+ مقدمة : هذه مقالة من خمسة حلقات جاء وقتها تبين بالآيات والبينات الصلدة إن المبدعة رباح المهدي خير ثمرة لجدها العظيم الامام الاكبر عليه السلام ، ولوالدها الإنسان العظيم ... فبثمارها تعرفونها . هي شجرة طيبة اصلها ثابت وفرعها في السماء ، تؤتي اُكلها كل حين بإذن ربها . ترعرت في بيوت الفضيلة ، فشربت البان المبادئ الباذخة ، والقيم السامقة ، والمرجعيات الأخلاقية العالية ، والتواضع الفكري ، والضمير الحي الذي يهرول خلف الحقيقة و( الاسماء كلها ) ، فصارت تعيش القرآن ، وتقدم القرابين الوطنية التي تأكلها النار في معبد الحدادي مدادي ... آيات لقوم يتفكرون . هي ايقونة تضئ من فوق الجبل في عصر التفاهة والتافهين الذين يعلقون الاطفال القصر المعوقين من ارجلهم ورؤوسهم على الارض ، ويدقون المسامير في اجسادهم الغضة .
نعم ونعم ... تجسد المبدعة رباح قنديلاً مُتلالاً من القناديل التي تضيء مواضع العتمة ، فتطرد الخفافيش التسلطية الاستبدادية الفاسدة ، التي اعتادت العيش في الظلام ، وتنير الطريق لكل السيارة ، وتهدي للإنقلابيين وحتى قادة حزب الامة عيوبهم ، وتصحح المسارات ، وتراقب ، وتنشر البيانات من غير خوف ولا وجل ، فهي تهرول خلف الحقيقة ( والاسماء كلها ) . تؤمن المبدعة رباح إن كل واحد منا يمكن ان يغير محليته ، ويقش امام دار بيته ، حتى نتمكن كلنا جميعنا بعدها من تغيير الوطن للأفضل ... ولا يغير الله بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم . لولا ( التدافع ) الذي تمارسه المبدعة رباح بفهم وعقلانية ومنطق وتجرد ، وهي تراقب وتحاسب وتهدي الى ما تراه سواء السبيل في مصلحة الوطن ... حتى رئيس حزبها المُكلف ... لولا هذه وتلك من ممارسات عقلانية ووطنية ( لفسدت الارض ) . نعم ... ما تقوم به المبدعة من ( تدافع ) إستنساخ لما كان يفعل والدها العظيم ، مهتدية بالآية 251 في سورة البقرة : ... ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ... تذكرني ممارسات المبدعة رباح بالآية 23 في سورة هود . قالت : إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . واخبتوا إلى ربهم ... توكلوا على الله بعد ان عقلوها . كما تهرول المبدعة رباح خلف ثلاثية الثورة المجيدة في الحرية والسلام والعدالة … حرية احترام حقوق الانسان وحرية التعبير والحريات الخاصة والحريات العامة وحرية ممارسة الديمقراطية الكاملة . وهي في ممارسة حريتها المنضبطة لا تخش لومة لائم ، فالحرية لها ولسواها . ترفع المبدعة رباح شعار السلام الشامل العادل ، سلام الأمن والأمان والطمأنينة ، بعد زوال اسباب ومبررات الحروب والنزاعات الاهلية ، بالوفاق والقبول بالحدود الدنيا للمطالبات . تتحرى المبدعة رباح عدالة السماء ، وليس فقط عدالة القانون الذي يضعه الكوزجويد . ترفض المبدعة رباح العدالة الإنتقائية ، عدالة الغبينة والتشفي والانتقام التي تحركها الرغبات الشخصية والخصومات السياسية ، مثل سجن البرهان لخصومه السياسيين بتهم ملفقة ومفبركة ، وتعذيبهم داخل السجون كما يحدث لمحمد الفكي سليمان ، وخالد سلك ، ووجدي صالح . تتحرى المبدعة رباح العدالة الإنسانية ، التي تجسدها الآية 25 في سورة الحديد : لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ ... وكفى بنا حاسبين . + رسالة الوالد العظيم للمبدعة رباح المهدي ؟ نعيش حالياً الدولة الظالمة ، بينما كان السيد الامام ينادي طيلة حياته بالدولة الراشدة . قال : الانسان هو خليفة الله في الارض . هذه الخلافة لا تمارس بالبطش ، وإنما تمارس بالمشاركة والشفافية وسيادة حكم القانون . هذه المعاني هي التي تحتوي عليها حقيقة الوحي . هذه المعاني هي اساس الحكم الراشد ، كما تظهر الصورة ادناه :
يمارس نظام حميتي – البرهان البطش ، ويرفض المشاركة . بل قاد إنقلاباً ضراراً في 25 اكتوبر 2021 لفض الشراكة مع تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير ، الذي وقع معه الوثيقة الدستورية في اغسطس 2019 . نظام حميتي- البرهان يرفض الشفافية ، ويستهجن حكم القانون ، بل يقتل ست النفور برصاصة حية تبعثر اشلاء مخها في الهواء ، وبدم بارد . ويستمر نظام حميتي- البرهان في قتل الأطفال القُصر الذين يتظاهرون سلمياً . نظام حميتي – البرهان ابعد ما يكون عن المعاني والقيم التي تحتوي عليها حقيقة الوحي ، وابعد ما يكون عن الحكم الراشد ؛ بل هو حكم ديكتاتوري إستبدادي تسلطي مُتسلط يلغ في دماء الشباب . يجب علينا ان نستمر مع المبدعة رباح في مقاومة هذا النظام اللاإنساني ، مهتدين بآيات من سورة الشورى التي تقول : وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنْتَصِرُونَ ... وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ . إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . صدق الله العظيم . + النفس المطمئنة ؟ في مساء الاربعاء 25 نوفمبر 2020 ، في ابوظبي البعيدة ، رجعت نفس مطمئنة إلى ربها راضية مرضية ففُتحت لها ابواب السماء ، وقال لها خزنتها : سلام عليكم ، طبتم . فادخلوها خالدين . وقالت النفس المُطمئنة: الحمدلله الذي صدقنا وعده ، واورثنا الأرض نتبوأ من الجنة حيث نشاء ، فنعم أجرالعاملين . ورأت النفس المطمئنة الملائكة حافين من حول العرش ، يسبحون بحمد ربهم ، وقُضي بينهم بالحق ، وقيل الحمد لله رب العالمين . ولكن عندنا في ارض الحدادي مدادي ، بل في العالم قاطبة ، إنطفأ النور ، وإنكسر المرق ، وتهشمت البوصلة ، وإنصرف عنا بجسده الرائد الذي لم يكذب اهله ، وإن بقيت روحه تناجينا بأن إستمسكوا بالعروة الوثقى ، وبالامل في غد كله قمح ووعد وتمني . + كيف تجسد المبدعة رباح الفضيلة ؟ تجسد المبدعة رباح المهدي الفضيلة التي تعب فلاسفة الاغريق القدامي في إستنباط آليات استيلادها في الاناسي . كيف نستولد الفضيلة في الاناسي ؟ قبل اكثر من الفي سنة مما تعدون ، تناظر فلاسفة الاغريق والرومان حول سؤال قديم – جديد ، أقدم من الافكار التي برزت في عهود الاستنارة والتنوير في القرن الثامن عشر ... العهود الخيرة التي استولدت فكرة الديمقراطية والحريات الشخصية والمجتمعية والفضيلة . ولا يزال هذا السؤال يقلق بال المفكرين والفلاسفة في القرن الحادي والعشرين وهو : كيف نستولد الفضيلة في الاناسي ؟ اجاب القرآن الكريم على هذا السؤال المفتاحي في آيتين من آياته كما يلي : الآية الاولى هي الآية 25 في سورة الحديد ، والآية الثانية هي الآية 251 في سورة البقرة . نواصل في الحلقة الثانية ...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 03/08/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة