تحدثت كثيراً عن شبكات الفساد في السودان، شبكات الفساد في الدواء، في البنزين في الجازولين في القمح، في الأراضي. لكن لا حياة لمن تنادي. لم تستطع حتى الآن أي حكومة وقف تمدد أذرع أخطبوط تلك المافيات، حتى حكومة قحط ولغت في الفساد، لأنك إما أن تولغ مع الوالغين أو سيتم نفيك من الوجود، سيتم تدمير مستقبلك ومستقبل أولادك، وليس من المستبعد أن يتم قتلك، كما حدث للولد غسان. وكما حدث لي من عمليات تهديد مستمر من سماسرة الأراضي في القضارف بالويل والثبور وعظائم الأمور لأزور القبور عندما حذرت من سرقتهم لتلك الاراضي. ولكن كيف لنا أن نسكت على الفساد، فمافيا فساد الأراضي أصبحت أخطر من مافيا المخدرات في كولومبيا والمكسيك. دعونا نتذكر ما حدث في القضارف قبل سنتين حين حاولت تلك المافيا الاستيلاء على ارض النورس التي تبرع بها أبناء ابو عشر وأبناء إبراهيم التوم. ثم جاءت مافيا الأراضي وبدأت عمليات فساد بأساليب ثعلبية، كعمل تعويضات وهمية وتوزيع الأراضي على من يقضى لهم بالتعويض، وأساليب فساد مباشرة (فمن أمِن العقاب أساء الأدب)، وغير ذلك في حين يلهث شعب القضارف خلف أحلام بسيطة كبناء مستشفى وكلية طب وغير ذلك من احتياجات مشروعة بل هي في الواقع واجب على الدولة، ولكن ماذا نقصد بالدولة؟ الدولة لها معنيان: معنى واسع يشمل العناصر الوجودية للدولة (إقليم، شعب، سلطة ذات سيادة)، والدولة بمعنى ضيق أي (الحكومة المتمثلة في السلطة التنفيذية). في الحقيقة لم توجد حكومة حقيقية في السودان، بل أشباه حكومات، هي في الأصل لم تتأسس على مؤسسات صلبة، بل على علاقات شخصية، إثنية وقبلية وتصاهرية، ومصالح مالية،...الخ. لذلك ظل الجهاز الإداري للدولة مجرد أطر قانونية (تحمي) الفساد، تحمي التماسيح، تحمي شبكات الكافيا، والتي تتمتع بنفوذ واسع، وتمتلك الحكومة (سلطات تقديرية واسعة) بحيث تتمكن عبر القانون من الإفلات من المسؤولية القانونية. لقد حذرنا كثيراً من مشكلة الإفراط في منح الحكومة سلطات تقديرية واسعة لدرجة أنه يجوز لها أن تصادر على أصل الحقوق المحمية بالدستور والقانون بمزاعم ومبررات واهية وكاذبة. لا زالت مافيا الأراضي في القضارف تتمتع بدماء نجسة تتدفق في شرايين المنظومة الحكومية. الأراضي تحديداَ تمثل استثماراً مجانياً لتلك المافيا. راجعوا فقط مئات من مخططات الأراضي التي توزع على تلك المافيا بدون رقيب ولا حسيب. في ولاية الخرطوم وحدها، تم -بالفعل- الإستيلاء على كل جنوب الولاية عبر المخططات الممنوحة للمافيا: (جنوب الخرطوم، جنوب بحري، جنوب أمدرمان) بالكاااامل. ولا أحد يحرك ساكناً، فالشعب مغيب الوعي تماماً، والحكومة والغة حتى عنقها في ذلك الفساد. كيف سيتم حماية أراضي السودان من مافيا الأراضي؟ فالمحزن أن هذه المافيا تمتلك قوة ضاربة لقتل أي شخص يعترض فسادها. اللهم أحمنا وأجرنا منهم عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. اللهم أخرجنا من هذا المرحاض، فلقد ارتفع الضغط والسكري وزاد الهم والغم وأنت أرحم الراحمين. قادر يا كريم.. الوحا الوحا..العجل العجل..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/23/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة