|
إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !!
|
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة إجترار الذكيات والأحزان:
إلى روح الصديق الراحل الشاعر/ صلاح أحمد إبراهيم.. قامته كما نخيل الشمال.. ثراء أخلاق و خلق مثله السافنا الغنية .. وطيب معشر كما ضوع الصندل .. وحزننا عليه بسواد الأبنوس!!... و كم أليمٌ فراقك يا صلاح.. تؤرقنا الذكرى دوماً حيث نجترك دوماً معاني وأغاني !!
من سفر الأحزان : الحنين الثالث
[B]أحزان الأبنوس والصندل[/B]
قبل أن ترتطم الفكرة بالأرض قبل أن تفوح رائحة الطين تجولت في سوق الوشايات أحمل ضياعي وأقتل نفسي أنا حواء وآدم أنا هابيل وقابيل أيضا نسل الخطيئة وزواج السوسن من بيت الطيوب
لعلي هنا أو هناك لعلي في نسغ الصندل والأبنوس لعلي في طمي النيل أو قاع (السين) لعلي ريشة في جناح غراب أو ذرة مطمورة من رماد منجم فحم صيني لعلي بعضاً من فاكهة أفريقية أو من جذع شجرة في بنما لعلي ظلام يغطي القطب الشمالي أو نهار يشرق فوق المحيط الهادي لعلي من أسلاف مغول أو من نسل قاتل روماني
قلت لعلي من أسرة يهودية أو عائلة بوذية أو من بقايا الهنود الحمر أو من كاهن هندوسي
من يثق بأن دمع العين لا يتغير وأن ريح الخريف لا تعبر كل أيام السنة من يضمن أن تراب المقبرة لم يسكن غيم شتاء القرن السابق لميلاد سقراط!!! لعلي من أمم كثيرة ورجال كثيرين لعل لي جدات روسيات وعمات اسبانيات
وآثق أن مياه الخلق تدور بين الوديان والشهوة بين الحرير واللهاث واثق أن لغتي ليست جسدي وأن أصوات الطيور ليست غريبة عن حركة الريح والمطر لست اليوم ولست غدا لعلي كنت طائرا في زمن الفرس صليبا في عهد قسطنطين سيفاً في يد خالد أوكأسا في يد الخيام من يدلني عليٌ ؟ قلبي ملئ بوجيب العالم خطواتي تأخذني لبيت النار الأول
لست قادرا علي شتم كوكب المريخ لا رغبة عندي لانتقاد مسار الزهرة ولست حريصا علي وقف هبوب المغناطيس فوق عظام الأجداد الميتين
معي ومضة من سلاح الإله مارس وقبس من نارك يا ( برميثيوس) صلاح ومعي آيات من القرآن مزامير من داؤد تراتيل من بولص ومقاطع من بوذا كلمات من عبد البهاء لست عارفا مطالع الفلك ولا مغارب الخلق بدأت أعتاد الدهشة وأتجلي في مراياي!!!!
أعرف من لا يعرفني وأخي الذي لا يمتُ لي بصلة ولم يسمع باسمي من قبل أختي من قفقاسيا وعمتي من يونان( باخوس والأولمب) ربما وشم صوتي الاتراك أو هذَّب وحشيتي البحر ربما ولد مني مزارع فرنسي أو سياسي مخادع في ايطاليا ربما جئت من تراب لوس انجلس أو من طين أثينا من يعرف تاريخ جسدي قبل ألفي سنة من يملك بيضة الرخ في يده من يدلني عليٌّ؟
لعلي لست أنا لعلي لست أنت لعلي هنا او لعلي هناك لعلك أنت مني وأنا من ثري المريخ لا أنكر صلتي بزيوس ولا أقر بدمه في عروقي لا أطعن في صحة النهر ولا أخبئ البحر في خزانتي سلالتي الريح وعنواني المطر يا صلاح
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: محمد المرتضى حامد)
|
أخي محمد المرتضى لك خالص مودتي ما يحزنني حقاً أن شاعراً وأديباً وكاتباً وفوق هذا وذاك هو إنسانٌ من طراز نادر وفريد‘ وفي ندرته مثل حجرٍ كريم لا تجده إلا في المنافي والشواطيء البعيدة والجزر البكر التي لم تندنسها أقدام نجسة صلاح لم ينل حقه من التكريم والبحث والتنقيب كقيمة إنسانية ووجدانية نادرة جزيلة العطاء.. أحب وطنه وترابه ووحدته بعيدا عن المزايدات الرخيصة . .. كنا نقول أننا أمة ظالمة لا تعرف قيمة بنيها وهم أحياء والآن أقول يقينا بل أحياء وأموات .. سعدت بل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: سلمى الشيخ سلامة)
|
الأخت الفاضلة/ سلمى
تحية طيبة
لو تعلمين ما بيني وبين الراحل من علاقة لتوقفت عندها كثيراً وملياً ولأدركت مدي الحزن الذي صبغ النفس وماذا يعني فقده بالنسبة لي وأنا الذي رثيته بثلاث قصائد نشرت الأولي في الشرق الأوسط بعيد رحيله وأثنتين في الشرق القطرية .. صلاح حالة برأيي الشخصي لن تكرر إلا على فترات زمنية موغلة في الإتيان .. صلاح من معدنٍ نادر غير مكتشف حتى يومنا هذا.. كنت أتردد عليه في باريس وكان بيننا من لغة تفاهم أحياناً لا ننطقها وبيننا حوارات ومراسلات نادرة .. وذكريات بعضها ساخر وبعضها فكه وبعضها محزن مبكي .. حدثني عن لقب (الخال).. الخال في العربية هو الجبل وفي النسب هو أحن من تأنس إليه الأرحام.. أسعدتني مداخلتك أشكرك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ismeil abbas)
|
اخى ابو بكر -لك التحية ولك السلام يا مفشى الود والوئام بين الانام -اطربتنا الله يعزك يا عزيز -
حذار ان تعيش للموت بل مت من اجل الحياة كيف تنجح ان لم تذق مرارة الفشل -لاتدع قلبك يرتجف امام القيود فالقيود تشد الاجساد لا الارواح ..بهذه الروح كانت مواقف صلاح كما كانت كتاباته تثير معارك ضارية ..كان صلاح من ذلك النوع من البشر الذين يقدمون المثل كان ينظر الى نفسه كاخر محض ..فهو يطعم نفسه فى منظور معرفة الذات حينما يعرف نفسه وحياته على ان تقوم مقام ضرب المثل -كان يرى انه يجب ان يعلم الاخر تقدير نفسه عبر هذه المثل ..ومن هنا كان الدافع الاساسى لدى صلاح للكتابة اصلا فهو ليس رومانتيكيا يسعى للتعبير عن نفسه ليكون مثالا مرئيا وحياتا جديرة بان تعاش وجديرة ان تحتذى ..
نشا صلاح فى بيت علم ودين ثم انتمى للحزب الشيوعى اذن هذه شخصية تبدوا للمتعجل فى حكم الامور انها متناقضة والحقيقة هى فى تركيب الشخصية السودانية المتدينة ذات خصائص شكلها الاسلام - الشجاعة الشهامة الاقدام الحرية نصرة الضعيف اغاثة الملهوف الايثار نكران الذات الزهد الخ ..كان الاستعمار جاثما على صدر الامة لهذا اعتنق صلاح الفكر الاشتراكى حتى ياخذ منه وسائله فى الكفاح ضد الخنوع والتخلف بكل صوره ..كان وجدانه الاسلامى نقيا لهذ ير البعض ان صلاح كان متنازعا مشتت الوجدان مضطرب المواقف ممتلئا بالمرارات كمعاصره صلاح عبد الصبور الذى مزقه النزاع الحاد بين يساريته ووقوفه القوى مع السادات ابان فترة التطبيع مع اسرائيل .
عندما استعر الخلاف مع الحزب فى ستينيات القرن الماضى وانتقلت المعركة من الدهاليز الى صفحات الجرائد قام الحزب بسحب امينه العام وزج برئيس تحرير جريدة الميدان عمر مصطفى المكى للحلبة ..كان صلاح يرد بضراوة ويقول اننى لا اخشى شيئا ولا اخاف من شىء وساكتب اعترافاتى التى ستبين كل شىء .ان عبقرية صلاح الفنية مصنوعة من التحدى وهى تعمل بكل طاقاتها عند المواقف الصعبة وفى هذه الظروف العدائية القاسية كان صلاح يكتب اجمل مقالاته واعذب شعره..
كان يتكلم باناقة ويتصرف باناقة ويغضب باناقة ولشدة رقة طبعه كان ضنينا فى النصح خوفا من احراج احد ..وهو شاطر فى الهروب من كلمات المديح ويخاف من عبارات الثناء ولاتهمه مصطلحات التمجيد ..قرر صلاح مبكرا ان لايكون اى شىء اخر فى الحياة غير شاعر له عالمه الاكبر الفضاء الادبى الفسيح والعطاء فيه بلا حدود وله عالمه الاصغر حوارى ام در ونفاجاتها وذكرياتها التى لا تنضب وعالم الوظيفة الذى يعيله ويمكنه من الاستمرار فى الحياة والعطاء ..دخل هذا الاطار ولم يخرج منه الى اى مكان اخر .الى اى ملجا اخر .الى اى مهرب .الى اى محفل اجتماعى .الى اى هتاف -لقد فضل عالمه المثلث البسيط الذى احتمى به من الناس ومن الضياع ومن الهباء ومن البدد ..بنى داخله سوره العظيم ديوان بعد اخر وعمل ادبى بعد عمل لا سيارة ولا عمارة لا كنز لذهب او فضة -فقط سيجارة فى اليد واخرى فى العلبة والاستمرار فى وظيفة مثل اى مامور فى الارض.. ونواصل
اطربنى عنوان البوست فدخلت على عجل حتى لا يفوتنا شرف اخذ جغمة من هذا السلس العذب ..وان سمحت لى بالعودة فانى محمل بالكثير عن هذا الرجل الكبير -
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: محمد المرتضى حامد)
|
أخي العزيز د.أبوبكر !!!
ليت لي إزميل فيداس وروحا عبقرية ,,,
إلى روحه الطاهرة كل الشوق والإجلال والتقدير والمعزة ,, لقد كان صلاح شمعة تحترق لتضئ
دنياناالمتسربلة بالسواد ,, كان بحرا ننهل من فيض كلماته الرائعات التي لا تشبه إلا نفسها
شكرا د. أبوبكر فشيمتك الوفاء ,,,
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: محمد المرتضى حامد)
|
أخي مرتضي
طاب بك الإشراق روحاً وحسا
أسعدتني الكليمات وهاك من قوله عندما قدم عمله في يومٍ من الأيام لا يحضرني التاريخ ولكن أغلب ظني أنه في السنة الأولى من عقد التسعينيات لا عليك فأن الزهايمر بدأ يدب في الزاكرة الخربة، فالمشهد لابد يجعله يدب ويدب:
( هذا العمل هدية لوطني ، هدية تحمل له الأمل وتعبر له عن الولاء رغم كل شيء: أن نحن بجانبك يا وطننا العزيز، عشت حراً مستقلاً موحداً سالماً وإن كره الطامعون، وإن نحن معك يا شعبنا العزيز من إسترداد قدراتك الفذة على الإنتاج والإبداع ، على التفكير والعمل وإن إفترى عليك المفترون!!)
صلاح يعلمنا درس في حب الوطن وعدم المزايدة ومراعاة حرمته وقدسية ترابه ووحدته!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: احمد حماد ادريس)
|
أخي أحمد
حفي بالنفوس النبيلة مثلك أن تحتفي دوماً وتحتفل إن لم يكن بالكلمة فمجرد إجترار ذكراه في العقل الباطن فهذا وفاء ما بعده .. صلاح كان يمكنه أن يكون من الشعراء النمطيين الذين نحتاج إلى الفيروزابادي لفهم مفرداته وعندما كتب أول قصيدة عرضها على أمه فقالت له: أقرأ لك ولا أفهم ومن تلك اللحظة اختار صلاح بين أن يكون شاعراً يشار إليه بالبنان من نقاد وقراء الإستغلاق ودون أن تفهمه أمه أو أن يكون شاعراً بمقياس أصغر ولكن مفهوم لأمه ولشعبه وللجميع أينما كانوا. اختار صلاح صحبة أمه والفقراء والمساكين وأبناء سبيل الوطن ، فإن كان شعراء العروبة كالقوارير يتدثرون الديباج والحرير فهو من فخارٍ عارٍ إلا من نسيج سوداني خشن كما قال ذلك لقاء ضمه والكثير من أصدقائه ومحبيه بالدوحة .
أخي الحبيب أحمد ما فتحت هذه النافذة إلا كيما نحتفي ونذكر صلاح الرقيق الدمث الهاديء .. صلاح الشاعر " الثورة " الثورة بعناها الإنساني الكبير وأي قطرة في هذه النافذة تعد بمثابة مياه محيط في بعضٍ من وفاء لصلاح وسأستعرض لآحقاً بعض المراسلات النادرة بيننا .. أشكرك وننتظر سيلاً منك يصب في بحيرة الوفاء لصلاح الإنسان النادر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ismeil abbas)
|
أخي الحبيب إسماعيل
سلام على روحك الطيبة
والله يا إسماعيل هناك لمحات إنسانية في حياة صلاح لم يمط عنها اللثام فوالله أعلم أشياء سأتطرق لها لآحقاً ولكنه أخذ مني وعداً وعهداً لا أكشف سترها طالما هو على قيد الحياة وهي تجربة شخصية لي معه .. واليوم كتبت عن رسائل متبادلة بيني وبينه.. في أحيان كثيرة أتوقف وأقول عندما ينفرط من العقد خريدة بأننا لا نعرف أقدار الرجال وهم بيننا ولكننا نعدد مناقبهم حين يرحلون وهذه تراجيديا الظلم الأليم المؤبد ألمه.. ننتظر مشاركاتك مهما كان حجمها فهي مقدرة ومستحسنة أيها الفاضل الكريم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
رسائل متبادلة بيني وبين الراحل صلاح:
أفتقدك بشدة ولا تسألني لماذا، فأنت أدرى وقد سبقتك بطلب أن لا تسألني هذا السؤال لأني أعلم أنه يحلو لك أن تسأله، ويحزنني ردك حينما تعقب على إجابتي وهو قولك : سيأتي يوم تفقدني أو أفقدك إلى الأبد ولكن روحينا تظل مرتبطتان عبر قوة إلهية خفية أعجز عن وصفها) _______________________________________________________________________________________________ العام 1988
الرسالة (1) أخي الحبيب صلاح
أضع الكتابة في اليأس وأذهب إلى الأمل ، فماذا أفعل أخي صلاح حالئذٍ؟ ، ليس ثمة مكان آخر يلجأ إليه الغريب ، فماذا يعني أن تكتب وروحك وحيدة إلى هذا الحد ، وحيدة حتى اليأس وحده! لا يكفي أخي لكي تتيقن من ان الأمل الذاهب لم يذهب سدىً !! أنتظر الرد وإياك والمماطلة أو أن تنتظر الذهاب لمقاهي سان مارتان لترد لي بعد شهر!! أرجوك لا تضحك!!
أخوك ابوبكر **********************************************************************************************
أخي ابوبكر الموت شيء يوشك أن يصبح الأفق الوحيد المشرع أمام الغريب ، في غابة السلطة طواطم تتناسل مثل أشباح البئر المهجورة .. ماذا يعني أن تكتب في بئر مهجورة إلى هذا الحد؟ مهجورة إلى درجة أن للغريب حرية الموت وهي الحرية الوحيدة المتاحة أمام من يفكر في مثل هذه التفاهات الحضارية.. لماذا تبدو الحرية في هذا الأفق ضرباً من الترف لا نحلم به دون أن نتعرض للعسف؟ سألتني فأجبتك ثم سألتك .. لا تضحك أنتظر رداً غير مجنون .. وها أناأضحك وكتبت ردي في رطن هاديء من ذاك المقهى العتيق الذي خبرته!!
أخوك صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
رسائل متبادلة بيني وبين الراحل صلاح:
أفتقدك بشدة ولا تسألني لماذا، فأنت أدرى وقد سبقتك بطلب أن لا تسألني هذا السؤال لأني أعلم أنه يحلو لك أن تسأله، ويحزنني ردك حينما تعقب على إجابتي وهو قولك : سيأتي يوم تفقدني أو أفقدك إلى الأبد ولكن روحينا تظلان مرتبطتين عبر قوة إلهية خفية أعجز عن وصفها)
______________________________________________________________________________________________
العام 1988
الرسالة (1)
أخي الحبيب صلاح
أضع الكتابة في اليأس وأذهب إلى الأمل ، فماذا أفعل أخي صلاح حالئذٍ؟ ، ليس ثمة مكان آخر يلجأ إليه الغريب ، فماذا يعني أن تكتب وروحك وحيدة إلى هذا الحد ، وحيدة حتى اليأس وحده! لا يكفي أخي لكي تتيقن من ان الأمل الذاهب لم يذهب سدىً !! أنتظر الرد وإياك والمماطلة أو أن تنتظر الذهاب لمقاهي سان مارتان لترد لي بعد شهر!! أرجوك لا تضحك!!
أخوك ابوبكر **********************************************************************************************
أخي ابوبكر
الموت شيء يوشك أن يصبح الأفق الوحيد المشرع أمام الغريب ، في غابة السلطة طواطم تتناسل مثل أشباح البئر المهجورة .. ماذا يعني أن تكتب في بئر مهجورة إلى هذا الحد؟ مهجورة إلى درجة أن للغريب حرية الموت وهي الحرية الوحيدة المتاحة أمام من يفكر في مثل هذه التفاهات الحضارية.. لماذا تبدو الحرية في هذا الأفق ضرباً من الترف لا نحلم به دون أن نتعرض للعسف؟ سألتني فأجبتك ثم سألتك .. لا تضحك أنتظر رداً غير مجنون .. وها أناأضحك وكتبت ردي في ركن هاديء من ذاك المقهى العتيق الذي خبرته!!
أخوك صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
أبو بكر
إليك بهذا ( البياض ) :
***
الذهاب إلى الشعر بعنقٍ حرة
تحية للشاعر السوداني صلاح أحمد ابراهيم ، لئلا يموت
كنتُ في غرفة صغيرة بفندق (نابليون) في بيروت، كان شتاءً مدهشاً عام ،1970 حيث أشاركُ في الملتقى الشعري العربي الأول الذي نظمه "النادي الثقافي العربي" في لبنان. كانت التجربة بالنسبة لي جديدة على غير صعيد، فهي المرة الأولى التي أحضرُ فيها لقاءاً شعرياً خارج البيت، حيث التقيتُ كل الشعراء العرب، المعروفين آنذاك بإتصالهم بالشعر الحديث، (ولو كان السياب تأخرَ قليلاً لكان معنا، حسبَ تعبير أحدهم). أكثر من هذا، فهي المرة الأولى التي أتعرفُ فيها على بيروت، وهذا ليس قليلاً. لكم أن تتخيلوا فلاحاً يصابُ بدهشة المدينة، وتنتابه الاغماءة كل مساء لفرط التجربة. فبعد أن صدر كتابي الشعري الأول، لم يكن الوقت والخبرة كافيتان لكي أتمالك نفسي أمام تلك التجربة. ربما كنتُ أصغر المشاركين سناً (إذا سمح لي الشاعر وليد سيف)، ولم تنفع محاولات بعض زملاء الملتقى لتهدئة رَوعي أمام فكرة أن أحمل قصيدتي وأقرأ في حشدٍ من الشعراء، بدأ معظمهم الكتابة قبل مولدي تماماً. شعراء من كل البلاد العربية، بعضهم كان يترفق بي ليقول ببعض الشك "هل ثمة شعر حديث في بلادكم؟". ولكي لا أفقد حماس الشباب كنت أتهدّج فيما أصوغ جوابي الشعري الذي لم أكن متأكداً من قدرته على الاقناع. من المبالغة القول يومها أن الثقة كانت إحدى صفاتي، (إذا كانت هي حتى الآن. !).
وما أن حان موعد الأمسية التي أشارك فيها، حتى ازدادت وتيرة إرتباكي، وفتحتُ حقيبتي أبحثُ عن ربطة العنق التي استعرتها من صديق لي في البحرين لكي (أكشخ) بها وقت الأمسية.
بعضُ الأصدقاء في البحرين بالغَ في التأكيد على ضرورة أن أقوم بأداء طقوس المحفل الأدبي كاملةً وبأحسن ما يكون، فمن العيب أن يصعد الشاعر المنصة بدون ربطة العنق. ولم يكن أمام الفلاح المضطرب إلا أن يصدق ذلك.
عندما سحبت ربطة العنق من بين ملابسي الشتوية المكنوزة في الحقيبة، فرطت العقدة، تلك العقدة التي إشتغلَ عليها ذلك الصديق ليلة كاملة، ووضعها معقودة الحلقة لكي أثبتها مباشرة في ياقة القميص (ربما على طريقة أنشوطة رُعاة البقر). لكن العقدة فرطت، فرطت، وأسقط في يدي (هل قيلَ هذا التعبير لهذا الموقف خـصوصـاً؟).
كيف سأذهب إلى القراءة الشعرية بقميصٍ فالت العنق، أليسَ في هذا إساءة لسمعة المشاركة؟
سيأخذ المحفل الشعري فكرة سلبية عن وضع الشعر في بلادنا، وليس بعيداً أن يعتبر النقادُ قصيدتي غير (المعقودة) مثلبةً لا يجوز للشعراء الوقوع فيها، وعندما تنشر صورة الشاعر في الصحافة، سيقال "أنظروا، هذا شاعرٌ من أهل النفط لا يمتلك ربطة عنق، لابد أنهم لم يتصلوا بعد بوسائل الحضارة !". ومن المتوقع أن يتهكم أحد محرري الثقافة مغمغماً "هه، كيف يمكن أن يكون شاعراً حديثاً، إنه بالكاد لم يسمع عن ربطة العنق !!"
يا للعار... كيف سأواجه أصدقائي الذين سهروا يشرفون على كل صغيرة لكي أبدوا مبعوثاً لائقاً يمثل تجربتهم، ماذا سأقول لهم، وهم الذين ينتظرون تفاصيل هذه اللحظة بالذات؟ هذه لحظة لم أحسب حسابها على الاطلاق. فكرت بحواس اليائس، ربما كان علىّ أن لا أقبل المشاركة في هذا الملتقى أصلاً، بل أن خروجي من البيت لم تكن فكرة سديدة، وإلا فماذا أستطيع أن أفعل في هذا الموقف الأخرق، شاعر يقف عارياً في الغربة، عليه أن يقرأ شعراً هذه الليلة وبين يديه ربطة عنق فارطة، أية ورطة هذه.
استعرضتُ الحلولَ المتاحة أمامي. حسناً، في الملتقى زملاء تقاربتُ معهم سريعاً منذ اليوم الأول، أحدهم يسكن في الغرفة المجاورة في الفندق. وتذكرتُ أنه يرتدي ربطة عنق بشكل دائم، لابد أنه سيكون قادراً على إصلاح (عقدتي)، وبالمصادفة كان اسمه "صلاح" أيضاً، إنه منقذي لا محالة. ولم أتردد، هذا موقف يستحق الاقدام والبسالة. حملتُ الربطة الفارطة وطرقتُ عليه، فتح الباب، لقد كان الشاعر السوداني صلاح أحمد ابراهيم. تنفستُ الصعداء، وتفاديت المقدمات والاعتذار المسبق عن الازعاج، ومددتُ له يدي بالشريط الأسود المجعلك لفرط العناية الفائقة التي تعرض لها محشوراً بين ملابس شتوية خشنة (فقد نصحني أصحابُ الخبرة أن أتسلحَ لمجابهة ثلوج لبنان، كمن يتحدث عن الأسكيمو). اختصرتُ لصلاح، في كلماتٍ قصيرة، المأزق الذي أعاني منه، كنتُ حاسماً و أرتعش في آن، مثل فرخ طير يشرف على هاوية. قلت له "لابد أن تسرع، فليس أمامنا إلا دقائق، السيارة تنتظرنا لكي نذهب إلى القراءة الشعرية". فانفجر صلاح بضحكة صاخبة مثل (غضبة الهبباي). وبسرعة مذهلة أقنعني أن الأمر لا يستحق كل هذا الارتباك. وقال "يا زول، ليست ثمة أهمية لأن تقرأ الشعر مرتدياً ربطة العنق". أشرت للربطة التي يرتديها كمن أسوق عليه الحجة، فقال "ماعليك، إنني متورط بها لأسباب ليست شعرية على الاطلاق، وبما أنك تبدأ حياتك، عليك، من الآن فصاعداً، أن تصرف النظر عن هذه العقدة، وليس في برنامج الدعوة نظام يجبر الشاعر على الذهاب بالملابس الرسمية" ولكي يؤكد لي جدية الأمر، حرّر عنقه من الربطة وقذفَ بها، هاتفاً بي "هيا، ينبغي أن نذهب إلى الشعر بأعناقٍ حرة."
وسحب يدي مهرولاً نحو السيارة. قائلاً "إسمع، سوف تقرأ هذه الليلة قصيدتك بقميص أبيض وعنق ناصعة وصدر مفتوح، إن من في القاعة جاءوا لسماع الشعر وليس للتحقق من قيافة الشاعر".
بعد أن قرأتُ قصيدتي بقدر لابأس به من التعثر والتلعثم والأخطاء (شـَهّرَ بها، مشكوراً، مؤيد الراوي في جريدة "إلى الأمام" آنذاك، إذا لم تخني الذاكرة). تركتُ المنصة لكي أجلس بجانب صلاح وأسمع منه تعليقاً ظريفاً: "أرأيت، لو أنك وضعتَ تلك الربطة في رقبتك لما تمكنتَ من التنفس أثناء القراءة" واستطرد ساخراً "كيف تزعم كتابة الشعر الحر وتتمسك بما يحبس أنفاسك؟ عليك أن تكتب الشعر بجسدك، ولا تتورط بما تورط فيه من سبقك من الشعراء، حياةً و شعراً".
الالفة التي تولدتْ مع صلاح أحمد ابراهيم أتاحت لكلينا علاقة اقتحامية، وهيأتْ لي ثقة كفيلة بتجاوز بعض التهيب الذي صاحبني في السفر.
منذ ذلك الملتقى الأول، تحررتُ من تلك العقدة، ولأسباب عديدة، غير هذه، لم أنس صلاح أحمد ابراهيم. لكن لندرة مشاركاتي في اللقاءات الشعرية وزهده الكامل في مثل هذه المناسبات، لم نلتق كل هذه السنوات، إلى أن قابلته في صدفة باهرة عام 1991 في مؤتمر الشعر العالمي بالقاهرة. وكانت المرة الثانية والأخيرة قبل أن يغادرنا. لماذا ينبغي علينا أن نلتقي بأصدقاء رائعين مثل صلاح ثم نفقدهم بمثل هذه الرهبة. لقد كان في لقاء القاهرة فتياً بحيث لا يجوز لي أن أصدق أن ذهاباً صاعقاً يمكن أن يأخذه بهذا الشكل.
ترى هل ذهب صلاح إلى الشعر بالعنق الحرة ذاتها، تلك التي نجا بها من العمل السياسي والدبلوماسي، وهل ذهب إلى ذاكرتنا بالعنق الحرة الفتية التي حرّضني ذات أمسية على التحصّن بها ضد كل شيء ؟
الآن، مثل ذلك الراعي الأفريقي الذي استحوذ على مخيلة صلاح منذ سنوات عمره المبكرة، نشرع القيثارة العاجية ونغني تلك الأنشودة التي تمنى شاعرنا أن يسمعها مجلجلة في (غابة الأبنوس).
هل احتفظَ صلاح بعنقه حرة، إلى الحد الذي جعله يموت بعيداً عن وطنه.
لكن ماهو وطن الشاعر ؟ أليس هو وطن الطائر بالذات ؟ إنه الحرية، والحرية ليست جغرافيا، إنها ضربٌ من طبيعة الحياة. صلاح، أهلاً بك هناك، حيث لا يذهب أحد إلا ليزداد حضوراً . *
*** قاسم حداد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابو جهينة)
|
صلاح أحمد إبراهيم -------------------------------------------------------------------------------- في الغربة (انفعالات شخصية) الى عبد الله الصومالي واخوته في الغربة أقدم هذه القصيدة: -------------------------------------------------------------------------------- هل يوماً ذقت هوان اللون
ورأيت الناس إليك يشيرون، وينادون:
العبد الأسود؟
هل يوما رحت تراقب لعب الصبية في لهفة
وحنان
فإذا أوشكت تصيح بقلب ممتلئ رأفة:
ما أبدع عفرتة الصبيان!
رأوك فهبّوا خلفك بالزفة:
عبدٌ أسود
عبدٌ أسود
عبدٌ أسود.. ؟
هل يوماً ذقت الجوع مع الغربة؟
والنوم على الأرض الرطبه
الأرض العارية الصلبة
تتوسد ثنى الساعد في البرد الملعون
أنّى طرفت تثير شكوك عيون
تتسمّع همس القوم، ترى غمز النسوان
وبحدّ بنان يتغوّر جرحك في القلب المطعون
تتحمل لون إهاب نابٍ كالسُّبّه
تتلوى في جنبيك أحاسيسٌ الإنسان
تصيح بقلب مختنق غصان:
وآ ذلّ الاسود في الغربة
في بلد مقياس الناس به الألوان!
***
أسبوع مرّ وأسبوعان
وأنا جوعان
جوعان ولا قلب يأبه
عطشان وضنوا بالشربة
والنيل بعيد
الناس بعيد
الناس عليهم كل جديد
وأنا وحدي ..
منكسر الخاطر يوم العيد
تستهزئ بي أفكاري المضطربة
وأنا وحدي
في عزلة منبوذ هندي
أتمثل أمي، أخواني،
والتالي نصف الليل طوال القرآن
في بلدي
في بلد أصحابي النائي
الرابض خلف البحر وخلف الصحراء
في بلدي
حيث يعزّ غريب الدار، يُحبّ الضيف
ويخص بآخر جرعة ماء عزّ الصيف
بعشا الأطفال
"ببليل ،، البشر والإيناس اذا ما رقّ الحال(1)
يا طير الهجرة .. يا طائر
يا طيراً وجهته بلادي
خذني بالله أنا والله على أهبه
قصت أقدارٌ أجنحتي
وأنا في زاوية أتوسّد أمتعتي
ينحسر الظلّ فأمضي للظلّ الآخر
***
لكن الطير مضى عنّي
لم يفهم ما كنت أغنّي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابو جهينة)
|
Quote: صلاح لم ينل حقه من التكريم والبحث والتنقيب كقيمة إنسانية ووجدانية نادرة جزيلة العطاء.. |
الاخ الفاضل الباشمهندس ابوبكر.. لك الشكر اجزله.. قل لي بربك من المبدعين السودانيين نال نصيبه من التكريم والبحث والتنقيب كقيمة انسانية عملت على اعلاء القيم الانسانية النبيلة..؟ لا احد.. نحن، رسميين، وجمهور نعمل على تكريس المثل السوداني "يوم شكرك ما يجي"، بغية الابتعاد عن تكريم المبدع بحياته. اما يوم يجي شكرك، فذلك يعني انك تغيب جسدا وذكري.. نفس العنقريب الشايل النعش، تكفن معه الذكري...للاسف.. الا في افئدة وحنايا البعض.. وهذا البعض، انت على راسهم.. لك الشكر، في نفض الغبار عن ذكرى هذا الرجل النبيل والشاعر العملاق. مودتي.. حليمة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: حليمة محمد عبد الرحمن)
|
الأخت الأستاذة حليمة
لك من الود أخلصه
ماذا أقول حيال كلمات نفيض ألماً وحزناً مثل كلماتك المجللة يالأسى .. بالسواد.. وبالتحسر .. لماذا نحن هكذا يا أخية ؟ ها أنت سألتني وها أنا أسألك واعيد الكرة لك لأننا نعلق ذات العلقم .. لقد كتب علينا أن تعيش العبارة الحزينة وأن نتوارث الأحزان لآننا نفتقد كل يوم خريدة وأي خريدة ، خريدتنا نادرة إنها صلاح أحمد إبراهيم الذي لن يجود بمثلها الزمان الآتي مهما قرُب .. لقد مات صلاح بحب وطن إسمه السودان لأنه كان يحبه جملة وتفصيلاً .. علواً وهبوطاً ، ندرة وكفاية ، قحطاً وإخصراراً .. رجل نشأ في أمدرمان ورأى فيها السودان بكل تبايناته.. فأحبه بإثراء وثراء!! أشكرك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: عاصم ابوبكر حامد)
|
قبل فترة وجيزة ذهبت للعم مرتضى احمد ابراهيم للعزاء فى ابنه المهندس الذى توفى فى حادث حركة مؤلم -بعد اداء واجب العزاء باغته بالسؤال هل عرفتنى -اجاب الاسم بالتاكيد لا -لكننى ارى فيك ظل اخوى صلاح وحتما انت من اصدقائه - اصابنى الزهو والخيلاء - وحدثنى المهندس مرتضى الكثير عن صلاح وطفولته وعن الاسرة -علما بان صلاح يصغر مرتضى ب سبعة سنوات --
ما زال البحث جاريا عن الاخ /هاشم محمد الامين ابن الحقنة البار -وربطت علاقة وثيقة بينى وبين هاشم والشاعر صلاح احمد ابراهيم -وهاشم يحمل لكثير من ارث صلاح - اخر مرة رايت فيها هاشم كان ذلك عندما ذهبنا للسيد / محمد عثمان وهو يتاهب للسفر لاثيوبيا لمقابلة جون قرنق ايام الديمقراطية وكان اللقاء بغرض التوسل لكى يتوسط السيد لقرنق لاطلاق صراح الاسير العقيد / محجوب موسى - ومحجوب ابو بنات وكانن يومئذ صغارا يترقبن عودة والدهن من الاسر -العقيد محجوب كان قائد حامية الناصر وعندما اشتد عليه الحصاروالقصف ارسل البرقية تلو البرقية للخرطوم طالبا المدد والغوث ولكن هيهات فقد كانت الخرطوم لاهية والقوم حول وزارة التجارة يصطرعون -ولما ياس منهم بعث البرقية المشهورة -خنادقنا مقابرنا - وكالعادة خزلنا السيد ولم ينقذ لنا محجوب موسى وترك بنياته وزوجته ثكالى -لا خير فى قيادة بائسة لا مروؤءة ولا رجولة ولا مسئولية -لاخير فى سيد او راعى او امام او شيخ اومشير او استاذ او سكرتير او امين عليهم ........جميعا ..
خلال القرن العشرين قلائل هم الشعراء الملتزمون سياسيا الذين تمكنوا من ان يرقوا بشعرهم الى مستوى رفيع مخلدين بذلك اسماءهم فى تاريخ الشعر لا فى بلدانهم وحدها بل فى العالم باسره -الشاعر السودانى صلاح احمد اراهيم هو واحدا من هؤلاء -فالبرغم من انه عاش الفترة التى حققت فيها الواقعية الاشتراكية انتصارا مدويا والتى تحول فيها الشعراء الى ابواق دعاية لصالح الاحزاب اليسارية والشيوعية ..فان صلاح مثل بابلو نيرودا ظل حتى النهاية يحلق عاليا -لذا ظلت اشعاره نابضة بالحياة والصدق حتى الساعة عاكسة كفاحه الطويل من اجل عالم افضل ذاق بسببه مرارة المنفى -ظل نزيها ومخلصا للافكار التى تشبع بها طفلا ثم شابا فلم يخنها ولم يتخل عنها وظل حتى النهاية متمسكا بها زاهقا للباطل ومنتصرا للحق ..وقد كان ذلك بالفعل فحياته من بدايتها وحتى نهايتها كانت كفاحا مستميتا دفاعا عن المظلومين والمقهورين والمهمشين والمضطهدين ..وحتى عندما دفع الثمن غاليا فى سبيل ذلك فانه لم يفقد الحماس والامل لا فى الشعر ولا فى الكفاح لذلك ظل وسيظل رمزا للشاعر الثورى الصادق ..
يخطىء كثر حين ينسبون عظمة صلاح الى البعد السياسى من شخصيته -كان مناضلا كبيرا من دون ادنى شك -لكن ذلك لم يكن ليمنحه الاستمرار فى الزمن والذاكرة لو لم يكن فى الاصل مبدعا ..بل ان اعادة الفضل فى شهرته الى خطه السياسى السابق كانت جزءا من مؤامرة قوى سدنية يسارية واخرى مستترة لها ماربها لانهم يعرفون ان العقيدة السياسية حتما الى موت فيما الخلق والابداع خالدان ..
كان الحزب الشيوعى حزب صلاح احمد ابراهيم ولكن صلاح لم يكن شاعر الحزب ..كان صلاح يقول ان الحزب الواحد يحتكر السياسة والحزب القائد يحتكر الرعية وحزب الطليعة يستخف بالبقية ..حزب السلطة مصيبة وسلطة الحزب كارثة ..
سالت صلاح ذات مرة كيف نشا الحزب الشيوعى فى الواقع السودانى الذى نعرف -اجاب - ازدهرت الفاشية الاوربية فاصيب الشرق بالعدوى -صمم بيار الجميل حزب الكتائب ونحت انطوان سعادة الحزب السورى القومى وانجب احمد حسين حزب مصر الفتاة - وفى ولادة قيصرية متعسرة بدات بقاهرة المعز وعلى يد ايهودى المليونير هنرى كورييل ظهر حزبا متلثما متخفيا باسم الحركة السودانية للتحرر الوطنى -حستو - ثم الجبهة المعادية للاستعمار -ثم الحزب الشيوعى -ظهر الحزب الشيوعى السودانى فى بلد غارق فى فوضى منظمة -وسط شعب مؤمن يمارس حياة علمانية -وانظمة عسكرية رهينة لاحزاب دينية..بلد حكمه الساسة فجلسوا فيه كمقهى واستغلوه كمزرعة واداروه كمصنع ..حكمه العسكر فجلسوا فيه كخندق وادروه كثكنة واستعملوه كمدفع ..ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: عصمت العالم)
|
أخي الحبيب عصمت
لا أخالني أبالغ إن قلت أن من يجالس أو يتعرف على صلاح فكأنما يعرفه من حقب كثيرة حيث تنموإلفة فطرية جاذبة كأشعة (ثيما).. صلاح كتاب مفتوح.. صلاح إنسان فريد، حتى في سخريته ذوق رفيع وأدب جم .. وفي شخصيته سحر ساكن وجاذب في ذات الوقت .. طيبة أهله المسكون بها سكنته وتغلغلت حتى أصبح مسكون هو بها كحالة إدمانٍ مزمن .. كنت يوماً في ( بوردو) وعادة لا أخطر صلاح بقدومي وحينما أصل أتصل من أقرب هاتف من سكنه وعندما يجيب أقفل سماعة الهاتف حتى لا يعرف من المتحدث .. أذهب إلى شقته .. أضغط على الجرس .. يخرج بإبتسامته العريضة ونظل في عناق وسلام لدقائق أمام الباب أعتبرها مهيبة حيث أن في الصمت بيننا لغة رمزية.. ثم أبادره بسخرية: ممكن أدخل ، وذلك حتى أقطع صمت تلك اللحظات المهيبة التي أعتبر أنه يقرأني وأقرؤه فيها في الفترة التي لم نتقابل فيها .. يبادرني بسخرية لآذعة : ( طبعاً تدخل وبترحاب شديد فأنت تأتي كالموت لا نستطيع رده ولا قدرة لنا على رفضه لأنه سيأخذنا إلى الأعلى لا إلى الأسفل).. لذا كان شطر من المرثية التي رثيته فيها تحمل هذا المعنى وقد نشرت بالشرق الأوسط في 14/6/1993
ملحمة الرحيل والوداع إلى روح الشاعر الراحل صلاح أحمد إبراهيم ابوبكر يوسف إبراهيم 13/6/1993
الموت: في هدأة الليل جاء مثقل الخطوة في العتمة متأوهاً
وقال: هل جمعت القصيد وهل وزعت الميراث بين الأوصياء وأعطيت كل وريث نصيبه.. "أفريقيا" .. " العروبة " وباريس ميراثك وزعه .. نثراً .. شعراً من الدر النفيس أرجوك أودعه خزائن الأوصياء حتى لا تلومني غدٍ أو تسبني بعد غدٍ!!
الراحل: أنت مثل أعز الأصدقاء ليس بيني وبينهم شكليات لا مواعيد مسبقة.. إذن إدخل فمرحباً بل فلا تستأذن فأنت رمز الحقيقة فلا جدال ولا فصال ولا مقال مرحى أعز الأصدقاء فها أنا مطيع ألبي النداء وداعاً أرض الفناء ومرحى أرض البقاء أما عن ميراثي فهو موروث مشاع لإفريقيا لآسيا للدوحة .. للخرطوم.. لبيروت أما باريس فلها مني عقد وفاء وكذا إفريقيا أم " لومومبا" أم " مولويز " أما الخرطوم فزفوا نعشي إليها ستلقاني كما العريس كنت أنتظر هذا اليوم حتى تشيعني "أمدرمان" وتودعني "فاطمة " ويتغني في حواريها أطفالنا بقصائد تنضح بحب الأوطان!! وإفريقيا أرض الباباي والكروان بغاباتها .. وأبنوسها وأسيا بغاباتها و صندلها تلك الموشومة بكفاحات "هوشي منه" وكذا لكل المحارات الحبلى بزمانات الحرية وللآحرار المشرئبة أعناقهم نحو السماء في كل أصقاع المعمورة لهم ميراث قصائدي المعبقة بأريج الغابات الإفريقية وأهازيج من جوف "العباسية" مليئة بالأنغام الأفروعربية!! أحبتي ..لا تلوموني فقد تتباين المحبة عندي من مكان لآخر من شيء لآخر إلا في حب الأوطان!! فمن الخرطوم ، والدوحة ،و بيروت حتى تل الزعتر وكل بقاع الوطن العربي من بغداد حتى "غالة " و"البستان" أحببت كل فرد فيها وكل ساكني بيوت الصفحيح في جوهانسبرج والبربر في أسبيلية والأمازيق في غرناطة من جوف الخرطوم حتى أبوجا وأسمرا والله إني أحببتك يا وطني حتى الموت وهمومك يا وطني أحملها في جراب الزاد في الحل والترحال وأجوب بها كل دروب الشعر وأطوف بها الأصقاع المهجورة وكل بقاع المعمورة أغنيك يا وطني بمزمار زرياب حتى يسمعني الأنس وكل جماد الأرض وكل الوحوش في مخابئها في جوف الغابات وكل دواب الدنيا وكل النجوم الساهرات في العلياء تسبح بحمد رب السماء وكذا كل بني جنسي الإنس وكافة المخلوقات وحينها يأتيك صدى صوتي من وادي الجن من عبقر!! وها قد نعيت نفسي وبترحاب أودع أمسي وأستقبل غدي الآتي وأعلن عن الآفراح لأنك يا وطني أنت الشمعة .. وأشراقات الصباح يا وطني هل أبقى بذاكرتك ذاكرة الوطن العملاق؟! ولأني أحببتك يا وطني ما كنت أبداً إبناً عاق ولأني أحببت كل مكان فيك وكل بيوتك فقد آن لي أن أستريح وليكون ترابك لي ضريح فمرحى أيها الموت أرجوك خذني كي أموت ولتنطلق الزغاريد من كل البيوت لأني هناك في رحاب ربي الفسيح
الوداع: صلاح أتسمعني؟ والله لن تنبث شفتاي بكلمات وداع سأجوب كل حواريك كل طقوسك سأذهب للأولمب سأقابل " مريا " وأحتسي معها وأشرب نخب الأحزان وعلى شرفك نشرف نخب!! صلاح أتسمعني؟ بنيت عشقك في نفسي وقصراً في محراب دواوينك جلست مع القصائد والكلمات لتؤنسني ولتعلمني كيف يجب أن يعيش الإنسان ويتعلم ما هو عشق الأوطان!! صلاح أتسمعني؟! لماذا رحلت دون وداعي؟ ألن تقل لي: [أتمنى عوداً حميداً إلى وطني]!! ورحلت دون لقاء لم تشأ رغم الآلآم، إلا أن تكون طيراً[ وجهته بلدي] ذاك الطير مهاجر!! عاد يقول : ها هنا سكني وسكينتي ومرقدي!! وقال صلاح: يا وطني فرحي إن الأقدار حملتني إليك لأوارى في ترابك وأقبل مقلتيك جئتك نعش طائر جئت لأرتاح في جوف ترابك حباً ووفاءً وتتحلل رفاتي وتمتزج ذراتي ولوني أسود .. لون خضابك تتحل ذراتي وتذوب بذراتك حينها أدرك معنى العزة والإشراق وما معنى أن يحتضن الوطن الإبن البار ، ليس العاق!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ismeil abbas)
|
أخي الحبيب الأستاذ / إسماعيل
إحترامي وتقديري
أنا متأكد وواثق أن في جعبتك الكثير الكثير من ذكريات مسموعة ومنقولة ومقروءة والجميع ينتظر بلهفة للمزيد .. نريد أن يكون هذا البوست توثيقاً لتلك الخريدة النادرة.. لن أنس يوم طلبت منه أن ينعم علي بشرف التعرف على الراحل نزار قباني هذه القصة نشرتها في الخرطوم في عقد التسعينيات حيث أصر علي أخي أحمد الطيب عبدالمكرم نشرها في الخرطوم وهذه أيضاً من نفحات طيب روح صلاح الذي إتصل به وسافرنا سوياً في الموعد المضروب لليليتين من باريس لنلتقيه وكان صلاح مرتبط بعمله فكان هذا في عطلة نهاية الأسبوع .. كان لقاءً ثرياً تضاءلت فيه لحد الإنحسار لوجودي بين نخلتين مخضوضرتين تطرحان دوماً رطباً جنيا.. أبا جهينة دوماً عنده الخبر اليقين أنتظرك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
تحياتى لك وانت تحتفل بذكرى حنينك .... وهو وصف ومعتي ماهايكون فى امكانى بعده انى الاقي كلام اكتبه لانى مهما كتبت مااظن اجد مايفوق المعنى المكتوب الحنين فرغم انها كلمة مااتجاوز عدد حروفا سته حروف لكنها فى معناها تجاوزت ماهو معروف ومعهود فى وصف علاقه انسانيه عميقه جدااجزم انها بتشبهكم الاتنين فى عمق ماتتصفون به مشاعر دفيقة واحساس مرهف وانسانيه منقطعة النظير تحتويى الاخرين لاتحدها حدود. قصة من امدرمان للراحل المقيم و رميت رأسي في يدي ما تنفع الشكوى ، وشعرك جف بالشعر الخيال و كأن راسي في يدي روحي مشقشقة بها عطش شديد للجمال وعلى الشفاه الملح واللعنات و الألم المحنط بالهزال وكان رأسي في يدي ساقاي ترتجفان من جوع ومن عطش ومن فرط الكلال وأنا أفتش عن ينابيع الجمال وحدي بصحراء المحال بسراب صحراء المحال بسموم صحراء المحال أنا والتعاسة والملال وكان رأسي في يدي والمركبات تهزني ذات اليمين أو الشمال والمركبات تغص بالنسوان واللغط الشديد وبالرجال وكان رأسي في يدي مازال يقذفني اللعين كأنه الغربال من أقصى اليمين إلى الشمال وبقلبي الأمل المهشم والحنين إلى الجمال والوحشة الغرَّاء والنور المكفن بالطلال وخلو أيامي ورأسي في يدي ************************ ورفعت رأسي من جحور كآبتي وأدرت عيني في المكان وكنت أنت قبالتي عيناك نحوي تنظران عيناك ... وأخضر المكان وتسمرت عيناي في عينيك ماعاد المكان أو الزمان !! عيناك بسْ ومسكت قوس كمانتي عيناك إذ تتألقان عيناك من عسل المفاتن جرتان عيناك من سور المحاسن آيتان عيناك مثل صبيتين عيناك أروع ماستين هذا قليل عيناك أصدق كلمتين عيناك أسعد لحظتين هذا أقل عيناك أنضر روضتين عيناك أجمل واحتين ما قلت شئ عيناك أطهر بركتين من ، البراءه نزل الضياء ليستحم بها فألقى عند ضفتها رداءه الفتنة العسلية السمراء والعسل المصفى والهناء وهناك أغرق نفسه عجز الخيال عيناك فوق تخيلي فوق إنطلاق يراعتي فوق إنفعال براعتي عيناك فوق تأملي ******************** ومضيت مأخوذاً وكنت قد اختفيت من أنت ؟ ما اسمك يا جميل ؟ وكنت من أي الكواكب قد أتيت وقد اختفيت مازلت تملأ خاطري مثل الأريج كصدى أهازيج الرعاة تلمه خضر المروج كبقية الحلم الذي ينداح عن صبح بهيج ومضيت مأخوذاً وكنت قد اختفيت ومضت ليال كالشهور فما ظهرت ولا أتيت وأنا أسائل عنك في الليل القمر وأنا أفتش في ابتسامات الرضا ... لك عن أثر في كل ركن سعادة لك عن أثر في كل نجم خافق في كل عطر عابق في كل نور دافق لك عن أثر ********************* حتى لقيتك أنت تذكر في ضحى من غير ميعاد وغير تعمد ولمحت وجهك فجأة وظللت مشدوهاً بهول المشهد وتزلزلت روحي ونطَّ القلب يهتف صائحاً هو نفسه ... هو نفسه وتفتَّح وكأن ليلاً أصبح ووقفت في أدب وفي فرط إحتشام ومددت كفي بالسلام لكن كفك في الطريق ترددت وتعثرت وامتد في عينيك ظل توجس وكأنما كفي حرام وكأنما قتلت حسيناً ، أو رمت بالمنجنيق قداسة البيت الحرام لكنني لم أنبس وخنقت في صدري كلام وحبست في حلقي ملام ومضيت مغتاظاً أضمد مهجتي ألم من فوق التراب كرامتي وأسب يوماً كنت تجلس أنت فيه قبالتي ولكم دعوتك .. كم دعوتك بيد أنك لم تلبي مازلت تخشى أن ترى نوري وتغرق نورك الوضاح في أرجاء قلبي وتخاف لمس أناملي وتخاف قلبك أن يجيب ، تخاف من خطوات حبي لك ماتشاء !! .. فلسوف أغلق جنتي ولسوف أطفئ نورك الخابي وأوقد شمعتي ولسوف أطرد طيفك المغرور أنفيه لأقصى بقعة ولسوف أتركه لتنهشه مخالب غضبتي والمُّ من فوق التراب كرامتي وأسب يوماً كنت تجلس أنت فيه قبالتي ******************* حتى لقيتك أنت تذكر من جديد في ذلك الركن القصي بذلك البلد البعيد إذ جئت تخطر نحونا وكان وجهك يوماً عيد ماذا يريد ؟ وهفا الفؤاد ... هفا ؟ فقمت نهرته وهتفت ماشأني به وزجرته وذكرت أنك طالما عذبته وأهنته ولويت رأسك يا عنيد وأتيت مبتسماً وفي عينيك ألوان الحنان مذا هناك ؟ ومددت كفك بالسلام لا لم تعد تلقي يداه الإتهام وتقول كفاه بأن يدي حرام لا لم يعد ودفنت في أرجاء كفك راحتي وضممتها ... وضممتها ورميت قلبي في ذراعي بهجة وحمدتُ يوماً كنت تجلس أنت فيه قبالتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ماجدة عوض خوجلى)
|
الرقيق الخلقوق أبا جهينة
الشفيفة ماجدة
كل مساهمة تضاف تدل على روحيكما الشفيفتين .. هذه رسالة أرسلتها لصلاح في الحوار الدائر بيننا من على البعد:
أخي صلاح سلام على روحك الطيبة ، ها أنذا أذكرك بلقائنا في لبنان وفي بشري بالتحديد مع صديقنا الأديب الشاعر الدكتور وهيب كيروز حافظ متحف جبران وأستاذ الفلسفة في الجامعة اليسوعية ولعل حوارنا محوره كان ما نبشه هو عن وقاحة الكلمة وقداستها في الكتابابات الفكرية.
أخي صلاح، يبدو أن كل شيء أصبح ضرباً من ضروب السلطة حتى الحب والكتابة، إنه مشهد تتناسل فيه السلطات من الجهات والأشكال وتبدو سلطة الكتابة مجردة من الأسلحة لهذا سوف يكون لزاماً علينا أن نصدق بأنه لم يزل في الوقت متسع لنجاة المرء من الكتابة وهو يرتكبها كما لو أنه يفعل الجريمة الكاملة. لا تسخر مني وتستشهد بمقولة صديقنا الدكتور وهيب حين وجه لك حديثه بأن صاحبنا كالمجانين الذين نسفه أقوالهم في العلن ونمجدها في الخفاء لأنهم ينبشون من المواضيع ما لا نجرؤ نحن عن الإفصاح عنها إما لتراجع نسبية الشجاعة أو تغافلاً للشجاعة).. أو قولك: لقد رحل العزيز على الملك ولكن ورثته موجودون يؤرقوننا كما لو أنه لم يرحل).. أريد رداً شافياً!!
ابوبكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
إقتناص الشوارد والبوارح عن صلاح أحمد إبراهيم نوع من الحنين المتجدد ونحيبي بفقده فيه الأسى ، فلا غرو إن كنا نتصيد السوانح لنترنم بذكراه الحبيبة فالذكرى والتذكر والذكريات ما هي إلا بلسم القلوب المستغرقة في نزفها عندما يكون داؤنا عضال وهو فقدنا لصلاح
رد على رسالتي من صلاح:
أخي أبوبكر
كتابة اليأس هي الوحيدة التي تحصننا من مشاريع الوهم المتكاثقة حولنا وهي مشاريع علينا وليست لنا كما يزعم الزاعمون فليس في الأفق ما يبعث على الأمل.
الأمل لا يجري البحث عنه، فهو أما أن يكون موجوداً أو لا يكون ، وعلى من يزعم عكس ذلك - وأرجو أن لا تكون منهم - أن يتفضل ويفسر لنا معنى أن نجلس مع العدو لصياغة المستقبل في حين تشحذ الأسلحة لمقاتلة الأصدقاء وتمزيق الأشقاء ، من هذه الشرفة نستطيع أن نتيقن من فشلنا المبجل عندما نحاول تبرير المشهد ظناً منا بأننا نفسره.
ليس في الأمر مبالغة، كل شيء واضح مثل شمس ليست هنا ، كل شيء شاغر مثل قبرٍ ينتظر.
أخي ، لا أدري كيف أكتب يأسي.. هذه هي المسألة التي ترتجف أصابع الغريب أمامها ... تحياتي القلبية الرحيمة بل!!
صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الروائي العالمي الأستاذ الطيب صالح قال عن صلاح:
( صلاح أحمد إبراهيم سوداني بشكل كامل ومطلق وأنا لا أعرف شاعراً يعشق السودان كما يعشقه صلاح أحمد إبراهيم ، الفيتوري والآخرون يحبون السودان أيضاً ، ولكن كأنهم لا يحبون السودان الحقيقي ولكنهم يحبون (مثال) السودان في عقولهم ، حتى محمد المهدي المجذوب - رحمه الله - وقد قتله حب السودان كان يبدو أحياناً وكأنه يتمنى أن ينعتق من أسر ذاك الحب ولكن صلاح أحمد إبراهيم يحب السودان جملةً وتفصيلا وهو حب مبني على معرفةٍ دقيقة وليس على مجرد ( وهم) ، وفي ديوانه الثاني غضبة الهبباي أدلة كثيرة على دقة معرفته بالسودان. ربما لأنه نشأ في أمدرمان فقد وجد السودان كله مجتمعاً هناك في متناول يديه )
الطيب صالح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
ملحمة ما قبل الرحيل والوداع
نشرت الشرق القطرية 27/7/1993
( إلى كل الأنقياء من الوطن الحبيب في الدوحة الوارفة الظلال .. الكبيرة برجالها عرفان وجميل لا ينسى .. وإلى كل الذين وقفوا مع الراحل في ساعات ضيقه.
الراحل فيما قبل الرحيل:
هاجس دار بذهني فحطم هدأة الليل البهيم كيف السبيل إلى الوداع؟! فالوقت أزف.. وقد حان الأجل!! ربما لوكنت هنا، كنت سألتقيكم حتى ولو هنيهات قبل أن أرحل!! قد دنا الرحيل هاأنذا باقات شعرٍ أهديكم عرفان وجميل باقات شعرٍ مزدانة بالزنابق باقات مموسقة ومنمقة وممنطقة بأريجها نحوكم تتسابق ليت ضوعها في أعماقكم يتعابق كما أرنو وأرتجي!! في هذه الأويقة مشاعري نحوكم حبلى ومخاضها قصيدة عاشق ينتظر ميلادها لست أدري ما سيولد ، أقصيدة أم نثر .. أم نميقة ولكني حتماً سأكتب للمعادن النفيسة عن المعادن النفيسة!! يا بعض من نفسي سأنشد في علني وأكتب في حسي المقاطع الجميلة وربما فيهابعض المقاطع الحزينة لتعلن لكم عن مشاعري الدفينة آه لو ألتقيكم!!
آهٍ لو ألتقيكم لأذوب مهجتي فيكم وأرسل معكم رسالات لكل الأزمنة الماضي .. الحاضر .. والمستقبل عفواً أحبتي .. لكن ها قد حان الأجل ستظل حكاياتكم في الفؤي مؤبدة لأحرفها أتجرع .. ولعباراتها الجميلةأكتم وأحمل كأنني ملاح بلا مركب ومركب بلا شراع أتي من مرافيء الجزر المسهدة التي مضى عليها ألف .. ألف عام هي منافي الأحلام هي روعة الأنغام معزوفة من دموع الأيتام
ما قبل الوداع:
أنتم يا فوارس الخيل المطهمة أين أنتم مني؟ يا دمعة عيني!! وأين أنا منكم؟ فبربابتي لكم ما زلت أغني!! لا بريد لي غير الحمائم المغردة يحمل رسالآتي إليكم الحمائم الحنينة بعض مني هن ّصرن أحبتي بالتبني فحملتها رسالاتي ومشاعري مشتتة مشردة!! لست أعلم لو كنت سألتقيكم؟!! فلست أدري .. لست أدري!! هاجس دار بذهني فأعتم ليل باريس المضيء وفي زوايا غرفتي كنت أبحث عن شمعة!! أياً منكم كان سيكون الشعمة شمعة تضييء لي العتمة وتنير لي ألف طريق!! خطواتي صارت معدودة وأنفاسي في الغد ستصبح معدومة وخيلي لن تعد تلك المسروجة!! آهٍ.. آهٍ لو أستطيع لقائكم!! لأعبر لكم بالكلمات المنظومة عن معدنكم ... عن ندرته في زمانات الصد المحمومة وسواد المانشستات المشئومة آهٍ أحبتي فمناجم معادنكم لم تعد موجودة!!
آهٍ وبرغم معاناتي وبرغم زفراتي وآهاتي لدي رسالة ( للطيب)* بداخلها كتبت وصيتي.. رسالة للوطن، مكتوب فيها بكلي أحببتك يا وطني وإني مشتاق لشهيق الأرض وزفير النيل فبالله ضمني إليك ملياً حين تحتضن جسدي وفي ذراتك ذوّبني حتى أغدو بعضاً من ذراتك)!!
وهذه رسالة أخرى للدوحة: لشيخ ( الرجاجيل): ( تفيأت ظلالها فأظلتني وقدرني أهلها فأحببتها مثلما أحبتني والسلام ختام)!!
همهمات اللحظات الأخيرة:
هاجس دار بذهني فهل من لقاء بعد الفراق؟!! وهل يعود الطير الذي اهتجر على رقصات الماماو ويرقص جزلاً على دقات الطبول أم لا يعود إلى قلب إفريقيا إلا في نعش محمول؟! لا عليكم.. فلا يعترينكم ذهول هذا إحساس الراحل بالرحيل إحساس من قلب مجبول.. بحب الأوطان مجبول.. مجبول يا أحبتي أنا الآن خالي البال فجنان أبتغي من الله داعيه أن يحقق المأمول أنا ذاهب إلى جواره الرحيم وجواره الحق، من قال إني سأرحل للمجهول؟!! هناك حيث لا عين رأت ولا أذن سمعت إنها أعمار إنتهت فاختتمت!!
آهٍ لو ألتقيكم وها هو الوقت أزف هاجس دار بذهني عنده الشعر تلعثم ومدامعي الحرّي انحدرت وغصة مرة ابتلعت وها أنا أعزف لحن الوداع .. فالوداع!! اعلم يا أحبتي ، أن الفراق بلا وداع قمة الألم وذكراكم أبداً معي شعلة تضرم بكريم الخصال وحسن الشيم فهي لعمري تجرد وعطاء .. وهي أرقى القيم!!
* الروائي الطيب صالح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
إضاءآت على شخصية الشاعر صلاح أحمد إبراهيم
صلاح أحمد إبراهيم ( 1933-1993)
الشاعر الرقيق صلاح أحمد إبراهيم، شاعر مبدع يشبه شعره وطنه وشعبه ، مثقف ومناضل كبير ، ينتمي إلى جيل النهضة التي شهدتها الخمسينيات في الوطن ، تلك النهضة التي إلتحم فيها الإلتزام بالرؤية الواقعية والتي كان لها تأسيس ثقافة سودانية أصيلة ، حمل صلاح مشعل التنوير السياسي والإجتماعي الذي كان طابعاً مميزاً لذلك العقد وقبل الرحيل الفاجع للشاعر كانت كوكبة من مثقفي السودان الأفروعربي قد سبقته إلى عالم الخلد ، وكأنهم كانوا قد قرروا جميعاً أن يرحلوا ضيقاً يمنفى القصيدة إحتجاجاً على ضياع الحلم الجميل ، قبل صلاح أحمد إبراهيم رحل البروفيسور عللى المك في 1992 .. وقبلها رحل جيلي عبدالرحمن (1990).. وقبلهم كان رحيل على عمر قاسم .. ومحمد عبدالحي .. وابوذكرى في (1989) .. كان محمد عبد الحي وأبوذكرى صديقين حميمين اسهما معاً في تأسيس مجلة ( الثقافة السودانية) في نوفمبر 1976.. وكان البروفيسور على المك وصلاح أحمد إبراهيم أيضاً صديقين حميمين أصدرا معاً مجموعة قصصية (( البرجوازية الصغيرة)) وكتاباً عن قضية جنوب أفريقيا (( الأرض الآثمة)).. إنه فريق إجتمع على حب الوطن والمستقبل!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
إضاءآت على شخصية الشاعر صلاح أحمد إبراهيم
صلاح أحمد إبراهيم ( 1933-1993)
صلاح أحمد إبراهيم شاعر وقاص ومترجم وكاتب مقال سياسي ممتاز ، ولد ونشأ في أمدرمان - منارة العلم والنهضة - لأسرة ذات علمٍ ودين ، تخرج في كلية الآداب جامعة الخرطوم حيث تعمقت معرفته بالحياة والناس والأدب والفن ، وجذبه تيار العمل السياسي ، وقد بقي حتى آخر الأيام مسكون بحب الوطن وكان لا يفعل إلا ما يقتنع به وما يتسق ونسق تفكيره حتى وهو يعمل بالسلك الدبلوماسي سفيراً للسودان في الجزائر عندما إستقال في عهد المشير نميري وذلك على خلفية مذبحة شهداء يوليو1971 والتي كلنا يعرف تفاصيلها حيث أعدم الشهيد الشفيع أحمد الشيخ زوج شقيقته فاطمة ضمن من أعدموا وبعدها سافر ليقيم ويعمل في باريس. للشاعر صلاح أحمد إبراهيم مجموعتان شعريتان هما ( غابة الأبنوس والصندل)1960 و ( غضبة الهبباي)1965 وفي عام 1990 صدرت له في باريس عن دار أفرا طبعة جديدة عن مجموعته الأولى أضاف إليها قصائد أخرى ، صمم غلافها ورسم لوحاتها الداخليةالفنان الكبير عثمان عبدالله وقيع الله وكتب مقدمة لها الروائي الكبير الطيب صالح .
| |
|
|
|
|
|
|
صلاح أحمد إبراهيم (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الباشمهندس / الأخ الأكبر أبو بكر تحياتي والسلام نشكر لك هذا الوفاء الذي يندر في زمن الجفاء والنسيان صلاح أحمد هذه القامة السامقة في دنيانا وهذ الرجل المتفرد تحدث عنه المهندس الصافي جعفر قبل اسبوع بالرياض وقال حديثا منصفا عن صلاح وقد سمعت قصة قبل عدة سنوات حكاها لي بعطبره الأخ / حسن أحمد خليل من أبناء المحس وله التحية حيث كان بعد أن فرق الزمن. كان حسن معجبا بصلاح وبالشيوعية وكانت له بدايات من قصة وشعر في مطلع عمره قال لي توكلت علي الله وأرسلتها لصلاح بالبريد ولا تدرك كم كانت فرحته حين وصله الرد من صلاح وقال له هذه بدايات مبشرة لكن لكي تتعرف علي اللغة العربية ومداخلها أوصيك بقرأة القرآن الكريم بصورة يومية ومن يومها مسك حسن بالمصحف وصار له ورد يومي هذا صلاح أحمد إبراهيم..صاحب التساؤل العجيب!!!!!
هل يوما ذقت هوان اللون؟؟؟؟ ورأيت الناس إليك يشيرون وينادون عبد أسود عبد أسود هل يوما رحت تراقب لعب الصبية في شوق وهوان فاذا أوشكت تصيح بقلب ممتلئ رأفة ما أروع عفرتة الصبيان رأوك وهبوا خلفك بالزفة عبد أٍود عبد أسود ومرة أخري نقدر لك هذا الوفاء
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
إضاءآت على شخصية صلاح أحمد إبراهيم
ما قاله نـزار قباني عن صلاح أحمد إبراهيم:
( أزعم أني شاعر المرأة ونصيرها ، وأكتب عن العروبة والعرب كأوطانٍ وبشر ، ولكن هذا الصلاح يمتيز بأنه عاشق مُتولّه ومتدله بوطنه ، عشقه لوطنه كما المجنون لليلى ، إنه الذي غنى وما زال يغني للوطن ، لقارته وللأحرار أينما كانوا.. يتنفس الحرية .. وجراء ذلك طالته مظالمٍ وأحزان من أنظمة تحكم وطنه لم يرق لها ما يكتبه صلاح عاشق الوطن والحرية .. هذا الصلاح فاق خياله خيالي وفاق وفاءه وفاء ذاك الإعرابي الذي كفله أبوذر القفاري .. صلاح نبتة دائمة الإخضرار مغروسة في عمق تربة وطنه لا يمكن لأحد أن يقتلعها مهما حاول ، عَشِقَهُ وطنه بوفاء نادر ، كما أنه عاشق مخلص ومتيم وهائم بحب وطنه ، لذا فهو عاشق من عاشقين قلائل قلما تقابل أمثالهم في هذا الزمان اليتيم لأنه مصروع * بحب بلاده ، صلاح هو كل مخلوقات الأرض السودانية، يصدح مثل طيره .. يهدر صارخاً هدير طوفان نيله ، يئن مثل سواقيه ، وينام على صفير أعاصيره الإستوائية ، ويصحو على دقات الطبول الإفريقية.. هذا هو صلاح مثال الإنسان السوداني البسيط الذي تعملقه وتميزه بساطته .. وهو في ذات الوقت المثقف والشاعر الكبير الذي بالكلمة يرسم طريقاً ويعبر عن ألآم أو معاناة أو فرح عندما يغمر ذلك أرجاء روحه .. إنه نفثة مشاعر عميقة رسمت وترسم فجر أمة.. ما جمع بيننا غير الشعر أننا كنا سفراء لبلادنا للكلمة!! )
( هذا الحديث جرى في لندن في لقاء كان حلم وأمنية لي حين رجوته أن نلتقي بالراحل الشاعر الكبير نزار قباني فسافرنا لمقابلته في لندن بعد أن رتب الراحل صلاح اللقاء)
* أرى أن نتوقف أمام تعبير إستعمله نزار ورد في نص الحديث وهو تعبير( مصروع ) يتصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
صلاح وحالة إيثار لا تنسى!! الجميل والوصية..
ما سأرويه لكم اليوم سر عمره ما يقارب إثنان وأربعون عاماً وقد طلب مني صلاح أن أوعده وعداً قاطعاً بأن لا يعلم عن هذا الأمر أحد في أثناء حياته وقد تراضينا أن أكون في حل من الوعد الذي قطعته على نفسي وآلا أبوح به إلا بعد رحيله أو يظل طي الكتمان إذا رحلت أنا اولاً ..وشاءت الأقدار أن يلتحق هو أولاً بالرفيق الأعلي وكنت إذ ذاك كمن يحمل سر رهيب، في كثير من الأحيان كنت مزاحاً أستبز به صلاح حينما أود أن يحقق لي طلباً.. تخرج يومها صلاح من الجامعة وإلتحق بالخارجية ولم يقبض أول مرتب بعد من الوظيفة .. كنت في الرابعة ثانوي في بحري حينما فصلت أثر مظاهرة ما وكان لا مفر من أن ألتحق بالمدارس الثانوية الأهلية وحتى أجلس للإمتحان فقد إنتهت مرحلة بحري الحكومية.. الرسوم وما أدراك ما رسوم تلك المدارس الأهلية أو الشعبية .. وكنت لا أملك مليماًواحداً من المبلغ المطلوب ولن أرو عن حال الأسرة فهذه الرسوم فوق الإستطاعة ، وكاد مستقبلي التعليمي أن يصبح مهدداً .. بالمناسبة لم تشفع لي كل التدخلات ولا حتى إتحاد طلبة جامعة الخرطوم.. شرحت الموقف لصلاح وكان رده بكرة تكون عندك الرسوم ولكن رجائي أن لا يعلم أحد بهذا الأمر وتراضينا على ما سبق شرحه وبادرته بأنه لم يقبض بعد أول راتب له من الوظيفة.. فقال : حأعمل توكيل بالمرتب!! من أجلي ، صلاح أحمد إبراهيم لم يقبض أول راتب له مباشرة من خزينة الدولة وكلنا يعلم ما هو طعم ومذاق أول مرتب بعد التخرج.. بعد أن كبرنا وتناءينا وتلاقينا كان يصر صلاح على أن لا يعلم أحد بهذا الجميل الذي طوق بع عنقي ولولاه يعلم الله وحده ماذا كان سيكون مصيري وكنت دائماً أذكره بهذا الفعل الإنساني الذي لا يصدر إلا من رجل يقدر للمودة والصلات والأخوة والصداقة قدرها !! .. هذه أول مرة أروي فيها هذا الموضوع عن صلاح وروحه النقية الصافية وتجرده وايثاره الآخرين حتى على نفسه .. هذا هو صلاح أيمكننا أن لا نفي لمثل هذه الروح الجميلة؟!!.. كنت أعتقد أن هذه حالة نادرة ولكن إكتشفت أنها ضمن حالات لا حصر لها ، فصلاح لا يرد من يقصده حتى ولو يعرفه وحتى ولو لم يملك وليحل بها عثرة شخص ما فهو يتدبر الأمر حتى ولو على حساب نفسه ناهيك عن من هذا الشخص وما هو وضعه الإجتماعي فأغلبهم عامة ونساء ويتامي !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
سلام حجي جزء من سيرته الذاتية *ولد الشاعر صلاح احمد ابراهيم في 27 ديسمبر 1933م.بمدينة امدرمان وتعلم في مدارسها. *التحق بجامعة الخرطوم في عام 1954 وتخرج في كلية الاداب. *اصدر اولى مجموعاته الشعرية (غابة الابنوس) في 1959.وكتب مجموعة كتابات نقدية ومقالات ادبية وسياسية وقصص نشرت في معظم الصحف والمجلات السودانية والعربية. *اشترك مع المرحوم الدكتور على المك في اصدار مجموعة قصصية بعنوان (البرجوازية الصغيرة) كما اشتركا في ترجمات متعددة. *اصدر مجموعته الشعرية الثانية (غضبة الهبباي) في عام 1965م. *له بالعامية السودانية ديوان شعر (محاكمة الشاعر للسلطان الجائر).صدر في عام 1985م. *عمل بتدريس اللغة العربية بجامعة اكرا في غانا ابان حكم الرئيس كوامي نكروما. *عمل بالسلك الدبلوماسي بوزارة الخارجية السودانية.وانتدب للعمل ببعثة السودان بالامم المتحدة في نيويورك.*تقلد منصب سفير السودان بالجزائر.وترك المنصب مستقيلا احتجاجا على سياسات نظام مايو. *انتقل الى باريس وهناك عمل مستشارا لسفارة دولة قطر لدى فرنسا.وكتب لعدة صحف ومجلات تصدر هناك. *اسهم في الغناء السوداني برائعتي الاستاذ محمد وردي(الطير المهاجر) والاستاذ حمد الريح(مريا). *صدر له ديوان (نحن والردى )في عام 2000م.المصدر ارشيف سودانيزاون لاين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
عشرون دستة
لو أنّهم....
حزمةُ جرجير يُعدُّ كيْ يُباعْ
لخدم اإفرنج في المدينة الكبيرة
ما سلختْ بشرتهم أشعةُ الظَّهيرة
وبان فيها الاصفرارُ والذبول
بل وُضعِوا بحذرٍ في الظلِّ في حصيرة
وبلَّلتْ شفاههُمْ رشَّاشَةُ صغيرة
وقبّلتْ خدودهم رُطوبةُ الإنْداءْ
والبهجةُ النَّضيرة
****
لو أنَّهُم فراخ
تصنع من اوراكها الحساء
لنُزلاء ((الفندق الكبير))
لوُضعوا في قفص لا يمنعُ الهواء
وقُدم الحب لهم والماء
لو أنهم ...
ما تركوا ظماء
ما تركوا يصادمون بعضهم لنفس الهواء
وهم يُجرجرون فوق جثث الصحاب الخطوة العشواء
والعرق المنتن والصراخ والاعياء
ما تركوا جياع
ثلاثة تباع
في كتمة الأنفاس في مرارة الأوجاع
لو أنهم
لكنهم رعاع
من ((الرزيقات))
من ((الحسينات))
من ((المساليت))
نعم ...رعاع
من الحُثالات التي في القاع
من الذين انغرست في قلبهم براثن الإقطاع
وسلمت عيونهم مرواد الخداع
حتى اذا ناداهم حقهم المضاع
عند الذين حولوا لهاثهم ضياع
وبادلوا آمالهم عداء
وسددوا ديونهم شقاء
واستلموا مجهودهم قطنا وسلموه داء
حتى إذا ناداهم حقهم المضاع
النار ...والرشوةُ ...والدخان
والكاتب المأجور...والوزير
جميعهم وصاحب المشروع
بحلفهم يحارب الزراع
يحارب الأطفال والنساء
وينثُر الموت على الأرجاء
ويفتح الرصاص على الصدور
ويخنق الهتاف في الأعماق
ويفتح السجون حيث يُحشد الإنسانُ كالقطيع
ويحكم العساكر الوحوش
فيحرمون الآدمي لُقمة في الجوعْ
ويحرمون الآدمى جُرعة من ماء
ويغُلقون كل كوة تُمرر الهواء
وفي المساء
بينما الحُكام في القصف وفي السكر
وفي انهماك بين غانيات البيض
ينعمون بالسمر
كانت هناك...عشرون دستة من البشر
تموتُ بالإرهاقْ
تموتُ باختناق
لو أنهم....
لكنهم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
فى الغربة
(انفعالت شخصية)
هل يوماً ذُقت هوان اللون؟
ورايت الناس يشيرون إليك ، ينادون
عبدُ أسود!
عبدُ أسود!
هل يوماً رُحْتَ تراقبُ لعب الصبية في لهفة وحنان
فإذا أوشكت تصيح بقلب ممتلىء رأفة
ما أبدع عفْرتة الصّبيانْ
رأوْك فهبّوا خلفك بالزفة
عبد اسود
عبد اسود
عبد اسود...؟
هل يوماً ذُقت الجوع مع الغربة
والنوم على الأرض الرطبة
االأرض العارية الصلبة
تتوسد ثني الساعد في البرد الملعون
أنَّى طوفت تثير شكوك عيون
تتسمعُ همس القوم ، ترىغمز النسوان
وبحد بنان
يتعور جرحك فى القلب المطعون
تتحمل لون إهاب ناب كالسُبة
تتلوى فى جنبيك أحاسيسُ الإنسان
وتصيح بقلب مختنقٍ غصّان
وا ذُل الأسود في الغربة
في بلدٍ مقياسُ الناسِ به الألوانْ
****
أسبوعُ مرَّ و أسبوعانْ
وأنا جوعان
جوعانُ ولا قلبً يأبه
عطْشانُ وضنُّوا بالشربة
والنِّيلُ بعيدْ
والنَّيلُ بعيدْ
الناسُ عليهم كلُ جديد
و أنا وحدي...
منكسر الخاطر يوم العيد
تستهزىءُ بى أنوارُ الزِّينة والضوضاء
تستهزِىُْ بي أفكاري المضطربة
و أنا وحدي...
فى عُزلة منبوذٍ هِنْديْ
اتمثل أمى ، أخوانى
والتالى نصف الليل طوال القران
في بلدي
في بلد أُصيحابى النَّائى
الأعصم خلف البحر وخلف الصحراء
في بلدى
حيث يُعزُّ غريب الدار ، يُحبُّ الضيفْ
ويُخصُّ بآخرِ جرعةِ ماء عزَّ الصيف
بعشا الأطفال
((ببليل)) البشر وبالإيناس إذا ما رق الحال
وأخذت أغنى فى شجو، ألمى ظاهر
يا طير الهجرة ... يا طائر
يا طيراً وُجْهَتُه بلدى
خذنى بالله أنا والله على أُهبةْ
قصّتْ أقدارُ أجنحتي
و أنا في زوايةٍ أتوسد أمتعتى
ينحسرُ الظلُّ فأمضي للظِّل الآخر
***
لكنّ الطير مضى عنى
لم يفهم ما كنت أُغني
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
باتريس لوممبا - (الكنغو البلجيكي يو ذاك)، هل تذكرتم عملاء الإستعمار أمثال كازابوبو وتشومبي وآخرين تآمروا مع المستعمر ليستشهد باتريس لوممبا.. ذاك من قال فيه صلاح أحمد:
كما تذبح خرفان الضحية ذبحوه وحديد القيد ما زال في رسغ الشهيد مطبقا.. ثم عادوا وقالوا لوممبا اختفى وكفى!! مات ، ولكنه صار أقوى منه حيا
إن ما فعله الإستعمار الغربي بأفريقيا وأهلها يحتاج منا ألف وقفه وعميق تأمل.. المفارقة هو نفسه الذي يتحدث عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان.. هل تجرؤ الدول التي إستعمرت الدول الأفريقية في أن تتقدم بإعتذار واضح وصريح عن جرائمها وأن ترجع ما نهبته وأن تعوض الأفارقة عن الفظائع التي إرتكبت.. روى لي صلاح عن قصة الهندي والباكستاني و الجامايكي الذين أجريت معه مقابلات حين كانت بريطانيا تحاول أن تقنع المهاجرين إليهابالعودة إلى ديارهم فكانت اللقاءآت التالية:
مقابلة مع الهندي::
- ?why you are here - !!Because you were there
مقابلة مع الجامايكي:
- When are you going back to Jamaica - No way, I will not go back - why - GB & Jamaica are commonwhealth members, seondly GB(Great Britain) is a nice place to live in, even you can stay idle & goverment pay you money
مقابلة مع الباكستاني: -? when are you going back to your country - yeah, very soon - ?when, exactly - When my children gets graduated from the Universities - ?In which educational stages are they - In kindergarden one &two
حتى في داعبته كان أنيقاً !!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
هذا هو صلاح الإنسان.. ومن أجل هذا فهو جدير بالأحترام والتبجيل المكان : مقهي بجوار كاتدرائية نوتردام ـ باريس
سيدة فرنسية في غاية الأناقة ، في العق الخامس من العمر ، تجلس إلى صلاح أمامهما قدحي ( كافي أوليه )( بون جور) هكذا ألقيت عليهما التحية رغم جهلي بالفرنسية واتضح فيما بعد جهلها بالإنجليزية ، إبتسمت إبتسامة وكأنما فيها تساؤل إن كانت الجلسة رومانسية حتى انسحب ، فبادرني صلاح وكأنما يريد أن يكون قاطعاً : إبتسامتك تنم عن شعور أتفهمه جيداً فقلبي يعشق ولكن ليس بعد .. وأردف : أعرفك على مدام نتالي ، صديقة أحبت أن تتعرف على دين المسلمين .. فعرفتها عنه بقدر المستطاع ومددتها بترجمة فرنسية للقرآن الكريم .. الآن تخطو خطواتها الأخيرة نحو إعتناق الإسلام. هذا جانب مما لا يعرف عن صلاح
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
الصديق ابو بكر (كان العام 1993 وفى السابع عشر من مايو منه كانت الفاجعة ،حين نعى الناعى رحيل الشاعر الفذ الدبلوماسى الوطنى العاشق للوطن حتى رحيله ، صلاح احمد ابراهيم ، كتب من كتب ، لكن لم يوف احد صلاح حقه بعد، ولن يوفه صلاح احمد ابراهيم حفظ القران على يد والده الشيخ احمد ابراهيم ، قرا المتون والنحو والصرف،والم بالشعر الجاهلى والاموى والعباسى والحديث مشرقا ومغربا يقول الطيب صالح فى مقدمة ديوان الشاعر صلاح (غابة الابنوس )دخل صلاح جامعة الخرطوم عام 1954 وقد كانت نقلة كبيرة للناس الذين يجيئون من اطراف السودان فى الاقاليم امثالنا وكان يبدو ان (اولاد امدرمان ينخرطون فى ذلك المكان الغريب بيسر كانه شئ اعتادوا عليه من زمان ) صلاح احمد ابراهيم من القلائل الذين لم تؤرجحهم كراسى السلطة ، كان حين يعود فى اجازته السنوية يواصل كل اهله، لاتنقطع زياراته ، وكان يتساءل (مافى شاعر جديد نمسكو الخلافة ؟) كنت اخجل من شعرى فاسكت لكنه يسالنى وتدور بيننا احادبث توشك ان تسلبنى روحى لفرط جاذبيتهاورصانتها من حديث عن الادب الى الكتب ويرسلنى الى محطات القراءة وانواع الادب الجديد ويصف لى كيف ان المثابرة وحدها هى الواعز للكاتب ، المهم ان صلاحا كان من النادرين الذين يهبونك المعرفةدون اذى او تعال (اتمثل امى ، اخوانى والتالى فى نصف الليل القران فى بلدى حيث يعز غريب الدار يحب الضيف ويخص باخر جرعة ماء عز الصيف بعشا الاطفال (ببليل)البشر وبالايناس اذا ما رق الحال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمد إبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
أختي الصديقة .. الصّديقة سلمى يا روضةً وريفة الظلال تحت أفنانها فيء يذيب القيظ والملال وحرفٍ لا يعرف المحال يدب في عروقنا وكله روعة الخيال
سلامٌ على روحك الطيبة ، ما أضاف كاتب في هذا البوست حرف يعبر عن وفاء لصلاح إلا إغرورقت عيناي بالدموع .. وفاء صلاح مثل خيمة كبيرة تشمل بظلالها كل من يجلس تحتها، كانت تتجسد فيه روعة الوفاء وقيمته .. كان إنسان بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني الإنسانية السامية والمتجردة .. وما أضفته سجلته مشاعري بمدامعي في أحاسيسي وذاتي جميلاً طوقت به عنقي وعبرت به عن مدى الوفاء عند القلوب النبيلة.. الشكر لك حتى ترضي عن شخصي الضعيف.. أكرر الشكر.. والشكر .. والشكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: غادة عبدالعزيز خالد)
|
أختي العزيزة غادة
سلامٌ على روحك الطيبة
دوماً أبحث بين أسراب الحمائم المغردة وفاءً عن غادة عبدالعزيز خالد ، فحين لا أجدها كنت أدعو الله أن تكون الدواعي دواعي خير ، فحين إختفت علمت أنها تنقب في أضابير العلم والثقافة لنيل الماجستير .. فنالته فألف مبروك .. ومثلما نلت تلك الإجازة العليا نلت بأحرفك إجازة في الوفاء ، فالوفاء لصلاح موروث لديكم آل خالد ، تعبيرك عن حب والدك لصلاح ينم عن حب ووفاء متجذر في النفوس الطيبة .. طيبة نفوس أهل السودان .. ووفاء نيلها الذي ما انفصل عن معانقة الجروف أبداً .. فحروفك جميل أحمل له تقدير شخصي ويمر كنسيمات رحمة على روح الراحل المقيم صلاح أحمد. أشكرك بقدر ما تحمل روحك من ريح طيب ممزوج بوفاء مقدر.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
انهم لكنهم عشرون دسته لو انهم حزمة جرجير يعدّ كي يباع لخدم افرنج في المدينة الكبيره ما سلخت بشرتهم أشعة الظهيرة وبأن فيها الاصفرار والذبول بل وضعوا بحذر في الظل في الحصيرة وبللت شفاههم رشاشة صغيرة وقبلت خدودهم رطوبة الانداء والبهجة النضيرة ....................................
لو انهم فراخ تصنع من اوراكها الحساء لنزلاء الفندق الكبير لوضعوا في قفص لا تمنع الهواء وقدم الحب لهم والماء لو انهم ما تركوا ظلماء ماتركوا يصادمون بعضهم لنفس الهواء وهم يجرجرون فوق جثث الصحاب الخطوة العشواء والعرق المنتن والصراخ والاعياء ما تركوا جياع ثلاثة تباع في كتمة الانفاس ومرارة الاوجاع ................ لكنهم رعاع من... الرزيقات من .. الحسينات من .. المساليت نعم رعاع من الحثالات التي في القاع من الذين انغرست في قلوبهم براثن الاقطاع وسلمت عيونهم مرواد الخداع حنى اذا ناداهم حقهم المضاع عند الذين حولوتا لهاثهم ضياع وبادلوا امالهم عداء وسددوا ديونهم شقاء ............................ استلموا مجهودهم قطنا وسلموه داء حتى اذا ناداهم حقهم المضاع النار.. والرشوة ... والدخان والكاتب المأجور والوزير جميعهم وصاحب المشروع بحلفهم يحارب الزراع يحارب الاطفال والنساء ينثر الموت على الارجاء ويفتح الرصاص على الصدور ويخنق الهتاف في الاعماق ويفتح السجون ...................... حيث يحشد الانسان كالقطيع ويحكم العساكر الوحوش فيحرمون الأدمي لقمة في الجوع ويحرمون الاّدمي جرعة من ماء ويغلقون كل كوة تمرر الهواء وفي المساء بينما الحكام في القصف والسكر وفي انهماك بين غانيات البيض ينعمون بالسمر كانت هنا عشرون دستة من البشر تموت بالارهاق تموت باختناق
(منتدى الفضائيات )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
(1 ) من ديم مدينة ... وديم عرب ... وديم أب حشيش للمينا... لي رامونا... أو من أربعات لتراب هدلْ ومن انقو ياي ميل جاي وشيل عند الاصيل لي مَصْفَى شَلْ بالله هلْ ...!!!؟ شفت الورد في باقة ماشي وفي شفافيو بيندي طلْ أو لمحة من شباك اطل شباكو شيش ياقلبي دق لكن بشيش لا ينفضح للناس هواك قول ليه ناشدك من هناك شايلني ليك براق شلع عبادي شققني الاراك دوخ شذاه الفجري من الاتبراوي لحد جبيت .......... وقفني فوق جبل اركويت قال لي دير عينيك تحت شوف السما النزلت وعامت في البحر خذ ليك نفس املأ شعاب رئتيك بشر واسجد وطوف من بيت لبيت تلقى الامل بالفرحة قوم ليهو ريش اهدي الجواهر والحرير بنت الامير شقيانة في الحر لابسة خيش نقرش قليبك بس بشيش كم فيهو قاطع ليك وتر قل للملاك وقتين سفر سيد مهجتي الما ساد سواك جاييك اموت مرتاح حداك سميهو حب، سميهو جن ، سميهو طيش اموت وتسلم لينا يا غالي وتعيش اموت لبسمة تضوي في الثغر الجميل ............ زي نيل تبهرج بالقمر الرملة والقيف والشدر ليلك طويل بالغربة جاريها السهر مانسيت مواثيقنا القبيل اصدح بفرحتنا القلوب تصدح معاك واموت وفي شفتي غناك قرقورة لاصقة على الحجر عصفورة ضاميها الوكر مطمورة فضت ليها عيش شبورة نازلة على الاراك شبورة نازلة على الحشيش
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ماجدة عوض خوجلى)
|
أخي الأستاذ/ بشرى
سلام على روحك الطيبة التي ما أن تحل مكاناً أوموضعاً إلا وتضفي على من فيه نوع من الحرص في إختيار الكلم لأنك تمتلك ناصيته فحري بنا أن نقف تبجيلاً واجلالاً في حضرة سيد الحرف .. تشريفك للبوست أضفى على الوفاء وفاء .. وها هي الشفيفة الوفية ماجدة عوض خوجلي التي تعي جيداً ما أقصده ( بصلاح .. الحنين الثالث) تلبي رغبتك وتزيد في كرمها فلا غرو في هكذا عطاء ووفاء ونقاء لأنها من بيت نعرف أنه ضحي بالمهج والأرواح والتهجير والغربة فداءً ومن يفدي لا بد وأن يذكره التاريخ أبداً حتى وإن أجبرتهم المنافي أن يبعدوا بأجسادهم فبأرواحهم يبقون هناك في الوطن ومعنا أيضاً في أماكن هجراتنا .. فلك مني باقة وفاء تشبه روحك وعطاءك الثر.. صلاح يعيش في دواخلي مثلما كان يعيش على المك في أعماقه .. فيوم ألقاهما يكون يوم سعد.. لك حبي ومودتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
أخى أبوبكر أدلف يوميا هنا للتزود بوردى اليومى من الوفاء.. أخرج كما دخلت بكل ضمت وأدب يليق بجلال المقام وأهله جثوت أمام كل حرف قرأته لك .. أنخت راحلتى أمام قائمة الوفاء التى شرف إسمى بوضعه على صدرها .. فبكيت فى صمت أخى.. شفى الله غليل صدرك ،( فقد شفى نفسى وأبرأ سقهما) قولك :
Quote: أن في الصمت بيننا لغة رمزية.. ثم أبادره بسخرية: ممكن أدخل ، وذلك حتى أقطع صمت تلك اللحظات المهيبة التي أعتبر أنه يقرأني وأقرؤه فيها في الفترة التي لم نتقابل فيها |
أن في الصمت بيننا لغة رمزية..أيقنت حينهاأن الصمت أبلغ لغة
Quote: أضع الكتابة في اليأس وأذهب إلى الأمل ، فماذا أفعل أخي صلاح حالئذٍ؟ ، ليس ثمة مكان آخر يلجأ إليه الغريب ، فماذا يعني أن تكتب وروحك وحيدة إلى هذا الحد ، وحيدة حتى اليأس وحده! لا يكفي أخي لكي تتيقن من ان الأمل الذاهب لم يذهب سدىً !! |
أتأرجح بين الأمل عند أبوبكر يوسف والحلم عند صلاح أحمد ( أى فردوس بغير الحب كالصحراء مجدب )
Quote: أنتِ يا هيلينُ يا من عبرت تلقاءها بحر عروقي ألفُ مركبْ يا عيوناً كالينابيعِ صفاءْ ونداوة وشفاهاً كالعناقيدِ امتلاءْ وحلاوة وخُدوداً مثل أحلامي ضِياءْ وجمالا |
فقلت فى نفسى أن تلعثم حروفى فى حضرتكم وتعثر خطاى فى محرابكم لخطيئة تليق بى فى هذا المشهد الرائع للوفاء .. صلاح أحمد أحاول أن أمازج بينه وبين الفيتورى أو المحجوب ولكننى أجده رقيق الحال يذيب الكل بداخله ويحتويه ، كالماء الطاهر تتخلل ذراته جزيئات المذاب ، لم أحس بوصف الفقر بأنه رقة حال .. كما أحسسته عند صلاح أحمد إبراهيم ... إستمعت لحديث عنه يروبه الأستاذ حسين خوجلى ذكر فيه أن صلاح عندما تحدثه عن الزواج يقول : ( لم يعد فى العمر مايكفى لبدايات جديدة ) رغم أنه مسكون بالعشق من النوع الذى أستوقفنى تعبيرك عنه فى غير ما مكان .. كما أستوقفتنى عبارته :ـ{ فقلبي يعشق ولكن ليس بعد .. ) أخى أبوبكر كنت أسلم بأن الشمس تغيب .. ولكننى بعد أن التقيتك أيقنت أنها ترسل نورها للقمر كى نستنير نحن فى الظلام . دمت أخى .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: سمية الحسن طلحة)
|
لندن 1988 رهبة الجلسة بين قمتين: في حضرة صلاح أحمد ونزار قباني.
أوفى صلاح بوعده ونادراً ما لا يفي وكان يستعمل لفظاً دارجاً في التعبير عن ذلك: (يا رباني يا سلطاني).
وصلنا لندن حسب الموعد الذي حدده نزار لصلاح لنلتقيه .. وبعد أن قدمني له صلاح لم تغب روح الدعابة الدمشقية من نزار حيث قال: أهلاً صلاح أرى أنك مصر على أن تجسد الأبنوس والصندل ( أشارة إلى لوني ولون صلاح). رد صلاح : هذا هو السودان يا أستاذ نزار نزار - أمصر على الألقاب يا صلاح؟ صلاح - أنت جدير بلقب الأستاذ الشاعر نزار - هكذا الشعراء إما ورد وإما زهر .. يمجدون بعضهم بعضاً ويتركون للآخرين إطلاق أسماء عليهما. فقلت : أنتما بالنسبة لنا روضتان مليئتان بشتى أنواع الزهور والورود..لستما زهر وورد فقط فكل قصيدة لكما هي نوع من أنواع الزهور أو الورود كالآس والنرجس والبنفسج والليلك والزنابق .. أنتما روض وربيع بأكمله لا مجرد وردة أو زهرة. نزار: على رسلك فأنت تجعل نرجسية الشاعر تتفاغم .. فماذا نفعل إذا ما هزمتنا نرجسيتنا؟ صلاح : هي مشكلة المبدع في كل زمان ومكان.. مهما تجرد من نرجسيته لا بد وأن تظهر للسطح عبر قرائه لتفاعلهم به ومعه دون أن تكون في حسبانه. عموماً هذا الرجل هو الذي قال أن علينا أن نشد الرحال إليك وطبعاًأنت جدير بذلك .. ولأنني أكن له معزة فقد قمت بعمل ترتيبات هذا اللقاء ونأسف إن سببنا لك أي إزعاج.
نزار: أكاد أتفهم رغبته فقد بدا لي أن أهل السودان إما شعراء أو رواة شعر أو ذواقة شعر أو حفظة شعر ومن لم يفعل منهم ذلك يكون عاطلاً عن العمل وهذا ما قلته عندما زرت السودان في عقد السبعينيات، أنتم ورثة المتنبي وأنتم الذين لم تبيعوا عباءته المقصبة في اسواق الجهل والضلال من أجل حفنة دولارات أو سيارة أمريكية. وأين الإزعاج والأمر حتى كان بموعد وإن لم يكن بموعد فأنادائم الإشتياق إلى صلاح وضيوفه. يتصل السبعينيات.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
صلاح أحمد إبراهيم يتسائل: أو من بعد هذا القيامة؟! سمعت الكثير.. سمعت بأنك صرت خطير.. فقلت: ومن بعد هذا القيامة؟! وقيل بأنك بعت الصحاب وصرت على مقعد يستدير وداؤك يحتار في طبه نسأل الله منه السلامة..! فكيف تنام إذا كان نومك يأتي به وفيم الصيام؟! وجسمك يقتات من دمه وفيم الركوع؟ وفيم القيام وأنت النجاسة؟ أحل لك الحقد فعل الحرام وقلت سياسة..! ولكن نسيت الحساب الأخير.. وهذا الذي في المنام وفي يقظة يتراءى وفي محجريْه إتهام ويدخل بغير إذنٍ عليك برغم الشراب ورغم الحراسة وتكذب؟ ثم تهنئ نفسك بأنك أبرع من يكذب..! خلاعك جاز ومكرك فاز وتحسب أن خلا الملعب ولم يبق فينا الذي يغضب ولم يبق فينا الذي يضرب سمعت بأنك صرت بلا ذاكرة هنيئاً..! ولكنهم يتذكرون وإنك والحمد لله لا تسمع نعمت..! ولكنهم يهمسون وإنك صرت بلا باصرة ترى مالا يرون تسلي بما شئت فالآخرة قد دنت وقد أدانوا فمن يشفع سيلعنك الطفل والمرضع ويلعنك الأهل والأقربون (منقول منتدى الشعر والادب )
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ابوبكر يوسف إبراهيم)
|
مريه مكانها القلب من غابة الابنوس وانا ايضا ليت لى ازميل فدياس وروحا عبقرية لكنت ابدعتك بالكلمات وصفا ياهذة الصبية واعنى قصيدة مرية او(مريا)وتعنى (مريم او ماريا او ميرى) وهى للشاعر السودانى صلاح احمد ابراهيم الذى ولد فى جزيرة مقاصر بالشمالية، وتربى فى كنف ابيه مع اخيه مرتضى واخته فاطمة، تلقى تعليمه مثل كل ابناء السودان متدرجا حتى الجامعه حيث تخرج من جامعة الخرطوم ، وشغل العديد من المناصب الرفيعة والدبلوماسية وكان سفيرا للسودان لدى الجزائر وكتب عنها قصيدته (ارهقك المسير ) قبل ان يراها ممجدا نضال اهلها ضد المستعمر الفرنسى . قال الشعر وكتب الكثير من المقالات الادبيه والسياسية ،وكان رائدا من رواد التحديث فى السودان ، فاذا كانت مقالاته تناثرت هنا وهناك لظروف صاحبت غيبته عن الوطن فله دواوين شعر مطبوعة ومنشورة ،وهى غابة الابنوس وغضبة الهبباى وفى هذا الاخير قصيدة فى غاية الطرافه اسمها الحاجة وقصد بها الحاجة ست الفول ،آكلة القورو والقاعدة تحت النيمة يصور فيها ماتلاقيه من اولاد الحله طبعا الحاجة زمانها فات وغنايها مات .له قصائد اخرى قرأت انه جمعها ليضمها الى غابة الابنوس تحت الاسم غابة الابنوس وقصائد اخرى الا ان المنية وافتة قبل ان يلحق عليها،وحسب علمى أن دارجامعة الخرطوم للنشر قامت بطباعتها ونشرها برعاية صديقه المرحوم البروف على المك الذى رحل بعده بفترة رحمهما الله ،ولم يقع هذا الديوان تحت يدى رغم بحثى عنه طويلا. استخدم الرمز ، واشتمل غابة الابنوس مع قصيدة مريا على ،الجزائر ومرثية صديق حى والجندى المجهول وصورة دوريان جراى وهى صورة تعبيريه منه عن ملحمة دوريان جراى( لسومر ست موم ) وغير ذلك من قصائد، كما تغنى له فنان السودان وردى بالطير الهاجر. أما عن مرية فصاغها متأثرا بالميثولوجيا الاغريقية وآلهة الاولمب ابولون وغيره وباوديسة والياذة هوميروس ونقد ايسخيلوس التراجيدى ،وتمنى ازميل النحات فدياس ونادى هيليين التى اختطفت وقامت بسببها حرب طروادة وتدخل اخوها آخيل البطل وهرقل واطلس لاعادتها ، وسمى النيرديدات صاحبات هيليين بالملهمات والعرائس ، وذكر باخوس اله الخمر ولم ينسى بروميثيوس سارق النار المقدسة الذى شد الى صخرة فى الاولمب يعذب وختم بيوليوس عند الفراق وهى بهذا الزخم اكثر من رائعة تغنى الفنان حمد الريح ببعض منها،عارف انكم فى شوق اليها واعذرونى اذا اطلت فى المقدمة فهى ضرورية حسب اعتقادى ،والان اهديكم ( مرية ) كاملة شعرا للمرحوم صلاح احمد ابراهيم الشاعر والاديب والسياسى.... انتهت جملا ولن ينتهى وقعها ابدا فى النفس وهى كذلك ارى انها تتشابه معنى مع جندول المهندس ختم ولمن اراد الاستمتاع بالميثلوجيا الاغريقية عليه الرجوع الى( الاسطورة الاغريقية ترجمة حاتم احمد من تونس،الحضارة الإغريقية من العصر الهلنستى الى العصر المعاصر لجورج طرابيشى وآخرين ثم الموسوعة الفلسفية ترجمة صادق جلال العظم)
اعرف ان الكثيرين كتبوا عن المرحوم بكفاءة اكثر منى ولكن هذا منى بمثابة جهد المقل ،واعرف أن ألمنتديات لا تحتاج الاطالة لكنى لم استطيع،فاقبلوها منى هذة المرة وآمل ان تكونوا قد استمتعتم بها ايضا ولكم الالاف السلام (ابومازن منتديات المشاهير) ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: إلـى روح الصديق الراحل المقيم الشاعر الأديب صلاح أحمدبراهيم .. ذكراك عنا لن تغيب أبداً !! (Re: ماجدة عوض خوجلى)
|
بين قمتين صلاح أحمد إبراهيم ونزار قباني (2)
لندن1988
قال نزار: - نزار: أتذكر يا صلاح أول مرة إلتقينا فيها ببيروت؟ - صلاح :نعم وأتذكر يوم ألقت السيدة نضال الأشقر قصيدتك (قالت لي الحسناء) وقصيدتي (مريا)!! - نزار: كانت شامخة وقد أثرت الكلمات وجعلت القصيدتين تعبران عن إحساس الشاعر. سأعطيك رسالة لهايا أبابكر للتعرف على هذه السيدة التي تجسد كبرياء المرأة وعنفوان وصلف الجمال والرقة حينما تتهيأ لك ظروف التواجد في بيروت.
- نزار: يا صلاح أنت مسكون بحب خرافي ، أعني حب أسطوري ، يتجلى ذلك في شعرك المعبر عن حبك لوطنك بينما.. أنا مسكون بالمرأة فهي تمتلك وجداني وتتحرك فس اعماقي. فشتان!!
- صلاح : لكن أيضاً حبك لها أيضا حب أسطوري.. حب يمجدها وينصفها.
- نزار : فبماذا مسكون صديقنا أبابكر؟
- أنا : مسكون بشفافية جبران وصوفية محمد إقبال وتجرد طاغور ومفردات ناظم حكمت وسحر الخيام لتصويرهم الأنثى كأرقى كائن وأيضاً شرودهم في عوالم الماوراء وتخيلها، والتجرد من الأنا وكذا تقديسهم للوطن والتأمل بعمق بجمال الطبيعة ولتجلي نزعة الخير في أعمالهم التي تعبر عما بأعماقهم ووجدانهم !!.
- نزار: يا أخي إني أخاف عليك من لعنة شياطين الشعر وفي ذات الوقت فأنا سعيد بأن أرى أن هناك من سيأتي بعدنا ويحاول أن يمتلك خيالاً لا تحده حدود وهذه شفافية ربما تؤدي بأصحابها إلى حالة من الذهول والهذيان .. أبشرك بالجنون ولدي فجبران كان يعيش في بعض الأحيان حالات من التأمل العميق وهي نوع من أنواع الهذان والذهول. أوصيك بزيارة متحفه في الجبل بلبنان طالما هو أصبح هو سبب توابع العشق والخيال بالنسبة لك.
تابع نزار: - هل يا صلاح مازالت ذكرى وذكرياتك مع على المك تؤرقك؟ ما زلت أحتفظ بكتابيكما البرجوازية الصغيرة وبإهداءيكما؟
- صلاح : نعم ما زلت .. هناك أنوع من الذنوب يغترفها البعض في حقنا، بعضه نغفره لمن أذنب في حقنا ولكنا لا ننسي قساوة فعلته، وبعض آخر نغفره وننساه لأنه لم يشكل جرحاً غائراً في وجداننا في ذات الوقت هناك ما لا نستطيع أن نطبق عليه هذه المغفرة وذلك النسيان لأن ذلك فوق طاقتنا بالرفض، وأعني هنا بالتحديد حالة الموت فنحن أمامه لا نملك أن نغفر أو لا نغفر ، لانه لا خيار لنا ولكن حتماً لن ننسى الأثر المرتب على الفقد نتيجة الموت وهو ما لا نستطيع أن نقاومه أو نعترض عليه ولا نملك أي حق في ذلك إلا الإمتثال فقط .. إنه الموت .. الموت هو الحقيقة الوحيدة التي لا يمكن أن ترفضها ولا تقبل أي جدلية ولا إشكالية .. إنه قدر محتوم!!
- أنا : أستاذ نزار هل أنت وصلاح تعيشان في برج عاجي كما يقول البعض أوأنكما تعيشان في إنعزالية وكذلك تقوقع مع الذات في أحيان أخرى ، وهل هذا الزعم هو عامل الإلهام لديكما؟ سؤالي ربما يكون غير مستساغ ولكن هذا ل، ربماهناك فكرة كونها البعض وتحتاج توضيح منكما وأنا أولهم رغم قربي من صلاح إلا إني لم أسأله قبل هذه اللحظة عن هذا الزعم؟
- نزار: ربما لأنني أعيش في عالم المرأة وهو عالم مخملي ناعم يوحي لمن هو خارجه بأني أعيش في برج عاجي ولكن لأنني أحب الأنثى وأتغلغل في أعماقها يجب أن أكون في هيأة تجعلها تتقبلني وتقبل نحوي وماحتى أقيم بيني وبينها جسر تواصل مبني على الثقة وحتى تبوح لي بما يتفاعل في أعماقها فأسبر أغوارها ثم أكتب !!
- صلاح: أعلم أن سؤالك عن الإنعزالية والتقوقع موجه لي على وجه الخصوص ، أنا لم أنفصم ولن أنفصل عن مجتمعي بشتى شرائحه ، أنا لصيق بالأرض والوطن ، ولكن ربما أتى هذا التصور من البعض الذي تحدث عن ( صومعة صلاح أحمد) في باريس .. أنا لست منغلق ولا متقوقع ولست إنعزالياً ولكن إذا كان لا بد للمبدع أن يختلي بنفسه في لحظات المخاض فهذا أمر طبيعي ويثري ، قل لي أليس حين يداهم المخاض إمرأة تختبيء بعيداً عن أعين الناس ، أليس دواعي هذا أن للمخاض والميلاد خصوصية؟!! ثم ماذا بعد؟ أليس بعد ذلك يتم إعلان الميلاد على الملأ وتسمية المولود بإسم يميزه ؟!! .. أنت تحديداً تعرف أنني أقرب إلى أهلي وناسي من حبل الوريد.. أحاول جاهداً أن أعبر عن قضاياهم وأفراحهم واتراحهم ومعاناتهم في بعدي وقربي.. هذه المزاعم تحتاج إلى توضيح حتى تفهم كما ينبغي!!
- سألت : أستاذ نزار ماذا تمثل لك لحظة ميلاد القصيدة؟
- نزار: إنه كما الإفاقة من غيبوبة طويلة إستغرقت زمناً ثم يقع بصرك فور الإفاقة من هذه الغيبوبة حديقة ترى فيها البراعم وهي تتفتح أزهارا أمامك.. هذا على سبيل التقريب ولكنها لحظة يصعب تصويرها.
- قال صلاح : إنها مثل لحظات البعث عند النبات حيث ترى التربة التي يهمي عليها المطر تتشقق لتعلن مولد نبتات صغيرة تبدأ في الظهور بعد موات الأرض الجديبة.. إنه إعلان بمولد الحياة إنه ميلاد ينبع من مكامن العشق والخيال.. !!
| |
|
|
|
|
|
|
|