لقد صدقت الحكمة السودانية : ( جرادة في الكف ولا ألف طائــر ) ،، هل كانت طموحات الشعب السوداني ذلك العاصي المستحيل منذ فجر الاستقلال ؟؟ ،، ولماذا كانت دولة السودان تتراجع للوراء والدول تتقدم ؟؟ ،، كانت تلك الأطراف السياسية وتلك الحكومات المتعاقبة تتعجل في بناء السودان الحديث ،، وكان الشعب السوداني يمارس حالات الانتفاضات والثورات والتضحيات لإزالة الديكتاتوريات والحكومات العسكرية ،، ورغم ذلك لم يستطع الجميع في إيجاد دولة حديثة متقدمة تشرف المقام وتتقدم للأمام !!
في وقت من الأوقات كانت في البلاد العديد من تلك المؤسسات الإنتاجية والاستثمارية والمصانع ذات الجدوى الاقتصادية العالية ،، وتواجدت في السودان تلك المشاريع الزراعية العملاقة التي كانت تمثل الدعامة والبنية التحتية الأساسية لاقتصاد البلاد ،، ثم بدأت تلك المشاريع والمؤسسات والمصانع تتلاشى وتتقلص مع مرور الأزمان بأيدي أبناء السودان أنفهس ،، وخاصة في أزمان حكم نظام الإنقاذ البائد للبلاد ،، فذلك النظام قد أباد وأنهى الكثير والكثير من تلك المنشآت الاقتصادية الحيوية ،، وأغلب تلك المنشآت والمؤسسات كانت وليدة أفكار ومخططات هؤلاء الخواجات الإنجليز ،، هؤلاء الفطاحل في مجالات التخطيط والعمران والبناء ،، وهم أمهر الجماعات البشرية في كيفية إيجاد تلك الدعائم الاقتصادية المدروسة والمخططة لمدى سنوات طويلة ،،
ثم جاء من بعدهم هؤلاء الهبل من أبناء الوطن ليهدموا ويدمروا وليزيلوا الموجود عن الوجــود !! ،، وجماعات الإنقاذ البائد كانوا لا يجيدون إلا ذلك التخريب والإزالة وبيع المؤسسات والمصانع الحكومية !،، وقد أنهوا العديد والعديد من تلك المشاريع الإنتاجية الحيوية ،، وحين تم إسقاطهم كانت البلاد جدباء قاحلة خالية من كافة مقومات الإنتاج والاستثمار ،، وقد أتضح للشعب السوداني أن ذلك النظام البائد كانت إنجازاته تتمثل فقط في الإزالة والإبادة والإقفال !! ،، ولم يفكروا يوماَ في إيجاد البديل لإنعاش الاقتصاد السوداني الذي كان يعاني من قلة الإنتاج والدخل والاستثمار طوال الثلاثين عاماَ ،، وقد أنهوا وأهملوا كلياَ أكبر مشروع زراعي منتج كان معروفاَ في قارة أفريقيا ،، وهو مشروع الجزيرة ،، وكذلك أنهوا ودمروا الخطوط الجوية السودانية ،، وكذلك أنهوا ودمروا هيئة الخطوط البحرية السودانية ،، وكذلك أنهوا ودمروا هيئة البواخر النيلية التي كانت نشطة وتعمل بين العاصمة وبين مناطق عديدة بجنوب السودان ،، وبنفس المنوال أنهوا ودمروا مصلحة النقل الميكانيكي ،، وهي تلك المصلحة العملاقة التي كانت تعد من أكبر المؤسسات السودانية ،، وكانت تستوعب وتوظف الآلاف والآلاف من العمال والشباب السوداني في وقت من الأوقات ،، ومازالت في ذاكرة سكان العاصمة السودانية تلك الصافرة الداوية عند كل صباح ،، والتي كانت تتحدث عن فترات وساعات الدوام ،، وهي تلك الصافرة الداوية التي كانت تهز أرجاء العاصمة لتؤكد مدى جدية العمل والإنتاج بدولة السودان ،،
وكذلك في وقت من الأوقات كانت تتواجد بدولة السودان تلك المصانع العملاقة لانتاج السكر في العديد من المناطق ،، ( مصنع سكر كنانة ومصنع سكر الجنيد ، ومصنع سكر القربة ،، وتلك المصانع كانت في وقت من الأوقات تمثل قمة المصدر الأساسي في دعم الاقتصادي السوداني ،، وكانت تساهم كثيراَ في إثراء الخزانة العامة ،، ولكن لأسباب البلادة والهبالة في جماعات الإنقاذ البائد فقد تم بيع وتعطيل تلك المصانع للسكر في البلاد ،، والأمر يجري بنفس المنوال والوتيرة حين يجري الحديث حول مصانع وشركات النسيج التي كانت قائمة في البلاد ،، مصنع نسيج الخرطوم بحري ،، ومصنع نسيج الحصاحيصا ،، وخلافها من مصانع النسيج الخاصة والعامة ،، وتلك المصانع لم تنجو من ملاحقة جماعات الإنقاذ البائد لها بطريقة أو بأخرى ،، وذلك الأمر يسري على الكثير حين يجري الحديث عن العديد والعديد من المشاريع الإنتاجية والاستثمارية في البلاد ،، و قد تم إبادتها وإنهائها بأيدي جماعات الإنقاذ البائد ،، ولا يمكن بأي حال من الأحوال حصر وإحصاء تلك المؤسسات والمصانع التي قد تعطلت وتوقفت عن الإنتاج في أيام نظام الإنقاذ البائد .
ولسان حال الشعب السوداني يرد في هذه الأيام عبارات : يا ليت جماعات الإنقاذ البائد قد تركوا تلك المشاريع والمصانع الإنتاجية والإنمائية التي كانت قائمة في البلاد دون المساس !! ،، ويا ليتهم قد أكتفوا بتلك الخزعبلات حول التوجهات الحضارية التي كانوا يزعمونها !! ،، ويا ليتهم لم يتركوا البلاد وهي جدباء قاحلة لا توجد فيها مثقال ذرة من دعائم الاقتصاد ،، ولا توجد فيها مثقال ذرة من تلك المشاريع الإنتاجية التي تعود للبلاد بالفائدة !! ،،
كانت البلاد منذ عهد الاستعمار تمتلك نوعاَ من الدعائم الاقتصادية كما أنها كانت تمتلك بعض آثار البنية التحتية ،، ثم جاء هؤلاء البلهاء أمثال (عبد الرحيم حمدي ) ليخربوا اقتصاد البلاد بتلك القرارات الاقتصادية الهزيلة والعقيمة !! ،، ثم تم إسقاطهم والبلاد على شفا حفرة من النار !! ،، واليوم فإن دولة السودان تخلو كلياً من تلك المشاريع الحكومية الكبيرة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة