مئات الكيلومترات يتم توزيعها على شركات لبيعها عبر ما يسمى بالمخططات؟ ولا نعرف كيف حصلت هذه الشركات عليها ولا متى ولا لماذا؟ هذه الآلاف من الكيلومترات كان من المفترض أن يتم تخطيطها وتوزيعها على المواطنين الذين لا يملكون شبر لدفن جثثهم، لأن الأرض ملكية عامة. هذا الفساد غير معلوم المصدر، والذي لا يُعلم من يحميه من كبار التماسيح في الدولة، هو الذي أفضى إلى رفع اسعار الاراضي، فقد بلغ سعر المتر المربع قرابة ١٥٠٠ دولار والفين دولار، في حين لو تم توزيع المخططات على أصحاب الحاجة من المواطنين لانخفض الطلب وبالتالي توازن العرض والطلب وأصبحت أسعار الأراضي منطقية.، وليس كما يحدث اليوم، إذ أن سعر قطة الأرض في جخانين الخرطوم أضعاف سعرها في نيويورك. وسعر الشقة في الخرطوم بأربعة اضعافها في فرنسا. أما سعر المنازل فحدث ولا حرج، يمكنك أن تشتري فندق خمسة نجوم في اليونان بثمن بيت أرضي في الخرطوم. هذا كلام فارغ.. والمشكلة الأكبر، أن جنون اسعار العقارات أفضى إلى حالات تشريد مئات الآلاف ممن لا يملكون نفوذاً ولا سلطة في البلد. وهروب الآلاف من الشباب عبر السمبك إلى أوروبا (اوعدنا يارب)، وهجرة الباقين إلى مصر ليعيشو رمتالة هناك. مافيا الأراضي في السودان مثلها مثل مافيا الدولار، ومثلها مثل مافيا الأدوية، ومثلها مثل مافيا الاتصالات...الخ. والمشكلة ان هذه المافيات لا تعكس ملياراتها على الأرض في شكل خدمات للمواطنين، إنها تلهف المليارات وتودعها في الملاذات الآمنة في الخارج. وهكذا يتم تجفيف الدولة، أما المواطن الغلبان فيعيش على القليل مما يتساقط من موائد اللئام.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/10/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة