لم يفاجؤني الكم الهائل من المبادرات التي قدمها المتملقون للعسكر، لكي ينظروا إليهم بعين الرضى. فتقديم السيف للملك لحماية بريطانيا سبقته مساعدات السناجك للدفتردار لملاحقة المك نمر، ثم تقديم الإثنان بيعاتهم للإمبريالية التركية، والزبير باشا يغزو دارفور بإسم الباشا، ثم ها نحن هؤلاء نثبت حقيقة منكورة لأنها شينة شديد. والني للنار. وقانا الله وإياكم. غير أن الغريب في المبادرات العجفاء العجماء هذه أنها تفترض بلاهة العساكر، وأنهم حقاً بحاجة لمبادرات لفهم الواقع، في الوقت الذي يملك فيه البرهان عشرات المستشارين (سودانيون وربما غير سودانيين). فالسياسيون الذين يمسكون بزمام السلطة لا يحتاجون لمبادرات إن كانت نواياهم صادقة، لكن متى كانت نوايا السياسيين صادقة. فمنذ الاستقلال والسياسيون يمارسون الاحتكار والإقصاء والتهميش للآخر، كما فعل الحزبان الطائفيان مع الشيوعي، ثم فعلها الشيوعي معهم ثم فعلها الكيزان مع الشيوعيين وغير الشيوعين ثم فعلها البعثيون مع الباقين، و الساقية مدورة. فالمسألة لا تحتاج لمبادرات، فالبشير مثلاً عندما قرر اتخذ قراره بالفعل وأنجز الحوار الوطني، ثم لحسه بلسانه، وارتاح الكثير ممن كانوا خارجه، ثم تبدلت الأدوار، وتلك الأيام يداولها الله بين الناس، فأقصت قحط ون قحط تو، ثم جاءت قحط تو فاقصت قحط ون ولله في خلقه شؤون. في الزفة الشعب أطرش، يخرج بعض الشباب ويُقتلون، ينكر الجيش والأمن والشرطة والدعم السريع، والله أعلم بما كانوا ينكرون. وهناك جهات لا نعلمها كذلك، توزع الحبوب المهلوسة، وتدفع بالدولار، ولا أحد يعلم ما هي ومن هي، وقبلها ومنذ أيام البشير، حاويات مخدرات تأتي وتختفي، ولا أحد يعلم، والجنيه يتهاوى ولا احد يعلم، ثم يثبت قليلاً ولا أحد يعلم، والذهب يتم تهريبه (بالمطار عيني عينك) ولكن لا أحد يعلم؟ هل هذه بلد شعبها من الجن ام من البشر؟ إذا كانت هذه ممالك الجن فما فائدة المبادرات، نحن نحتاج لفكي كاااارب، إما أن يطرد الجن أو يطردنا نحن منها، وأتمنى على الله الأماني إن تمنيت أن يخرجني من هذا المرحاض إلى أوروبا، ولكن ليس من شيء كبير على الله. اللهم سهل ويسر.. فعن أي مبادرات يتحدث هؤلاء، والسيد حمدوك قدم مبادرته العرمانية؛ قدمها لمن؟ لنفسه؟ ثم أخرجوه وعاد وكما دخل وخرج ودخل لم نعرف ماذا يفعل في الداخل ولا ماذا كان يفعل في الخارج؟ وانضم حمدوك إلى مثلث برمودا السوداني ذو الزوايا الألف. والسودان (مثلث برمودا ذو الزوايا الألف) ذاته يسير نحو اتجاه لا يعلمه إلا الله، لكنه ليس إتجاها جميلا في كل الأحوال. والموت قادم، والدماء كالركب كما تنبأ لي ذلك الرجل ذو العيون الحمراء. فلا منجاة من الفزع إلا برحمة من الله، ولا منجاة إلا باتقاء فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منا خآصة (والمد هنا ست حركات لالتقاء متحركين). ولا حول ولا قوة إلا بالله.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/31/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة