت ترى معشر الجان الشياطين بشرا مثلك ولكنك لا تعرف بإنهم جنٌ ناريٌ شيطانيٌ، كما أنهم يرونك ويعرفون أنك بشر ترابيٌ ليس من جنسهم الجنيٌ الناريٌ وأكثرهم يحقدون ويحسدون على كل بني آدم، فهم العدو الخفي القاسق الحاقد الخبيث ومن يراك وأنت لا تراه فهو عدوك الخفى وهو أشد خطراً لك لذا يجب الانتباه والحذر منهم والاحتراس من شياطين الجن والإنس المغابين.
وهنا تبيان هوية ومناقب معشر الجن الناري في سورة الجن: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا * وأنهم ظنوا كما ظننتم أن لن يبعث الله أحدا * وأنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا * وأنا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا * وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا * وأنا منا الصالحون ومنا دون ذلك كنا طرائق قددا * وأنا ظننا أن نعجز الله في الأرض ولنعجزه هربا * وأنا لما سمعنا الهدى آمنا به فمن يؤمن بربه فلا يخاف بخسا ولا رهقا * وأنا منا المسلمون ومنا القاسطون فمن أسلم فأولئك تحروا رشدا * وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا * وألو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا * لنفتنهم فيه ومن يعرض عن ذكر ربه يسلكه عذابا صعدا - الجن 6-17}.
وقال الحق (ويوم يحشرهم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم * وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا بما كانوا يكسبون * يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين – الأنعام 128-130} - وهنا هذه الأية الكريمة بينت لنا بانه لقد حصل التكاثر اى التناسل والولادة والمعاشرة بين معشر الجن النارى وبين معشر الإنس الترابى فالجن بشر مثلنا تماما بالضبط ولكنهم مخلوقين من عنصر النار لقوله تعالى هاؤم { وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا - الجن 6 } فهذه الأيات البينات تدل وتؤكد بأن معشر الجن بشر مثلنا تماما، فلو كان معشر الجن روح بدون جسد فكيف يحصل التناسل بينهم وبين معشر الإنس الترابى الأدمى؟ وكيف يامر الله تعالى روح بدون جسد لتعبده ! ومعروف بان العبادات بالرياضات بالجسم ،وسياق معشر تعنى قوم أى ناس مثلنا بالضبط وربنا ذكر لنا فى الأية الكريمة رجال من الجن يعنى بشر ناس مثلنا بالضبط.
وقال الحق: {وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة وما جعلنا عدتهم إلا فتنة للذين كفروا ليستيقن الذين اوتوا الكتاب ويزداد الذين آمنوا إيمانا ولا يرتاب الذين اوتوا الكتاب والمؤمنون وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذامثلا كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء وما يعلم جنود ربك إلا هو وما هي إلا ذكرى للبشر - المدثر 31} - وهذه الآية الكريمة فهي تبيان خلق الله لمعشر الجن النارى ولهم العدة في التجزيء والسرحان بالروح والتركب في أجسام بني آدم ويغونهم وهم الجن الملائكة قرناء كل الناس الموجودين فى هذه الأرض ، وإن نص {أصحاب النار إلا ملائكة} يعني خلقهم الله تعالى من عنصر النار وهم ملائكة الجن البشرالساقطين.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 06/02/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة