من المُضحكات المُبكيات المُتربِّعة في قائمة (التُرَّهات) إلا أنها تكاد لا تفارق عقلي وقلبي ، ذلك الإستخفاف القميء بالشعب السوداني وغيرهُ من الشعوب المُتابعة للشأن الوطني عبر ما يبذلهُ بعض البُلهاء الذين يصفون أنفسهم الدنيئة بأنهم خبراء إستراتيجيون ، وتُصِّرُ بعض القنوات الفضائية على إستضافتهم بهذا اللقب المُهان بإنتمائهم إليه ، ليعكسوا صورةً قبيحة وغير لائقة عن السودان وأهل خبرته الذين طالما كانوا نجوماً ساطعة للعلم والإبداع والمهنية في كل بقاع الأرض ، وبغض النظر عن ما يسترسلون فيه من أكاذيب وتطبيل للسُلطة الإنقلابية وما يستوجبه ذلك من ليّْ لعُنقِ الحقيقة ، وتجاوزاً لما يبذلونه من جهد مسرحي وهزلي وسفسطائي في توجيه الإتهامات الجُزافية للثورة والثوَّار ، نجد أنفسنا وإن إحتملنا تجاهُل كل هذا وذاك مُضطرين أن نلبس كسودانيين وشاح الخجل والشعورُ بالخيبة والدونية أمام العالم ، عندما لا ينجح نظام البطش والإرهاب الإنقلابي حتى في إنتقاء من يمثِّلونهُ على المنابر الإعلامية ، من القادرين على حبك الأكاذيب والمبرِّرات الوضيعة لما يقومون به من إنتهاكات بإسلوب فيه شيْ من الذكاء حتى ولو كان محدوداً ، ولكن أن يصل الأمر إلى حد العبط والإستعباط الواضح الذي لا يقبل شكاً ولا تأويلاً لدى أبسط المشاهدين ثقافةً في مجال السجال السياسي ، فذاك ما يُخذينا ويجعلنا نُنادي ونستجدى وندعو الإدارة الإعلامية للإنقلاب المهزوم أن ترحمنا من غباء هؤلاء وتستبدلهم بآخرين يُجيدون الكذب والنفاق والتطبيل عبر أساليب يمكن أن تنطلي على بعض المعتوهين من أبناء شعبنا إن وُجدوا ، تخيَّلوا أن أحدهم والمدعو / محمد عبد الله ولد أبوك قبل يومين وفي قناة الجزيرة ، وفي معرض حديثهِ عن الوثيقة الدستورية وما طرأ عليها من تعديلات بعد الإنقلاب المشئوم ، أراد بكل جراءة وحزم وغباء لا تُخطئه عين حصيف ، وفي ما يخص صلاحيات ودور مجلس السيادة في المرحلة الإنتقالية أن يوحِّد ويُؤاخي بين مصطلح (شرفي) الذي ورد في الوثيقة الشرعية ومصطلح (إشرافي) الذي ورد في الوثيقة الإنقلابية اللا دستورية ، وقال بالحرف الواحد أنه لا يرى إختلافاً في المعنى شكلاً ومضموناً بين مُفردتي (شرف وإشراف) ، أليس في ذلك إستخفاف بالشعب السوداني وبالرأي العام الذي تستهدفهُ قناة بقامة وإمكانيات الجزيرة ، على الشعب السوداني وخبرائه الإستراتيجيين الحقيقيين وكوادره الإعلاميه التي ما زلت تحمل راية الشرف وتقف في صف الثورة والثوَّار ، أن تعمل على فضح القائمين على مكتب قناة الجزيرة بالسودان رغم إمتناننا للجزيرة كمؤسسة على ما تبذله من مجهودات مهنية داعمة للثورة ، وحتى يعلم القائمين عليها أننا لا نرفُض إستضافتهم الرأي الآخر المضاد للثورة ، ولا يُرهبنا منطقهُ الهزيل في تبرير ما يحدث من مهازل تاريخية بعد إنقلاب 25 أكتوبر ، لكن على الأقل يجب أن يُجبر الطاقم التحريري لمكتب الجزيرة بالسودان ورأس إدارتها على بذل المزيد من الجهد في إنتقاء ضيوف (إنقلابيين) على الأقل يحترمون عقل المشاهد السوداني والعربي ، هذا ولن نسترسل في بيان الخلفيات السياسية والآيدلوجية للقائمين على أمر مكتب قناة الجزيرة في السودان فالله والثورة والتاريخ أولى بهم.
<هيثم الفضل.jpg>
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/27/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة