بطبيعة الإنسان أن يكون إجتماعيا متفاعلا مع بقية من معه فى المجتمع ، ومن معه ليس بالضرورة هم أفراد اسرته ، عائلته فقط !! فهى تمتد الى غير هؤلاء واجملها التى تشمل أفراد آخرين مختلفين تماما فالفائدة والمعرفة والتوسع فى معرفة الغير لايأتى بالإنغلاق على ذواتنا وما نعرفهم فى دائرة قريبة . ما نتبٍعه بشكل عام فى مُجتمعنا من سلوكيات حول تمجيد وتاطير وإغلاق العلاقات فى دائرة (اسرتى ، عائلتى ، قبيلتى ، منطقتى ، إقليمى وهلمجرا) قد سارت كسلوك عام علينا جميعا ،بل أصبحت حتى منابر السياسيين وما يشغلون الميديا والإعلام كذلك الى حد ملحوظ أصبح يدعم هذا السلوك المُنحاز المتمحور حول الذات وإنتماءتها بمختلف ما تقوله النفس من تمييز وتعنصر ما يخصنا على البقية والأدهى وأضل ان تطال هذه العادة الغريبة أشخاص رسميين وجهات رسمية بالتأكيد هو بداية إندثار للجميع وللدولة كذلك ، فهذا التحيُز يعنى الإنغلاق على ذواتنا وابواب كل ما هو جديد يُساعد فى المعرفة والخبرات والتغيير وحتى إكتساب الجديد لنا ولحياتنا فالحياة سُنتها التغيير وتبديل الأشياء من وضع السكون للحركة كى تستمر بشكلها الطبيعى . تواجدنا كأشخاص فى دائرة محددة وإغلاق أنفسنا فيها ، لا يمكنه أن يُبنى دولة رائدة متقدمة مجيدة نرى من خلالها المنشود للجميع ، فسياسة القبيلة والصوت العالى فى هذا الشأن فإن اهم ما يُمكن الوصف به !! هو سياسة عدم التحضر والرُقى ويدُل تماما على عدم التطور والبداوة الغير متمكنة من رفع مقوماتها لتصطف فى ركب اللحاق بالحياة المتغيرة فى كل انحاء المعمورة ، وليست كلمة بداوة هنا بقصد الإساءة فهى ليست كذلك بل هى تحديد توصيف لحال ، ويٌقصد بها تمركُزنا أن لا نرى الجديد المُعين على سبل الحياة الحديثة ، فالحياة فى الوقت الحالى لا يمكن ممارستها واخذ حقوقك بشكل منظم ومتساوى للجميع ، إن لم نكون جميعنا فى ترتيبها بشكل حديث لائق بركب دولة مؤسسات تُقدم خدماتها للجميع دون إستثناء !! فعندما تصٍر كسياسي او من يدعٍ السياسة ومسئول على التمحور حول القبيلة والمنطقة فأنت بشكل حتى وإن كان غير مقصود تبقى على مجموعتك فى منطقة اللا حقوق ، لا نظام ، لا دولة !! وبالتالى اى منطقة فى داخل حدود البلاد لا تلحق بالركب تُعيق كل البلاد تلقائيا .. معنى ذلك ثباتك فى مكانك لا يُغير لديك شيئا وللجميع . كلما كان الأُفق متسعا فى إحتواء الجميع سياسيا وبإدارة وطن قومى ، كلما كنت كسياسى ناجح محبوب للجميع وقادر على فرض ذاتك فالهدف لديك يعنى المصلحة العامة ، فتفكيرك فى نجاحك بهذه الطريقة لنفسك اولا!! هو نجاح لك ولبلادك وللجميع ،، ما تضيقوا الواسع .. ودمتم ...
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق March, 24 2023