أين ذهبت عقول اسلاميي المعارضة حينما كانوا ضمن صفوف الدبابين يهللون ويرددون مع نظام الفصل العنصري في الخرطوم ببغاوية شعارته التي تحرض على مقاطعة وقتال دول الغرب التي تدعم التمرد في الجنوب؟؟
ومن الذي سلط الضوء على أزمة دارفور ولفت انتباه العالم على حملة الابادة والتطهير العرقي ضد القبائل الإفريقية في بداية الأزمة عام ٢٠٠٣م غير الإعلام الغربي ومنظمات الإغاثة بينما الدول العربية والإسلامية مازالت على الأقل تدعم النظام.
في إحدى احتفالات مايسمى بعرس الشهيد عام ١٩٩٨م مخاطبا الحضور اشترط منسق الدفاع الشعبي وأمير المجاهدين وزير خارجية الإنقاذ علي كرتي على كل من يرغب في أن يترشح لرئاسة السودان لابد ان يكون عربيا مسلما وإلا فلا؟؟
لم تكن الانشقاقات التي شهدتها الحركة الترابية نهاية القرن المنصرم إلا نتيجة لصراعات مصالح مركبة لاتمت لعقيدتهم وفكرهم المتطرف بصلة بين قادة الحركة التي تحظى بتأييد المسلمين السودانيين المطلق لافكارها التي مزقت وحدة الوطن.
ومع خروج الترابي العقل المدبر لانقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩م، عن السلطة أعلن مئات من منسوبي حركته المتحدرين من الهامش ولاسيما إقليم دارفور تأييدهم وانضمامهم للحزب الجديد المؤتمر الشعبي ما يوحي ان الصراع داخل التنظيم جهوي وعرقي ولكن سرعان ما أعلن البعض عودتهم للحزب الحاكم المؤتمر الوطني بمن فيهم نائب الترابي الحاج آدم موسى المطلوب لدى محاكم النظام على خلفية تهم تتعلق بما يعرف بالمحاولة الانقلابية الفاشلة عام ٢٠٠٥م.
وصمت المنشقون في حزب المؤتمر الشعبي وغيرهم صمت القبور عقد ونيف عن جرائم ضد الإنسانية يقشعر لها الأبدان ارتكبت في حق معارضين سودانيين لمشروع ثورة الإنقاذ العنصري عندما كانت الحركة موحدة. هذه جرائم جنائية لاتسقط بالتقادم او تغفر بإعلان التمرد ضد النظام الذي كان المعارضون في يوم ما جزءا منه، يجب تقديم جميع المتهمين للعدالة.
ويسمح النظام في الخرطوم لبعض الأشخاص والأحزاب السياسية المعارضة بما فيها الحزب الشيوعي وبعض الحركات المسلحة التي تنطلق من نفس منصة النظام الايدلوجية وتعتنق أفكاره بممارسة أنشطتها من داخل الخرطوم رغم أنها تنظيمات معارضة بينما يرفض النظام منذ ٥ سنوات بفتح ممر آمن لتوصيل الغذاء للمنكوبين في جبال النوبة.
لم يكن الدين وحده سببا في اختيار السودانيين في الجنوب الإستقلال عام ٢٠١١م، هناك قضايا جوهرية مثل الهوية وتوزيع السلطة والثروة. وطالما حملة التصفية العرقية مستمرة حتى بعد فصل الجنوب فمن السذاجة بمكان القبول بالتسوية دون استئصال النظام.
فما الذي يخيف النظام في الخرطوم الذي استثنى بعض المعارضين وحرمهم من دخول الخرطوم فيما حظي البعض الآخر ولاسيما المنشقين عن الحركات المسلحة بتأشيرات دخول إلى السودان للمشاركة في الحوار؟؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة