اللجنة الأمنية تنحدر نحو المغيب عثمان محمود.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 06:29 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-27-2021, 02:55 PM

محمد عبد السلام
<aمحمد عبد السلام
تاريخ التسجيل: 08-24-2006
مجموع المشاركات: 84

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
اللجنة الأمنية تنحدر نحو المغيب عثمان محمود.

    01:55 PM December, 27 2021

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد السلام-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    . استراليا

    اللجنة الأمنية جاءت لتبقى.. أو هكذا كانوا يتصورون... لذلك قدموا الرشاوي للحركات المسلحة في جوبا من أجل تحقيق أهداف بعينها يمكن أن نسميها ثلاثة زائد واحد.. أي ثلاثة أهداف زائد هدف رابع... وهذا الهدف الرابع هو الأهم رغم أن الإتفاق لم يتضمنه صراحةً ولكنه ظل مستبطناً... أما الأهداف الثلاثة فهي أولاً: دغمسة قضية فض الإعتصام حتى إنتهاء الفترة الإنتقالية والوصول إلى مرحلة الإنتخابات وتحقيق الهدف الرابع كما سأوضح بعد قليل... ثانياً: جهجهة مسألة تسليم البشير للجنائية.. وذلك ليس حباً في البشير.. وإن كان هذا الود غير مستبعد.. ولكن دافعهم لذلك هو خوفهم من أنه عند مثوله أمام المحكمة قد يفتّو ويكشف المستور ويجرجر الذين قاموا بتنفيذ المجازر على الأرض، خاصة إذا ما إستعصى عليه نسيان أن لجنته الأمنية قد ضحت به ولم توفر له الحماية التي وعدته بها... ثالثاً: تمييع شرط إقتسام الفترة الإنتقالية بين المكون العسكري والمدني في مجلس السيادة.. ودعم اللجنة الأمنية ومساندتها في أن تظل ممسكة برئاسة المجلس طيلة الفترة الإنتقالية وليس نصفها الأول فقط... هذه هي الأهداف الثلاثة التي إتفق عليها حميدتي والكباشي مع الحركات المسلحة في جوبا.. أما الهدف الزائد أو الهدف الرابع الذي لم يتضمنه الإتفاق صراحةً فهو ما ينتج عن الهدف الثالث وهو الإبقاء على رئاسة مجلس السيادة في يد العسكر وبالتالي تمكينهم من خج الإنتخابات.. حيث أنهم ومن موقعهم هذا يمكنهم أن يطوعوا قانون الإنتخابات بما يصب في مصلحتهم، وكذلك يمكنهم من أن يعملوا على تحديد وتقسيم وتوزيع الدوائر الجغرافية بما يخدم أغراضهم.. ولهم في سوار الدهب أسوة حسنة.. وبذلك يضمنوا إلى حد كبير أن الحكومة المنتخبة سوف لن تكون معادية للكيزان أن لم تكن تضم العدد الأكبر منهم ومن أذيالهم.. وبحد أدنى أن تكون حكومة راعية وداعمة لأنشطة الرأسمالية الطفيلية التي كانت تعيش تحت جبة أو قبة الكيزان.. وهذه الأهداف رغم أهميتها إلّا أنها ليست الأهم.. فهناك ما هو أعلى قيمة من ذلك وهو الإبقاء على المؤسسات الإقتصادية للعسكر بعيداً عن متناول يد الدولة.. يديرها ويشرف عليها ويتمتع بعائداتها وخيراتها كبار الجنرالات.. مع ضمان أن تظل إمبراطورية آل دقلو كما هي إقتصادياً وعسكرياً دون إعتراض من سلطة تشريعية أو تنفيذية أو قضائية... هذه هي الأهداف الثلاثة زائد واحد.. وهي خطة بسيطة تعيد الوضع إلى ما كان عليه قبل ثورة ديسمبر بل وتمنحه شرعية إنتخابية.. وفي نفس الوقت تمسح بإستيكة كل الجرائم التي إرتكبت بعد الثورة... ويا دار ما دخلك شر.. أو بالأصح ما دخلك خير.

    اللجنة الأمنية جاءت لتبقى.. أو هكذا كانوا يأملون... ولتحقيق ذلك فإن أول ما بدأوا به هو القتال بإستماتة من أجل الإحتفاظ بالمسروقات التي نهبوها أيام الإنقاذ وأن تظل مصدراً لمزيدٍ من الإثراء.. هذا مع الإبقاء على بعض الملامح الباهتة لمشروعهم الحضاري في الحياة الإجتماعية مثل قانون النظام العام وما إليه... ولم يتأخروا في تنفيذ مخططهم.. فبعد توقيع الوثيقة الدستورية بدأوا في حملة تشويه واسعة لوزراء حكومة الكفاءات الأولى وبالذات الوزراء الذين يحتلون مواقع لها تأثير واضح على إستثماراتهم وعلى مشروع التمكين بشكل عام مثل دكتور أكرم علي التوم في مجال الصحة.. وطبعاً ده مجال فيه مأكلة كبيرة.. المستشفيات الخاصة وإستيراد الأدوية والخدمات الطبية.. باب رزق واسع فكيف يعهدوا به لوزير ينادي بضرورة مجانية العلاج.. فسعوا خلفه حتى أزاحوه... وبنفس المستوى إشتغلوا على مدني عباس مدني وزير التجارة الممسك بملفات الإستيراد والتصدير.. والشركات الوهمية.. وعائدات الصادر.. والساعي لأزالة تشوهات الوسطاء في الدورة الإقتصادية وهو مسعى إذا نجح فيه فسوف يجفف مصدر كبير للإرتزاق الحرام كانت عوائده تذهب إلى جيوب وكروش العديد من القطط السمان... إضافة إلى أن مدني كان من رموز الثورة وهذا كافٍ لإثارة حنقهم.. فكمنوا له حتى أطاحوا به... أما الجبهة الثالثة التي كانت تشكل خطورة كبيرة عليهم سواءً على مستوى الإستثماري أو الأيديولوجي فقد كانت وزارة التربية والتعليم وعلى رأسها الدكتور محمد الأمين التوم الذي أعلن حربه على التعليم الخاص مع العمل على مجانية التعليم.. ولم يقف عند ذلك بل قام بقفل بلف طباعة الكتاب المدرسي... أما تغيير المناهج في حد ذاته فقد كان بالنسبة لهم طامة كبرى خاصة وأن عمر القراي هو المشرف على هذه العملية وذلك لا يعني أن ما طبعوه من كتب سوف يحيق به البوار.. بل أن ما ظلوا يزرعونه في عقول التلاميذ خلال ثلاثين عاماً من خزعبلات سوف يتم إقتلاعها ومحو أثرها وأزالة تأثيرها ما أمكن.. ولذلك تآمروا على الوزير ومدير المناهج حتى تم إستبعادهم... كل هذا ومعركتهم الكبرى ضد لجنة تفكيك التمكين ظلت شغالة ومدورة بلا هوادة.. ولكن هذه كانت جبهة عصية على الإختراق تقف خلفها الثورة بكل قوتها وعنفوانها.. فإنكسروا أمامها إلى حين.

    اللجنة الأمنية جاءت لتبقى.. أو هكذا كانوا يطمعون... فإتبعوا أخبث التكتيكات.. بدأوها بإستخدام الأموال الطائلة التي تحت أيديهم لأجل إفشال الحكومة المدنية أو على الأقل إظهارها بمظهر الضعيف العاجز قليل الحيلة.. فإستثمروا بكثافة في مجال المضاربة في العملات ورفع حدة التضخم مع إخفاء السلع الغذائية والأدوية والكثير من مستلزمات الحياة الضرورية منها غاز الطبخ.. إضافة إلى أنعدام الوقود وإنقطاع الكهرباء والماء.. ثم أرفقوا ذلك بتعطيل مصالح الناس في مكاتب الحكومة وإهدار وقتهم وذلك بإبطاء وتعطيل الخدمات التي تقدم للجمهور حتى صار المواطن لا يمكنه أن يتحصل على أبسط المتطلبات الأساسية إلّا بشق الأنفس.. مثل إستخراج الأوراق الثبوتية أو الحصول على الشهادات الصحية وغيرها.. بل وصل الأمر إلى حد الإخفاء المتعمد لدفاتر جوازات السفر.. ففتحوا بذلك الباب واسعاً للسمسرة والإسترزاق في هذه المعاملات الروتينية مما وضع مزيداً من الأعباء المالية والرهق الجسدي والنفسي على المواطن.. ثم أضافوا إلى ذلك حالة من إنعدام الأمن وإنتشار الفوضى.. فظهرت عصابات النيقرز وتسعة طويلة.. تلك الأيادي الخفية التي كانت تعمل في وضح النهار لإشاعة الرعب والخوف والقلق بين الناس مع تقاعس الأجهزة الأمنية والشرطية عن أداء مهامها حتى فيما يتعلق بفتح البلاغات العادية.. وللمزيد من التخويف والفوضى إصطنعوا الصراعات الإثنية في مدن لم يشهد تاريخها نزاعات من هذا القبيل.. مثل القضارف وحلفا الجديدة وكسلا وبورتسودان وعدد من مدن النيل الأبيض وجعلوا بعض المكونات السكانية وقوداً لهذه التوترات.. هذا مع خلق مزيد من الفتن بين المجموعات السكانية في مدن وقرى كردفان ودارفور لخلق حالة عامة من التوتر والإضطراب حتى يصبح تربعهم على السلطة ذو أهمية زائدة.. تحت دعاوي الحفاظ على الأمن والإستقرار.. مع أنهم هم الذين كانوا يشعلون نار الفتنة ثم يتفرجوا عليها وكأنها لا تعنيهم.. وذلك ما عبروا عنه عندما قام ترك بقفل الطريق القومي وعزل السودان عن منافذه البحرية.. حينها إدعوا أن تلك قضية سياسية خارج إطار مسئولياتهم.. بينما قال ترك نفسه أنه تحت حماية المجلس العسكري ومن خلال تصريحاتهم إتضحت الصورة الكاملة للمؤامرة... هذا التضيق وهذا العنت المختلق كان الهدف منه تركيع الشعب وأن يأتي طائعاً مختاراً أو منكسراً ذليلاً ليمنح البرهان التفويض الذي طلبه من قبل مقتفياً في ذلك أثر السيسي وقع الحافر على الحافر حتى لو دخل جحر ضب لدخل البرهان خلفه.

    اللجنة الأمنية جاءت لتبقى.. أو هكذا كانوا يتوهمون... وقد بدت ملامح ذلك واضحة عندما كان كل السودان يعايش جو المفاوضات بينهم والحرية والتغيير حول تشكيل الحكومة، في الشهرين الأوائل.. حينها تلقوا الوصفة المصرية الجاهزة في فض الإعتصامات ونفذوها بحذافيرها.. وكان ذلك أول المؤشرات التي تدل على أنهم جاءوا ليستخلصوا الحكم لأنفسهم دون شريك.. ولكن أمواج الطوفان البشري جرفتهم فهدأوا من وتيرة أطماعهم إلى حين... وعندما هرع البرهان لملاقات ناتنياهو في عنتيبي، لم يكن ذلك لأنه إكتشف أن القضية الفلسطينية أصبحت من الماضي، أو أنه يريد أن يبرئ نفسه من تهمة معاداة السامية... وإنما كان يريد أن يجعل من الدولة الصهيونية المطية التي تقلّه نحو عواصم العالم، وكلمة السر التي تفتح له أبواب القبول حين ينفذ إنقلابه وينفرد بالسلطة.. ولأجل ذلك كانت الوفود تغدو وتروح بين أولاد دقلو وبني صهيون.. ولتهيئة المناخ لإنقلابهم أضافوا بعض الرتوش الجانبية التي تجعل المشهد العام في البلد يبدو في حالة من الإضطراب وعدم الإستقرار فإختلقوا عدد من الإنقلابات على طريقة "هجم النمر..." وهي تحركات مكشوفة كانت تُعلن وتموت في مهدها.. ثم أخيراً وفي لمحة عبقرية ظهرت داعش دون مقدمات أو سابق إنذار في قلب العاصمة.. ورأينا الرصاص ينهمر من البنايات في وسط الخرطوم وفي منتصف النهار.. ويظهر البرهان البطل المغوار وهو يقدل في ساحة المعركة.. ثم ينتهي كل شيء.. لم نسمع بعد ذلك أن هؤلاء الدواعش يقبعون في حراسات القسم الأوسط أو أن التحريات قد أظهرت أن لهم أذرع في الداخل أو إمتدادات في الخارج.. فقط ظهروا هنا وهنا إنتهى أمرهم وإختفى سرهم.. لكن ده كله ما جاب مريسة تام زينو... فرجعوا إلى الكرت المدخر.. إتفاقية جوبا.. فقد جاءت حوبتها وعليها أن تظهرت لتؤدي دورها بالمكشوف هذه المرة.. فأوعزوا لتكويناتها بتشكيل كتلة ضرار للحرية والتغيير.. ومن قاعة الصداقة هتفوا "الليلة ما بنرجع إلّا البيان يطلع" ومن هناك إلى القصر حيث تمرغوا في نعيم اللجنة الأمنية عدة أيام أكلوا وشربوا وتسامروا.. في آخرها تسلل البرهان ليلاً إلى القاهرة.. ثم عاد وفي يده البيان.

    اللجنة الأمنية جاءت لترحل.. وهكذا بدأوا يترنحون... ما أن لاحت ملامح الإنقلاب في أفق دغش ذلك اليوم الفاصل.. حتى خرج الناس إلى الشوارع وأشعلوا النيران في اللساتك فأضاءت ما تبقى من ظلمة الليل.. وعندما أطل الصباح إحتشدت الشوارع بالجموع الغاضبة ولعلع الرصاص فسقط الشهداء وسالت الدماء وإزدادت جذوة الثورة إتقاداً وزاد لهيبها أواراً.. أما الفلول فقد إنصبت عليهم مياه باردة.. فإنفض سامر الهوام.. وإختفت جماعة إعتصام القصر.. ومن تبقى منهم تحول إلى خبير إستراتيجي يخرج في الفضائيات ليكذب.. يكذبون دون حياء.. ويتمادون في ذلك حتى يشك المستمع أنه ربما أصبح الكذب من الخصال الحميدة.. وهو في عرف الجبناء ليس عيباً إنما هو تقية ومنجاة من الهلاك... من الناحية الأخرى ظهرت هيبة الشارع الذي لا يخون فإستلم زمام المبادرة بقوة وإقتدار وإنطلق في عنفوان وكأن الثورة قد بدأت من أول جديد.. فيضانات من الجماهير الما محرشة ولا مكرية.. تهتف وتقاوم وتقدم التضحيات.. دون أن تلين أو تستكين.. حتى لاحت بشائر النصر مثلما لاحت بشائر السقوط... سقوط الإنقلاب عملياً على أرض الواقع.. الأمر الذي يعني أن كل دسائس ومؤامرات اللجنة الأمنية راحت شمار في مرقة.. لقد نسف الصمود الباسل خططها وتكتيكاتها الخبيثة التي ظلت تمارسها منذ تأسيس شراكتها المعطوبة في مجلس السيادة الشائه... وعندما إقتربت فصول التهاوي من نهايتها حاولوا ستر عورة هزيمتهم بإتفاق مشروخ مع رئيس الوزراء المختطف.. وهي قشة تعلقوا بها على أمل أن تمنح إنقلابهم بعض المشروعية ومن ثم تشكل لهم مصدة تحميهم من المساءلة عن جرائمهم الأخيرة، أو على الأقل تخفف عنهم ضغط الشارع حتى يتدبروا أمرهم أو يفتح الله على "فكي جبرين" بوصفة أو عمل يخارجهم من الورطة.. ولكن الشارع فوت عليهم هذه المناورة.. وهتف لا تفاوض لا مساومة لا شراكة والثورة مستمرة.. وسقط في أيديهم.. شبح فض الإعتصام الذي ظل كابوساً يقض مضاجعهم أضيف إليه شبح جديد.. ولا مجال للمراوغة أو المزاوغة هذه المرة.. فهذه الثورة قامت من أجل إيقاف دوران عجلة الإفلات من العقاب وإلى الأبد.. لابد من المحاسبة.. والشعب لن يغفر ولن يرحم.. في هذه العقبة وقف حمار اللجنة الأمنية خائفاً مرتجفاً.. وعندما تأكد لهم أن كل مخططاتهم قد فشلت ومشروع إنقلابهم قد سقط في الداخل لم يعد أمامهم من منفذ سوى أستجداء الخارج علهم يظفرون بطوق نجاة ولكنهم لم يفلحوا.. فقد صمّ العالم آذانه عنهم وضاق بهم الخناق.

    اللجنة الأمنية جاءت لتفوت.. أوهكذا نرى عرض أكتافها... ويظهر ذلك عندما لم تفلح دول التآمر الثلاثي ومعهم إسرائيل في أن تستجلب لهم ولو إعتراف واحد بشرعية إنقلابهم.. بل إستمطرتهم حكومات العالم ومنظماته شجباً وتنديداً وإستنكاراً وإدانة وطالبوهم بالعودة إلى مسار الدولة المدنية.. هذه النداءات جاءت إستجابةً لمواقف الثوار الصلبة.. فهم الذين فرضوا ببسالتهم وصمودهم وتضحياتهم وإستماتتهم في سبيل الإنعتاق من الأنظمة الشمولية على هذه الدول أن تتبنى آمالهم وتطلعاتهم.. هم الذين أجبروا العالم على إحترام إرادتهم.. يعني هم الذين أسقطوا الإنقلاب جوه وبره.. وبذلك لم تعد هناك يد يمكن أن تمتد لتنتشل اللجنة الأمنية من وهدة السقوط.. وزي ما قالوا: "التور كان وقع كترت سكاكينه".. فلوّح البعض بسكينة عقوبات قد تجز الفِقَرْ الكبيرة.. وده كان حصل تبقى ميتة وخراب ديار.. أمام هذا الواقع المحبط بدأت المكابسة من أجل إيجاد نفاج يخرجهم من هذا المأزق.. ولكن كيف المخرج وقد إستنفذوا كل كروتهم في المؤامرات القديمة.. ولم يعد لديهم سوى كرت بايظ إذا ما ألقوا به قد يؤدي إلى تعقيد المشكلة أكثر من أن يحلها.. ولكن ليس لديهم خيار آخر فتوكلوا على الله ورموه ولسان حالهم يقول: "خربانة خربانة" أو "كان غلبك سدها وسع قدها".. وكان آخر ما في جعبتهم هو تهديد العالم وتخويفه بكرت اللجوء والنزوح والهجرة.. حيث لم يجد حميدتي من مهرب أمامه سوى أن يبتز الدول الغربية فرفع عقيرته بالنباح متوعداً ومهدداً الحكومات الأوروبية بأنها إذا لم تدعمه هو وصاحبه البرهان وتثبتهم في الحكم فسوف يفتح الحدود ويصدر لهم اللاجئين.. هكذا يظن أنه بهذه الهرشة قد يرعبهم ولا يدري أنه بذلك قد أعلن عن إنكساره وهزيمته في مواجهة الشعب الأعزل.. فعندما لا تصبح لديهم قدرة على البقاء في السلطة إلّا بإستجداء الخارج.. فذلك يعني أن قوتهم في الداخل قد إنهارت أو وصلت حدها.. وأجنحتهم قد تقصصت ولم تعد لديهم قدرة على الطيران الذاتي.. وشارفوا على السقوط... وفوق ذلك فإنه بهذه الإستغاثة قد كشف عن مقدار وضاعته وخسة منبته.. لقد تهاوى إلى قاع الإنحطاط الأخلاقي.. يريد أن يحكم بلاده بشرعية يستمدها من عمالته للخارج ولا يستحي أن يعلن ذلك على رؤوس الأشهاد وهذا والله العظيم هو الخسران المبين بعينه... إنه يعرض نفسه في سوق الله أكبر كعميل تحت الطلب ويستصحب معه كل اللجنة الأمنية يعرضهم في سوق النخاسة الدولي لمن يريد الشراء من الرؤساء والزعماء ومخابرات الدول الأجنبية إن كانت ترغب في تجنيد عملاء تستخدمهم من أجل تحقيق مآربها وأطماعها أو لدرء المخاطر عنها.. علينا جاي... والثمن زهيد.. بل هم لن يدفعوا ثمناً في الأصل.. فقط عليهم أن يغضوا الطرف ويتركوا لهم حكم هذا الشعب الغلبان.. لا والله هذا الشعب لا هين ولا هوين ولا طيّع ولا ليّن ولا من النوع الذي يمكن أن ينقاد لحثالة من العملاء فاقدي الضمير والأخلاق.. عديمي القيم والذمم.. لقد نازل كل الدكتاتوريات التي سبقتكم وسحقها دون أن يطلب مساعدة من أحد.. ولن يستعين بغير إرادته لسحقكم.. سوف يطاردكم حتى أعواد المشانق دون أن يستعدي عليكم الخارج أو يستجديه.

    اللجنة الأمنية جاءت لتموت.. وهذه فرفرة مذبوح... حميدتي وأنت على وشك أن تغور كان عليك أن تترك حسنة واحدة يذكرك بها الشعب السوداني.. ولكنك ختمتها بكل صفاقة العملاء أو السفهاء حين طلبت السند من الخارج لتؤكد أنك لا تنتمي لهذا الشعب النبيل ولا تعرفه.. وأنك لست من صلبه فلو كنت من أبنائه فعلاً لطالبت دول العالم بعدم التدخل في شئون بلادك وهو الأمر الذي نادى به الثوار بهتافات داوية أمام السفارات.. وإذا ما فعلت مثلهم ولو على إستحياء وأنت في موقع المسئولية لكان ذلك موقف يحمد لك ولكن أن تفعل عكس ذلك وأنت في هذا الموقع فهذا يدل على أنك جبلت من طين المستنقعات الآسنة وأنك على إستعداد للتردى في الإنحطاط إلى مالا نهاية.. كما أن مثل هذا الموقف يدل على أن إنقلابكم قد إنكسر وأنكم تتجرعون مرارة الهزيمة.. فلهاثكم خلف السراب في هجير المذلة لن يوفر لكم جرعة تروي ظمأكم للحكم.. وطرحكم لأنفسكم كعملاء للدول الأجنبية لن يفرج كربتكم أو يفك ضائقتكم.. كما أن تهديدكم للعالم بفتح أبواب الهجرة لن ينفعكم بقدر ما يضركم.. وقد سبقكم إلى ذلك صديقكم أردوغان حاكم تركيا.. وما أدراك ما تركيا.. دولة كبيرة وقوية وعضو في حلف النيتو.. لها حدود مباشرة مع أوروبا من الناحية الغربية وفي نفس الوقت لها حدود مباشرة وغير مباشرة مع عدة دول مأزومة في الشرق.. تنضح جميعها بالملايين من طالبي اللجوء والهجرة.. منهم سوريا والعراق وأفغانستان وغيرهم.. وقد أرسل أردوغان تهديداته عدة مرات بأنه سوف يفتح لهم الحدود.. فجاءه الرد من الإتحاد الأوروبي بأنهم لن يخضعوا للإبتزاز ولن يستجيبوا لدبلوماسية التهديد.. فهل تراهم يستجيبون لحميدتي أو البرهان وهما جغرافياً ليست لديهم حدود مشتركة مع أوروبا.. هذا مع العلم أن أردوغان وهو رئيس منتخب كانت مطالباته تقتصر على الحصول على بعض المال أما اللجنة الأمنية وهي سلطة إنقلابية تطالب بإختطاف دولة بكاملها.. وهم مجرد مجموعة إجرامية في نظر الكثير من الدول والمنظمات وبالذات حميدتي والبرهان اللذان تحوم حولهما تهم بإرتكاب مجازر في دارفور.. أما اللجنة بكامل هيئتها فهي بلا شك متورطة في جريمة فض الإعتصام وكل العالم يعرف ذلك.. ثم أضافت إليها في شهر إنقلابها المشؤوم أكثر من أربعين شهيداً أمام أنظار العالم.. وهذه الجرائم كفيلة بأن تكف يد أي حكومة محترمة في دولة تتمتع بالديمقراطية والشفافية من مساعدتكم أو الدفع بكم إلى سدة الحكم لأن الحزب الحاكم الذي يفعل ذلك يخاطر بمستقبله السياسي في دولٍ تدير شئونها تحت أنظار الإعلام الحر ومنظمات العمل المدني وجمعيات حقوق الإنسان وهذه تشكل سلطة رابعة يمكنها أن تسلق أي حزب يحيد عن المواثيق الدولية، بألسنةٍ حداد تجعله يراجع حساباته ألف مرة قبل أن يقدم على خطوة قد تجلب له تهمة مساعدة جماعات متورطة في جرائم إبادة جماعية أو جرائم ضد الإنسانية.

    أما النقطة الأخيرة فهي تتعلق بغرابة هذا الطلب وما ينطوي عليه وما ينجم عنه... تكمن الغرابة في أنه لم يسبق لشخص أو مجموعة من الأشخاص مهما بلغت بهم الجلافة أن طلبوا عبر وسائل الإعلام من حكومة دولة أخرى أو عدد من الدول مجتمعة أن تساعدهم في إستلام السلطة في بلادهم.. بالطبع ذلك قد يحدث ولكنه عادة ما يتم في الغرفة المغلقة وبسرية تامة.. والحكومة التي تتبوأ موقعها وفقاً لهذه الأساليب التآمرية الملتوية عادةً ما تتبرأ من فعلتها هذه ولا تعلنها على الملأ.. ناهيك عن أن يتم ذلك بطلب مسبق وعبر القنوات الفضائية... هذا إضافة إلى ما يتضمنه هذا الطلب من إهدار لسيادة الدولة ورهن مصيرها لطرفٍ خارجي.. إذ أن من يستعين بحكومة أجنبية لكي يستولي على السلطة في بلاده، يصبح رهينة لدى تلك الحكومة وعليه أن يفتح لها الأبواب مرغماً لكي تتدخل في شئون بلاده على كافة المستويات إبتداءً من تعيين الرئيس وزمرته وإلى إنتاج البصل... مع بقائه تحت رحمتها لأن الدولة الأجنبية التي تمتلك القدرة على تنصيب حاكم في دولة أخرى فإنها وبنفس القدر تستطيع إنتزاعه من هذا الموقع إن لم تعجبها سياسته وتعيين مكانه شخص آخر يوافق رغباتها.. فهل كان ذلك في حسبان حميدتي وهو يستجدي الأوروبيين أن يتصدقوا عليه وعلى صاحبه البرهان بما يعينهم على حكم دولة السودان!!
    #الردة_مستحيلة
    #مليونية19ديسمبر
    #أيكوزندوسو_دوس
    #لاتفاوضلاشراكةلامساومة
    #يسقطانقلابعسكر_الكيزان
    #الهدفواحدإسقاط_الانقلاب






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de