لا سبيل إلى عودة الحركة الإسلامية إلى الحكم وهي خالية من اي سند عسكري، كما لا سبيل إلى خوض حميدتي للانتخابات بلا سند مدني سياسي. وأعتقد أن كلاً من الطرفين يكملان بعضهما، ليسدا الثغرات المتبادلة رغم الصراع السابق. فخلال الثلاث سنوات الماضية شن إعلام الحركة الإسلامية حرباً إعلامية شعواء ضد حميدتي كما أن حميدتي انقلب على البشير والحركة الإسلامية التي صنعته عبر قوش. ويبدو أن المصلحة المشتركة ستعيد جمعهما معاً إذا استطاعا تجاوز مرارات ورواسب الماضي. يمكن للانتخابات القادمة أن تقوم بسرعة إذا حدث ذلك التحالف، حيث سيضمن الجميع الخروج بمكاسب من الانتخابات في ظل ضعف القوى الحزبية المشتتة والمرهقة. وباجتماع الحركة الإسلامية وحميدتي وجذب الحركات الصوفية والإدارات الأهلية إليهما، فإن الأمور ستستقر للجميع. مع ضرورة استبعاد الطوائف الدينية المتطرفة، لأن المرحلة القادمة خصصها الغرب للاسلام المعتدل تمهيداً للحكومة العالمية الواحدة. إن أقل خيانة من أي طرف ستفضي بالتأكيد إلى خسارتهم جميعاً بلا ادنى شك. ولذلك لا بد أنهما سيبرمان ميثاقاً مغلظاً. هل يمكن أن يكون الجيش بديلاً عن حميدتي؟ لا أعتقد فالجيش كمؤسسة تعاني من المطالبات المتواصلة بأن تكون قومية وغير مسيسة، ولذلك ستتراجع لمكانها الطبيعي مع تسوية إشكالاتها القضائية فيما يتعلق باتهامات بجرائم حدثت في فض الاعتصام ودارفور، مع إعادة هيكلتها (نسبياً) لتكون مقبولة إلى حد ما من قبل قوى الهامش. هذا ما أتصور حدوثه خلال الأشهر القادمة. ولا شيء سواه.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 06/01/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة