على مَن أبكي ؟! كتبه زهير السراج

على مَن أبكي ؟! كتبه زهير السراج


09-17-2022, 01:34 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=505&msg=1663418063&rn=0


Post: #1
Title: على مَن أبكي ؟! كتبه زهير السراج
Author: زهير السراج
Date: 09-17-2022, 01:34 PM

12:34 PM September, 17 2022

سودانيز اون لاين
زهير السراج -canada
مكتبتى
رابط مختصر



مناظير الجمعة 16 سبتمبر، 2022

[email protected]





* يستعد كل صباح ألف مرة قبل أن تبدأ رحلته اليومية متنقلاً بلا كلل بين المكاتب الحكومية لاستخراج شهاداته وأوراقه الثبوتية .


* شاب عشريني مثل الكثيرين في عمره، يستعد ليحمل قليل ماله وكثير آماله إلى خارج هذه المدينة لافظاً كل نية لإعادة التفكير، فأحلامه أكبر من أن يستوعبها واقع هذا البلد وما يريده ليس هنا !


* أخيراً كل شيء يسيركما يريد، وها هو بين الموجودين في صالة المغادرة .. بعضهم سيرافقه على نفس الرحلة وبعضهم لذات الفكرة لكنه كان أكيداً أن لا أحداً سيُحلِّق مثله، فهو الطائر الوحيد الذي يستقل أجنحةً لا تلتزم بقواعد الملاحة الجوية إلا بمقدار تواجده خلال ساعات الرحلة، فقد سبقته وعود الفرح وأماني النًفس إلى هناك قبل موعد الإقلاع بكثير.


* يعود لواقع اللحظة مضطراً ليستكمل باقي اجراءاته بكل حماس، ويتجاوب العاملون بنفس إيقاع الهِمة وكأنهم يسايرون وتيرة العجلة البادية عليه تفهماً، وما أن تُختم هويته استعدادا للخروج يطرأ على خاطره سرور لا محدود، ويتراجع القلق وتتمدد الأوردة والشرايين وتنساب حركة المرور فيها بأسلوب حضاري يتفوق على أنظمة السير الصارمة في تلك البلاد التي يقصدها، وفي غمرة نشوته واندفاعه يكمل طريقه داخل مبنى المطار وينسى حتى أن يلتفت إلى الوراء ليقول وداعاً!


* الأيام طويلة جداً هنا وربما هي قصيرة جداً، مَن يعلم ..والشهور تُعرف في اليوم الأول فقط أما بقية التسعة وعشرين يوما فلا قيمة ليومٍ لا تستلم فيه رسالة من البنك - تم إيداع الراتب. شئٌ ما مربوط بمقدار ما يجني، وكأن رقيباً عليه داخله يحاجج دوماً في جدوى ذلك الهروب فيسدد فواتير تساؤلاته بالأرقام!


* السنين يعلمها من عمر أولاده، فقد كبروا جداً وأصبحت لهم غرف خاصة بالمنزل مغلقةً عليهم معظم الوقت يطرقها قبل أن يدخل عليهم. في بهو المنزل الذي يقيم فيه أثاث أنيق متناسق الألوان ودرج دائري يتوسط المشهد يستقبل أهل البيت بباقات الورد على الجوانب .. أما مرآة المدخل الصقيلة فلها انعكاسان ودورتان للجرد ..الدورة الأولى، تقرير مُفصَّل عن كل ما حققه لا يترك فرصه ليغالط حسابات العقل ..الدورة الثانية، نفس التقريرالمُفصَّل مع ملاحظة صغيرة تُركت على الطاولة: ما بال القلب؟!


* إنه وقت النًوم .. مرآتي أخبرتني .. يخلع ساعته ويضعها على الطاولة، تقع عيناه على الملاحظة المكتوبة دون حبر ودون ورق .. يشد غطاء السرير ويتستر الجفن اليقظ على سؤال روتيني لا يجرؤ على طرحه في النًور وعادةً لا ينتهي بجواب: متى تنتهي هذه الرحلة فالحياة نفسها تَسأم من الاستمرار، ثم يَصفى الذهن المُروَّض على التسليم سريعاً وتصبح إغماضته الآن أكثر استرخاءً .


* وككل ليلة قبل أن يغط في النًوم يختتم يقظته المستترة باستدعاء أخير لبعض ذكرياته وغالباً ما تكون تلك الذكرى إحدى الجلسات التي كانت تجمعه كل يوم مع رفاقه على مصطبة .. أحد منازل ذلك الحي القديم الذي نشأ فيه هو وأصدقائه.. نفحة من طاقات تلك الذكرى تجعله يبتسم حتى تكاد تفلت منه الابتسامة وتتفجر إلى صوتٍ مسموع ..يا لسطوة هذه الذكرى، كيف استطاعت أن تكشف له كل هذا الوضوح بلا مرآة وبلا نور - حقيقة لا تلج إليها بصيرته إلا في الظلام !


* لم يكن يدري أن آخر تلك الجلسات التي ودعه فيها الرفاق محتفين، كانت آخر عهده بالنسخة التي يفتقدها جداً من ذاته قبل ان يهرب مبتعداً ..الآن هو يعلم أن ما بعد ذلك اليوم، يوم احتفاء أصدقائه به، ما هو إلا محض آلام ذلك الهروب!


* أما قبل ذلك اليوم مباشرة، قبل لحظة الضرب بشدة على أوراقه في صالة المغادرة كانت تلك هى الحقيقة الوحيدة التي تجعله الآن يبكي في صمت، تلك اللحظة التي تعجَّل فيها ونسىَّ أن يلتفت إلى الوراء ليودع مدينته!


* خطته الروائية السودانية (ماجدة خضر) فأغرقتني في الدموع، ولكن على من ابكي ... على نفسي التي تلتهب من سياط الحنين أم على وطني الجريح ؟!



عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 16 2022
  • عقب توقيف العاجب.. التحالف المهني يرفض محاكمة الصحفيين وفق قانون جرائم المعلوماتية

    عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق September, 16 2022
  • صورة حديثة للقعونجة التي شربت اللبن!
  • لبنـان! وإنكشف فســاد الدولة والإستهبال الرسمــى.
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الجمعه 16.9.2022
  • مقال لعادل الباز-تحالف الخائفين
  • منظمة أسر الشهداء تتحسر على ذبح العدالة وإطلاق سراح قاتل
  • أوضاع كارثية بسجن الهدى
  • الكشف عن اجتماع جديد بين الحرية و”التغيير” والعسكريين ليلة امس بمنزل السفير السعودي
  • احالات جديدة للتقاعد وسط الجيش
  • البنك المركزي يطبع 800 مليون من فئة ألف جنيه
  • لجان المقاومة ببحري تدعو للتظاهر غدا السبت
  • حوار ممتع وشيق مع الفنانة الراحلة عائشة الفلاتية عمره أكثر من 45 عاما.
  • زيارة سرية لحميدتي إلى الإمارات وبعدها عودة الامارات للالية الرباعية!!
  • ظاهرة جبريل ابراهيم: بقلم د. عمر القراي
  • كشكول منوعات وجمعه مباركه
  • الانقلاب يفرج عن 152 حسابا بنكيا إضافيا تابعة للنظام البائد
  • حركة جيش تحرير السودان(عبدالواحد):اتّفاق جوبا استغل شعارات الثورة لتحقيق مغانم خاصة
  • الحورى وساعة الصفر!
  • مسودة وثيقة الدستور الانتقالي حددت وضع القوات النظامية والدعم السريع..

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق September, 16 2022
  • إتفاق جوبا مرآة الوطن وإعادة هيكلة الدولة السودانية علي أسس متوافق عليها من شعوب الأقاليم .
  • السودان تحت وطأة السفير..!! كتبه اسماعيل عبدالله
  • ننتظر ساعة الصفر لإعلان الدعم السريع جيشاً رسمياً.. كتبه خليل محمد سليمان
  • بيوضة!!!! الحبل: كتبه الأمين مصطفى
  • ظاهرة.. جبريل إبراهيم!! كتبه د. عمر القراي
  • بين نقابتين كتبه مهدي أمين التوم
  • ماذا تُريد حركة الإسلامْ السياسِي من السُودان ؟؟ (2/2) كتبه نضال عبدالوهاب
  • روسيا والحركة الاسلامية وسباق مع الزمن لاحتلال كامل الاراضي السودانية كتبه محمد فضل علي
  • أحمد الطيب زين العابدين (المهدي غير المنتظر الذي استتر) قول على قول وقص أثر أحرف من ذهب
  • ملوك المدارس: علينا المناشط والمكيفات والسايكو!!! كتبه محمد الصادق
  • بداية العام الدراسي الجديد في إيران وهموم المواطنين! كتبه عبدالرحمن کورکی (مهابادي)*