+ يوم خميس ويوم خميس ؟ في يوم الخميس 30 ديسمبر 2021 ، احاطت مليونية ، هي الحادية عشر منذ إنقلاب 25 اكتوبر والإتفاق السياسي في 21 نوفمبر 2021 ...احاطت المليونية بالقصر الجمهوري ، وطالبت الجنرال البرهان وزمرته الباغية من سكان القصر الجمهوري الإنصراف ، وإخلاء القصر لسكان مدنيين جدد يستطيعون تحقيق أهداف الثورة. خرجت مليونيات في اكثر من 30 مدينة في الحدادي مدادي ، منها 7 مدن في دارفور ، كما يوضح الرسم ادناه : بدلاً من ان يستمع الجنرال البرهان لمطالب المليونيات ، وجه كلابه المفترسة الامنية تجاه الكنداكات والثوار الشباب ، فقتلوا 53 ثائراً منذ انقلاب 25 اكتوبر وجرحوا المئات، ومارسوا كل أشكال العنف الوحشي ، مستنسخين تجربة مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في يوم الاثنين 3 يونيو 2019. نفذت وحوش الميليشيات الامنية اوامر الجنرال البرهان بقمع المليونيات ، وزادت عليها مائة كيل بعير ، وهى مُستيقنة من الحصانة التي اسبغها الجنرال البرهان على ممارساتها الشيطانية اللاإنسانية ... الحصانة المُضمنة في امر الطوارئ . مثالاً وتدليلاً وليس حصراً ، قامت الميليشيات الامنيه بهذه التجاوزات : + إغلاق الكباري بالحاويات ، وقطع الانترنت ، وقطع إتصالات التلفون المحمول والواتساب . + حملات الاعتقالات الواسعة الاستباقية قبل وبعد المليونيات ، وضرب وتعذيب المعتقلين . + القمع الوحشي للمتظاهرين السلميين بالبمبان ، والرصاص المطاطي والحي، ومدافع الدوشكا ، والقنابل الصوتية . + اقتحام البيوت واعتقال المتظاهرين وضربهم بالبمبان ، ورش الثوار بالمياه البرازية الزرقاء . + اقتحام المساجد و ضرب من بداخلها مما أدي لحرقها كما حدث في مسجد ابوبكر الصديق . + إقتحام المستشفيات ورشها بالبمبان ، ونزع المتظاهرين من غرف العناية الفائقة المُركزة ، ومنع الاسعافات من نقل المصابين للمستشفيات . يمكنك يا حبيب التكرم بمشاهدة الفيديو على الرابط ادناه الذي يصور الانتهاكات اللاانسانية التي تقوم بها الاجهزة الامنية وبالاخص مليشيات الدعم السريع ضد المتظاهرين العُزل والسلميين ، خصوصاً بعد ان اصدر الجنرال البرهان ، في يوم الاحد 19 ديسمبر 2021 ، امر الطوارئ الذي منح بموجبه الاجهزة الامنية صلاحيات الاعتقال والتفتيش والحبس والتعذيب والقتل لشباب ثوار المليونيات ، دون تفويض قضائي ، مع وجود حصانة تمنع مساءلة الميليشيات الامنية على خلفية ممارسة هذه الصلاحيات الشيطانية . تجد الفيديو الصادم على الرابط ادناه ، ولا يحتاج لتعليق منا : twitter.com/dalia_eltahir/status/1476656497769725954 ولكن لا يملك الجنرال البرهان اي خيار لكسر شوكة المقاومة الثورية ، غير تكريس النهج الاستبدادي ، واحاطة نفسه وزمرته الباغية بترسانة القوانين القمعية ، وفيالق الأجهزة الأمنية الوحشية ، لتجريم ومنع الحراك الثوري المُتصاعد . حتى الدكتور عبدالباقي عبدالقادر الذي عينه الجنرال البرهان عضواً في مجلس السيادة تقدم بإستقالته بسبب القمع المفرط للمتظاهرين العُزل السلميين ، كما توضح الاستقالة ادناه . نسي الجنرال البرهان إن كل طبائع الاستبداد لن توهن عزيمة الثوار في حراكهم السلمي. كان هذا يوم خميس في عام 2021 . دعنا نرى ماذا حدث في يوم خميس ثان في عام 1964 . في يوم الخميس 22 اكتوبر 1964 ، احاطت الفية بالقصر الجمهوري ، وطالبت الجنرال عبود وزمرته الباغية من سكان القصر الجمهوري الإنصراف ، وإخلاء القصر لسكان مدنيين جدد يستطيعون تحقيق أهداف ثورة اكتوبر 21 . إستجاب الجنرال عبود ، تحت ضغط ضباطه القوميين ، لمطالب الثوار ، وقرر تسليم السلطة لثوار اكتوبر 21... وقد تم ذلك بسلام ويسر وسلاسة فيما بعد من الايام . الفرق بين يوم خميس 1964 ويوم خميس 2021 ، يمكن تلخيصه في اربعة نقاط ادناه ، مثالاً وتدليلاً وليس حصراً : واحد : في عام 1964 ، كان الجيش قومياً وبالتالي وطنياً ، يستجيب لمطالب الشعب المشروعة في التغيير . في عام 2021 ، وبعد الثلاثينية الكيزانية الظلماء ، صار الجيش مؤدلجاً ، ويؤمن ضباطه الكيزان بأنهم يملكون الحقيقة المطلقة ، ويقومون بإنفاذ اوامر السماء ، وبالتالي يقومون بسحل وقتل المتظاهرين السلميين ، حتى الاطفال منهم ، بدم بارد ، ودون ان تطرف لهم عين . اتنين : في عام 1964 ، لم يرتكب الجنرال عبود جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب ضد شعبه ، وبالتالي لم يكن يخاف المسآلة بعد تنحيه الطوعي . في عام 2021 ، يخاف الجنرال البرهان ونائبه حميتي وبقية الطغمة الباغية من المسآلة وفتح ملفاتهم التي تفور بجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبوها في دارفور ومجزرة الاثنين 3 يونيو 2019 ، ويخافون من تسليمهم لمحكمة الجنايات الدولية ، وبالتالي يكنكشون في السلطة ، ولا يتورعون عن قتل المعارضين من الثوار الشباب ، حتى الاطفال منهم ، بدم بارد . تلاتة : في عام 1964 ، لم يستولي الجنرال عبود وطغمته العسكرية الباغية على 82% من ايرادات الدولة ، وبالتالي لم يكن هناك داع او مبرر لكنكشتهم في السلطة ، لانه لم تكن لديهم ثروات شخصية منهوبة من الدولة عبر شركات تجارية عسكرية ليحافظوا عليها عبر استمرارهم في السلطة رغم انف الشعب السوداني . ولكن في عام 2021 ، كان الامر مدابراً ، وراسياً ، للموقف في عام 1964 ، فيما يخص هذه النقطة ... وبالتالي كنكشة الجنرال البرهان وطغمته الباغية في السلطة لاسباب ومبررات شخصية بحتة ، ومن ثم قمعهم الوحشي للشعب السوداني الذي يُطالب بالتغيير والحرية . اربعة : السبب الاساسي لكنكشة الجنرال البرهان وطغمته الباغية في السلطة هو سبب شخصي بحت ، ولا علاقة له البتة بمصالح السودان واهل بلاد السودان . يخشى الجنرال البرهان وطغمته الباغية بروش كوبر وسجون لاهاي ، كما يخشون من فقدان الاكراميات التي تبذلها لهم شركات المكون العسكري التجارية . وكفى بنا حاسبين . نواصل ...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 12/31/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة