|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
لم اتعرض لبيان لما هي الحرية بعد، ولكن أؤيدك في بيانها بأنها حالة عدم الكوابح، والتحرر رفع الكوابح والديمقراطية حق الاختيار للفرد في الجماعة، مع لزوم مساواة الاختيارات: ففي الشمولية تفسر حسب أنواعها: ففي المجتمع الظلامي، العبد لا خيار له، والمرأة خيارها هو خيار الرجل، والصغير لا خيار له، وفي المجتمع العشائري والقبلي خيارات الأجداد او الصفوة تكفي عن خيارات البقية. فمساواة الاختيارات تتغير مع تعريف الخيار نفسه وظروف ممارسته، وتلك هي الديمقراطية بخيرها وبشرها، حسب خيار الجماعة. أما استعمال القانون للضبط بالمؤسسية ففي حالة القانون العادل هو محاسبة كل فرد بالمثل، ومؤسسية ذلك هي المساواة وهي مبدأ من مبادئ مكارم الأخلاق ومن مبادئ الرسالات السماوية واستعمال القانون الجائر هو الحصانة، وهو استثناء في مؤسسية المساواة. الاستثناء هو غياب العدالة (إلا برضا ضحية الجور، بالتنازل عن حق) ومن مؤسسيات القانون الجائر أن تمنع المرأة من رئاسة الحكومة، فله مؤسسيته وهي حرمة ذلك في الشريعة الإسلامية لدى أهل التسييس الديني، ومؤسسية كتلك باطلة لأن الله تعالى لم يحرم ذلك فمعنى ذلك أن القانون يستخدم للضبط بمؤسسية وغير مؤسسية ولا يجعله عدالة، فالعدالة كما ذكرت أنا هي النظرة المتساوية في الحالات المتساوية، يعني إذا سمحت براحة يوم في الأسبوع للرجال، فيجب أن ينطبق ذلك على النساء ما لم تثبت بأنهما لا يتساويان في حالة المساواة تلك، ولكن تنطبق في حالة الشهادة الشرعية بشهادة إمرأتين قصاد شهادة رجل واحد بمؤسسية البيّنة العقائدية في أمر الله تعالى. والسلام له قاعدة وشرط ونتيجة، ولكن لا يفسر ذلك معنى السلام، فالسلام هو أن تَسلم وتُسلِّم (تَمنح أوتُمنح الأمان، أيّ أمان؟ ما يسعد ويقلل الأحزان بكل ما تستطيع)
وأتمنى أن تعيد النظر في باقي تحليلي في المقالة أما بيت القصيد هو أن تفسير الألفاظ والمردفات لا يستطيع أن يعيد صياغة مكارم الأخلاق والحقوق والواجبات وفيما يخص موضوعك، وهو موضوع الفكر الإسلامي، فكل ما للفكر الإسلامي سقوفات أخلاقية مبنية على منطق الفضيلة، والعدالة في الحق والواجب، والإثبات وحدود العقوبات، والميراث، والأحوال الشخصية، وكما ترى كلها حدود، للعلاقات المجتمعية – العقد الاجتماعي. ولدى الفرد الخيارات دونها. ذلك هو نهج الآيات المكية كما ذكرت، ولم تُنسخ (وكما ذكرت ليس بيد أحد نسخ، تعديل أو زيادة آية، ولم يقل الله تعالى أنه نسخ، عدل أو بدّل آيةً، فافتراض ذلك إنكار لوحدانية الله تعالى). والآيات المدنية أتت متجانسة مع ظروف المسلمين وظهور وتعدد المنافقين والاندساس من اليهود والذين في قلوبهم زيغ، ولعل الله أراد بتلك التجربة تذكرة المسلمين بأن يحموا الرسالة من شرور أنفسهم. أي تأويل آخر، ما لم ينتفي فيه التناقض مع أيٍّ من أمهات الكتاب فهو باطل. أما قولك:
Quote: " لكني رأيتك لا تتكلم كمن يحمل رأيا مخالفا وإنما كالسيد الذي عنده الصواب الشامل الكامل وما عند الآخرين خطأ، فأنت تقرر تقريرا بخطأ وصواب الجمل والمعاني" |
آسف أنك ذهبت بتفكيرك في ذاك المنحى، ولكن الفكر الإسلامي ليس فيه ما يُحمل به رأيٌ مخالفٌ، فالفكر الإسلامي فكر واحد لرسالة واحدة واضحة، ومن يعتقد أنه يحمل فكراً غير ما ورد في رسالة الله تعالى البيّنة، فهو قطعاً خاطئٌ وفي ضلالٍ مبين، وكلٌ منّا له أن يفسر ويؤول بالمنطق الذي تربّى عليه علمياً، فلا غضاضة في الخلاف في التفسير النحوي والبلاغي، ولكن ليس في الاستنتاج ويسمونه اجتهاد، والثواب عند الله تعالى لما يلتقينا وتنطق عنا عقولنا وأعيننا وأيدينا بحجتنا التي بنيناها وكيف بنيناها، أما ما خلاف ذلك فهو أملٌ في أن يتقبّل الله سعينا وقطعاً لا يغير سعينا في إرادته شيئاً وهو الأمين على كل أمورنا ومنتهانا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
خذ كلامي في قرطاس واحفظه حرز عني: قلت الفكر الإسلامي، وهو الرسالة، واحد، ولم أقل الفكر العدناني ومن يعتقد أن له فكرٌ آخر، بما فيهم أنا، فهو في ضلالٍ مبين أي إذا ناديت باستقراءٍ معين فهذا فكري وليس الفكر الإسلامي، إلا إذا تطابق معه وبالمثل، استقراءات الأستاذ محمود ليست الفكر الإسلامي، فالفكر الإسلامي ثابتٌ في الرسالة، ومحمود استقرأها ونطق بقراءته الخاصة لها، وهكذا مناداتك بها لا يجوز أن تكون حكماً مطلقاً، إنما يمكن أن تكون تعبيراً عن رأيك الشخصي وتقول: "إن استقراءات الأستاذ محمود في رأيي لا تتخلّف" هكذا تنعتني زوراً بما أثبته انت على نفسك. أنا أتعفف من مصارعة فكر الرسالة، وأنت تسمح بأوصيائك لمصارعتها وخبزها في قالبهم. مثلاً أخدت راحتك في تفسير الآية الكريمة من خارج مصدريتها: "ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ "... المفهوم فيها من الآية نفسها أنها أتت عندما قلق الرسول (ص) في تأخّر الوحي، وهو بالرغم من أنه كثير الاستغفار،إلا أن الله تعالى لم يذكر في آياته أنه اتهم نفسه بالقصور، أو ظن أن الله غيّر منه لشخصٍ آخر.. أترى هذا الهراء من الاستنتاجات من مراجعك في المنقول من القيل والقال أم من القرآن؟
وندلف إلى أكبر تزوير في معجم اللغة أبتدعه الأعراب منذ ميلاد اللغة العربية، وفقط عندما نزلت عليهم الرسالة: النسخ: في معجم لسان العرب التهذيب، التبيان مثلاً، خطأ النَّاسخ: هو الخطأ الذي يقع فيه ناسخ المخطوطات القديمة بالزِّيادة أو النقص أو التصحيف النَّوَاسِخُ فِي النَّحْوِ: الكَلِمَةُ الَّتِي تُغَيِّرُ حُكْمَ المبتدأ وَالْخَبَرِ سَوَاءٌ كَانَتْ حَرْفاً مِثْلَ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا أَوْ فِعْلاً مِثْلَ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا، فتفيد في بيان مكونات حدثها المعجم الفقهي رفع الحكم الأول بنص شرعي متأخر. (فقهية)، بدلاً من نقض وهي الأصح وترى في مصر محكمة النقض هي محكمة الاستئناف لنقض الحكم، وليس (نسخ) الحكم والآية 106 البقرة تتوافق مع الآية 20 الجاثية بوضوح المعنى العربي المقصود في لسان العرب: البقرة آية 106 مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا، وما هو خير منها معناه استنساخ أو شرح أوفى وليس نقضها. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) الجاثية آية 20: أَي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله؛ وفي التهذيب: أَي نأْمر بنسخه وإِثباته، والاستنساخ هنا معناه الشرح الأوفى لبيان عماد حدوثه فيثبت النّسخ الشّرعيّ (وهو المستحدث) (فقه) إزالة ما كان ثابتًا بنصٍّ شرعيّ ويكون في اللَّفظ والحكم كنسْخ ذبح إسماعيل بالفداء هذا هو البرزخ الذي بيننا
وأجد في حديثك التحليل الآتي في تقييمي بالقياس إليك:
Quote: " وهو ليس بمستغرب عن كل نهج الإسلام السلفي عامة، وأقصد بذلك كل خريجي الأزهر والكليات والمعاهد الدينية ووزارات الشئون الدينية وبناء عليه ما يدرس في المدارس كله أنبنى على هذا النوع من الفهم..لقد ورد في تعريف الشخص "المتطرف" أو "الإرهابي" أنه الشخص الذي يعتقد أنه على الحق المبين وما سواه ضالين، وبناء على ذلك فإن من واجبه تأديب الآخرين.....حتى: ولقد تعب من الأفراد الذين يجثمون فوق صدره بالقوة، ويكتمون أفكاره، ويتحكمون في طريقة تفكيره بفرض ما يعتقدون أنه الحق المبين.. مثل قولك هذا هو سبب كتابة مقالي وأنت بقوله واضحا هكذا تقدم مثالا طيبا وجادا للشرح" |
وهكذا ثبت أنك لا تعرف عني شيئاً رغم كتاباتي الكثيرة في الصحف الإسفيرية والفيسبوك، وكتبي التي طبعت. تعتقد أني سلفي وملوّث بكتب المعاهد العلمية وحصص الدين في المدارس
لا بأس. وقبل أن أخوض معك في نقدٍ لرأيك، أكون شاكراً لو بيّنت لنا ما هي الدكتوراه التي تحمل ومن أين حصلت عليها – فإن لم تكن في العلوم الدينية (الفقهية)، فمن أين اهتديت إلى الإيمان بالفقه وبالتالي تلقيته؟ إذ أنه من غير هذي أو تلك فليس هناك ما يسمح لك بالسورة الغاضبة في الاعتقاد بأني أتحدث وكأني الذي يعرف، وكأني بك تستنكر ذلك رغم أنه اتهام باطل لا مبرر له.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: Saeed Mohammed Adnan)
|
مرحبا مرة أخرى الأستاذ سعيد، ومرحبا القراء الكرام..
حسنا يا أستاذ، باسم الله نبدأ، أنت تقول:
Quote: قلت الفكر الإسلامي، وهو الرسالة، واحد، ولم أقل الفكر العدناني |
هذا ما كنت أتوقعه المرة الأولى، لكن إجابتك كانت مختلفة، كما سأشرح.. وحسنا، لنعتبر إجابتك هذه: هذا الفكر الإسلامي الذي تتكلم عنه: بمفهوم من؟ هنالك مذاهب السنة وطرقها وهنالك طوائف الشيعة وأنواعها.. في السنة مثلا هنالك أنصار السنة والأخوان المسلمين والعديد من رجال الصوفية في الطرق والملل والنحل... وجميعها مرجعيتهم الكتاب والسنة.. الفكر الإسلامي بمفهوم من؟؟Quote: ومن يعتقد أن له فكرٌ آخر، بما فيهم أنا، فهو في ضلالٍ مبين |
حسنا، هذه الإجابة هي ما كنت أنتظره.. فهي الأنسب وتنطبق على أي شخص خلاف النبي عليه الصلاة والسلام، فهو صاحب الرسالة وكل من سواه أخذوا عنه فهوما قد تقترب وقد تبعد عن فهمه هو.. وبالتالي أنا وأنت وكل الناس إنما هي فهومنا، وما نعتقد أنه "الفكر الإسلامي".. Quote: أي إذا ناديت باستقراءٍ معين فهذا فكري وليس الفكر الإسلامي، إلا إذا تطابق معه |
هذا ما كنت أتوقعه، كما قلت لك، حينما كتبت لك المرة الأولى:Quote: لكني رأيتك لا تتكلم كمن يحمل رأيا مخالفا وإنما كالسيد الذي عنده الصواب الشامل الكامل وما عند الآخرين خطأ، فأنت تقرر تقريرا بخطأ وصواب الجمل والمعاني... |
فكانت إجابتك:Quote: آسف أنك ذهبت بتفكيرك في ذاك المنحى، ولكن الفكر الإسلامي ليس فيه ما يُحمل به رأيٌ مخالفٌ، فالفكر الإسلامي فكر واحد لرسالة واحدة واضحة، ومن يعتقد أنه يحمل فكراً غير ما ورد في رسالة الله تعالى البيّنة، فهو قطعاً خاطئٌ وفي ضلالٍ مبين |
ثم أنك تمضي لتقول:Quote: وبالمثل، استقراءات الأستاذ محمود ليست الفكر الإسلامي، فالفكر الإسلامي ثابتٌ في الرسالة، ومحمود استقرأها ونطق بقراءته الخاصة لها، وهكذا مناداتك بها لا يجوز أن تكون حكماً مطلقاً، إنما يمكن أن تكون تعبيراً عن رأيك الشخصي وتقول: "إن استقراءات الأستاذ محمود في رأيي لا تتخلّف" |
أولا: كأنك تقول كل الكتابات "فكر إسلامي" ولكن الفكرة الجمهورية ليست فكر إسلامي.. هل هذا ما تعنيه؟؟ وثانيا: التعبير "استقراءات الأستاذ محمود لا تتخلّف" هي رأيي الشخصي فالورقة ورقتي ومقالي، وأنا كتبتها وأناقش فيها الآخرين.. وأنا الذي سميتها هذا الاسم، وإذا أخذه شخص آخر يكون سرقة.. فأنت حين تكتب ورقة لا تحتاج أن تقول هذه الورقة هي رأيي، لأنها أصلا رأيك وأنت كاتبها.. Quote: هكذا تنعتني زوراً بما أثبته انت على نفسك. |
الذي دهشت له في كلامك وعلقت عليه، هو أنك خاطبتني بأستاذية وكأنك تصححني لا كلام من يختلف مع آرائي، وإليك كلامك:Quote: أولاً، الحرية ليست هي الديمقراطية: الحرية هي أساس من أسس الديمقراطية لشرعية الخيار، فبدون حرية لا يكون هناك خيار والديمقراطية هي مساواة الخيارات والعدالة ليست تنفيذ القانون ... فالقانون جهاز ضبط، يستعمله العادل ويستعمله الجائر، بمؤسسية وبدون مؤسسية. وليست العدالة المساواة في توزيع الثروات. العدالة هي النظرة المتساوية للحالة المتساوية، في الثواب والعقاب، والحقوق والواجبات، وفي الأحكام والسلام ليس القاعدة والشرط والنتيجة، إنما هو الوسيلة المثلى – لتأمين السعادة وتقليل الأحزان فالقاعدة هي البقاء للأقوى، والشرط هو المقدرة (فلا شرط بلا مقدرة)، والنتيجة هي محصل المعادلة، ما تقدمه هو ما ستجده (بالدارجي: التسويه تلقاه)، وليس بالضرورة السلام. |
وحينما أدهشني الأسلوب وكتبت لك:Quote: لكني رأيتك لا تتكلم كمن يحمل رأيا مخالفا وإنما كالسيد الذي عنده الصواب الشامل الكامل وما عند الآخرين خطأ، فأنت تقرر تقريرا بخطأ وصواب الجمل والمعاني |
توقعت أنك ستبرر ذلك أو تتراجع عنه، ولكن جاء ردك تأكيدا على أن فهمك هو الصحيح والآخرين خطأ، وضلال؛ أقرأ:Quote: آسف أنك ذهبت بتفكيرك في ذاك المنحى، ولكن الفكر الإسلامي ليس فيه ما يُحمل به رأيٌ مخالفٌ، فالفكر الإسلامي فكر واحد لرسالة واحدة واضحة، ومن يعتقد أنه يحمل فكراً غير ما ورد في رسالة الله تعالى البيّنة، فهو قطعاً خاطئٌ وفي ضلالٍ مبين |
وحتى في ردك الجديد أنت تؤكدها؛ أقرأ:Quote: أنا أتعفف من مصارعة فكر الرسالة، وأنت تسمح بأوصيائك لمصارعتها وخبزها في قالبهم. |
كأنما فهمك أنت وما تكتبه "رسالة"، أما فهمي أنا فهو "مصارعة للرسالة".. ثم تقول:Quote: مثلاً أخدت راحتك في تفسير الآية الكريمة من خارج مصدريتها: "ما وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ "... المفهوم فيها من الآية نفسها أنها أتت عندما قلق الرسول (ص) في تأخّر الوحي، وهو بالرغم من أنه كثير الاستغفار، إلا أن الله تعالى لم يذكر في آياته أنه اتهم نفسه بالقصور، أو ظن أن الله غيّر منه لشخصٍ آخر.. أترى هذا الهراء من الاستنتاجات من مراجعك في المنقول من القيل والقال أم من القرآن؟ |
مع أنني إنما نقلت إليك معناها الوارد في التفاسير:Quote: وقوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) وهذا جواب القسم، ومعناه: ما تركك يا محمد ربك وما أبغضك. وقيل: ( وَمَا قَلَى ) ومعناه. وما قلاك، اكتفاء بفهم السامع لمعناه، إذ كان قد تقدّم ذلك قوله: (مَا وَدَّعَكَ ) فعرف بذلك أن المخاطب به نبيّ الله صلى الله عليه وسلم... وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. * ذكر من قال ذلك: حدثني عليّ، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن عليّ، عن ابن عباس، في قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) يقول: ما تركك ربك، وما أبغضك. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: ( مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى ) قال: ما قلاك ربك وما أبغضك؛ قال: والقالي: المبغِض. وذُكر أن هذه السورة نـزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم تكذيبا من الله قريشا في قيلهم لرسول الله، لما أبطأ عليه الوحي: قد ودّع محمدًا ربه وقلاه. ..... حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال أبطأ جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فجزع جزعا شديدا، وقالت خديجة: أرى ربك قد قلاك، مما نرى من جزعك، قال: فنـزلت ( وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى )... إلى آخرها . |
والحديث كثير، وقد أوردت إليك حديث "ابن صياد".. وإليك هذا الحديث، والذي وارد حوله نقاش كثير، وهو مروي في البخاري:Quote: قَالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : ... وَفَتَرَ الْوَحْيُ فَتْرَةً حَتَّى حَزِنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ " . |
واتهام النبي عليه الصلاة والسلام نفسه بالقصور أو التقصير ليس نقصا وإنما هو أس كماله.. والحديث النبوي (طوبى لمن شغله عبيه عن عيوب الناس) ليس مسألة نظرية وإنما هو أكبر من طبقها.. وهو الأسوة والقدوة لنا لنتبعه ولهذا لم يجعل ملكا ولا مخلوق سماوي وإنما رسول بشر منا.. وليس أدل على بشريته من الآيات (عَبَسَ وَتَوَلَّىٰ .. أَن جَاءَهُ الْأَعْمَىٰ .. وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ .. أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَىٰ.. أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَىٰ ..فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّىٰ ..وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ .. وَأَمَّا مَن جَاءَكَ يَسْعَىٰ .. وَهُوَ يَخْشَىٰ .. فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّىٰ ..كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ .. فَمَن شَاءَ ذَكَرَهُ..) وقد وصف (كان محمد كأنما نصب له علم فشمر يطلبه) كان لا يتلفت، وقته كله لله في فكر وذكر يقوم ليله ويظمئ نهاره حتى نزلت (طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى).. وورد أَنَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ: (إِنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلْبِي ، وَإِنِّي لَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ، فِي الْيَوْمِ مِائَةَ مَرَّة).. والغين بفتح الغين هو شيء يعتري القلب مما يقع من حديث النفس وقيل هي حالة خشية وإعظام والاستغفار ..
ثم أنك تأتي لتقول:Quote: وندلف إلى أكبر تزوير في معجم اللغة أبتدعه الأعراب منذ ميلاد اللغة العربية، وفقط عندما نزلت عليهم الرسالة: النسخ: في معجم لسان العرب التهذيب، التبيان مثلاً، خطأ النَّاسخ: هو الخطأ الذي يقع فيه ناسخ المخطوطات القديمة بالزِّيادة أو النقص أو التصحيف النَّوَاسِخُ فِي النَّحْوِ: الكَلِمَةُ الَّتِي تُغَيِّرُ حُكْمَ المبتدأ وَالْخَبَرِ سَوَاءٌ كَانَتْ حَرْفاً مِثْلَ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا أَوْ فِعْلاً مِثْلَ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا، فتفيد في بيان مكونات حدثها المعجم الفقهي رفع الحكم الأول بنص شرعي متأخر. (فقهية)، بدلاً من نقض وهي الأصح وترى في مصر محكمة النقض هي محكمة الاستئناف لنقض الحكم، وليس (نسخ) الحكم والآية 106 البقرة تتوافق مع الآية 20 الجاثية بوضوح المعنى العربي المقصود في لسان العرب: البقرة آية 106 مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْهَا أَوْ مِثْلِهَا، وما هو خير منها معناه استنساخ أو شرح أوفى وليس نقضها. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إِنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون) الجاثية آية 20: أَي نستنسخ ما تكتب الحفظة فيثبت عند الله؛ وفي التهذيب: أَي نأْمر بنسخه وإِثباته، والاستنساخ هنا معناه الشرح الأوفى لبيان عماد حدوثه فيثبت النّسخ الشّرعيّ (وهو المستحدث) (فقه) إزالة ما كان ثابتًا بنصٍّ شرعيّ ويكون في اللَّفظ والحكم كنسْخ ذبح إسماعيل بالفداء هذا هو البرزخ الذي بيننا |
أولا: لم أفهم ما تعنيه بأكبر تزييف في معجم اللغة، كأنك تقول تغير معنى الكلمة؟؟ وثانيا: "نسخ" غير "استنسخ".. في اللغة الوزن الأول غير الوزن العاشر في المعنى.. وثاليا: عجبت لك تذهب للسان العرب لتبحث عن معنى آية، وهي أمامك في كل كتب التفاسير (مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا نَأْتِ بِخَيْرٍ مِّنْهَا أَوْ مِثْلِهَا ۗ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).. لا أعرف ما الغرض ألا تفتحها مباشرة في كتب التفاسير، وتذهب لتبحث عنها في "لسان العرب".. إليك مقطعا صغيرا مما يقوله أحد كتب التفاسير، وكلها في نفس المعنى:Quote: قال ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ما ننسخ من آية ) ما نبدل من آية . وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) أي : ما نمح من آية . وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) قال : نثبت خطها ونبدل حكمها . حدث به عن أصحاب عبد الله بن مسعود . وقال ابن أبي حاتم : وروي عن أبي العالية ، ومحمد بن كعب القرظي ، نحو ذلك . وقال الضحاك : ( ما ننسخ من آية ) ما ننسك . وقال عطاء : أما ( ما ننسخ ) فما نترك من القرآن . وقال ابن أبي حاتم : يعني : ترك فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم . وقال السدي : ( ما ننسخ من آية ) نسخها : قبضها . وقال ابن أبي حاتم : يعني : قبضها : رفعها ، مثل قوله : الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة . وقوله : " لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى لهما ثالثا " . وقال ابن جرير : ( ما ننسخ من آية ) ما ينقل من حكم آية إلى غيره فنبدله ونغيره ، وذلك أن يحول الحلال حراما والحرام حلالا والمباح محظورا ، والمحظور مباحا . ولا يكون ذلك إلا في الأمر والنهي والحظر والإطلاق والمنع والإباحة . فأما الأخبار فلا يكون فيها ناسخ ولا منسوخ . وأصل النسخ من نسخ الكتاب ، وهو نقله من نسخة أخرى إلى غيرها ، فكذلك معنى نسخ الحكم إلى غيره ، إنما هو تحويله ونقل عبادة إلى غيرها . وسواء نسخ حكمها أو خطها ، إذ هي في كلتا حالتيها منسوخة . وأما علماء الأصول فاختلفت عباراتهم في حد النسخ ، والأمر في ذلك قريب ; لأن معنى النسخ الشرعي معلوم عند العلماء ، ولخص بعضهم أنه رفع الحكم بدليل شرعي متأخر . فاندرج في ذلك نسخ الأخف بالأثقل ، وعكسه ، والنسخ لا إلى بدل . وأما تفاصيل أحكام النسخ وذكر أنواعه وشروطه فمبسوط في فن أصول الفقه . وقال الطبراني : حدثنا أبو شبيل عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد ، حدثنا أبي ، حدثنا العباس بن الفضل ، عن سليمان بن أرقم ، عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه ، قال : قرأ رجلان سورة أقرأهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانا يقرءان بها ، فقاما ذات ليلة يصليان ، فلم يقدرا منها على حرف فأصبحا غاديين على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنها مما نسخ وأنسي ، فالهوا عنها " . فكان الزهري يقرؤها : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) بضم النون خفيفة .. |
أكتفي بهذا القدر وهو طويل يمكن أن تستقصيه في أي من كتب التفاسير.. أما قولتي: Quote: وهو ليس بمستغرب عن كل نهج الإسلام السلفي عامة، وأقصد بذلك كل خريجي الأزهر والكليات والمعاهد الدينية ووزارات الشئون الدينية وبناء عليه ما يدرس في المدارس كله أنبنى على هذا النوع من الفهم..لقد ورد في تعريف الشخص "المتطرف" أو "الإرهابي" أنه الشخص الذي يعتقد أنه على الحق المبين وما سواه ضالين، وبناء على ذلك فإن من واجبه تأديب الآخرين.....حتى: ولقد تعب من الأفراد الذين يجثمون فوق صدره بالقوة، ويكتمون أفكاره، ويتحكمون في طريقة تفكيره بفرض ما يعتقدون أنه الحق المبين.. مثل قولك هذا هو سبب كتابة مقالي وأنت بقوله واضحا هكذا تقدم مثالا طيبا وجادا للشرح" |
فقد عنيتها، لأوضح فيها أن نهج الأستاذية المذكور (ليس بمستغرب على كل نهج الإسلام السلفي عامة، وأقصد بذلك كل خريجي الأزهر والكليات والمعاهد الدينية ووزارات الشئون الدينية وبناء عليه ما يدرس في المدارس كله أنبنى على هذا النوع من الفهم)، وأنت قد تبنيت نفس الفهم بقولك (آسف أنك ذهبت بتفكيرك في ذاك المنحى، ولكن الفكر الإسلامي فكر واحد لرسالة واحدة واضحة، ومن يعتقد أنه يحمل فكراً غير ما ورد في رسالة الله تعالى البيّنة، فهو قطعاً خاطئٌ وفي ضلالٍ مبين) وأنت عمليا من جعلني أضع قولك في إطارها.. فقلت (مثل قولك هذا هو سبب كتابة مقالي وأنت بقوله واضحا هكذا تقدم مثالا طيبا وجادا للشرح).. ثم أنت تقول:Quote: وهكذا ثبت أنك لا تعرف عني شيئاً رغم كتاباتي الكثيرة في الصحف الإسفيرية والفيسبوك، وكتبي التي طبعت. تعتقد أني سلفي وملوّث بكتب المعاهد العلمية وحصص الدين في المدارس |
وطبعا.. أنا فعلا لا أعرف عنك شيئا ولم أقرأ أي من كتاباتك في الصحف الإسفيرية أو الفيسبوك ولا كتبك التي طبعت... تماما كما لا أتوقع أنك تعرف عني شيئا ولا عن كتاباتي في الأسافير أو الفيسبوك أوكتابي المطبوع.. وحكمي على قولك لا أحتاج أن أقيم فيه شهادات أو كتب وإنما فقط يهمني قولك وكتابتك هنا، وتكفيني؛ أقرأ: (آسف أنك ذهبت بتفكيرك في ذاك المنحى، ولكن الفكر الإسلامي ليس فيه ما يُحمل به رأيٌ مخالفٌ، فالفكر الإسلامي فكر واحد لرسالة واحدة واضحة، ومن يعتقد أنه يحمل فكراً غير ما ورد في رسالة الله تعالى البيّنة، فهو قطعاً خاطئٌ وفي ضلالٍ مبين).. وأخيرا أنت تختم بقولك:Quote: لا بأس. وقبل أن أخوض معك في نقدٍ لرأيك، أكون شاكراً لو بيّنت لنا ما هي الدكتوراه التي تحمل ومن أين حصلت عليها – فإن لم تكن في العلوم الدينية (الفقهية)، فمن أين اهتديت إلى الإيمان بالفقه وبالتالي تلقيته؟ |
لا أعتقد، يا أستاذ سعيد، أن هنالك معنى من ذكر دراستي للدكتوراه هنا، ولكن هي في تخصص البيئة والتنمية، إن كان هذا ما ترغب في معرفته، وهي من جامعة أمريكية، وهي قطعا ليست في العلوم الفقهية.. وهذا، مرة أخرى، مما يميز الفهم السلفي حيث يعتقدون أن هنالك رجال دين يتخصصون في الدين فتصبح مهنة لهم مثلها في ذلك مثل أي مهنة أخرى.. فأئمة الجوامع مثلا أو المؤذنون ورجال الدين يتخرجون من معاهد متخصصة ويتدربون على شئون الخطابة في المساجد والأعمال الدينية الأخرى ثم يعينون بمرتبات مثلهم مثل أي موظفين.. نحن في الفكرة الجمهورية نعتقد أن هذه صفة دخيلة على الدين الإسلامي، فالإسلام دين عمل لا دراسة ومعاهد، وهو دين الأميين، مبني على العمل لا على الكلام النظري.. وقد كان الأعرابي يدخل على النبي عليه الصلاة والسلام فيقول "يا رسول الله، علمني أمور ديني"، وفي جلسة أو جلستين يعلمه كيف يتوضأ وكيف يصلي وكيف يصوم فيرجع إلى قومه ويدعوهم بدوره إلى الإسلام.. نحن نعتقد أن فكرة رجال الدين واللبس الخاص بهم الذي يلبسونه هذا جاءتنا من ديانات اليهود والنصارى..Quote: إذ أنه من غير هذي أو تلك فليس هناك ما يسمح لك بالسورة الغاضبة في الاعتقاد بأني أتحدث وكأني الذي يعرف، وكأني بك تستنكر ذلك رغم أنه اتهام باطل لا مبرر له. |
نحن نعتقد أنه في الإسلام، أي فرد تقع عليه مسئولية دينه كاملة فيمحصه ويبحث فيه ويعرفه لأنه سيقابل به الله فردا بلا وكالة ولا توسط، ولا تحال أي مسئوليته عنه، مهما صغرت، على رجال دين.. فأنا أعتقد أني أعرف قدرا مناسبا من ديني لأعمل به وأكون مسئولا عنه في أي مسالة وألزم نفسي ما استطعت بما أعلمه.. وقد كررت لك أني لا أتعامل بالسوابق فأنا كما قلت لك لا أعرفك مسبقا ولا أعرف تخصصك ولا كتاباتك وإنما يهمني ما قلته لي أمامي ومباشرة، فهو ما أحتاجه لأرد عليك عنه..
ولا شيء يغضبني أيضا، فهذه حالة الحوار، وأنا متعود على نقاش هذا الاتجاه من الأفكار.. وقيمة النقاش أنه يحدث تنويرا ويفتح منافذ جديدة للوعي وللمعرفة.. وأعتقد أنه يستحق الزمن الذي نضعه فيه والزمن الذي يأخذه القراء ليقرأونه، وأسأل الله القبول والسداد وخلوص النوايا..
هذا، وسأعود لمواصلة الرد على نقاطك من المساهمة الأولى..
وأنا شاكر لك مبادرتك هذا الحوار، وشاكر للجميع المتابعة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
التحية، وخالص الشكر، لك للجميع على فرصة الحوار هذه، مرة أخرى..
أعود الأن لأرد على بقية كلامك.. وأعيد نقله هنا لك وللقراء:
Quote: ودلفت في نظريات الشيخ محمود والتي تعتمد على مدنية الآيات ومكيتها. وأنا أؤيد أن الآيات المكية هي التي تماري الآيات المدنية في كونها آيات مكارم الأخلاق التي هي المبادئ العليا للفضيلة والحق، بينما الآيات المدنية فيها مجال لمعالجة النفاق الذي ابتلي به المسلمون في المدينة، وتلاعب به أعداء الرسول عليه الصلاة والسلام من يهود بني قريطة وخلافهم، مما بيّن الله تعالى لنبيه كيف يحاصر النفاق ويضربه في مقتل. وليس هناك نسخ للأيات وذلك كفر، فالله تعالى لا يبدل رأيه، ولكنه يوضح الفرق عن طريق الآياات المتشابهات ويحكم رسالته بالآيات أمهات الكتاب، ويحذر من التأويل مثل ذلك الذي تقول، فما لم يقله الله صراحةً وبياناً واضحاً لا يخق لأحد أفتراضه. والنفاق حذر الله به نبيه الكريم بالآية 9 من سورة التوبة من صحابته "وممن حولكم من الاعراب منافقون ومن اهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون الى عذاب عظيم " وليس الجهاد للحرب كما شوّهه الأمويون والعباسيون، فالإسلام ليس دين حرب، ولكنه الدفاع فقط في حالة الإعتداء، والدفاغ بقدر ما يكفي لدرء المخاطر الآنية، وليس لنشر الإسلام أو محاربة الفساد، ولكن محاربة الاعتداء على نظام درء الفساد. فالخوض في التسييس الديني هو أول خلل في دعائم الحرية بالوصاية الفوقية، مما يتعذّر مع تنفيذ الديمقراطية |
ثم امتداد نفس الكلام من ردك الثاني:
Quote: وأتمنى أن تعيد النظر في باقي تحليلي في المقالة أما بيت القصيد هو أن تفسير الألفاظ والمردفات لا يستطيع أن يعيد صياغة مكارم الأخلاق والحقوق والواجبات وفيما يخص موضوعك، وهو موضوع الفكر الإسلامي، فكل ما للفكر الإسلامي سقوفات أخلاقية مبنية على منطق الفضيلة، والعدالة في الحق والواجب، والإثبات وحدود العقوبات، والميراث، والأحوال الشخصية، وكما ترى كلها حدود، للعلاقات المجتمعية – العقد الاجتماعي. ولدى الفرد الخيارات دونها. ذلك هو نهج الآيات المكية كما ذكرت، ولم تُنسخ (وكما ذكرت ليس بيد أحد نسخ، تعديل أو زيادة آية، ولم يقل الله تعالى أنه نسخ، عدل أو بدّل آيةً، فافتراض ذلك إنكار لوحدانية الله تعالى). والآيات المدنية أتت متجانسة مع ظروف المسلمين وظهور وتعدد المنافقين والاندساس من اليهود والذين في قلوبهم زيغ، ولعل الله أراد بتلك التجربة تذكرة المسلمين بأن يحموا الرسالة من شرور أنفسهم. أي تأويل آخر، ما لم ينتفي فيه التناقض مع أيٍّ من أمهات الكتاب فهو باطل. |
و بسم الله نبدأ بالقول أن القرآن به منهجين اثنين..
أصول الإسلام (الحريات والسلام والمساويات) أو بكلمات اليوم (الديمقراطية والسلام والإشتراكية) أو بلغة الثورة السودانية (حرية.. سلام.. وعدالة) نزلت آياتها أولا في مكة، وطبقها النبي عليه الصلاة والسلام في نفسه ودعا إليها أصحابه ١٣ عاما في مكة.. الثلاث سنوات الأولى منها في سرية والعشر الأخيرة جهر بها.. ولما ووجهت بالعداء والعنف والتعذيب والتنكيل بأتباعها أمر بالهجرة للمدينة، حيث دعت حكمة الوقت لنسخ لآيات الأصول بآيات الفروع..
فروع القرآن (الخلافة، والجهاد، والزكاة، ووصاية المسلم وقوامة الرجل)، أو بكلمات اليوم (فرض الدين بالقوة، والحرب، و"الرأسمالية الملطفة" مع تمييز المسلم على غير المسلم وتمييز الرجل على المرأة).. وهي في القانون تلخصها "الشريعة الإسلامية".. والدعوة للمدنية استمرت عشر سنوات ختمت بفتح مكة وانتقال النبي عليه الصلاة والسلام.. وعلى حين بنيت الشريعة على الفروع المدنية، ظل النبي عليه الصلام في خاصة نفسه يطبق الأصول المكية (فلا يحمل سيفا في معركة، ولا يصل طور الزكاة، ولا يمارس تسلطا على أحد) حتى انتقل.. وتركنا على تلك الحال..
والآيات كثيرة وواضحة ومشروحة باستفاضة في كتب الفكرة.. سواءا آيات الأصول (الحريات والسلام والمساويات) أو آيات الفروع (الخلافة، والجهاد، والزكاة، والوصاية) أو (آيات الشريعة الإسلامية).. ولو احتجنا لسرد الآيات وتفصيلها فيمكننا ذلك.. آيات الأصول هي "آيات النبوة" وهي عمل النبي الذي لم يتخلى عنه حين انتقل للمدينة (سنته التي اندثرت)، في حين أن آيات الفروع هي "آيات الرسالة" التي أمر بها أصحابه ونظم بها المجتمع، أي (الشريعة الإسلامية).. الفكرة الجمهورية ببساطة تدعو (لإحياء سنة النبي، آيات الأصول) في مكان (الشريعة الإسلامية، آيات الفروع)..
المنهجين (الأصول والفروع) شرحهما النبي عليه الصلاة والسلام بتطبيقه، وبأقواله العديدة، منها على سبيل المثال: (بدأ الإسلام غريبا ، وسيعود غريـبا كما بـدأ ، فطـوبى للغـرباء ! قالـوا من الغـرباء يا رسول الله ؟ قال الذين يحيـون سنتي بعـد اندثارها).. والمنهجين أيضا تشرحهما الآيات، مثلا:
((هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ ... وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ... ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ...))
((مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ.. وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ...))
هذه المقدمة للتبسيط الشديد، وكأساس ممكن للحوار، وهنا قولك:
Quote: وأنا أؤيد أن الآيات المكية هي التي تماري الآيات المدنية في كونها آيات مكارم الأخلاق التي هي المبادئ العليا للفضيلة والحق... |
فأعتقد أن الأفضل استبدال كلة "تماري" لأنها تعني "تناظر وتجادل وتنازع" (... فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاءً ظَاهِرًا...) وأعتقد كلا من الآيات المكية والآيات المدنية كلام الله المقدس ومعانيها تتدلى إلى طرفنا في الأرض لنفهمه نحن وتتسامى في المعنى حتى ينبهم طرفها عنده—حيث لا عند-- سبحانه وتعالى في الإطلاق، حيث تنقطع معرفتنا.. (حم .. وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ.. إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ.. وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ).. أما قولك:
Quote: بينما الآيات المدنية فيها مجال لمعالجة النفاق الذي ابتلي به المسلمون في المدينة، وتلاعب به أعداء الرسول عليه الصلاة والسلام من يهود بني قريطة وخلافهم، مما بيّن الله تعالى لنبيه كيف يحاصر النفاق ويضربه في مقتل. |
وقولك:Quote: والآيات المدنية أتت متجانسة مع ظروف المسلمين وظهور وتعدد المنافقين والاندساس من اليهود والذين في قلوبهم زيغ، ولعل الله أراد بتلك التجربة تذكرة المسلمين بأن يحموا الرسالة من شرور أنفسهم. |
فأقول فيه أن النفاق جاء نتيجة وليس سببا حيث أن فرض الإسلام على أناس بحد السيف اضطر بعض الذين لم يؤمنوا به، يظهرون إيمانهم خوف الموت ويبطنون تكذيبهم، فظهر النفاق الذي لم يكن له مكان في مكة حيث الحريات (لكم دينكم ولي دين) كانت السائدة.. وقولك:Quote: وليس الجهاد للحرب كما شوّهه الأمويون والعباسيون، فالإسلام ليس دين حرب، ولكنه الدفاع فقط في حالة الإعتداء، والدفاغ بقدر ما يكفي لدرء المخاطر الآنية، وليس لنشر الإسلام أو محاربة الفساد، ولكن محاربة الاعتداء على نظام درء الفساد. |
فقول النبي عليه الصلاة والسلام فيه قاطع : " أُمِرْتُ أَن أُقاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَن لا إِلهَ إِلاَّ اللَّه وأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، ويُقِيمُوا الصَّلاةَ، وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ، فَإِذا فَعَلوا ذلكَ، عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وأَمْوَالَهم إِلاَّ بحَقِّ الإِسلامِ، وحِسابُهُمْ عَلى اللَّهِ)".. مُتفقٌ عليه.. وأسمح لي ان أنقل لك جانبا من قول الأستاذ محمود محمد طه في هذا الأمر..
Quote: الأصل في الإسلام أن كل انسان حر ، الى أن يظهر ، عمليا ، عجزه عن التزام واجب الحرية ، ذلك بأن الحرية حق طبيعي ، يقابله واجب واجب الأداء ، وهو حسن التصرف في الحرية ، فإذا ظهر عجز الحر عن التزام واجب الحرية صودرت حريته ، عندئذ، بقانون دستوري ، والقانون الدستوري ، كما سلفت إلى ذلك الإشارة ، هو القانون الذي يوفق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة ، وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة ، وقد قررنا آنفا أن ذلك هو قانون المعاوضة . هذا الأصل هو أصل الأصول ، وللوفاء به بدئت الدعوة إلى الإسلام بآيات الاسماح ، وذلك في مكة ، حيث نزلت (( ادع الى سبيل ربك بالحكمة ، والموعظة الحسنة ، وجادلهم بالتي هي أحسن ، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله ، وهو أعلم بالمهتدين )) وأخواتها ، وهن كثيرات ، وقد ظل أمر الدعوة على ذلك ثلاث عشرة سنة ، نزل أثناءها كثير من القرآن المعجز ، وتخرج أثناءها من المدرسة الجديدة ، كثير من النماذج الصالحة ، من الرجال والنساء والصبيان . وكان المسلمون الأولون يكفون أذاهم عن المشركين ، ويحتملون الأذى ، ويضحون ، في صدق ومروءة ، في سبيل نشر الدين ، بكل أطايب العيش ، لا يضعفون ولا يستكينون .. يبينون بالقول البليغ ، وبالنموذج الصادق ، واجب الناس ، في هذه الحياة ، نحو ربهم ، بإخلاص عبادته ، ونحو بعضهم ، بصلة الرحم ، وإصلاح ذات البين . والله سبحانه وتعالى يقول (( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون )) ولقد أعطانا من نعم العقل ، والجسد ، وأطايب العيش ، ما يمكننـا من عبادته وعرفان فضله . ويقول (( إن الله يأمر بالعدل ، والاحسان ، وإيتاء ذي القربى ، وينهى عن الفحشاء ، والمنكر ، والبغي ، يعظكم لعلكم تذكرون )) ويقول (( ولا تقتلوا أولادكم من املاق ، نحن نرزقكم وإياهم ، ولا تقربوا الفواحش ، ما ظهر منها وما بطن ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ذلكم وصاكم به ، لعلكم تعقلون )).. كل ذلك جاء به القرآن في الدين الجديد ، وبلغه النبي وأصحابه ، بالقول ، وبالسيرة ، وفيه لأمر الناس صلاح وفلاح ، فإذا أصر الناس، بعد ذلك ، على عبادة الحجر الذي ينحتون ، وعلى قطع الرحم ، وقتل النفس ، ووأد البنت ، فقد أساءوا التصرف في حريتهم ، وعرضوها للمصادرة ، ولم يكن هناك قانون لمصادرتها ، فلم يبق إلا السيف ، وكذلك صودرت . وبعد أن كان العمل بقوله تعالى (( فذكر انما أنت مذكر * لست عليهم بمسيطر )) انتقل الى قوله تعالى (( الا من تولى وكفر * فيعذبه الله العذاب الأكبر )) فكأنه قال أما من تولى وكفر فقد جعلنا لك عليه السيطرة ، فيعذبه الله بيدك العذاب الأصغر بالقتال ، ثم يعذبه العذاب الأكبر بالنار. (( إن إلينا إيابهم * ثم إن علينا حسابهم )) واعتبرت الآيتان السابقتان منسوختين بالآيتين التاليتين ، وكذلك نسخت جميع آيات الاسماح ، وهن الأصل ، بآية السيف وأخواتها ، وهن فرع أملته الملابسة الزمانية ، وقصور الطاقة البشرية ، يومئذ ، عن النهوض بواجب الحرية . ومن ههنا جاء حديث المعصوم حين قال (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله . فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحقها ، وأمرهم الى الله )) . وقد ظن بعض علماء المسلمين أن حروب الإسلام لم تكن إلا دفاعية ، وهذا خطأ قادهم اليه حرصهم على دفع فرية بعض المستشرقين الذين زعموا أن الإسلام إنما استعمل السيف لينتشر . والحق أن السيف إنما استعمل لمصادرة حرية أسئ استعمالها ، وقد تلبث بذلك ثلاثة عشر عاما يدعو الى واضحة من أمر الفرد ، وأمر الجماعة ، فلما لم ينهضوا بأعباء حريتهم ، ولما لم يحسنوا التصرف فيها ، نزع من أيديهم قيامهم بأمر أنفسهم ، وجعل النبي وصيا عليهم ، حتى يبلغوا سن الرشد . فإذا دخلوا في الدين الجديد ، فحرموا من دمائهم وأموالهم ما حرم ، ووصلوا من رحمهم ما أمر به أن يوصل ، رفع عنهم السيف ، وجعلت مصادرة حرية المسئ إلى القانون الجديد ، وكذلك جاء التشريع الإسلامي ، ونشأت الحكومة الجديدة . وكل ما يقال عن تبرير استعمال الإسلام للسيف هو أنه لم يستعمله كمدية الجزار ، وإنما استعمله كمبضع الطبيب . وكانت عنده الحكمة الكافية ، والرحمة الكافية ، والمعرفة الكافية ، التي تجعله طبيبا لأدواء القلوب . ولقد قال تعالى في ذلك (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات ، وأنزلنا معهم الكتاب ، والميزان ، ليقوم الناس بالقسط ، وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ، ومنافع للناس ، وليـعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ، إن الله قوي عزيز )) قوله (( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات )) يعني بالدلائل القواطع على صدق دعواهم ، (( وأنزلنا معهم الكتاب)) يعني (( لا إله إلا الله )) و (( الميزان )) يعني الشريعة لوزن ما بين العبد والرب ، وما بين العبد والعبد ، و (( ليقوم الناس بالقسط )) يعني ليعدلوا في المعاملة ، وقوله (( وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ، ومنافع للناس )) يعني وشرعنا القتال بالسيف في مصادرة حرية من لا يحسن التصرف في الحرية ، حتى يرده بأس السيف إلى صوابه ، فيـحرز يومئذ حريته ، وينتـفع بحياته .. هذا بالطبع إلى ما للحديد من منافع أخرى لا تحتاج منا الى إشارة . وقوله (( وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب )) يعلم علم تجربة لكم ، لأن القتال كره للنفوس .. ليعلم من يحتمل مكروه الحرب في سبيل الله لنصرة المستضعفين ، بإقامة القسط بين كل فرد وبين نفسه ، وبينه وبين الآخرين ، وقـوله (( إن الله قوي عزيز )) يعني بالقوي الذي لا يحتاج لنصرة ناصر ، و (( عزيز )) يعني لا ينال ما عنده إلا به ، وما عنده في هذا المقام هو النصر ، فكأنه يشير إشارة لطيفة إلى قوله تعالى (( إن تنصروا الله ينصركم ، ويثبت أقدامكم )) إن تنصروا الله بنصرة أنبيائه لإقامة القسط ، ينصركم الله على أنفسكم ، وهذا يعني ، بعبارة أخرى ، إن تنصروا الله في الجهاد الأصغر ، ينصركم في الجهاد الأكبر ، حيث لا قوة لكم إلا به ، ولا ناصر لكم إلا هو . (( ويثبت أقدامكم )) يعني يطمئن قلوبكم . وتثبيت الأقدام الحسية غير مجحود في مقام النصرة . ومن الحكمة في طب أدواء القلوب أن تبدأ الدعوة باللين ، وألا يلجأ الى الشدة إلا حين لا يكون منها بد ، فإن الكي آخر الدواء . وما العذاب بالقتل بالسيف في الدنيا إلا طرف من عذاب الآخرة بالنار ، وليس لعذاب الآخرة موجب إلا الكفر ، وكذلك الأمر في القتال .. فإن هو أضاف الى الكفر دعوة إلى الكفر ، وصداً عن سبيل الله ، فقد أصبح قتاله وقتله أوجب ، وإلا فهو مقاتل بكفره لا محالة ، قال تعالى (( إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله، فسينفقونها ، ثم تكون عليهم حسرة ، ثم يغلبون ، والذين كفروا الى جهنم يحشرون * ليميز الله الخبيث من الطيب ، ويجعل الخبيث بعضه على بعض ، فيركمه جميعا ، فيجعله في جهنم ، أولئك هـم الخاسرون * قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف ، وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين * وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين كله لله ، فإن انتهوا فان الله بما يعملون بصير )) تأمل قوله تعالى (( والذين كفروا إلى جهنم يحشرون ليميز الله الخبيث من الطيب )) تجد أن موجب العذاب هو الكفر (( ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم ؟ وكان الله شاكرا عليما )) . وقـولـه (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة )) يعني حتى لا يكون شرك ، ودعوة إلى الشرك ، وصد عن سبيل الإيمان . وقوله (( ويكون الدين كله لله )) هو غرض القتال الأصلي (( وقضى ربك ألا تعبدوا الا اياه )) ذلك أمر الله . والله بالغ أمره ولو كره الكافرون . وقال تعالى في موضع آخر (( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ، ويكون الدين لله ، فإن انتهوا فلا عدوا إلا على الظالمين )) والظالمون على مستويين : مستـوى من يجعل الدين لغير الله ، ويصر على ذلك ، ومستوى من يذعن لله بالطاعة ولكنه يتعدى على حقوق الناس ، ويحيف عليهم . وفي الآية أمر بمصادرة حرية من يسئ التصرف في الحرية ، وإنما تكون المصادرة على مستوى الاساءة . فللجاحدين قانون الحرب ، وبأس الحديد . وللمعتدين على حقوق الناس قانون السلام ، وفصل الحقوق . وهذا معنى قوله تعالى (( فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين )) . والنزول من المعنى الأصلي الى المعنى الفرعي يعني النزول من مستوى الإسلام الى مستوى الإيمان ، ومن ههنا يجب أن يفهم قوله تعالى (( وأنزلنا اليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ، ولعلهم يتفكرون )) قوله (( وأنزلنا اليك الذكر )) يعني القرآن كله ، مشتملا على الأصل - الإسلام- والفرع – الإيمان . وقوله (( لتبين للناس ما نزل إليهم )) يعني لتفصل بالتشريع ، وألوان التبيين ، للمؤمنين ما نزل إلى مستواهم . قوله (( ولعلهم يتفكرون )) يعني لعل الفكر ، أثناء العمل بالفروع ، يقودهم الى الأصل الذي لم يطيقوه أول أمرهم . وفي ذلك إشارة بالغة اللطف إلى السير في مراقي الإسلام المختلفة ، مبتدئا بالإسلام الأول ، صاعدا بوسائل الفكر الصافي ، والقول المسدد ، والعمل المخلص . فإنه (( إليه يصعد الكلم الطيب ، والعمل الصالح يرفعه )) . نخلص مما تقدم الى تقرير أمر هام جدا ، وهو أن كثيرا من صور التشريع الذي بين أيدينا الآن ليست مراد الإسلام بالأصالة . وإنما هي تنزل لملابسة الوقت والطاقة البشرية . |
أيضا أدعوك لمشاهدة هذا المقطع الصغير الذي يلخص التحدي الذي تواجه به الشرية المعاصرة كل الأديان اليوم..
ولا يسعني إلا أن أشكرك مرة أخرى يا أستاذ سعيد على ابتدار الحوار وإحيائه وتحريكة..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
الدكتور/ مصطفي الجيلي الدكتور/ سعيد تحية طيبة لكما وانتما تفتحان هذه الصفحة من الحوار الفكري المثمر.. لي اضافة بسيطة اظن انها قد تمون مفيدة نوعا ما في توضيح بعض النقاط الهامة.. وجود رسالتين في كتاب (أو خطاب) واحد هو مما تعارفت عليه العرب قبل الإسلام، ويبدو ذلك واضحا في الخطاب الشعري( حيث أن التراث العربي قبل الإسلام كان معظمه شعرت) حيث يبدأ الشاعر قصيدته بداية تكون بالغزل ثم الى الوصف ثم المضمون (قصيدة كعب بن زهير: بانت سعاد .. نموذجا) .. اذا احتواء القرأن الكريم على رسالتين اساسيتين (وعدة رسائل فرعية) ليس بدعا، وقد وردت اشارة بالغة الوضوح في شأن هذين الرسالتين في سورتي: سبأ، والجمعة : وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا[سبأ:28] هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) في الأية الأولى الرسالة والرسول للناس كافة. الأية التانية تخصيص لظرف اضطراري وهو الأمية، فالأمية حالة خاصة تستوجب العناية الفائقة لذلك جاءت كلمة (بعث) فالبعث هو ((((اعادة))) ارسال لظروف خاصة، فقد وردت بهذا المعنى في كثير من الأيات: وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ﴿٢٤٧ البقرة﴾ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ ﴿١٦٤ آل عمران﴾ أَهَٰذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولًا ﴿٤١ الفرقان﴾ هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ﴿٢ الجمعة﴾ ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴿٥٦ البقرة﴾ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ ﴿١٢٩ البقرة﴾ كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ﴿٢١٣ البقرة﴾ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﴿٢٤٦ البقرة﴾ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ﴿٢٥٩ البقرة﴾ وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا ﴿٣٥ النساء﴾ وَبَعَثْنَا مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيبًا ﴿١٢ المائدة﴾ فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ ﴿٣١ المائدة﴾ وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ ﴿٢٩ الأنعام﴾ وَالْمَوْتَىٰ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ﴿٣٦ الأنعام﴾ هذا على سبيل المثال لا الحصر... اما الرسالة فهي تأتي بموجهات عامة تقود الناس وتنظم العلاقة بين مكونات المجتمع سواء كان محليا او عالميا، أو دينيا، او عرقيا.. يمكننا معا ان نتدبر المعنى المختلف في ( كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا) و ( يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وتقبلوا مني فائق الإحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: جمال المنصوري)
|
مرحب الأخ جمال، وشكرا للمساهمة القرآنية.. فالقرآن ((فيه نبأ ما كان قبلكم، وخبر ما بعدكم، وحكم ما بينكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من تركه من جبار قصمه الله، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله، وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم، وهو الصراط المستقيم، هو الذي لا تزيغ به الأهواء، ولا تلتبس به الألسنة، ولا يشبع منه العلماء، ولا يخلق على كثرة الرد، ولا تنقضي عجائبه))..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: جمال المنصوري)
|
اقتباس:Quote: هذا الفكر الإسلامي الذي تتكلم عنه: بمفهوم من؟
|
واقتبس:
Quote: (عجبت لك تذهب للسان العرب لتبحث عن معنى آية، وهي أمامك في كل كتب التفاسير. لا أعرف ما الغرض ألا تفتحها مباشرة في كتب التفاسير، وتذهب لتبحث عنها في "لسان العرب"..) طبعا بفهمك لمفهوم الله تعالى صاحب الرسالة ومهندسها لتنزل في عقولنا إذا تعقّلنا وتفكّرنا |
يعني بفهم من يقرأه على مسئوليته: يفسره حسب فهمه وبحثه، وإذا استعان بغيره فيطلب من الله تعالى ليغفر له لو استعانته كانت خاطئة حتى يتحرّها أكثر، وأنه لن يعتد بها فهي لفهمه الخاص، حتى لا يتسبب في نشر الخطأ لو كان هناك خطأ. ويشمل ذلك عدم تدريسها، ولكن يمكن أن ينصح بها من يقبل مسئولية النصيحة مثل ما عمل هو. أسلم وأسهل أسلوب لفهمها هي دراسة القرآن والقرآن وحده، ومعجم لسان العرب الذي شرّع الله أنه اللغة لقراءة وفهم القرآن العجب يصيبني أنا: أكرر مرةً أخرى، "ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدّكر" فكيف تذهب لغيرك من البشر ليفهم لك ما قدر الله لك أن تفهمه بلسان العرب الذي صرّح لك به؟ أم تغالط ربك أنه ليس يسيراً؟ وقد قال تعالى " قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون" الزمر أية 28: أي، بالعربي، لعل كلاً منا يتحرّاه بنية صادقة ويتجنب تحويره وتأويله أو قبول تحوير وتأويل من أحد (النية الصادقة ومخافة الانحراف هي كل المطلوب في استقراء القرآن) وقال جل شأنه " كتاب فصلت آياته قرآنا عربيا لقوم يعلمون" فُصِّلت، آية 3. أي فُصِّلت آياته بمعنى حُبكت آياته، لقومٍ يعلمون (لغة مخاطبتنا لهم)، وليس لأي قومٍ يحتاجون إلى مترجم أو مشرّع أو تنظير وذلك يتماشى مع قوله تعالى "ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر" القمر، فجعله يسيراً لقوم يعلمون العربي بلسان العرب ولا يحتاجون أكثر من ذلك أقتبس:Quote: "وثانيا: التعبير "استقراءات الأستاذ محمود لا تتخلّف" هي رأيي الشخصي فالورقة ورقتي ومقالي، وأنا كتبتها وأناقش فيها الآخرين.. وأنا الذي سميتها هذا الاسم، وإذا أخذه شخص آخر يكون سرقة"
|
الورقة ورقتك، والاستقراءات استقراءات محمود محمد طه، الفكر الجمهوري؟، ولكنها ليست الفكر الإسلامي، حتى لو أسماها ذلك. اقتباس:
Quote: الفكرة الجمهورية ببساطة تدعو (لإحياء سنة النبي، آيات الأصول) في مكان (الشريعة الإسلامية، آيات الفروع) |
لا أحد يحيي ولا أحد يميت الرسالة الإسلامية، وهي رسالة واحدة تبدأ من مكة وتنتهي بالمدينة، كاملة ومتكاملة. وسنة النبي لا علاقة لها بآيات مهما تصنفها بأنها أصول أو فروع، فسنة النبي هي ممارسات محمد الذي هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما لم يرسله به ربه فلا يدعيه منه ولا يحق لأحد إدعاء ذلك عنه. اقتبس:
Quote: الذي دهشت له في كلامك وعلقت عليه، هو أنك خاطبتني بأستاذية وكأنك تصححني لا كلام من يختلف مع آرائي |
ما ذكرت في تعريف المصطلحات ليست وجهة نظر ولكنها حقيقة محضة. وهي تبين كالأستاذية لأنها المعطيات التي بها يبدأ الحوار وندخل الآن في كيف أنت تستعين بأقوال السلف لتعضد بها حجج القرآن الكامل المكتمل! ألا ترى أين الخطأ؟ أن تسند كلام الله بكلام الناس؟ أن تدّعي على الرسول (ص) أقوالاً ليس لك بها من إثبات سواء القيل والقال من أناسٍ لم يعايشوه ولم يعايشوك؟ وتضيفها إلى رسالة الله وتسمي النتيجة سنة الله ورسوله؟ إليك الآن أمثلة من العبث الذي تأتي به هذه المقامرة: أقتبس:Quote: حدثنا أبو كُرَيب، قال: ثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال أبطأ جبريل على النبيّ صلى الله عليه وسلم، فجزع جزعا شديدا، وقالت خديجة: أرى ربك قد قلاك، مما نرى من جزعك
|
فبذا أشهدت أن رواة الحديث بجزع الرسول وأشهدت خديجة على جزع الرسول ألا تخاف في حق الرسول (ص) لتتهمه بعدم ثقته بربه؟ لماذا لا تقرأ حاله من الآية "ما ودّعك ربك وما قلى"؟ أن الله لم يتركك ولم يبغضك: وهذا ما يُقال لمن لا يفهم تصرّفك ولكنه يثق بك، فهو لا يجزع لأنه في يدٍ آمنه، ولا يشك في النوايا، ولا يشك في نفسه لأن الله تعالى اصطفاه، فالقلق تفسيره السليم ربما يحتار ويبررها بأن اختيار الله له، له مراحل أخرى. لكنه لا يجزع. وهذا هيّن بالقياس لهذه الرواية الكافرة: اقتبس:
Quote: قالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي .... حتى: ...بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ |
اقتبس: Quote: والحديث النبوي (طوبى لمن شغله عبيه عن عيوب الناس)
|
تبرر به أن النبي له تقصير. مجرد استنتاج. يعنى إذا رويت عنه أنه قال خير العباد من ضل وتاب، هل نستنتج أن النبي ربما اهتدى عن توبة؟
ما دور الرسول صلى الله عليه وسلم؟ دوره هو التبليغ، وتعليم الكتاب والحكمة لصحابته، ولن يضارع الله تعالى في وضع رسالة خاصة به للبشر ويكون لها حافظاً. فحفظ القرآن لكل الأزمان بيّنة حقّة لم ولا يقدر عليه إلا الله تعالى. فكل دليل ثابت معروف يمكن محوه من الوجود، إلا بيّنة الله تعالى. فيكون من القذف في حق الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، إذا رميته عن طريق الرواة بأنه يقدم للبشر بيّنة قطعية في عملٍ ما أو رأيٍ ما، سواسيةً مع الله تعالى. اقتباس وكل العنعنة التي أنزلتها معتمدة على مرجعية السنة المحرفة عن السنة الإلهية، وشرح ذلك تجده أدناه: وظيفة الرسول: اقتباس:Quote: ".. وجميعها مرجعيتهم الكتاب والسنة"
|
الأسوة والقدوة لنا لنتبعه، واهتديت لبشريته بسورة عبس. أقول: قال تعالى: في سورة العنكبوت، آية 18، " وان تكذبوا فقد كذب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين" قال تعالى: لقد من الله على المؤمنين اذ بعث فيهم رسولا من انفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين – أل عمران في الآية الأولى يبين الله تعالى أن ما على الرسول (وفي آياتٍ أخرى الرسل) إلا البلاغ المبين، وليس إضافات، تعديلات أو إسقاطات في الرسالة. وفي الثانية: يبين الله تعالى أن بعث من الأميين (أمة الأعراب وليس الجهلاء في الكتابة والقراءة. ويقال النبي الأمي على ذلك وليس لعدم مقدرته القراءة والكتابة، فقد أمره الله "إقرأ"، وفي سورة البيّنة: رسولٌ من الله يتلو صحفاً مطهّرة * فيها كتب قيمة) رسولاً منهم يقدم لهم الرسالة ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم (يطهرهم مما علق في عقولهم من تربية الجاهلية، وبالطبع لا يحتاج لعمل ذلك مع الأجيال الجديدة، فسيزكيهم آباؤهم ودراساتهم). وقال في سورة عبس: "أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى * فَأَنتَ لَهُ تَصَدَّى * وَمَا عَلَيْكَ أَلاَّ يَزَّكَّى" قال تعالى ما معناه بينما أتاه الأعمى صدّ عنه بغض النظر عن سبب إتيانه الرسول صلى الله عليه وسلم، طالباً معرفة كانت أو توجيهاً، وليس عليك أن يزّكى بمعنى أن ينبعث الإيمان في قلبه، فهذا شأن الله ولا عبء عليك في ذلك كل هذا يبين أن الرسول عليه البلاغ المبين والتزكية وتعليم الكتاب والحكمة فقط عندما قال الله تعالى "سنة الله ورسوله" أو "سنة الله وسنة رسوله" عنى أنها سنته والسنة التي استن بها رسالته والسبب في ذلك:1- لأن الرسول معناها المرسل سواءاً الرسالة أو حامل الرسالة. والقفز إلى حامل الرسالة معناها تخطى معنى الرسالة وهي الأجدر لغوياً وبلاغياً. 2- لأن أخذها بمعنى حامل الرسالة، ينادي بأنها شراكةً بينهما، فكليهما شركاء في الملكية 3- قال تعالى: "هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب واخر متشابهات فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله الا الله والراسخون في العلم يقولون امنا به كل من عند ربنا وما يذكر الا اولوا الالباب" آل عمران، آية 7: حيث قسّم تعالى رسالته البيّنة إلى آياتٍ محكمات، هن أم الكتب، أي لا يوجد مشابه لها وهذا واضح. وآياتٍ متشابهات، ولكنها تعنى معنىً من معانيها لا يتضارب مع أمهات الكتاب، ولا مع بعضها بعضاً. ولم يفرض عليك أن تنجح في فرز تلك الآيات إلا طبعاً باجتهادٍ شديد وذلك عبادة. أما لو أوّلت المعنى للمعنى الثاني (المشابه) من عندك أو قبلت تأويله من غيرك، فتكون بذلك قصدت الفتنة، ولا يعلم تأويله إلا الله، فإن لم تعلم أنت ما يقصد الله تعالى فتجنب على الأقل تأويله للمعنى الثاني المتضارب مع الآيات المحكمات، وكذا تكون قد عبرت من دون أن تفهم. وفي هذه الحالة، فإن مشاركة الله تعالى رسوله محمد في سن الرسالة يتناقض مع الآيات المحكمة في وحدانية الله تعالى. وهكذا فالراسخون في العلم يقولون آمنا به كما هو واضح بدون تأويل. 4- سنة محمد صلى الله عليه وسلم، وهي سنة النبي، هي ما استنه لنفسه لقضاء أموره الدنيوية وتنظيم عباداته، ولا دخل لها بسنة الله تعالى إلا إذا جاء فيها تنزيل واضح. وهناك حجة سائدة وسأعالجها هنا: يقولون ان هناك تنزيل بذلك في قوله تعالى " وَمَا أَفَاء اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مِنْهُمْ فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلا رِكَابٍ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُ عَلَى مَن يَشَاء وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* ما افاء الله على رسوله من اهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كي لا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا واتقوا الله ان الله شديد العقاب" الحشر، أية 6، 7 فهذا تقسيم الفيء والغنائم، فما لم تكن فيها قتال أمر الله بها كلها لرسول الله ما دامت لم يُحصل عليها في معركة (خيل أو ركاب)، وأمرهم تعالى بقبول بقرارات الرسول والامتناع عما نهاهم عنه، في تلك الآحداث. ولو أصرّ هؤلاء أنها تكون شاملة، فلا مانع، وهي أن أوامر الرسول ونهيه كله من رسالة الله فهو يتصرف كحامل الرسالة أو الرسالة ذاتها. ولكن ذلك لم ينفي أنه لديه ممارساته وقراراته الشخصية التي يجتهد فيها ولم تكن رسالة من عند الله. وأما رسالة الله فقد حفظها الله تعالى في كتابه العزيز بعهده "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" الحجر، آية 9، ولم يتركه للبشر للبحث عنه وحفظه. 5- في آيتين ورد ذكر الله ورسوله بالمفرد (أي الله ورسالته) "يحلفون بالله لكم ليرضوكم والله ورسوله احق ان يرضوه ان كانوا مؤمنين" التوبة، آية 62 "يا أيها الذين امنوا اطيعوا الله ورسوله ولا تولوا عنه وانتم تسمعون" الأنفال، آية 20 إنني يا إخوتي أتمنى أن تدرسوا هذه الفروقات بيننا وهي فروقات جذرية في تفسير ما هي ثوابت الحق وما هي ملحقاته، بالمنطق العلمي لمعنى الدليل القطعي. وبدون ذلك لا تكون هناك أرضية مشتركة لحوارٍ مثمر وأشكركم على مواكبة هذا النقد الذي قدّمت وإيفائكم بنقدكم بالمثل.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: Saeed Mohammed Adnan)
|
لقد سقط عن تعليقي الرد على ما ورد منك في الاقتباس:Quote: قالَ الزُّهْرِيُّ فَأَخْبَرَنِي .... حتى: ...بَلَغَنَا حُزْنًا غَدَا مِنْهُ مِرَارًا كَيْ يَتَرَدَّى مِنْ رُءُوسِ شَوَاهِقِ الْجِبَالِ ، فَكُلَّمَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ لِكَيْ يُلْقِيَ مِنْهُ نَفْسَهُ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ حَقًّا ، فَيَسْكُنُ لِذَلِكَ جَأْشُهُ ، وَتَقِرُّ نَفْسُهُ ، فَيَرْجِعُ ؛ فَإِذَا طَالَتْ عَلَيْهِ فَتْرَةُ الْوَحْيِ غَدَا لِمِثْلِ ذَلِكَ ، فَإِذَا أَوْفَى بِذِرْوَةِ جَبَلٍ تَبَدَّى لَهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ |
أنن يشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإنتحار؟ ويوقفه جبريل ويؤكد له أنه رسول؟ ثم يكررها كذا مرة؟ هل بهذا الكلام السئ تعانق فكرة أن رسول الله يائس من رحمة الله ويشرع في ارتكاب جريمة أشنع من القتل العمد.... الإنتحار؟ وتعاننق فكرة أن هبوطه النفسي وجزعه اللذان قاداه لمحاولة الإنتحار سببهما أنه اعتقد أنه لن يكون رسولاً؟ هل هو طموح أم طمع؟ وكيف يكون قدوة وهو لا يقبل بقول الله تعالى "لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما أتاكم والله لا يحب كل مختالٍ فخور" وأحاديث أخرى عنه: في صحيح البخاري ما معناه: أنه كان يشعر بأنه يأتي النساء ولا يأتيهن، وجاء عنده ملكان فحصاه وقالا إنه مطبوب (أي مسحور) وذكروا أين البئر التي فيها السحر المعمول له، فذهب وأخرجه وطاب!!!
وسأكتب بحثاً مستفيضاً حول اللعب الخطر في بيّنات الرسالة من صناعة المنافقين من أصحاب رسول الله (ص) والرواة من الأعراب الذين نسميهم السلف (من دون تنقيح عن من هم السلف الصالح)
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: د. مصطفى الجيلي)
|
Quote: نحن نعتقد أنه في الإسلام، أي فرد تقع عليه مسئولية دينه كاملة فيمحصه ويبحث فيه ويعرفه لأنه سيقابل به الله فردا بلا وكالة ولا توسط، ولا تحال أي مسئوليته عنه، مهما صغرت، على رجال دين |
إذن ، لماذا تتبع بشرا مثلك بعد نبي الإسلام المكلف الوحيد بالرسالة.. وتصدق كل نبوءات هذا الإنسان وتفسيره للدين .. طالما أن التكليف فردي في الإسلام ؟ فأنت تؤمن بتفسيرات واجتهادات من يدعون بالسلف وتنقل عنهم تفاسيرهم على هواك.. ثم تتهم الآخرين بالسلفية!! وكذلك تؤمن بتفاسير ونبوءات رجل مثلك بشرا يخطئ ويصيب.. ورغم ذلك تعتبر نبوءاته (استقراءات لا تتخلف).. بمعنى لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها.. كأنها وحي يوحى.. ثم تدعي أنك لا تؤمن بالكهانة والوساطة في الدين.. كونها بدعة مأخوذة من الأمم السابقة.. وهذا صحيح طبعا.. ومع ذلك.. لا تنتبه بأن لك كاهن ووسيط بينك وبين خالقك.. وهو أستاذك محمود رحمه الله ؟!!
تناقض عجيب!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: د. مصطفى الجيلي)
|
Quote: أما الشعب السوداني فهو محب للإسلام منعقد عليه، ولا يصلح أمره بغيره |
وها أنت مصر على ممارسة العنصرية والتمييز بين المكونات السودانية.. بالضبط مثل بوستك ذاك الذي جادلتك فيه.. فمن قال لك أن الشعب السوداني كله يدين بدين الإسلام ؟! فهل هذا نفي جديد منك لسودانية من لا يدينون بالإسلام ؟!!
مش قلت ليك إنك تجهل الكثير المثير عن شعوب السودان.. وتكتب عننا كأنك خبير أجنبي ؟!
يجب أن تعتذر عن هذه العبارة.. فهي تجرد هذه المرة عضوة في مجلس السيادة عن سودانيتها ..وكأنك تقول أن المسيحيين السودانيين مثلا.. وأصحاب الديانات السوداتية الأخرى.. وكذلك اللا دينيين.. غير سودانيين ( لأن الشعب السوداني حسب رأيك.. محب للإسلام منعقد عليه ولا يصلح أمره بغيره).. !!
بالمناسبة، واحد من أسباب الحروب الأهلية السودانية التي هي أطول حروب القارة وأكثرها تعقيدا وانتشارا في القطر.. وكذلك واحد من أسباب الثورة هو الدوغمائية الموجودة في طرحك دا.. ومحاولتك قولبة كل المكونات السودانية في ثقافة وعقيدة واحدة صماء لا ترحب ولا تعترف بالاختلاف..!!
ويبدو أنك لم تتعلم من العالم الغربي الذي تعيش فيه شيئا.. يا دونالد ترمب السوداني.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: AMNA MUKHTAR)
|
سلام للجميع مرة أخرى...
الأخ الأستاذ سعيد، يبدو أننا نختلف كثيرا والمساحة المشتركة بيننا تضيق أكثر وأكثر.. وتعرف طبعا أننا قد تعودنا على هذا الإختلاف في الأفكا، حتى التي لا تستبعدنا فحسب، وإنما في آخر الأمر اغتالت الأستاذ محمود فقط لأفكاره، وحرقت كتبه، ومنعت الحديث عن أفكاره وأعلنوا التتويب لأتباعه بالقوة وعلى شاشات التلفزيون.. وسأرجع إليك بتفصيل أكبر، ربما ليس بتمحيص دقيق لأن الكثير منه أصبح تكرارا وأخشى أن يكون دوران في دائرة مفرغة.. لكن في كل الأحوال سأرجع لك بتفصيل أكبر..
لكن الآن، وفي عجالة، أريد أن أقول للأستاذة آمنة قبل أن تتوغل أكثر، وبعد الترحيب المستحق، أن الإسلام الذي نعنية ليس هو الشريعة المفروضة على الناس فرضا وانما الذي يقوم على اعتبار حريات الآخرين وحقوقهم غير منقوصة، فلا يطبق قوانين إسلامية ولا فروضات اسلامية، وفي نفس الوقت بدون إغفال أن الأغلبية يدينون الإسلام، واسمعي هذا المقطع، فهو يتحدث افضل مني:
هذا، وسأرجع لك أيضا، وأرجو ألا تطول زحمة ما أنا فيه الآن..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
الأخ الدكتور مصطفى الجيلي أشكر لك مداخلتك الأخيرة وأتفق معك في الجريمة الخبيثة التي عومل بها الأستاذ محمود وسكب دمه بدون وجه حق، أمراً ليس سهلاً عند الله تعالى ويكون برداً وسلاماً على محمود عليه شآبيب رحمة الله تعالى وأنا الحقيقة بصدد الكتابة عن الحال التي انتهت إليها الثورة والإعتبار بها وبالحال التي كانت عليها الأمة، وجلها من سرطنة العقلية الجاهلة في الحقوق والواجبات الدينية والدنيوية، وسأوردها في حلقاتٍ هامة بدءاً من الأسبوع القادم، أقول لك هذا لأنني ذكرت إليك أن خلافاتٍ جذرية بيننا نحتاج للتدقيق فيها مجهرياً، إذ أنها هي التي تحل وتربط في مسار الحوار ولك تحيتي والأحت آمنه مختار، أتفق معك في نقاطك التي أثرتيها، وهي فعلاً قضية العدالة في بلدنا الذي لم يعرف العدالة أبداً، وهو أمرُ جلل بحق
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: Saeed Mohammed Adnan)
|
مرحب بالجميع مرة أخرى..
لقد تعودنا، نحن الجمهوريون، ليس فقط على اختلاف الأفكار، وإنما تعودنا على الشطط والغلو في المعاداة من مخالفينا الرأي، معاداة فاجرة في الخصومة ولا تهتم بمنطق ولا أخلاق، وعنيفة كما وكيفا، وليس أكثر من اغتيال الأستاذ محمود فقط لأفكاره، وحرق كتبه، وتتويب أتباعه بالقوة وعلى شاشات التلفزيون..
أكثر من ذلك تكيفنا على منع أفكارنا من التداول، ومنع كتبنا كتلاميذ من النشر داخل السودان، ومن دخول المنشور منها خارج السودان لداخله.. ثم أكثر غلوا من ذلك، تدريس مادة إجبارية تصف الجمهوريين بالفرقة الضالة وتصف الأستاذ محمود بالخارج من الدين والملة وهذه المادة إجبارية لكل طلاب الجامعات وكل الكليات—طب، هندسة، علوم، زراعة، اقتصاد، قانون،... سم ما شئت وبلا استثناء-- في كل أنحاء السودان، سواء جامعة خاصة أو عامة أو معهد أو كلية –اسمها "مطلوبات جامعة".. يعني لا يوجد شاب أو شابة درس باي كلية أو جامعة إلا وقد درس هذه المادة.. وأنا أعرف هذا جيدا لأنني كنت أدرس بكلية التربية جامعة الخرطوم لعشر سنوات بعد الدكتوراه (١٩٨٨-١٩٩٨) وكنت رئيس قسم فيها لأربع سنوات وأعرف مطلوبات الجامعة وما تعنيه.. هذا القمع الفكري والذي تمثل أبلغ تمثيل في هذه المادة سيسجله التاريخ "بالتوثيق" وصمة عار لا أرى لها، فيما هو منظور، وسيلة لمحوها، أو التنصل عنها..
هذا، بينما الفكرة الجمهورية تتمدد وتتوسع في الجامعات والمكتبات العالمية والعربية وتتم ترجمتها لعديد اللغات في العالم ولا توجد جامعة أو كلية تهتم بالأديان أو الفلسفات، تخلو من كتب الأستاذ محمود محمد طه أو تدريسها.. وشخصيا دعيت كمتحدث في واحدة من كليات الأديان (كلية كارلتون بمدينة منيابلس بولاية مينيسوتا) وفوجئت بأن المادة الدراسية كانت مباشرة كتاب "الرسالة الثانية من الإسلام" المترجم طبعا، كنموذج.. وكانت معي نسخ بالعربية فتلهف الطلاب عليها باحترام وحالة اقرب إلى التقديس.. والآن تم خلال الشهور الماضية توقيع عقود مبدئية مع منتج من هوليوود لإنتاج فيلم عن الأستاذ محمود محمد طه..
كل هذه المقدمة ربما لا تهم مناقشيّ في هذا البوست في قليل أو كثير، وربما لا تعنيهم في شيء، ولكن ما يهمني قوله هنا هو أن كل هذا القمع والمنع والقتل الذي واجهه ويواجهه الأستاذ محمود وتلاميذه الجمهوريون من أهلهم وبلدهم قد جعله الله حسن استماع واستحسانا وتقديرا متزايدا من شعوب بعيدة، وأيضا لأوكد أن الأفكار لا تقتل بالقوة ولا تهزم بالقمع، وفي الحقيقة لا يزيدها القمع والعنف إلا قوة ومضاءا..
أهم من ذلك، أريد أن أقول في مقامنا هذا، وفي نقاشنا هذا، أنه لولا أن القراء الآن يقرأون ويتابعون هذا النقاش لما استمريت فيه.. لكني أبذل هذا الجهد في الحوار لأني أثق في مقدرة القراء على تمييز الحجج وتقييم المنطق المبذول..
هذا، وسأعود بتفصيل أكبر لمتابعة النقاط المرفوعة، كما قلت..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
الدكتور مصطفى الجيلي أناقش قضية الجمهوريين بأنهم ظلموا بالإقصاء والوصاية والإضطهاد الديني وبالإرهاب والسحل. وكان ذلك بواسطة سماسرة التسييس الديني الذي لا ينبني على الحق المرسل وإنما على روايات من لم نعايش ولم يعايشوا زمن الرسالة، والتي لم تنقل بإثبات الشهادة الإسلامية الشرعية لشاهدين عدلين عن شاهدين عدلين .... إلى أخر الرواية. ولكننا لا نقبل منك أن تقفذ لنفس الحذاء وتقوم بالوصاية والإقصاء ولا ممارسات تحوير الرسالة بفكر أو بدون فكر مما تستنكره في آخرين، ومن يقبل اللعب بالنار يتوقع أن يحترق بها... الطريق السليم هو الإلتزام برسالة الله تعالى، وعلى العبد مسئولية فهمها كما أمر الله تعالى قوله: "لا يكلف الله نفسا الا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت"، البقرة، 286 فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يكلّف بغير إبلاغها لنا، أما صحابته فهو يدرّسهم ويزكيهم من ما ورثوه من ترسبات الجاهلية، وحيرتهم في ما يضللهم من تحويرات اليهود والنصارى. والسيد عبدالله عثمان واضح تقديسكم لرسالتكم وللشهيد محمود محمد طه، ولكنكم ليس لكم الحق في فرض ذلك وتوقعه ممن لا يشاركونكم المثل. فإذا تقصد بها استفزاز للأخت آمنة مختار فهذا قلة حنكة وحكمة لأن ذلك لا يزيدك كمظلوم إلا استهجاناً
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: د. مصطفى الجيلي)
|
السلام عليكم دكتور الجيلي .
المادة القلت عليها والإسمها (مطلوبات الجامعة) والمتخصصة في تكفيركم دي شخصيا ما سمعت بيها ولا درستها. يمكن لأني درست خارج السودان ثم جيت وحضرت دراساتي العليا فيهو.
اللفت نظري في مداخلتك الأخيرة.. كأنك تستعطف الناس وتستجدي الشفقة.. عبر شرح وإستدعاء معاناتكم.. والتي أعتقد يعلمها معظم الشعب السوداني.. ومعظمنا نتعاطف مع القمع السلطوي والكهنوتي الذي تعرضتم له.
ولكن يؤسفني أن أقول لك.. أنت بالذات يا دكتور الجيلي لم تتعلم شيئا من معاناتكم هذه.. وكذلك معك (البوق) د. ياسر الشريف ..وكذلك بقية الكورس المدافع عن بوستك المشين ذاك.. الذي حاولت فيه بإصرار غريب القفز على كل المنطق.. محاولا نزع الجنسية السودانية عن مواطنين مثلك بحجة إنه (دي ما أخلاق سودانيين)..!!
فالذي يعاني من الإقصاء مفترض أن لا يقصي الآخرين وينفيهم عن وطنهم بإصرار ووقاحة .. وكذلك في هذا البوست منحتنا نموذجا آخر على نهجك الإقصائي والدوغمائي.. حينما حاولت الإدعاء بأن (كل السودانيين) لا يرضون سوى الإسلام نهجا ودينا.. !!
وعندما جادلتك في خطل هذا الرأي الإقصائي.. أراك لا زلت مصرا عليه.. !!
يبدو أنك قد تماهيت مع جلادك يا دكتور.. وصرت ظالما وإقصائيا.. ربما هي متلازمة ستكهولم هههه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: د. مصطفى الجيلي)
|
Quote: ما سبب هذه في أمر يفترض أن تخلع فيه النعلين ويواصل فيه بالتلبية؟! |
هذا الوطن واسع.. إياك أن تتوقع طريقة نقاش معينة أو معتادة في محيطك الضيق..أو طائفتك المغلقة.
ثم ماهو هذا الأمر الذي قد (يفرض علي.. حسب رأيك.. أن أخلع نعلي وألبي).. ؟!!
هوووي يا جمهوريين.. أحسن تبطلوا تعالي وتماهي مع الجلاد. معظمكم البتكتبوا هنا ديل عايشين في دول كفلت ليكم حرياتكم بما فيها حرية التعبير. يللا نحنا في بلدنا السودان.. الما عندنا جنسية بلد غيره.. في حالة ثورة حاليا علشان نحاول نستمتع ببعض الحرية المتاحة ليهم هناك ..في عوالمكم الأولى..
فما تتفلسفوا لينا كتير بالله ..تلبية وخلع نعلين قال.. أكيد إنت بتهظر هههه أنا طبعا بس بضحك في محنكم دي.. لكن لو لموا فيك شباب الثورة.. والله يصرفوا ليك كمية راندوك لمن تعرف حاجة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
أخي الفاضل الدكتور الجيلي: أود أولاً أن أهنئك على ثباتك في رأيك مهما كنت أرى ما فيه من خطأ، فأنت بوضوح لا تسعى لمكسبٍ ما، ولا تهرب من خطيئةٍ ما، ولا شك أن سعيك مع سعينا جميعاً مأجورون عليه بصوابه وبخطأه ما دام كلانا يسعى، ويؤجر عليه المتابعون الذين لا يتركون فرصةً في الحوار إلا استقوها لمزيدٍ من البحث والتحكيم، وأما الفكر الجمهوري فهو على أقل تقدير بحث وفلسفة تهدف إلى استقراء الرسالة الإسلامية، ومهما كان رأينا فيها فهي بحث في استقراء الرسالة الإسلامية، ولكنها ليست الرسالة الإسلامية وليست الفكر الإسلامي، لأن هاتين التعبيرين هما رسالة الله تعالى ولا يشاركه فيها أحد، فمن تعرف عليها فهو يعرفها ومن لم يتعرف عليها فهولايعرفها، ونجتهد بالقرآن ولسان العرب، ونأمل، فقط نأمل، أن نكون قد أصبنا الهدى وليتقبل الله منا بالإحسان في إصابتنا إياها وبالغفران إذا أخفقنا فيها، ولكن "الله لا يحب كل مختال فخور" أما في الرد على مداخلتك، فأنا اختصرتها في حيز الخلافات المحورية والتي بحسمها يكون حسم كل الخلاف، في اعتقادي. اقتباس من مداخلتك:
Quote: "وهذا طبعا بالضبط ما يفعله أي شخص حريص على دينه ومصيره وعلاقته بربه......حتى وأهم من حولي هم الناس الآخرين" |
حسناً أوافقك، ولكن ليس فيما يلي إقتباس:
Quote: "وأول الآخرين هو النبي عليه الصلاة والسلام" |
ذلك لأنك لم تعاصر النبي عليه الصلاة والسلام في حياته، ولم يصلك عنه دليل قاطع على ما يمكنك أن تشهد صادقاً بأنه قوله أو فعله خلاف ما ورد في القرآن الكريم، ولم يرد لك برواية شاهدي عدل عن شاهدي عدل إلى آخر الرواية من شاهدي عدل عايشوا الرسول عليه الصلاة والسلام، وشهدوا نظراً، سمعاً أو لمساً على ما يروونه عنه. أنت بذلك، لو تحريت نفسك، تجد أنك تعتمد على غير البينة الشرعية وتروّج به قولاً غير مثبت عن الرسول الكريم وتحور أو تفسر به البيّنة القرآنية، ضارباً بذلك عرض الحائط بمعجزة القرآن الكريم وبيّنة الله الوحيدة التي اصطفاها للخلق حتى يوم الحساب. وهذا الحرص في تحري البيّنة هو العبادة وليس ترويج القيل والقال غير المثبت شرعاً. مثل تلك الأبحاث والاستدلالات غير الشرعية، والاستنتاجات المنطقية، هي تقع في نطاق البحث فقط، مثلها مثل كل الأبحاث، ويؤمن به من يؤمن ويرفضه من يرفض، وهذا هو طبع العلوم: نظريات قد تُثبت وقد تُفنّد. وهناك حقائق ثابتة هي نقاط الحقيقة التي تبدأ بها النظرية لتجد لغةً للتعبير عنها، فلو تحدث عن البشر فالبشر هم فصيلة الحيوان الهوموسابيان وذلك باتفاق العلماء. فإذا أردت الولوج أكثر في وصف ذلك البشر، فتبدأ بتعريفه بأنه هوموسابيان ولكنه كذا وكذا، وتكون تلك الإضافة هي رأيك أو بحثك، أما الهوموسابيان فهو المتفق عليه، وهذه هي أسس البرهان: assumption sics of proof: 1- a given (deducted from an earlier research e.g., here,: homosapian.); 2. By derivation from equation or a full experiment 3- by observation (by eye, ear, taste, touch or smell). Any other data is a theory or an assumption . وهذا يفرض عليك ألا تذيع كحقيقة أي رأيٍ أو استنتاج غير مثبت، ومسئولية مثل ذلك الفعل تقع عليك بالثواب أو العقاب، فإذا نصحت بها أحداً طلب نصحك باستنتاجاتك، كما قلت لك، فتقع المسئولية عليه هو، أما إذا درّستها أو قدّمتها لسائل على أنها الحقيقة المطلوبة، فإنك ينطبق عليك قول الرسول (ص): من سن سنةً حسنة فله أجرها وأجر من اتبعها إلى يوم القيامة، ومن سن سنةً سيئة (أو كاذبة) فله إثمها وإثم من اتبعها إلى يوم القيامة. [تراني رويت حديثاً عن الرسول (ص)، ليس لأنني أقسم بأنه قال ذلك، ولكن لأنه قولٌ محمود مبني على عدل الرحمن ولا يكون فيه تحريفاً مضراً في الرسالة، ولا قذفاً في رسول الله صلى الله عليه وسلم] ولهذا أسهل وأسلم أسلوب للحصول على أي عنصر من عناصر الفكر الإسلامي هو أن تستخلصه من القرآن الكريم بلغة لسان العرب، لأن لغة الفقه أصطنعها رجال الدين وأسموها لغة الفقه، والله تعالى قال "قرآناً عربياً"، وكان العربي وقت نزول القرآن هو لسان العرب، فالأخذ بغير لسان العرب ما هو إلا تمرداً على قدر الله تعالى، أي عصيان له تعالى. وبالتالي أي استنتاج أو بحث أو فلسفة خارج ذاك النطاق هي فكر غير إسلامي، فالفكر الإسلامي حدده الله تعالى بآياته البينات: قال تعالى: " اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم" هذا هو حسم الله لختم رسالته، فما أتى بعد ذلك، بما فيه المعجم الفقهي وما يسمى بأقوال السلف والجماعة والأئمة الأربعة فكله نظرياتٌ وبحوث لا قوة لها أمام سلطان الرسالة (القرآن).
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
أخي الدكتور مصطفى الجيلاني أسمح لي يا أخ الجيلاني أن أقول إنك بحق متعب جداً. من حديثنا الطويل تبدّى ذلك واضحاً في تكرار الأسئلة وأنك تلح على السؤال حتى بعد إجابته مباشرةً، فلا تعترض على كيفية الإجابة، لكنك تكرر السؤال مرةً ثانية كأن الإجابة التي بلغت إليك لم تكن إجابة للموضوع، وبدون نقدٍ مبين: مثلاً: أقول لك إنني آخذ بمعجم لسان العرب لأنه المعجم الوحيد قبيل الرسالة، ولا يوجد غيره ليفسر قوله تعالى "قرآناً عربياً"، أي بلسان العرب، أما المعاجم التالية جاءت بعد القرآن ومنها المعجم الفقهي التعريفات المخالفة للسان العرب فيها لا يجوز الأخذ بها لأن الرسالة أتت قبلها. فتخاطبني مرةً أخرى أقتبس:
Quote: مثلا تحدثنا عن لسان العرب وأنه هو ايضا مواده منقولة، وأنت لا تثق بالنقل فمن باب اولى لا تثق بلسان العرب ثم أنك لا تؤمن بالتاثير على شخص آخر، وفي ذلك هزيمة لأغراض حوارنا كلها |
(لاحظ لا تثق بالنقل)، وأنا لم أقل ذلك عن المعاجم، إنما عن الروايات السمعية والإصرار بربطها بالرسول الكريم بدون شهادة شرعية تثبت ذلك. وتقول:
Quote: " أنت لا تؤمن بالتأثير على شخص آخر" |
وهذا أيضاً لا دخل له بلسان العرب. ولم أقل لا أؤمن بالتأثير على آخر، إنما لا أؤمن بأن أقول على الله كلاماً غير كلماته بغية شرحه، خوفاً من ألا تحمل كلماتي معاني كلمات الله تعالى ولكن تشبهها، وهو الذي حذّر من تشابه الآيات فأصيب تأويلاً، تكون عليّ أنا مسئولية إضلاله وإضلال من يتقدم بإفتائي له فيه ومن يليهم إلى يوم القيامة، وهو ما يقوم به الفقهاء لزرع آرائهم في عقول الناس. وتقول:
Quote: واهم من كل ذلك أنك تعترض على معرفة النبي والقرب منه في اعتراضك على عبارة (أول الآخرين النبي عليه الصلاة والسلام).. فتهزم موضوع الدين والإسلام من اساسه |
أيضاً قولك: Quote: ولا أعتقد يوجد إسلام من غير معرفة النبي عليه الصلاة والسلام
|
هلا تدري الفرق بين النبي / وبين الرسول؟ تفكّر في الآيات: (يا ايها النبي انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا) الأحزاب 45: ناداه ربه بشخصه كنبي وأخطره أنه أرسله رسولاً. (يا أيها النبي لم تحرم ما احل الله لك) التحريم، 1: ناداه ربه كشخص عادي في علاقته الزوجية (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ) أل عمران 161: خاطبه ليس بصفته الرسولية، بل بصفته البشرية الخطّاءة بأن تعذيبه أو تخوينه أو حجره لأي شخص يُحاسب عليه يوم القيامة الرسول يبلغ الرسالة كقوله تعالى "رسولاً من الله يتلو صحفاً مكرمة * فيها كتبٌ قيمة". أما النبي فهو شخص محمد عليه الصلاة والسلام في تعامله وقدوته لمن حوله، ولا حرج على من لم يكُن في معيته، ولكن الإسلام قد قام تعالى بتولي أمر حفظه للبشر عبر الأجيال. لقد كتبت كثيراً من قبل مقالاتٍ بعنوان "الفتاوي والبلاء المتهاوي" فيها كثيرٌ من البيان لروايات وأحاديث الرسول (ص) التي فيها خلافٌ واضحٌ للشرع من رسالة الله تعالى، سأوردها تبع مقالتي التي أعكف على كتابتها واسمها "الإرهاب والكتاب"، والتي سأنشرها قريباً، وفيها كل الجدليات التي يبين فيها الترف العربي في اللعب برسالة الله تعالى. ورغم احترامي لرأي الجمهوريين والإسلاميين عامةً والشيعة والسنة، إلا أنني اتعامل معهم كأبحاث وفلسفات بشرية. إلا أن رسالة الله لا حزبية ولا طائفية ولا جماعة فيها: إنها رسالته فمن آمن بها من البشر فهو مؤمن ومن لا يؤمن بها فهو كافر، وهذا هو قول الله تعالى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: Saeed Mohammed Adnan)
|
أخي العزيز الأستاذ سعيد
قولك:Quote: لا زلت تنسى أن أي إثبات في أصول أو فروع الدين لا يجوز إلا بنص من القرآن، ... والمنقول لا يعتبر دليل إلهي. وذلك ينطبق على سيدنا محمد فهو ليس إله إنما بشر لم يشركه الله تعالى في حكمه بحفظ الرسالة، فهو مبلغها فقط ويحفظها الله القدير. |
لم انس يا أستاذ ولكني أكدت لك سابقا أن هذا هو رأيك وحدك، فماذا افعل معك بعد ذلك، وأنت تكرر لي السؤال؟؟ ولا أريد مضايقتك وأنت القائل "اني شخص متعب"، ويا أخي، قد أجبتك سابقا على سؤالك:Quote: لأنك لم تعاصر النبي عليه الصلاة والسلام في حياته، ولم يصلك عنه دليل قاطع على ما يمكنك أن تشهد صادقاً بأنه قوله أو فعله خلاف ما ورد في القرآن الكريم، ولم يرد لك برواية شاهدي عدل عن شاهدي عدل إلى آخر الرواية من شاهدي عدل عايشوا الرسول عليه الصلاة والسلام، وشهدوا نظراً، سمعاً أو لمساً على ما يروونه عنه. |
بقولي:Quote: يا أستاذ أنت تهزم الإسلام من اساسه بقولك هذا.. قل لي إذن: كيف تصلي صلواتك الخمس؟؟ فتفاصيلها ليست في القرآن.. ومن أين أخذت تفاصيل دينك؟؟ فهيئات العبادة كلها أخذت عن السنة.. أليست أخذت الصلاة من (صلوا كما رأيتموني اصلي)؟؟ أليست كل تفاصيل عبادات الصوم والزكاة والحج أخذت بالهيئة؟؟
دعني أقول لك أن الله سبحانه وتعالى وضع لنا النبي العظيم الكريم كنموذج وكقدوة والقرآن سماه "الأسوة" للإنسان المؤدب، الكامل الأدب، أدب العقل وأدب النفس، وهو النبي الكريم، وطلب منا أننقلّده حتى نستمد أدبه، من أدبه.. فالأدب إنما يكون باتباع المؤدب، والتزام الأدب معه.. |
ولم تجاوبني على نقطاي وكأني لم أقلها...
ثم تورد عني تلخيصي لأقوالك:Quote: تستنكر أن يدعم الشخص فهم الآيات بأقوال السلف لأن الأحاديث مصادرها متضاربة وبعضها مضلل" |
فتقول Quote: لا طبعاً، بل أساساً لأنها منقولة بطريقة لا تلتزم بالشرع في مصداقيتها فهي قذفٌ في حق الرسول الكريم، وهي أيضاً إضافة باطلة لبينات الرسالة الإلهية |
وهذا لا يجيب على اسئلتي: (قل لي إذن: كيف تصلي صلواتك الخمس؟؟ فتفاصيلها ليست في القرآن.. ومن أين أخذت تفاصيل دينك؟؟ فهيئات العبادة كلها أخذت عن السنة.. أليست أخذت الصلاة من (صلوا كما رأيتموني اصلي)؟؟ أليست كل تفاصيل عبادات الصوم والزكاة والحج أخذت بالهيئة؟؟)..
وأخير، طالما أنك لا تعتبر الأحاديث النبوية وتعتبرها غير ملزمة شرعا، فيصبح لا معنى لنقاشك في بقية النقاش لأنها تفترض قاعدة مشتركة فيما يخص الإعتماد على أقوال النبي عليه الصلاة والسلام وأفعاله وهيئات عبادته..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: مصطفى الجيلي)
|
Quote: فيصبح لا معنى لنقاشك في بقية النقاش لأنها تفترض قاعدة مشتركة فيما يخص الإعتماد على أقوال النبي عليه الصلاة والسلام وأفعاله وهيئات عبادته |
عليك نور يا أخي دكتور الجيلي هو هكذا بالضبط. فنحن وصلنا نقلاً أن النبي عليه الصلاة والسلام قد قال "صلوا كما رأيتموني أصلي"، ووصلنا نقلاً كثيراً عن كيف كانت الصلاة من 50 صلاة في اليوم حتى "خفضها" تعالى بوساطة جبريل أو موسى (عليهما السلام) في عدة زيارات للمولى عز وجل، ثم لاحقاً بكيف تكونت الصلاة بإقامة الصلاة إكراماً من الرسول (ص) لحلمٍ حلم به أحد صحابته، وتبريراتٍ أخرى من صحابته، وكل هذه الدواخل في العبادة تتعارض مع أو تغير أو تزيد على آيات الله المحكمات، بأدلة غير شرعية نقلاً من أناس لم يعاشروا الرسول (ص) إلى أناسٍ لم يعاشروك أو يعاشروني، كلها روايات أبحاث مثللها مثلاً روايات الكتابيين التي لا قوة لها إذ أن كتبهم لم يحكم الله لها أن تقود غير قوم رسلهم الذين عاشروهم، ولكن القرآن الكريم تعهد به الله ببيناتٍ لكل الأزمان وحتى يوم البعث، ووفّي ببيناته وكفى، فلم الإضافة؟ ستجد كل ذلك في بحثي الذي بدأت من الكتاب والإرهاب. أما الصلاة التي لا تتعارض مع الآيات المحكمات فتستخلصها من آياته تعالى بأنها هجوع لله تعالى وذكره بآياته البينات، والتوسل إليه بلغتك أنت تدعوه وليس بتسميع أدعية مكتوبة لك، وتستغفره وتسبحه وتستجير به، وتقرأ الأيات البينات ما تيسر منها، وتسجد له وتركع احتساباً وخشوعاً عند الإحساس بالخشوع صادقاً وليس متوجّباً، وتذكر جلاله الذي لا تعرف في حياتك إلا عنه عندما تتذكره، وأما حساب ذلك فغير مذكور لأن الحساب يطالب بالتنفيذ المحكوم بالإلتزام العقلي وليس الرغبة والدافع الخشوعي الصادق، والعدد غير وارد في العبادة إلا بأمرٍ صريحٍ من الله تعالى لأن لغة الأرقام في العبادة هي أوراد عبدة الشيطان لتفعيل إرادة ضد فطرة الإنسان لعبادة الواحد الأحد. هذا نوع من الصلاة التي يقوم بها الإنسان. وهناك صلاةٌ في المحراب والتي يكون فيها الفرد يتعبّد فيخاطبه ربه في المحراب كما حدث لبعض الرسل الكرام، وأمرهم فيها بأن يخلعوا نعلهم في حضرته تعالى. وحدد الله تعالى أفضالاً لمثل تلك الصلوات بدون تحديد عدد الأوقات، فقال تعالى "اقم الصلاة لدلوك الشمس الى غسق الليل وقران الفجر ان قران الفجر كان مشهودا"، الإسراء، آية 78، عن التعبد من غروب الشمس (لسان العرب) حتى أواخر الليل والفجر، وميّز تعبد وقرآن الذكر في الفجر، وقوله تعالى "فاصبر ان وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشي والابكار"، غافر أية 55، وقوله تعالى "نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلا * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلا * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلا ثَقِيلا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءًا وَأَقْوَمُ قِيلا * إِنَّ لَكَ فِي النَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلا * وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلا" المزمل، آية 2 إلى 8. فحدد كيف تعبد الله وتذكره في كل الأوقات وأكثر الأوقات جهداً مقدراً، وتقرأ ذكره وتسبحه وتعظمه وتتوسل إليه. وهكذا تجمع الأدلة البيّنة عن كيف تكون الصلاة. أنا شخصياً أصلي الصلوات الخمس، ليس لأني أعتقدد أنها ما قصد بها الله تعالى إقامة الصلاة كركن من أركان الإسلام، ولكني لا أستسيغ مخالفة السواد الأعظم الذي يعتقد فيها أنها الصلاة التي أوجبها الله تعالى، وهي لا تؤذيني ولا ما يمنع من ممارستها فهي لا تتضارب مع الآيات البينات فهي تحمل نفس تفاصيل الصلاة التي لم يحدد الله عددها أو عدد ركعاتها. وأختلف في إقامة الصلاة التي راحت عليك، صلاة القضاء، فالله تعالى لم يقدر بالعبادة بأثر رجعى، ويكفي الاستغفار وقبل ذلك الحرص على عدم الكسل في القيام، ولكن بعدم الاقتناع بعدديتها لا يشعر الفرد واجباً بإلحاقها بعد فوات أوانها، وحتى مواعيد الصلاة ليست بالتقاصيل التي أتى بها الفقهاء بتنوعاتها، أو صلوات إضافية. والصلاة المخصصة، كصلاة الخوف، وصلاة التراويح، وصلاة الجنازة وصلاة الإستسقاء، ما هي إلا الخشوع لله والدعاء، أو اتخاذ التدابير الواقعية في التحرص قت العدوان على المسلمين. هذه الحجة الخاصة بالصلاة هي دائماً عرضحالات دعاة المنقول من الإضافات إلى الدين الإسلامي، وكفى قول الله تعالى عند وفاة الرسول (ص): "اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام ديناً"، وليست تلك المخاطبة لصحابة الرسول (ص) بالتخصيص، وإنما لكل البشر، فلا يستقيم عقلاً أن يقول ذلك، ويكون هنالك ركن هام من أركان الإسلام لم يتمه بعد وينتظر السلف لجمعه وإلحاقة بدينه غير المكمل، والعياذ بالله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حرية سلام وعدالة حلم السودانيين: استقراءا (Re: Saeed Mohammed Adnan)
|
الاستاذة آمنة مختار ردودك يدعمها العقل والمنطق والجمهوريون يمارسون الترف الفكري الذي وجدوا فيه ضالتهم بمساندة الغرب واليهود لفكرهم المنحرف عن دين الله الحق والرسالة الثانية ما هي إلا دعوة لفض الناس عن الاسلام الحق لهذا لم يعبأ لها الناس وستظل ميتة كالرميم ولا يكون لها وجودا إلا في القلوب الخائرة
| |
|
|
|
|
|
تعليقات قراء سودانيزاونلاين دوت كم على هذا الموضوع:
at FaceBook
|
|