اذا اردت أن تنال رضاء الشعب السوداني فكن منافق وكذاب لان للكذب دور كبير في حياة هذا الشعب ، حيث أثبتت كل تجارب الحكم في هذه الدولة الفاشلة أن الشعب هو الذي يطلب من السياسيين ان يكذبوا عليه . هذا الشعب تعود ان يكون هدفا لشعارات ووعود كاذبة تدغدغ طموحاته وتواسي آلامه رغم أنه يعرف من خلال التجربة أن هذه الوعود لا تتحقق ، لذا فإن كل الساسة لا يجدون غضاضة في إطلاق الوعود رغم علمهم المسبق بعجزهم عن تحقيقها ، كما أن الشعب يكذب بشعاراته التي يرفعها . وليس غريباً أن أسوق هذه المقدمة ، لأن الاتفاق الاطاري الذي تم التوقيع عليه هو نفس السيناريو السابق برغم الكذب والنفي المتكرر من المتسلقين على دماء الشهداء والجرحى . يتعلم السياسيون في علم السياسة بعض المبادئ منها انه ليس من الخطأ ان تكذب وإنما الخطأ هو أن يكتشف الناس إنك تكذب وعلى أرض الواقع نعلم أن الشعب قد يغفر للكاذب فعلته لكنه لن يرحم ابداً من يقول الحقيقة ، فالسياسيون والشعب يكذبون على بعضهم البعض وهذا ما يؤكده الواقع الذي نعيشه . ويؤكد أحد الباحثين إن أحد أسباب لجوء السياسيين الى الكذب هو إصرار الشعب على الدخول في تفاصيل لا يحبذ السياسيون مناقشتها بشكل علني. حيث قال إنه لو غض الشعب الطرف عن الكثير من الأمور لكذب السياسيون بشكل أقل . ومن يتابع المؤتمرات الصحفية للسياسيين لوجد أن القاسم المشترك الأكبر فيما بينهم هو الإفصاح عن القليل والتهرب من الإجابة وربما الكذب في بعض الأحيان، ويبدو ان السياسيين على اختلاف أشكالهم يعتبرون احتكار الحقائق وتصريفها بحذر جزء هاماً من طبيعة عملهم . لعلنا بعد كل ما تقدم نستطيع القول بأن السياسيين يكذبون لإسعادنا ويسمعوننا ما نطرب له ومن يتقبل ذلك الكذب من الشعب فإنهم في الواقع يكذبون على أنفسهم وهنا نتساءل ألم يكذب الموقعون علي فض اعتصام القيادة كثيرا في إيجاد المبررات لهذه العملية المشينة بحق البشرية التي قتلت النفوس البريئة في شهري رمضان ، القحاتة شركاء في فض الاعتصام ولا يستطيعون أبعاد البرهان وحميدتي من السلطة . أما الحركات المسلحة هي في الأساس حركات قامت من أجل السلطة والمنافع الشخصية ، حركة تحرير السودان جناح مناوي وقعت اتفاقية أبوجا وفعلت ما يفعله الدعم السريع الآن ، العدل والمساواة هم في الأصل إخوان مسلمين ، العدل والمساواة وتحرير السودان جناح مناوي هما في الأصل حركات لها مئارب أخري ومن أجل تحقيقها يمكنها أن تشارك الشيطان . هؤلاء الاشخاص ليست أبطال وانما صنعتهم الصدفة والظروف ! انتم والقحاتة وجهان لعمله واحدة يستعملها العسكر في تنفيذ اجنداتهم كلكم فاشلين لا أمل فيكم . حركات الصفيح فشلت فشلاً زريعاً ورغم كل ذلك الفشل فإنها مملوءة بالغرور والغطرسة ترفض أن تعترف بالفشل ، وترفض أن تنظر للوراء وتراجع نفسها ، وليسأل كل منا نفسه ، الأسئلة الآتية ، ويترك لضميره الإجابة ماذا لو أدركت هذه الحركات أنها فشلت بغض النظر عن أسباب هذا الفشل ، ألا يستحيى هؤلاء . لا بد للباحث بعمق في خفايا الوضع السوداني أن يضحك كثيراً عندما يسمع وهم يتحدثون عن اتفاق جوبا ويقدمونه على أنه العلاج الشافي لدارفور وكأن هذا الكذب سيحل كل المشاكل الدائرة في الإقليم ، أن المشكلة السودانية الآن هي تتمثل في الأطراف الحاليين القحاتة والحركات المسلحة و المليشيات . الكل في الدولة السودانية يستعد الحرب الأهلية قادمة ، اللهم اشهد انِ قد بلغت.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق December, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة